د. سناء الشعلان ل (الغربة): أكتب كي لا أجن،وكي لا أخرج شاهرة سلاحي على المجرمين



*      الرّواية لا تجامل أحداً،وهي مهر جموح،ولذلك ليس من السّهل امتطائها.
بيروت\غفران حداد
د. سناء شعلان  أديبة أردنية معاصرة من جيل كتّاب الحداثة العرب،وهي من أصول فلسطينية،إذ تعود أصول أسرتها إلى قرية (بيت نتيف) التّابعة لقضاء الخليل،وقد هاجمتها عصابات هاجاناه و إرجون،وهدّمتها،وهجّرت أهلها في عام 1948 بعد أن عاثت فيها تهديماً ونهباً وقتلاً،وأقامت مكانها بعضاً من مستعمراتها،فلجأت أسرتها كاملة إلى الأردن مع من لجأ من القرية إليها بعد رحلت تهجير مضنية،حيث وُلد والداها،وتزوجا،وأنجباها، لقبت سناء شعلان بشمس الأدب العرب و أميرة القصة العربية هي روائية وقاصة وكاتبة مسرح وأدب أطفال،فضلاً عن عملها الأكاديمي في مجال تدريس الأدب الحديث،إلى جانب عملها في مجال الإعلام وحقوق الإنسان. أُشتهرت في فترة التسعينيات وفي العقد الأوّل من هذا القرن بإبداعاتها ونقدها المهتم بالأسطورة والفنتازيا والموروث الشعبي والحضاري،لاسيما أنّ إبداعها يقدّم أشكالاً حداثية تهتم بالتجريب . ،لاسيما أنّ إبداعها يقدّم أشكالاً حداثية تهتم بالتجريب،ويفرز أنساقاً سردية جديدة قائمة على تداخل الأجناس والتهجين والتجريب.كتاباتها معنية بالمشاكل الاجتماعية والقضايا الفكرية والتجارب الوجدانية لاسيما العشقية،وهي من الكاتبات اللواتي أصدرن مجموعات قصصية مستقلة عن تجارب عشقية مختلفة،إذ ترى أنّ الحبّ هو طريق البشرية نحو الخير والجمال والإعمار،تحمل درجة الدكتوراه في الأدب الحديث،وتعمل أستاذة جامعية في التخّصص ذاته في الجامعة الأردنية في الأردن، تكتب الرواية والقصة القصيرة و المسرح والسيناريو وأدب الأطفال الذين أُشتهر لها فيه سلسلتها القصصية للأطفال الذين أضاءوا الدّرب.
وهي حاصلة على لقب واحدة من أنجح 60 امرأة عربيّة للعام 2008 ضمن الاستفتاء العربيّ الذي أجرته مجلة سيدتي الصّادرة باللّغة العربيّة واللّغة الانجليزية،وحاصلة على نجمة السّلام للعام 2014 من منظمّة السّلام والصداقة الدولية في الدنمارك.

وكالة "الغربة"  حاورت الشاعرة والقاصة سناء الشعلان عن بعض من مشوارها الادبي في سياق اللقاء التالي.

*عن سناء الإنسانة والأديبة والناقدة. هل تحديثنا عن سناء الشعلان؟
  سناء الشعلان امرأة التمرّد والبوح والغضب والتحليق خارج السّرب،أُحبني بمقدار رفضي للقبح والاستلاب والظلم،لا أقبل المناقصات في مبادئي،ولا أبالي بالخسارات مادمت قد ربحت سناء الشعلان.منجزي الأعظم هو ذاتي،ولأجلها كان مشروعي الإبداعي والنقدي والمهني والإنساني.

*  أنتِ أكاديمية،وتعلمين أستاذة للأدب الحديث في الجامعة الأردنية.فماذا أضافت الأكاديمية لكِ؟
  لم تضف الأكاديميّة أيّ شيء إليّ،فمؤسساتنا الأكاديميّة في العالم العربيّ في جلّها معاقة وعرجاء،ويدير عصبة من الدّهماء السّوقة،ولذلك تسرق من وقت المبدع ومن إبداعه،وتشوه روحه.

*عن الطفولة والنشأة والمدينة، والظلال المؤثرة في شخصكِ وإبداعكِ؟
  طفولتي كأيّ طفولة  فلسطينيّة في الشّتات حيث إرث من الحرمان والألم والحلم المسروق.والمذابح الدامية التي شهدها تاريخ النضال الفلسطينيّ لا سيما على أيدي الصّهاينة  ومن والهم من الخونة قد حشد الألم والغضب في روحي.


* تُوصف الأديبة الشعلان بأنّها من أجمل الأديبات العربيات في الوقت الحاضر على الإطلاق.فما أجمل ما فيها برأيك؟
  أجمل النساء هي القادرة على الغضب والتصريح بالحقيقة مهما كانت النتيجة.وأنا أتحرّى أن أملك هذا الجمال،وأملكه بامتياز.

*تكتبين عن العشق كثيراً.فأين أنت الآن من العشق؟

   أنا الآن غارقة في يمّ العشق،أعيشه بكلّ تفاصيله.أخيراً وجدت الرّجل الذي أحلم به.طوّفت الأرض بضع مرّات حتى وجدته.وأخيراً حدثت المعجزة،وصادفت العشق بملامحه الجميلة السماويّة.

*كيف بدأت الكتابة الأولى في القصة والرواية؟
   بدأت الكتابة في سنّ الخامسة،أيّ روايتي الأولى كتبتها قبل أن أتعلم الكتابة،فقد أمليت على والدتي،لكنّني في سن السّادسة تعلّمت الكتابة في غضون شهرين لا أكثر،وشرعت أكتب بنفسي.

* كيف كانت الكتابات الأولى؟
  كانت تشبهني تماماً،ولا تشبه طفلة صغيرة هادئة بعينين سماويتين،كانت كتابات متمردة غاضبة،منحازة للإنسان الفقير الضعيف المحروم،لطالما انتصرت للأضعف.

* بمن تأثرتِ بالكتابة في البدايات؟ وما هي الموضوعات التي أخذت حيزاً أكبر في قصصكِ وقتها؟
  تأثّرت بكلّ من قرأت لهم،وأشد ما تأثّرت كانت بالكتاب الذين عُرف عنهم الجموح والتمرّد ورفض الظّلم،وتصوير مثالب المجتمع وإكراهاته.لطالما هزّني "فيكتور هيجو" في رائعتيه :" البؤساء" و"أحدب نوتردام".ومنه ومن غيره من الكتّاب المتمردين تعلّمت أن أكتب الثورة والتمرّد والغضب والسّخرية.

* الكاتبة سناء الشعلان هل من تعريف خاص للرواية وفق تعريفك الخاص؟
  الرواية هي القدرة باللغة وعبر اللغة من اختزال عوالم المادة والفكر والروح والتجربة والأحلام والانزياحات في مساحات ورقيّة.

*كيف تقيمين الأدب العربي اليوم عامة والأدب الأردني خاصة وبصراحة؟
  الإبداع الأدبي بالتحديد تلازمه حالة واصفة واحدة له،وهذه الملازمة تتأتى من متلازمة الإبداع والحراك البشري المدجج بحقّ الجميع في التجريب والتقديم.ومن هنا يبزغ القليل المبدع العبقري،في حين ترصف الطّرق بالمهمل وسقط المتاع،وهذا ينطبق على الأدب العربي وغيره في كلّ مكان وزمان.هناك كثير مهمل،وقليل ينتزع الخلود والبقاء والاحتذاء به.

*ألا تلاحظين معي توجه الكاتبات الأردنيات نحو القصة القصيرة والابتعاد عن الشعر والرواية، فهل لديك تفسير لمثل هذه الظاهرة؟

  الرّواية لا تجامل أحداً،وهي مهر جموح،ولذلك ليس من السّهل امتطائها،وضعاف الفرسان يهربون منها.

* يقال إنّ أعمالك الأدبية لا سيما رواية «السقوط في الشمس» ومجموعة «احك لي حكاية» و« الجدار الزجاجي» و« الكابوس» غارقة في اللغة الشّعرية، فهل هذه الأعمال احتفالية بالشكل على حساب الجوهر؟
  لا يمكن أن يكون الأدب إلاّ احتفالاً بالشّكل فضلاً عن حضور الموضوع؛لأنّ اللغة في الأدب هي غاية كما هي أداة.وبخلاف ذلك يسقط الشّرط الإبداعيّ،ولا تعود مساحات الكتابة على الورق إبداعاً،بل تغدو أيّ شيء إلاّ أدباً.

* يقول "ماركيز": أنا أكتب حتى يحبوني الناس وأكسب الكثير من الأصدقاء لماذا تكتبين؟
    أكتب كي لا أجن،وكي لا أخرج شاهرة سلاحي على المجرمين،فأشهر  قلمي عليهم،لعلّه يسرق أرواحهم الشريرة.

* يعتبرك الكثير من النقاد والقرّاء من الكاتبات المتمردات والبعيدات عن كل قيود الشرقية كأنثى وأديبة وروائية مجددة وجريئة.. كيف ترين نفسك هنا؟
   أرى نفسي كما أحبّ وأشتهي؛صادقة وجريئة ويخشى الأوغاد لسانها والالتقاء بها.

* تقول الشاعرة و الكاتبة غادة السمان إنّ "الكاتب هو أكثر المقاتلين صموداً ..إنه يحاول أن يحمي دماغ الأمة من التدمير" ، برأيكِ هل مازال الكاتب العربي يحمل هذا الهم على عاتقه ؟ ما الذي يعيقه ؟
  من يُشهر القلم في وجه التّاريخ والحياة عليه أن يحمل الهمّ على سنانه.

*بعيداً عن الكتابة ما الهوايات التي تحبين ممارستها بأوقات الفراغ؟
  أحبّ السّباحة والسّير وحيدة في الغابات.

*كلمة أخيرة تحبين قولها لقرائكِ في العراق والعالم العربي من خلال وكالة"الغربة"؟
  لا تصدّقوا أدباً لا يدعوكم إلى الانتصار  لكرامتكم وإنسانيتكم وحقّكم في حياة عادلة شريفة.


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق