سوزان عون: للإنسان أكتب وبالإنسان أحيا ولأجل الإنسان أموت




 في السادس والعشرين من شهر آب الجاري ستوقع الشاعرة سوزان عون مجموعتها الثالثة "جدائل على أكتاف الحب" فكان لنا معها هذا اللقاء:

ـ هل لكِ أن تطلعي القراء باختصار من هي الشاعرة سوزان عون؟
أصوغُ الجمال فكرة، أحرر الواقع حلما، وأجعل الحلم واقعا، أنا منطلقةٌ إلى كهوف ومغارات الأخْيّلة، سابحة في بحور اللاوعي، مغردة في الأفق الحالم والبعيد، أرسم بكلماتي رسما، أكتب بمداد القلب قبل القلم، جنوحاً إلى الخيال وإمعانا في المحال، ونزولاً عند رغبة آلهة الحسن والجمال، هكذا أنا خيالية تحلم بأن يصبح حلمها واقعا.
أنا أكتب ذاتي، أكتب نفسي وحروفي هي انطلاق النور من بين جوانحي، هي شعلة النور والنار في كل صحراء ومهجر، هي واحة أمل وظل خميلة في هاجرة الصيف، هي حوار بين العابد والمعبود والوالد والمولود أنا أكتب للإنسانية المعذبة أكتب للمستضعفين وأكتب للحب بمعناه الأشمل حبا لذات الله كنت ولم أزل.
 أنا كاتبة الدمعة والفرحة واللوعة والأمل واليوم والماضي والمستقبل، أنا أسعى لسعادة البشرية أنا أممية للإنسان أكتب وبالإنسان أحيا ولأجل الإنسان أموت.
سوزان عون، من لبنان، الأصل من الكفور قضاء النبطية، ولدت في بيروت، كما معظم أجدادي، الذين تركوا القرية واتجهوا إلى المدينة.
نشأت ولله الحمد في بيت محافظ وأسرة تقدر القيم الدينية والأخلاقية وتعتبر الأخلاق هي سلاح الإنسان في الحياة، والديّ من أسر لبنانية أصيلة، فوالدتي من آل اللادقي من بيروت.
عشت قسما من طفولتي في لبنان، في أولى بدايات الحرب اللبنانية، بعدها سافرت في أواخر السبعينات مع أسرتي إلى دولة الأمارات العربية المتحدة.
درستُ القرآن الكريم في مراكز الشيخ زايد رحمه الله لتحفيظ القرآن الكريم، إلى المرحلة الثانوية.
بدأت أولى محاولاتي الكتابية في تلك الفترة، حيث كتبت أول رواية، وكانت أولى خطواتي التي مكنتني أن أقف اليوم على درب الكتابة الذي أعشقه تماما، وأعتبره زادي في الحياة، فالكتابة شيء رائع، أحول الصور الجميلة التي تراها عيني إلى كلمات.
 اتجهت إلى النثر والخواطر، حيث امتلأت كتبي ودفاتري الدراسية فيها، لاحظت ذلك مدرّسة اللغة العربية وقتها، التي أسندت لي دور الشاعرة الخنساء لأمثّله على خشبة المسرح آنذاك بحضور السيدة حرم الشيخ زايد، وطبعا كان عليّ حفظ قصائدها التي كانت مدرسة حقيقية في الأدب والشعر والإبداع.
عدت إلى لبنان في الثمانينات، تزوجت وأنجبت أولادي الخمسة حفظهم الله تعالى، وهم بفضل الله ثروة لا تقدر بثمن، فكانوا نِعم الذرية الصالحة.
زواجي المبكر أبعدني كثيرا عن الكتابة، ولكن لا أنكر كنت بين الحين والآخر، أمسك القلم وأكتب مذكراتي وبعض الكلمات التي لا زلت أحتفظ بها كلها.
كنت بارعة في تأليف قصص الأطفال، حيث كنت أقرأ من مخيّلتي يومياً قصة مختلفة لأولادي إلى أن يناموا، وكنت أركز في تلك القصص على إدخال مفاهيم وأسس تربوية بطريقة مبسطة، لأجذب أولادي للاستماع إليها وتقليدها، بدون اللجوء إلى الضرب كما عادة معظم الأهل.
 توجهت إلى التعليم الديني وتخرجت بدرجة امتياز، وعملت كمدرّسة ومشرفة ومديرة لدورات عدة في لبنان.
 غادرت لبنان بعد أن دمرت الحروب كل فرصة أو أمل لنا بحياة سعيدة فيه، فاتجهت نحو أستراليا التي حضنتني ورعت مسيرتي الجديدة في كنف أهلي، حضوري لأستراليا له فضل كبير على مسيرتي الكتابية، لأنه فتح لي باب قريحتي من جديدة لتستعر وتبدأ بالإفاضة من جديد.
حاصلة على شهادات عدّة أكاديمية في إدارة الأعمال، التجارة والعلوم المصرفية والمالية من أستراليا.
وحصلت على العديد من الشهادات التقديرية التي أعتز بها جداً، ومنها:
·      شهادة من رابطة العالم العربي والمهجر ومقرها فرنسا.
·      درع وشهادة تقديرية الذي حصلت عليه أثناء زيارتي إلى لبنان لتوقيع مجموعتي الشعريّة (ليلى حتى الرمق الأخير) من التيار اللبناني في قصر الأونيسكو.
·      شهادة تقديرية وجائزة من مكتبة سماحة العلامة السيد محمد حسين فضل الله بعد فوزي بالمرتبة الأولى في قصيدة مشاركة بمسابقة ثقافية بين لبنان وأستراليا.
·      شهادة تقدير وجائزة ودرع من رابطة البياتي في سيدني، في حفل كبير شارك فيه نخبة من شعراء وأدباء المهجر ومثقفي الجالية العربية في أستراليا.
·      حاصلة على المرتبة الأولى من البيت الثقافي في الهند عن فئة القصيدة النثرية.
      حاصلة على شهادة تقديرية من جامعة إيفري_ فرنسا، على مجمل نشاطاتي الأدبية.
·      حاصلة على شهادة تقديرية من وزير التربية في البرلمان الأسترالي.
·      شهادة تقدير من نقابة شعراء الزجل من لبنان، استلمتها في البرلمان الأسترالي.
·      درع التميز من جمعية أنماء الشعر العربي والزجل اللبناني في أستراليا تقديراً منهم على نشاطي الأدبي وإصداراتي الورقية.
·      شهادة تقديرية من الدولة اللبنانية ممثلة بالقنصل اللبناني سعادة الأستاذ جورج بيطار.
·       ناشطة اجتماعية في أستراليا وشاركت في معظم المهرجانات الثقافية والأمسيات الشعرية بقصائد حسب المناسبات.
·       مستشارة رابطة العالم العربي والمهجر.
·       سفيرة جمعية حواس الثقافية أستراليا.
·       سفيرة اتحاد النساء العرب.
.       سفيرة البيت الثقافي العربي بالهند.

2 ـ جدائل على أكتاف الحب، هو كتابكِ الثالث، هل لكِ أن تخبرينا شيئاً عن كتبك؟
*  أول إصدار لي كان مجموعة شعرية اسمها "إليك الرحيل فاذكرني"، وهو أول باكورة أعمالي.
 مجموعة شعرية ثانية اسمها "ليلى حتى الرمق الأخير" من دار العارف المطبوعات/ لبنان.
 مجموعة شعرية ثالثة اسمها "جدائل على أكتاف الحب".
 لدي كتاب شعري قيد الطباعة.

3 ـ ستقيمين ندوة لتوقيع الكتاب، متى وأين ومن سيتكلم فيها؟
سيتضمن برنامج الحفل كلمات لِ:
الدكتورة المحامية بهية أبو حمد.
الاعلامية السيدة وداد فرحان.
الدكتور والي اسلام.
الأستاذ الشاعر الفنان غسان علم الدين.
الدكتور الشاعر اميل شدياق.
 وكلمة العائلة لابنتي أسيل حرب.
وأختم الحفل بعدة قصائد لي وبعد ذلك أوقع المجموعة الشعرية للراغبين باقتنائها..
وذلك في يوم الجمعة الموافق ٢٦/٨/٢٠١٦
2016/08/26
الساعة: السادسة والنصف مساء
المكان:
3 New St E, Lidcombe NSW 2141
Renaissance Westella Lidcombe
ومن هذا المنبر المميز، أوجه الدعوة للجميع..

4 ـ الندوة السابقة كانت كعرس صغير، كيف ستكون هذه الندوة؟
بإذن الله ستكون أجمل بمن سيحضر، فهناك برنامج مميز ومشاركات قيّمة.

5 ـ ما رأيكِ بالحركة الأدبية في أستراليا؟
الحركة الأدبية في أستراليا حركة تبشر بالخير، فأنا أراها لا تهدأ..
فالجالية العربية نشيطة بطريقة لافتة، وما يجري أحياناً من خلافات، فهذه أمور جداً عادية، كانت وما زالت منذ بدء الخليقة.

6 ـ انتِ من الشاعرات القليلات في الجالية، كيف نشجع المرأة العربية على الكتابة والابداع؟
الكتّاب والشعراء والفلاسفة هم قادة الشعوب ورواد أمتهم إلى عالم التنوير وإذا أردت أن تتعرف إلى أمة فتعرف إلى شعرائها وفلاسفتها، وأقول: أرني شعراء أمة وكتّابها وفلاسفتها أنبئك بمستقبلها، بالشعر، بالرسم، بالفلسفة، بالقصة، بالرواية، بالمسرحية، نصنع مجتمعاً مستنيراً واعياً مؤمناً بماضي أمته وحاضرها ومستقبلها منطلقاً إلى ركبِ المدنيّة واضعاً نفسه في مقدمة الأمم والشعوب.
 هذه هي مهمتنا في الحياة، وهي مهمة صعبة تتطلب بذلاً ودمعاً وعرقاً ونزفاً فوق الورق ووضع رؤية موحّدة وهدف منشود ورسالة سامية تصنع أمة وفكراً وحضارة.
من هذا المنطلق، ومن هنا أوجه الدعوة لكل سيدة تجد لديها الموهبة، ألا تخجل أو تترك أي سبب يثنيها عن الكتابة والإبداع، فالكتابة  ليست حكراً على الرجال فحسب، أو على فئة دون أخرى..
ولولا الكتّاب والشعراء والفلاسفة لماتت الكلمة واندثرت الفنون..

7 ـ الفايس بوك، منهم من يقول دمّر الأدب وأباحه، ومنهم من يقول العكس، ما رأيكِ أنتِ؟
كما كتبتُ سابقاً عن هذا الموضوع، لكل اختراع حسنات وسيئات، حتى التلفاز شُنت عليه حروب في بداية اختراعه، ككل اختراع.
كل كاتب هو حامل لرسالة ما وتختلف هذه الرسالة من مجتمع إلى آخر، إن كانت على الصحف أو على جدران الفيسبوك، فالكاتب يكتب ما يراه.
 وقد تتفق عند البعض في كونهم كتاباً أمميين، وجدوا من وسائل التواصل الحديثة فرصة لنشر إبداعاتهم فالكاتب ضمير أمته، ومرآة واقعه ومحرر شعبه، وناشر الوعي والإيمان والثورة على كل معاني الظلم بشتى صورها أينما كان وتواجد.
ربما استغل البعض سهولة سرقة نتاجات الآخرين ونشرها بأسمائهم، ولكن قل لي أستاذي العزيز شربل، كم سيدوم هذا الخداع، وكم سنة؟
أنا مع كل ما يخدم البشرية ويساهم في مستوى وعيها..
ولكن يبقى الرادع الأخلاقي من يجب السعي في تنشيطه والعمل جميعاً من أجل المحافظة عليه كشعراء وأدباء ومبدعين.

8 ـ هل من كلمة أخيرة لأبناء الجالية؟
أقول للأحبة، كل خطوة تُكلل بالنجاح، تقود إلى خطوة أعظم أثراً من سابقتها، وأعني بكلمة النجاح ها هنا مقدار تأثير الكلمة على المتلقي وتفاعل نتاج الشعر مع بيئته ومحيطه، وينبغي أن يستخلص المبدع العبرة من الخطوة السابقة ليحقق ما يسمى في التربية بالتغذية الراجعة، فيعدل من مساره كرؤية شاملة لما كتبه في الخطوة السابقة أو ليعدل من أسلوبه أو ليرفع من درجة وعي الجماهير عبر الكلمة المؤثرة أو ليغير في نمط وشكل الكتابة، والكاتب ها هنا هو وحده الذي يملك الحس النقي الواضح الصحيح في تقييم خطوته السابقة انطلاقاً محموداً إلى الخطوة التالية.
لذا علينا الوعي والاستمرارية لتحقيق أهداف الإنسانية النبيلة وما خلقنا الله لأجله.
فالشعراء والأدباء رسل الكلمة ليوم الدين.
ويجب أن نتعالى عن مصالحنا الخاصة لتصل قافلة الإنسانية لبر المحبة والسلام.
كلمة شكر كبيرة لأستاذي شربل بعيني، والكثير من الاحترام والتقدير ولموقع الغربة الريادي..

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق