بيروت ـ غفران حداد
بيا علوش فنانة لبنانية شاملة برعت في كتابة الشعر الغنائي الخفيف و التلحين والتوزيع الموسيقي الغربي ذو الإيقاع العصري الحديث. بداية عام 2013 إهتمت ”بيا“ بتنمية موهبتها بتعلم العزف على الغيتار والبيانو وإنتاج أغانيها الخاصة من خلال كتابتها وتلحينها بنفسها وأدائها. إصدارها الأول في نيسان عام 2013 كان تقديم أغنية ”يا ستي يا ختيارة“ بطريقة عصرية وشبابية مختلفة كلياً عن سابقاتها .
وكالة "الغربة" حاورت الفنانة بيا علوش وسألناها عن آخر مستجداتكِ الفنية على صعيد التلحين والتوزيع الموسيقي وكتابة الشعر الغنائي فقالت :بإذن الله أتحضر لمشاريع جديدة بعد توقف مؤقت دام عامين بسبب وفاة والدتي اول عام 2018 وبعد أن انطلقت باللهجة اللبنانية ثم الإنجليزية ومؤخراً باللهجة البيضاء مع أغنية " ويـا الروح" الجديد سيكون باللهجة المصرية.
وفي الساحة الفنية نادرا ما نجد ملحن وموزع موسيقي امرأة ، فكيف راهنت علوش على النجاح وأثبتت وجودها فأكدت: أنا مازلت في أول الطريق وأحتاج الوقت لإثبات وجودي لأن الساحة مزدحمة أولاً ومسيسة ثانياً لذلك أعمل من منطلق موهبتي الصرفة كوني من عائلة فنية وأمتلك الموهبة في الموسيقى فعلاً وليس قولاً الى جانب موهبة الرسم والموهبة هي بطاقة دخولي المجال الفني فأنا لست دخيلة على المجال وبمجهود فردي وبدون دعم من أي شركة حتى الآن.
كشفت عن سبب قلة وجود ملحنين وموزعين موسيقيين في الساحة الفنية اليوم: الأمر كله يتعلق بالموهبة الحقيقية حيث لا يمكن لأي شخص أن يدعي شيئاً لا يملكه وهي هبة ربانية حيث لا يمكن تعلم الموسيقى فقط إذا لم تتوفر الموهبة ومقوماتها من حيث إحساس الفنان وأفكاره وقدرته الإبداعية لذلك هم قلة في مجال الموسيقى وأغلب الموجود على الساحة هم دخلاء للأسف و منهم من يعتمد فقط على صوته دون النظر الى أن عنصر شخصية الفنان أي الكاريزما لها دور كبير في نجاحه الى جانب الدعم المناسب و حسن اختيار الأعمال.
مشيرة عن سبب إعادتها صياغة لحن وتوزيع وأداء أغنية يا ستي ياختيارة ومحاولتها إحياء الفلكلور التراثي للغناء اللبناني أكدت: أنا لم ألجأ لأحياء الفلكلور والأغاني القديمة كلها فقط أخترت " يا ستي يا ختيارة" لتكون صورة عما أريد أن أقدمه للجمهور و هي أغنية شعبية كلماتها خفيفة أحبها و أرددها كثيراُ عملت عليها و تناسبت مع التوزيع الغربي الذي أجيده و كانت التجربة ناجحة مهدت لتقديم أغاني جديدة كلياً.
وعن سبب تصريحاتها الفنية بانها ليست مغنية بل ملحنة وموزعة موسيقية وشاعرة فقط قالت: الغناء ليس سهلاً فهو يحتاج إمكانيات صوتية وتقنيات عند المغني حتى يتم اعتباره مطرباً وأنا لست كذلك. إذا كان الجمهور يرى صوتي جميلاً هذا رأيه ويسعدني كثيراً لكن أشدد على أني أضع صوتي على الأغاني التي أقوم أنا بتأليفها من الألف الى الياء مع استعدادي لتقديم أعمالي لمن يرغب من المغنين. ودخولي المجال في الأصل هو لتقديم أفكار وتجربة غنائية شبابية عصرية جديدة لا أن أكون مغنية زيادة عدد وأفضل لقب فنانة فهو ينصفني وليس مغنية ولا مطربة.
قيّمت علوش رؤيتها لمستوى انتشار الأغنية العراقية: تمتاز الأغنية العراقية عامة بغنى مقاماتها و إيقاعاتها و القوالب الغنائية مثل الموال والنايل و السويحلي وغيرها و بالكلمة و اللحن الحزين والشجن الذي يميل إليه المستمع العربي بخلاف الأغنية الإيقاعية الفرحة لذلك حافظت على شعبيتها و نجاحها من الانحدار الفني الذي نشهده منذ عام 2000 حتى اليوم مع التحفظ على بعض الأعمال التي تصنف في خانة الأغنية التجارية حيث معظم الأغاني في أيامنا هذه لا تعيش أكثر من 3 أشهر بينما أغاني التسعينات وما قبلها مسموعة و بقوة حتى بين أوساط الشباب. ومن مننا لا يزال يستمتع بـ " عبرت الشط" وأغاني الأستاذ ناظم الغزالي و أداء الأستاذ إلهام المدفعي و غيرهم من المبدعين فالأصيل يبقى أصيلا لو مهما جرى عليه الزمن.
عن إعجابها بأعمال ملحنين ومطربين عراقيين أشارت :ليس لدي ملحن أو مطرب مفضل محدد فأنا بشكل عام تجذبني كل أغنية جميلة وكل أداء بإحساس صادق بالإضافة أنني غالباً أستمع الى الأغنية الغربية معظم أوقاتي.
وردت عن إمكانية سماعها بعمل مشترك وتعامل فني مع مطربين عراقيين : يسعدني ذلك بالطبع فأنا لم أحدد نفسي بلهجة معينة شرط أن تكون ضمن إمكانياتي وأحاول مع كل إصدار جديد التنويع وتقديم الأفضل للجمهور.
0 comments:
إرسال تعليق