مقابلة مع رابي يونان هوزايا



اجرى المقابلة يوحنا بيداويد 

يونان هوزايا أحد اعلام أبناء شعبنا، حمل هموم امته منذ نعومة اظافره، إهتم باللغة السريانية وكتابة الشعر والقصة القصيرة، بالإضافة الى مؤهلاته العلمية حيث تخرج من جامعة الموصل – كلية الهندسة عام 1981. عمل سنوات طويلة في وزارة النفط، التحق بالحركة الديمقراطية الاشورية وتولى مهام عديدة من عضو المكتب السياسي الى  نائب للسكرتير العام للحركة  وتولى حقيبة وزير الصناعة والطاقة. 
صداقتي مع رابي يونان قديمة على الرغم من فارق العمر، حيث كان زميل لأخي الأكبر سفردون في الجامعة. التقيت به وبمجموعتهم في الجمعية الثقافية السريانية عام 1979م، ومنذ ذلك عرفته انسان صاحب مبدا في حياته، كثير العمل قليل التصريحات، حينما طلبنا منه اجراء هذا اللقاء الذي كان مؤجلا منذ ملتقى الأصدقاء قبل سنتين في باريس بسبب الظروف التي مر بها أبناء شعبنا بالرغم من ظروفه الصحية لم يرفض مشكورا. نتمنى له الصحة والشفاء العاجل وعودة سريعة لقلمه وابداعاته.
كما اشكر الاصدقاء الياس منصور، واديب كوكا وعادل دنو الذين ساعدوني في جمع المعلومات والملاحظات المهمة عن سيرة رابي يونان وتوفير الصور القديمة.

س1 
رابي يونان هل يمكن تخبرنا شيئا عن سيرتك الذاتية؟
بداية، فإنني أشكر الأخ والصديق يوحنا بيداويد واشكر موقع عنكاوا لنشره هذا اللقاء.. وأود أن أسجل إعتزازي العالي وتقديري لزوجتي ورفيقة دربي، التتي كانت دوما سندا لي، وتحملت لأجلي صعوبات جمة، وأعتذر للذين نسيت أو سهوت في ذكرهم، وعن سيرتي الذاتية:
-   تولد زاخو- 1956
-   متزوج من السيدة جاندارك  خوشابا، ولهما: نينوس- نيشا- رابيل- راميل
-   خريج كلية الهندسة- جامعة الموصل
-   عمل وزيرا للصناعة والطاقة- حكومة أربيل- بين 2000- 2005
-   نشر 14 كتيبا في: الشعر السرياني والقصة القصيرة السريانية، أعد مع الزميل أندريوس يوخنا قاموس بهرا (العربي- السرياني)، ومع الأساتذة ب. حداد وعوديشو ملكو قاموسا (سريانيا- عربيا)، (برعم اللغة)، وكتابين في اللغة السريانية، وكتاب في النقد الأدبي، وكتاب مقالات وأبحات بالعربية..
-   ترأس الجمعية الثقافية السريانية لعدة سنوات
-   شارك في الأعداد والتحضير لمؤتمر بغداد القومي (الكلداني السرياني الاشوري)، عام 2003
-   شارك في عملية ترجمة وأعداد المناهج للدراسة السريانية في التسعينيات
-   القى عشرات المحاضرات في مستقبل الامة واللغة والادب السرياني
-   له مقالات كثيرة في الصحف والمجلات والدوريات السريانية
-   انتخب عضوا في المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية في المۆتمر الثاني – نوهدرا 1997 
س2
حسب معلوماتي الشخصية انت دخلت حقل السياسة مبكرا، هل يمكن ان نعرف شيئا عن تلك المرحلة؟ ماذا كانت بواعث رغبتك؟
 شهدت بداية السبعينيات نهوضا عاما وبدايات للوعي القومي وحتى الوطني، وهذا بسبب الحراك الثقافي والسياسي الذي كان نتيجة لتفاعل مجموعه‌ من القرارات والاتفاقيات، منها: اتفاقية آذار للحكم الذاتي لكوردستان العراق وميثاق العمل الوطني والجبهة الوطنية والحقوق الثقافية للسريان والتركمان .. وكل هذه اسفرت عن أجواء صحية للحوارات، وفي مكان مثل زاخو حيث كنت طالبا في الثانوية، كانت الاجواء تتجه نحوالانفتاح، تأثرت بذلك المناخ من ضمن الاستجابة الطبيعية لبعض الطلبة المتفوقين في مراحلهم، وكان من بينهم الاخ الاستاذ أيشو الياس (الذي يعيش في امريكا)، شخصيا لا اعتبر ذلك الانفتاح والحوار بالسياسة، لانه يفتقر الى التنظيم والمواقف، الا ان تلك الظروف دفعتني الى المطالعة، وانتهال الثقافة، فاصبحت زبونا كثير التردد على المكتبة العامة في زاخو، وقرأت الكثير من الروايات والاعمال الادبية المتوفرة فيها، أمثال أعمال مصطفى لطفي المنفلوطي وإحسان عبد القدوس وسلامة موسى ويوسف أدريس ونجيب محفوظ وميخائيل نعيمه وجبران خليل جبران، والاخير تأثرت باسلوبه الكتابي كثيرا..
س3
بعدما إنتقلت عائلتك الى بغداد، دخلت مجال الدفاع عن الهوية القومية لأبناء شعبنا. هل لك تعطينا عن هذه المرحلة أيضا شيئا مختصرا، فحسب علمي كنتم مجموعة من الشباب معظمهم من زاخو تقضون معظم اوقاتكم معا؟
أحداث وتداعيات ثورة أيلول التحررية الكردية خاصة بعد انهيار وعود السلطة في بغداد في منح الحكم الذاتي، وكون قرانا في مناطق التماس وميدان كل اقتتال، من ثم تهجيرنا ثلاث مرات، ناهيك عن الحصار الدائم من قبل الحكومة، مقابل ذلك يبدأ النزوح من القرى الى بغداد للعمل – وبالنسبة للطلاب للالتحاق واكمال دراستهم، ولاحقا لالاف العوائل، وفي بغداد انخرط الشباب في النشاط في الاندية التي وصل عددها قرابة العشرين، منها ثقافية فنية كالنادي الثقافي الآثوري والجمعية الثقافية، وبعضها اهتم بالامور الثقافية والفنية، كنادي بابل ونادي الأخاء، وهذه كانت نواة تجمعنا نحن مجموعة شباب من مختلف قرى زاخو، جمعنا حب لغتنا والبحث في ثقافتنا، وارتياد النوادي بحضور المحاضرات والانخراط في دورات اللغة الام، وحضور مجالس الأكبر منا سنا وخبرة على حدائق الجمعية الثقافية وأتحاد الأدباء السريان وغيرها، وأخص بالذكر الأساتذه‌ بنيامين حداد وزيا نمرود كانون وأفرام جرجيس الخوري ومنصور روئيل وهرمز ششا كولا وعوديشو آدم وغيرهم، ومجموعتنا كانت تضم اسماءا كثيرة نذكر منهم (ألياس منصور وأديب كوكا وأسكندر بيقاشا وكوركيس اوراها ونزارالديراني وسلام قرياقوس وجميل ايشو وبولس توما وسعيد زيتو ويوارش خوشابا واكرم كوركيس ويونان داود وداود متي وأيليا عيسى وسفردون مرقس وفرنسيس توما و سرهد خوشابا وعبد المسيح بولص وجوزيف الفارسي وعادل رزقو وخالد كاكو وحنا عازار وعوديشو بولص الملقب ب عوديشو زورا)، وجميعهم من قرى زاخو واتسعت هذه الدائرة خاصة عندما قمنا بنشاطات متميزة وممنهجة في مجال اللغة الام، اضافة للنشاطات الثقافية والاجتماعية وسفرات موحدة للطلبة الجامعيين، فحاضرنا في العديد من الكنائس اضافة الى الجمعية الثقافية السريانية، واصبحت المجموعة معروفة بانفتاحها ومشاركتها وخطها القومي الواقعي والواضح فاتسعت الدائرة لتمد الجسور مع آخرين أمثال وحيد كوريال – القوش وحازم قرياقوس وكوركيس حنكرا – باطنايا وكامل كوندا ونصير بويا – عنكاوا وحوريا ادم ويوخنا دانيال القس كوماني ومع الكثيرون من اعضاء النادي الثقافي الاثوري ولجنة الشباب في كنيسة مار عوديشو في كراج الامانة نذكر منهم وروبن بت شموئيل وأبرم شبيرا وليم دنخا ويورم داود وموشي داود ونمرود يوسف وآرام أوراها وأمير أوراها- بغداد، وبعدها انطلقت المجموعة من داخل بغداد الى دهوك وبغديدا وعنكاوا والقوش و قرى سهل نينوى، وأصبحت هذه الحركة نواة ساهمت في المهرجانات الدورية المقامة في دهوك (نوهدرا) وقره قوش (مهرجان الابداع السرياني)، في بخديدا، ومهرجان القوش الثقافي في ألقوش وبمشاركة زملاء كثيرين نذكر منهم: متي البازي وجليل ياقو وأميل غانم (دهوك)، وشاكر سيفو وزهير بردى وطلال وديع وهيثم بردى ونوئيل جميل وحنا نيسان (قره‌قوش)، ويوسف زرا وسمير زوري وسعيد شامايا (القوش)، وجبرائيل ماموكا (كرمليس) وكثيرين غيرهم..

س4 
ماذا تتذكر عن الحياة الجامعية في الموصل؟ هل التقيت بالمزيد من الشباب لهم الحس القومي؟ هل كان هناك نشاطات خاصة في تلك الفترة؟
قبولنا في جامعة الموصل – كلية الهندسة في 1977 تعرفنا على اصدقاء، وتعمقت صداقاتنا بمشاركتنا السفرات الجامعية التي افرزت نخبة جديدة من الشباب تمحورت نشاطاتنا حول نقاشات قومية وتبادل الكتب والدوريات والمعلومات، وحوارات في اللغة وتبادل النصوص الشعرية، وجدير ذكره انني تعلمت احرف لغتنا الحبيبة وانا في المرحلة الثانية من الكلية عندما طلبت من الزميل زكي ريحانة (طالب انذاك في المرحلة الثالثة من كلية الادارة والاقتصاد) ان يكتب لي الحروف السريانية مقابل الحروف العربية، ففعل، وبعدها إعتمدت على نفسي ولم أزل، وأود أن أذكر عن ترددي لمكتبة الآدآب- جامعة الموصل، حيث كنت أقرأ في نقد الشعر. 
س5
في بداية الثمانيات او حتى قبلها التقيت بكم في الجمعية الثقافية، واتذكر قمتم بمعرض الخط السرياني وكذلك أصبحت رئيسا للهيئة الإدارية للجمعية في تلك الفترة؟ كيف دخلت الجمعية الثقافية وعن همومكم وطموحاتكم ونشاطاتكم في حينها؟
سبقني في التردد على الجمعية الثقافية السريانية عدد من الاصدقاء الذن كانوا في بغداد، فاصبح الأخ نزار الديراني عضوا في الهيأة الأدارية، وكانت الحاجة ماسة لعضوية الهيأة الأدارية، اذ أن ظروفا صعبة مرت على الجمعية وعلى المؤسسات عموما في البلاد، التي أدت الى غلقها او تلاشيها، أما نحن فتحدينا السلطة بالعمل بهدوء مشهود، وارتاينا الترشح للأدارة، فكان أن دخلنا الادارة كوركيس واسكندر والياس واديب ويونان.. فاستمر تردد الأصدقاء وأستمرت دورات اللغة الام ونشاطات اخرى، والتي منها معرض الخط السرياني في أيلول 1980، والذي كان تظاهرة حقيقية في التحضير والمشاركة، وندوة نقدية عن التي وصلت الى 26 خطاطا من مناطق مختلفة من الوطن.. وندوة نقدية حول الشعر السرياني اضافة لعشرات المحاضرات ومعرض تشكيلي للفنان جميل ايشو اضافة للسفرات الموحدة للطلبة الجامعيين من ابناء شعبنا، وخاصة مواصلة اصدار مجلة (قالا سريايا)، لحين غلقها من قبل السلطات عام 1984، رغم الظروف المادية الصعبة للجمعية، وتستمر المجموعة على نفس المنهج حتى في بلاد الإغتراب، تتواصل فيما بينها بالهاتف والرسائل الإلكترونية واللقاءات الثنائية، كما نظمت لقاءين مهمين موسعين أحدهما في ملبورن (ك1- 2011) والثاني في باريس (أب- 2013) ..
  
س6
في بداية الثمانيات او حتى قبله أتذكر كان هناك تعطش للحس القومي بين شبيبة أبناء شعبنا تزامنت محاولة النظام السابق فرض تدريس القرآن على الطلاب المسيحيين، قسم عمل مثلكم في مجال تعليم اللغة السريانية، وقسم في التعليم المسيحي والنشاطات الكنسية وغيرها. هل تشرح لنا أسباب هذه الظاهرة؟
ظاهرة مفادها ان شعبنا يعمل وينتج في ظروف الضغوط والتحديات!!.. ومثلما دفع الكورد باتجاه حقوقهم القومية بشتى الوسائل، كذلك فان رصيد التوجه القومي لشعبنا بدا بالأزدياد، خاصة بعد فشل صيغة الجبهة الوطنية، والحكم الذاتي.. بالنسبة لنا أنحسرت مجالات النشاط القومي يوما بعد آخر، وخاصة بعد غلق الجمعية الثقافية واتحاد الادباء والكتاب السريان عام 1984، والنادي الثقافي الاثوري لتقتصر على قاعات الكنائس، في تعليم اللغة الأم، ولقاءات الكازينوهات والبيوت، اضافة الى مجموعات تنظيمية سرية.. 
س7
في عام 1984 تم غلق الجمعية الثقافية واتحاد الادباء والكتاب السريان، وتم استحداث المكتب الثقافي السرياني في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين بديل لهما. هل كان لكم نشاطات خاصة بكم هناك؟ مثل إقامة محاضرات عن تاريخ أبناء شعبنا؟ واصدار المجله
صدر قرار بغلق عشرات الجمعيات والغائها.. وطال ذلك مؤسسات تخص شعبنا، منها دمج الجمعية الثقافية، واتحاد الادباء والكتاب السريان، في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين- واستحداثت السلطات المكتب الثقافي السرياني لنا تابعا لاتحاد الادباء والكتاب العراقيين، وأصبحت هيكلية اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين كالأتي: المجلس المركزي يتكون من 30 شخصا ( 2 منهم سريان- شموئيل أيرميا وبهنام البازي)، والمكتب التنفيذي 11 شخصا ( بينهم أمين المكتب السرياني).. فأصبح نشاطنا في المكتب الثقافي السرياني اصدار مجلة الاتحاد تغير اسمها الى الكاتب السرياني، وبناء العلاقات مع الأدباء، في جمعية أشور في برنامج المحاضرات. 
س8
في جمعية اشور بانيبال اثمرت جهود حلقتكم بعدما اتحدت معكم خبرات وجهود اشخاص اخرين. حقيقة انا شخصيا سمعت الكثير عن نشاطاتكم ولم احضرها بسبب الهجرة مبكرا. ماذا كان هدفكم من وراء تلك النشاطات والمهرجانات والمحاضرات
وتمخض إصرارنا على الحضور والتواجد عن مقترح الثلاثاء الثقافي والذي نجح نجاحا باهرا.. بدء المقترح بنقطتين الأولى الحضور في اليوم المحدد- الثلاثاء- قدر الإمكان، والثانية المشاركه‌ في تقديم مادة محاضره‌ لأحد أيام الثلاثاء.. وإستمر المشروع بالإتساع ليستقطب مثقفين وفنانين وأساتذة الجامعات، والمهرجان الثقافي السنوي ومن ثم مهرجان الطفولة السنوي، وبذلك سجلت الجمعية نجاحا غير مسبوق، خاصة في حالة الفراغ الثقافي العام، والجمود الذي كان يلف المۆسسات الثقافية في الوطن..

 س9
عرفتم انكم تمتلكون حسا قياديا ظهر في اثناء تواجدكم في اقتراحات نشاطات ابناء شعبنا المختلفة ووضع الخطط لتنفيذها وخاصة في جمعية آشور بانيبال. فهل استفدتم من دراستكم الهندسية في تنفيذ المشروعات الثقافية والفنية والاجتماعية كذلك.
أعتقد إن هناك علاقة جدلية عجيبة بين الآداب والعلوم، تتحقق هذه بين الشعر والهندسة في لغتنا الحبيبة، إذ أن المفردتين من نفس الأصل اللغوي (محرا)، كما أن القصيدة (مشوحتا) وعلم المساحة (مشوحوثا) هما نفس المادة اللغوية، وفكريا الإثنين يعنيان البناء الجميل وإستخدام الخيال.
س10
سنة 1994 حسب علمي قررت الالتحاق بالحركة الديمقراطية الاشورية في أربيل. ماذا كان السبب وراء هذا القرار المفاجئ للكثيرين؟ وهل حققت ما كنت تصبو اليه بوصولكم الى درجة نائب الأمين العام الحركة ووزير في حكومة الاقليم؟
في 1994 قررت اللحاق بالمنطقة المحررة من اقليم كردستان العراق، أذ كنت منتميا للحركة الديمقراطية الأشورية- زوعا، حيث أن موعد إلتحاقي سبق وأن اجل، اذ كان قبل عام من هذا التوقيت، والسبب كان إنشغالنا نحن الثلاثة (ب. حداد، عوديشو ملكو وأنا) بمشروع القاموس المعروف، والذي أعلنا عنه ضمن الثلاثاء الثقافي، وأنتهينا منه في  أيلول 1994. والتحاقي كان مفاجأة للبعض الا أنه كان مثل ألتحاق رفاق أخرين فبعد أتساع العمل في التنظيم والاعلام، لا بد من ذلك، وبالنسبة لي للمساهمة في عملية التعليم السرياني أيضا، أما ما وصلت اليه في السلم الحزبي أو الوظيفي، فأنه أمر طبيعيي ومشروع، بل وواجب. ويعرف الرفاق الذين عملت معهم، أن وجودي في القيادة أو في المكتب السياسي أو حتى نائب السكرتير العام، كان بألحاح شديد من الرفاق في القيادة نفسها، كما إن ترشحي لمهمة السكرتير العام، في المؤتمر السادس، والتي لم أتوفق فيها، جاءت مشفوعة برغبة وقناعة رفاق قياديين مهمين، ورموز معروفين من أبناء شعبنا، الذين إرتأوا إنها ستصب في مصلحة زوعا فشعبنا.
س11
انت أحد الشعراء وكاتب القصة القصيرة المعاصرين هل يمكن ان تعطينا فكرة عن اهم انتاجك الشعري، والادبي. وبعض من اصدقاءك الشعراء يقولون: "ان القصيدة السريانية الحديثة والقصة القصيرة تطورت على يد يونان هوزايا". ما هو تعليقكم ؟!
حاولت كتابة الشعر ومعه القصة القصيرة، وتجربتي متداخلة، سوق الشعر أرحب من مجال القصة القصيرة، في أدبنا السرياني، لأسباب خاصة بها، اذ لا زال الأدب الشفاهي أسهل من المقروء، لانحسار القراء وشحة الكتابة والنثر.. برأيي إن ما ماكتبت من أدب هو قصة قصيرة أكثر من كونه شعرا.. وهذا ينسحب على زملاء آخرين، مثل الأخوان روبن وعادل.. حيث إننا نحاول أن نحمل النص شيئا من قضيتنا القومية على حساب رقة الشعر وخياليته..
أهم ما كتبت برأيي هو:
-   كتاب "السريانية المعاصرة- أشكاليات.." ملاحظات في لغة السورث"
-   كتاب (طلانيثا- الظلال) – بالسريانية، وهو عدد من الدراسات النقدية 
حاولنا وأجتهدنا مع زملاء اخرين، وحتما حدث تطور ما في الشعر والقصة القصيرة كنتيجة الجهد الجماعي..
س12
مساهمتك الكتابية نجدها في اغلب منشوراتنا وساهمت في تحرير بعض المجلات وتألقت صحيفة (بهرا) في فترة تراسكم لهيئة تحريرها. إذا أمكن أخبرنا بالأرقام عدد المقالات والأبحاث التي كتبتها والندوات والمحاضرات التي قدمتها باللغتين السريانية والعربية؟
لقد ساهمت في تحرير العديد من الصحف والمجلات، أهمها الكاتب السرياني مجلة المكتب الثقافي السرياني في أتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، وكتبت ونشرت مقالات أدبية وابحاث لغوية، والقيت محاضرات وشاركت في ندوات جماهيرية وتلفزيونية.. وفي جريدة بهرا التي ترأست تحريرها لخمس سنوات كتبت مائة عمود بأسم آنو ونشرا.. بالعربية، وعشرات غيرها بالسريانية..
س13
كنت أحد اهم الأشخاص الذين بذلوا جهود مضنية في قضية اعداد ووضع المناهج تعليم لغة الام السريانية. هل يمكن ان تتحدث لنا عن تلك الجهود وكيفية التغلب على الصعوبات؟ هل ترون ان السريانية الحديثة تصلح ان تكون لغة علم وتعليم؟ هل نجحت هذه التجربة؟
اعداد ووضع المناهح للتعليم باللغة السريانية كانت عملية شاقة وخطيرة، وجهد متواصل يواكب العملية .. إعداد المناهج ليس ترجمة فقط، لأن لغتنا أدبية والموروث الكمي التي تضمه القواميس الرئيسية هو مادة ادبية ومجازات لغوية ومرادفات، وفي المناهج وضع الاصطلاحات هي عملية دقيقة، قد تبدو في الجانب الأدبي ممكنة، الا انها في جانبها العلمي صعبة ودقيقة.. فمثلا ان كلمة القوة في الفيزياء تعني كلمة محددة في الانكليزية، اما في قواميسنا المعروف، فأنها تعطي عدة مرادفات وعليك الاختيار وتحديد كلمة واحدة من بينها، ونجاحك في مدى توفقك
اللغة الأم هي أهم مقومات الهوية القومية، لا بل يذهب بعض الباحثين الى أن اللغة هي القومية.. فتعلم اللغة الأم قراءة وكتابة، بالأضافة الى المحادثة ضرورة أساسية للوجود.. وعلى هذا الأساس بذرنا في السبعينيات والثمانينيات بذار اللغة الأم وحاولنا زرع حبها في افئدة كثيرة.. وكنا حقا نتوجس من المستقبل- في ظل نظام قومي عربي شوفيني- الا ان تجربة التعليم السرياني بدأت 1992 في أقليم كردستان- العراق، فتحت افاقا رحبة، واحتمالات عديدة، رأيي الشخصي هو نجاح التجربة استنادا لعناصر عديدة مجتمعة.. وأرى مستقبل التعليم كالأتي:
1.   أرى الأهتمام بتدريس اللغة (فقط اللغة)، وتطويرها لتكون سلسلة تستطيع مواكبة العصر. وهذا في كل المراحل ال (12) الى الأقسام اللغوية في المعاهد والكليات.. والدراسات العليا.
2.   يكون تدريس المواد العلمية بالانكليزية.
3.   يجري الأهتمام باللغات الوطنية- العربية والكوردية وفق منهج تربوي مقبول.
س14
صدر لكم حديثا كتاب عن الإشكالات الموجودة في اللغة الكتابية وكذلك عرضتم مشروع لتطوير الحرف السرياني. هل رأيك نحتاج الى دراسات جادة للتطوير هذه اللغة الوليدة؟
اي لغة تحتاج الى دراسات جادة متواصلة لتواكب الحياة، ولغتنا تحتاج الكثير الكثير، ابتداء من رسم الحرف الى صيغ الفعل وأشتقاق الأسماء واملاءها، والحروف والظروف وادوات الربط..
ودراسة الصيغة الكلاسيكية القديمة وعلاقتها مع المعاصرة المحكية السورث، كون الأولى هي الأم وتضم في دفتيها معظم التراث المكتوب، والثانية تضم تراثا شفاهيا لا يستهان به.. والمطلوب معالجة الاشكالات اللهجوية في السورث المحكية.. والناجمة عن الحروف الحلقية وتأثيرات اللغات الجارة.
س 15
ان أبناء شعبنا يحوص منذ عشرين سنة او أكثر في قضية التسمية. أي تسمية من التسميات انت تفضلها وتراها الحل المناسب؟ ولماذا؟ 
التسميات.. وهي عديدة، أشورية، سريانية، كلدانية، سورايا، كلدوأشورية.. وهي حالة طبيعية لشعب يمتد تاريخه لالاف السنين ان يمتلك تسميات متعددة، وقد استخدمها جيل الريادة في العمل القومي الوحدوي في مطلع القرن العشرين جميعها دون تردد، وتعامل معها كونها ملك لشعبنا نعتز بها، أمثال توما أودو وأدي شير ونعوم فائق وأفرام برصوم واغا بطرس، ولاحقا فريد نزها وبولس بيداري وحتى المطران سرهد جمو (على مدى ربع قرن عندما كان كاهنا).. وحاليا أرى الصيغة التي توافق عليها مؤتمر بغداد- الكلداني السرياني الآشوري- 2003  هي صيغة جيدة وهي أسم شعبنا الكلدوأشوري وبلغة وثقافة سريانية.

س16
كنت معروفا بين اصدقائك في مواجهة الصعاب من اجل جلب الأمان والسلام والحرية والكرامة لأبناء شعبنا. هل اصبت بالإحباط في مرحلة من المراحل؟ متى كان ذلك ولماذا؟
كانت صدمة كبيرة ومۆثرة جدا دخول (داعش) في الموصل وسهل نينوى، ولاحقا في الحسكة وقرى الخابور السوري.
س17
هذه أسئلة قصيرة نرجو اجابتها:
1-   القصيدة الشعرية الأولى التي القيتها في مناسبة مهمة؟
قصيدة (سنة جديدة) تجمع للطلبة الجامعيين في الموصل في الاول من نيسان 1980
2-   قصيدة كنت تود انت كاتبها؟
(نسر آثور) لـ فريون آثورايا
3-   الشخص الذي ترك بصماته في حياتك؟
كثيرون
4-   حلم تود ان يتحقق عاجلا؟
أن يعود اهلنا الى قراهم ومدنهم وأراضيهم
5-   انجاز تفتخر في إنجازه لوحدك او شاركت فيه مع الاخرين؟
مساهمتي مع الزملاء في إنضاج (مدرسة) للكتابة السريانية 

محاضرة يونان هوزايا الموسومة (حتمية وحدة أبناء شعبنا في الوقت الراهن في 1/7/2003 في بغداد) إدارة الجلسة اديب كوكا

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق