روميو عويس: ديواني الشعري سيصدر هذا العام في لبنان وأستراليا

روميو عويس الشاعر الاعلامي يفتح قلبه لمجلة "لقاء" التابعة لموقع "الغربة"، ليخبرنا عن رحلته مع الاعلام والشعر في أستراليا
أجرة اللقاء شربل بعيني 
ـ هل يعتبر روميو عويس نفسه شاعراً أم إعلامياً؟
ـ "نص، نص".. نظمت الشعر في سن مبكرة، فكتبت منه "القرادي" في أول سنيّ الدراسية، وكبر الشعر ونما معي الى أن أصبح مقبولاً.
نشرت أولى قصائدي في مجلة "الشعلة" بتشجيع من الشاعر الريفي أسعد السبعلي، رحمه الله، الذي حثّني على المتابعة، قائلاً لي: ستكون شاعراً إن أنت تابعت الكتابة. بعدها نشرت في مجلاّت عدة "كالأدب الشعبي"، و"الشحرور"، وملحق النهار، واليوم أنشر في مجلة "صوت الشاعر"، المجلة الوحيدة المتبقيّة للشعر المحكي. بالاضافة الى أن معظم الصحف العربية نشرت قصائدي. ولي على "الفايس بوك" قصائد يومية تقريباً.
منظر من نبع رشعين
أما بالنسبة للاعلام، فبعيد وصولي الى أستراليا، وكان قد سبقني اليها العديد من الشعراء اللبنانيين، أصدرنا عام 1970، أنا وجورج جبّور وجوزاف خوري جريدة "التلغراف" السياسية، التي ما زالت تصدر الى يومنا هذا.. وكان قصدي تخصيص مساحة فيها للشعراء والادباء لينشروا مؤلفاتهم. وعندما لم أجد في الجريدة ذلك المتسع أصدرت في العام نفسه مجلة أدبية اجتماعية أسميتها "صدى لبنان"، وكانت تنشر كل ما يصلها من مقالات أدبية وأشعار لأبناء الجالية والوطن أيضاً، وفي نفس الوقت تغطي نشاطاتهم الاجتماعية.. إلى أن اندلعت الحرب اللبنانية، فحولتها الى جريدة، وكم كان يؤلمني أن أكون صاحب جريدة تعيش على دماء أهلنا ودمار وطننا.
ـ ألم يحن قلبك الى اصدار جريدة كصدى لبنان، أم أن الشعر أخذ كل وقتك؟
ـ مع وجود الانترنت وصفحات التواصل الاجتماعي والبث التلفزيوني العالمي، تراجع عدد قراء الصحف الورقية، كون الحدث أصبح معلوماً قبل موعد صدور الصحيفة بأيام، عدا انني بالاصل لا أهوى السياسة، وأمقت مكر وخداع السياسيين.
ـ هل تفكر بنشر أشعارك في دواوين، أم انها للفايس بوك فقط؟
ـ الفايس بوك رغم فضله في ايصال القصيدة لمن يرغب في قراءة الشعر إلا أنه لا يحفظها للتاريخ. أما الكتاب فيحفظ الشعر وغير الشعر لأجيال وأجيال. لذلك قررت أن أقصد لبنان هذا العام، موطن الحرف والاشعاع، لأطبع أول ديوان لي لأوزعه هناك، وبالطبع هنا أيضاً، ليكون بين أيدي الأصدقاء، وليبقى ذكراً بعد رحيلي عن هذه الدنيا، فالشاعر يعيش بدواوينه بعد مماته، وهكذا أكون قد حافظت على قصائدي من الاندثار. فكم وكم من الشعراء والادباء الذين غابوا دون أن ينشروا مؤلفاتهم، التي لم يبق لها أي أثر.
ـ لماذا غاب روميو عويس عن الساحة الأدبية كل هذه المدة؟
ـ الأسباب عديدة، منها العمل، اذ أنني، بعد الابتعاد عن العمل الصحفي، اتجهت نحو التجارة، ومنها أيضاً المرض، فلقد عانيت من مرض القلب، لدرجة أنني أجريت عملية القلب المفتوح، ومنها بسبب غيابي وأسفاري زائد الكسل والاهمال.. ولكنني رغم التجارة والمرض والكسل لم أتوقف عن نظم الشعر وحفظه في دفاتري.
ـ هل يقرأ روميو عويس في هذه الأيام ولمن؟
ـ القراءة غذاء الروح.. عدا عن انها تنمي الثقافة وتضعك أمام كل جديد. أما لمن أقرأ؟ عادة أقرأ الكتب الصادرة هنا، مع ما يصلني من الوطن من دواوين وكتب. وبفضل الفايس بوك أقرأ للعديد من الشعراء اللبنانيين والعرب.
ـ ما نوع الشعر الذي تكتبه أو الذي ترتاح اليه أكثر؟
ـ الشعر لغة الصلاة منذ البدء، وفي جميع الاديان السماوية فالصلاة في الكنيسة شدو وترانيم وتجويد وكلام موزون عند المسلمين، اذا الشعر لغة مقدسة محببة عند الله.
 غالباً القصيدة هي التي تأتي اليك. فبحسب الظروف والشعور تكون القصيدة، فإن كنت تعيش حالات الحب والعشق، تكتب الغزل، وان كنت متألماً أو مريضاً، أو حرك شعورك منظر ما تصف حالتك. وكمغترب يدفعك الشوق للكتابة عن وطنك وذكريات طفولتك.
ـ أنت من بلدة رشعين.. هل رجعت اليها؟ وهل أهديتها شيئاً من شعرك؟
ـ كل فرد يرى بلدته الأجمل، وهذا أمر طبيعي لأن لمسقط الرأس محبة خاصة، ولسني الطفولة ذكريات جميلة، وأن تكون بلدتي رشعين الجميلة بطبيعتها، وبساتينها، وناسها، ونبعها، وطواحينها، الى ما هنالك من جمالات طبيعية. بالطبع، أشتاق اليها، واحن لطفولتي وذكرياتي. زرتها مراراً وسأزورها هذا العام، بإذن الله، عندما أقصد لبنان لطبع ديواني.
كتبت لها قصائد عديدة احتفظ بالبعض منها. أقول مثلاً:
بيني وبينك يا جسر رشعين
عشرة عمر، عشرة صبا وسنين
بعدها بتعنّ ع بالي..
وفي قصيدة أخرى أقول:
رشعين انتي كل أحلامي
اللي بشوفها بهالليل بمنامي
بوعى، براجع ذكريات سنين
ومطارح، واستعرض اسامي
واذكر أنني، بعد سفري عام 1969، كتبت قصيدة لوالدي كان معظمها حنين لبلدتي رشعين.
ـ الفايس بوك أوجد ما هبّ ودبّ من الشعراء، هل يزعجك هذا؟
ـ الموهبة نعمة من عند الله، فإن تكن شاعراً أو مطرباً أو رساماً عليك أن تكون موهوباً، وبقدر الموهبة تنجح قبل أن تتثقف وتتعلم أصول الكتابة والاوزان، وتدرس الموسيقى والالحان واصول الرسم وانواعه، فالموهبة هي الاساس الذي يبنى عليه، وبما انها نعمة من الله فيجب أن نعترف من أنها تختلف من حيث العظمة بين موهوب وآخر. وليس كل من تعلّم الوزن اصبح شاعراً!.. ولا كل من تعلّم اصول الغناء صار مطرباً!.. فان عملنا بهذا نخفف عن انفسنا الكثير من المتاعب، وأنا شخصياً أقرأ للجميع ولا انتقد أياً منهم لأن الكل يعمل ويعطي مقدرته.
ـ آخر كلمة لشعراء الجالية.
ـ محبتي واحترامي للجميع. أدعو الى التطور والمزيد من الابداع والتخلي عن الانانية والطعن بالظهر، ولتكن المحبة جامعنا والاقرار بالموهبة المعطاة من الله لكل شاعر، وتقديرنا لها بدلاً من الحسد والغيرة والانتقاد لمجرد الانتقاد.
أكرر محبتي للجميع وتحياتي ولنتكاتف لرفع مستوانا جميعاً. وأترككم مع هذه القصيدة:
انا وقلبي
ببلادنا لما بيجي تشرين
بيقولو العام قرّب عالنهايه
وتشرين عمري بلّش من سنين
وكانون؟ طلّت جبهتو جايي
ولليوم بعدا لفتة الحلوين
بتفعل بقلبي فعلها كفاية
في ناس قالو: جهلة الستين
الستين؟ من مدّة مقفّاية
وعايش كأني بأول العشرين
عامل بعمري وشيبتي نكاية
ويا ما قلت: يا قلب حاج تلين
وترقص، وبترجّاه ترجاية
بقلّو: الطبيعة في لها قوانين
والعمرهيك فصول وحكاية
بيرد: لا تسمع للمجانين
البيفصّلو قوانين توصاية
قوانين عا قياساتن وتخمين
تا يعمموها في لهن غاية
بتكون تلفت شفرة السكّين
وسيوفهم صارت مصدّاية
تا تعيش؟ سكّر دينتك بالطين
والتزكرة رميها بقفا الجارور
ولا توقف مقابيل لمراية
**

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق