سميرة خوري : الدراما الأردنية ليست في أحسن حالاتها

 


بيروت / غفران حداد

ممثلة أردنية قديرة عملت في بداية حياتها كمدرسّة لمدة 16 عاماً وكانت مغرمة بمتابعة البرامج الإذاعية، حتى طُلب منها تقديم دراما بسيطة في برنامج الأسرة، وحين لمس الشاعر الراحل (عبدالرحيم عمر) أدائها، طلب من (أحمد قوادري) منحها دوراً في عملاً مسرحياً بعنوان (الأستاذ)، لكن عائلتها رفضت فكرة عملها بالتمثيل، حتى أقنعهم الإعلامي (مروان دودين) بذلك. شاركت في عدة مسلسلات درامية، مثل: (قرية بلا سقوف) 1982، (القرار الصعب) 1992، (التغريبة الفلسطينية) 2004، (معاوية بن أبي سفيان) 2010، .. وغيرها الكثير.

انها الفنانة المبدعة القديرة سميرة خوري التي كانت في ضيافة وكالة الغربة، حاورناها عن بعض مشوارها الفني في سياق اللقاء التالي.

* لاحظنا في الفترات الأخيرة قلة تواجد الفنان الأردني على الشاشات العربية ما السبب؟

توقف الفنان الأردني عن العمل لأنه ما عاد هنالك سوق لتسويق الاعمال الأردنية ولا يوجد إنتاج، و المحطات العربية تضع شروط معينة لمواصفات العمل الذي تريد أن تشتريه فإذا ما كان العمل ضمن مواصفات عالية لشخص فرد لا يستطيع إنتاج هكذا أعمال فإن لم تنتج الدولة الأعمال فنحن سنبقى بلا عمل ونرى غيرنا بأعمال وأحنا قاعدين نتحسر .

* شاركتِ في العديد من المسلسلات التي تركت بصمة لدى الجمهور العربي والعراقي ولكن أدواركِ في مسلسلات (العزيمة، آخر أيام اليمامة،التغريبة الفلسطينية ) البصمة الأجمل فماسر تعلق الجمهور بهذه النوعية من الأعمال ؟

الجمهور يتعلق بالأعمال التي تدخل وجدانه فحين يكون العمل يحمل قضية وتلامس ظرف من ظروفه النفسية أو الاجتماعية فأكيد يتعلق بها خصوصا اذا كان إنتاجها قوي جدا والنص جيد والتمثيل قريب من القلب اكيد يتعلق به لكن لاحظت ان مسلسل التغريبة الفلسطينية والدرب الطويل هما أكثر عملين تعلق بهما المشاهد وقد دعيت للذهاب الى فلسطين لتكريمي وكانت اللجنة المكرمة وهي ملتقى المثقفين المقدسيين والتكريم تم في جامعة القدس تم عرض بعض المشاهد من مسلسل الدرب الطويل ثم قام الدكتور حسن عبد الله بتقديمي للمشاهد الفلسطيني وعند صعودي الى المسرح صدقيني مشهد لن لنساه طول عمري الزغاريد والتصفيق والبكاء كل هذا طبعا ردود فعل عمل فلسطيني دخل وجدانهم وعبّر عن أحاسيسهم، ومعاناتهم وكان هذا العمل هو الوسام الذي لخّص مسيرتي الفنية على مدار اربعين عاماً .


* أين أنتِ اليوم من المسلسلات البدوية؟ وما سر نجاحها وخلودها على أيدي الممثلين الاردنيين ؟

معظم الفنانين الأردنيين يتحدثون اللهجة البدوية فعندما يشاهدون مسلسل بدوي يشعرون بالسعادة انه الفن يتحدث بلسانهم ويتهافتوا على رؤية هكذا مسلسلات هذا أولا و ثانيا لأن الفنان الأردني الأكثر اتقانا بلهجة البدوية ويشعر المشاهد انه الممثل أصله بدوي يتحدث بلسان البدو ان كان ممثل أو ممثلة وثالثا لدينا في الأردن خبراء في الأعمال البدوية من حيث كتابة النص من حيث الملابس الخاصة بالبداوة من حيث البيئة التي يتم اختيارها للتصوير من حيث الاكسسوارات الخاصة التي يستخدمها الممثل أو الممثلة مثل الجدائل للشعر أو اليشماغ للرجل والأهم من كل ذلك ان يكون المخرج ملماً بحياة البداوة، حيث يجب أن يعرف كل صغيرة وكبيرة لا يعرفها إلا المختص بحياة البدو وان غفل عنها المخرج فورا يشعر المشاهد بالخلل مثلا كيفية استخدام البارودة وكيفية يحلبون الأغنام وطريقة الطبيخ على الحطب هذه التفاصيل جدا جدا مهمة ، وبالنسبة لي انا جدا اعشق الأعمال البدوية وبزمني مثلت أعمال بدوية كثيرة جدا ولكن بحكم العمر والأعمال البدوية جدا مرهقة في التصوير ان كان في الصيف او في الشتاء بحكم الديكورات تكون خارجية ولكن اذا عرض عليّ عمل بدوي ممكن اوافق عليه لكن ما يكون مرهق ومتعب .

*على ماذا تعتمد الفنانة سميرة خوري في اختيار أدوارها؟

بالنسبة لي أنا أهم شيء عندي النص ، ان يكون النص جيدا بمعنى هل سيرتقي هذا النص بذائقة المشاهد ويزيد من ثقافتهِ ومعرفتهِ الحياتية وثاني شيء دوري في هذا النص هل سيكون هذا الدورة مناسبا لي وهل يضيف لي على خارطة اعمالي التي عاشت تاريخي الفني على مدى كل هذه السنين ، وثالث شيء المخرج يجب أن يكون صاحب خبرة فنية يحول الأحداث إلى واقع يعيشه المشاهد وسماعه ويقربه من الحدث كأنه جزء منه

*كيف ترين واقع الدراما الأردنية اليوم؟

الدراما الأردنية اليوم ليست في أحسن حالاتها، وهي كذلك منذ مدة طويلة، منذ مرحلة الثمانينات بعد أن كانت تتصدر اعمالنا تتصدر التلفزيونات العربية

تحلق في سمائها وتدخل كل بيتٍ فيها وبعد حرب الخليج وما حصل من مواقف معروفة لا داعي اذكرها الآن ،توقفت تلك الدول عن شراء أعمالنا وبالتالي توقف إنتاج الدراما وشلّت حركة الفنان بشكل عام علما ان علاقاتنا مع تلك الدول عادت إلى طبيعتها بعد فترة وجيزة ولكن أصحاب القرار لم يفكروا بإعادة الانتاج ،وبنفس الوقت المنتج الخاص لم يعد بقدرته ذلك لان السوشيال ميديا وضع حدا لمعايير ومواصفات الأعمال المنوي شراءها مما جعل التكلفة عالية جدا حرمت المنتج الخاص من القيام بأعمال تُغني عن اهتمام الدولة لهذا الأمر .

* أين أنتِ من السينما اليوم؟ وكيف تقيمين مستوى السينما الأردنية؟

لم تكن السينما مطروحة في حسابات المنتج الأردني لكن كان هناك بعض الأعمال الفردية والمتواضعة شاركت في إحداها للمخرج وجدت إنزور وهو فيلم تلفزيوني وليس سينمائي بعنوان زيارة غير عادية وبقي الحال هكذا حتى عام2018 , وفي هذا العام لما مؤسسة (فجرنا ) بإنتاج فيلم روائي طويل من نوع الأكشن دراما بعنوان "صباح الليل " تأليف عايدة الأمريكاني وإخراج ناجي سلامة شاركت به مع مجموعة كبيرة من الفنانين الاردنيين وتم افتتاحه تحت رعاية سمو الأميرة ريم علي عام 2019 وارجو ان يكون بداية ناجحة وحقيقية للسينما في الأردن

*التلفزيون لم يدعم الفنانين الأردنيين الروَّاد بشكل يليق بتاريخهم الفني فتوجهوا للعمل في الدراما العربية فكيف تقيمين هذه الانطلاقة؟

طبعا توجه المبدعين والروّاد إلى الخارج خطوة إيجابية يواصلوا العمل الفني في الخارج وليظهروا للقاصي والداني انه يوجد فنان اردني مهم ترفع له القبعة و ثانيا ليظهروا لأصحاب القرار في الأردن ان الفنان مطلوب خارج الأردن مثله مثل أي فنان عربي ، ومع ذلك لا حياة لمن تنادي ولا يعترفون و لا يعرفون أن الفنان الحقيقي في اي بلد هو الصورة الحقيقية لمستوى حضارة وثقافة ذلك البلد وحتى الآن لا تغيب عن بالي اليافطات الكبيرة التي كانت تزيّن شوارع بغداد أيام ما كنا نذهب لحضور مهرجانات بغداد ،لتقديم عروض المسرحية ومكتوب عليها البلد الذي ليس به فنانون كبار ليس به سياسيون كبار ، نعم ..نعم تحية اليكِ يا بغداد .

*ما زالتِ تحملين لقب فتاة الشاشة الأردنية رغم السنين التي مرت فماذا تعني لكِ الألقاب؟

الفنان الحقيقي عندنا يطلق عليه الجمهور الذي يحبه ويقدره شيء رائع يعطي للفنان الاعتزاز بالنفس والمزيد من العطاء باللقب مثلت الذي أطلق على فاتن حمامة

سيدة الشاشة العربية وعلى منى واصف سنديانة سوريا وعلى عبد الحليم حافظ العندليب الاسمر، يموت الفنان ويبقى حاملا للقب انه لقب حقيقي وليس منتزعاً لمصالح شخصية.


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق