1ـ من هو محفوض جرّوج باختصار شديد؟.
1 – منذ أن أدركت معنى الحياة ، شعرت بأن هنالك نقصا في معرفتي للحياة ، وللعالم الذي يحيط بي .، فعملت بجد ونشاط لسد هذا النقص وإرضاء هذه الحاجة الملحة للمعرفة ، فوجدت ضالتي في القراءة التي غذت سلوكا ً يوميا ً وشوقا ً يتجدد ويتزايد مع مرور الأيام لأنها كانت بمثابة فاكهة يومية لعيني ، فأدمنت الكتاب ، وأدمنت القراءة التي كانت تمدني بنشوة الأفكار ، ومع الزمن جعلتني هذه المعارف أسبح بعكس التيار ، والرفض من السير وراء القطيع ، فرمتني هذه المعرفة في لجة الإعصار ، ولكني سأتابع ، وإن كانت عيني لا ترى لهذه المتاهة من قرار ، فالقراءة هي الدم الذي يسير في شراييني ، فكل فارس يترجل ، وكل قطار يقف عند المحطة إلا كتابي أبى أن يترجل .
2ـ لقد كنت من أكبر مشجعي الأدب المهجري في أستراليا. لماذا؟.
2 – الأدب هو قلب الشعوب المقدس ، وهو السد المنيع الذي يقف في وجه من يريدون لهذا العلم الجميل أن يغيِّر مساره الطبيعي .
الأدب يريد لهذا العالم الذي نقطنه أن تسكنه البلابل والعصافير، وأن تسود فيه أسراب الحمام واليمام ، لا أن تسوده قطعان الثعالب ، ويعكِّر صفو أثيره عواء الذئاب ، والأدب المهجري هو رافد غني لنهر الأدب العالمي الذي يغسل أدران من يفرحون ويبتهجون عندما يرون عالمنا لا تسوده لحظة صفاء .
3 – إن هذا الثالوث المبدع مترابط الأواصر ، وكله يعمل لخير الإنسان فلا اختلاف فيما بينهم ، ولكني أجد نفسي أميل إلى عالم الأدباء لأنهم يجسدون ما يدور في هذا العالم من أحداث ويبرزونها في رواياتهم وقصصهم لعل جهودهم الخيرة تثمر وتفلح في تقليم البراثن ، ونورهم يسطع فيكشف خفايا خفافيش الظلام .
4ـ هل فكرت يوما بجمع نتاجك الأدبي في كتاب؟.
4 – لم أفكر بذلك لأني كما قلت سابقا ً انزلقت في متاهة لا قرار لها ، وعسير الخروج منها .
5ـ سوريا تتعرّض للدمار، ألم تفكّر بالهرب من الموت؟.
5 – لم أفكر مطلقا ً فلو نزلت الصواريخ والقنابل كالأمطار الغزيرة لن أفارق هذه المدينة التي ولدت فيها وترعرعت ، ولقد حدث ذات أحد أن كنا في كنيسة القديس جاورجيوس ، وأخذت الصواريخ تنزل كل- 3 - دقائق ، وصفارات الإنذار تنذر بأخذ الحذر . تصوَّر بأن المصلين والكاهن أبوا الخروج حتى ينتهي القداس الإلهي . فليحيا التجذر في الأرض .
6ـ لماذا تكتب، ولمن تكتب في زمن قل قراؤه؟.
6 – كثرة المطالعة تجعل عند الإنسان مخزون ثقافي كبير جدا ً ، وهذا المخزون لا بد وأن يفيض كأشعار أو قصص أو مقالات إلخ ، حتى يفرِّغ قليلا ً من هذه المعرفة التي تزداد كل يوم ، ومعظم كتاباتي هي إرضاء للذات لا أكثر .
7ـ أنت من مدينة "محردة" السورية، أخبرنا شيئاً عنها.
7 – خمسة حروف ماسية تنتظم في سلسلة ذهبية اسمها محردة .
م : يجسد أول حرف من حروف أعظم شخصية مرت على العالم – المسيح المخلص من الخطايا – وأول حرف من اسم مريم العذراء والدة الإله المطوَّبة ، وعلى مجدليا أن ترفع رأسها فخرا ً لأن اسمها يبدأ بهذا الحرف المبارك .
ح : يجسد الحرية والحق الذي يتميز به سكان هذه المدينة .
ر : يجسد الرفاهية والرقي الذي يتمتع به مواطنوها ، ومشهود لهم بذلك .
د : يجسد الديمقراطية ودماثة الأخلاق .
ه : يجسد الهمة ، ولذلك تجد بعض أهالي محردة منتشرين في معظم أصقاع الأرض حتى يستثمروا وزناتهم التي وهبهم الله إياها .
محرده باختصار مسيح مريم ، حرية حق ، رفاهية رقي ، ديمقراطية دماثة أخلاق ، وأخيرا ً : الهمة ، وكل من عمل فيها يحبها ولا يريد أن يغادرها .
شعرت بفرح شديد بنيلي هذه الجائزة ، وهذا التقدير الذي شملني فيه الأخ العزيز شربل .
9ـ ما هو جديد محفوض جروج؟.
9 – قمت بدراسات أدبية عديدة عن جبران خليل جبران ، ونزار قباني ، وشربل بعيني ، ولكن لم تسعفني ظروفي في متابعة هذه الدراسات التي أتمنى إنجازها في المستقبل .
10ـ هل من كلمة أخيرة لأبناء الجاليات العربية في أستراليا؟.
10 – إلى إخوتي الذين يعيشون في أستراليا ويعانون مرارة الاغتراب ، أتمنى أن يكون الله معكم ، ويبارككم ، وينير دروبكم لأنكم أنتم المنارة على شواطئ الغربة .
وفي الختام أتقدم بالشكر الجزيل للأخ العزيز شربل ، ولجميع العاملين في مؤسسة الغربة الإعلامية . وشكرا ً.
0 comments:
إرسال تعليق