مي محمد شاهين: عودة الروح للمدارس بمبادرة الاخلاق الحميدة

حوار اشرف علي
أطلقت الدكتورة مى شاهين مدير عام إدارة الساحل التعليمية  مبادرة عودة الأخلاق الحميدة والقيم النبيلة بمدارس إدارة الساحل التعليمية يقول النبي - صل الله عليه وسلم -: ((إنما بُعثت لأتممَ مكارم الأخلاق)). وفي ظل سياستها بالارتقاء بادارة الساحل ومدارسها تطلق مبادرة عودة الأخلاق والقيم واهمها احترام الكبير والعطف على الصغير والعمل بروح الفريق، وحب الوطن والانتماء واحترام الآخر..وتعلم السلوكيات الحميدة  وغيرها من القيم التى نفتقدها في مجتمعنا، تحاول مديرة الادارة  إعادتها للمجتمع، من خلال مبادرة لتدريس الاخلاق والسلوك من الصف الاول الابتدائي وحتى  الثالث الثانوي، في العام الدراسي الحالى.
وحول المبادرةوالاخلاق عموما يكون حوارنا معها:

فهل تدريس منهج للأخلاق يعيدها فعلا للمجتمع ؟

 تقول مي محمد شاهين مدير ادارة الساحل التعليمية : أن الطلاب الآن في حاجة الى تعلم السلوك المتحضر الذى يرضى عنه الجميع، ويقرب بين الجميع، ويهذب النفس، "نحن فى حاجة الى نلتف حول الوطن، وأن نحتفل معا، لنمسح المشاهد الصعبة التى لا زلنا نعيشها، لنستعيد الروح الوطنية، لنعبر الصراعات التى طغت على الحياة فى مصر".ويهمنا البحث عن وسيلة لتحقيق الوئام، واحترام الآخر والتسامح، وأن يساعد الاعلام المرئي والمسموع في التاكيد على الروح الوطنية، بمجموعة من الاحتفالات الوطنية، واستثمار كل الاعياد القادمة لخدمة هذا الهدف فنحن نحن بحاجة إلى إعلاء القيم الاخلاقية والانسانية وإعادتها إلى المجتمع وخاصة الان والمؤكد   أن التدريس النظري  ليس كافيا لغرس قيم وأخلاقيات للنشء وطلاب المدارس،  ولكنه سيساعد فقط في شرح معنى بعض القيم، مثل الوطنية والديمقراطية وغيرها، لذلك لابد أن يصاحب التعليم النظري أنماط سلوكية تكون في مقدمتها اعلاء قيمة "القدوة" التي يجب أن يجسدها  "المعلم" الذي سيدرس  منهج الأخلاق، حتى تتسق سلوكياته وتصرفاته وأقواله مع ما يدرسه للطلبة ليؤثر فيهم سلوكيا.
وماذا عن القدوة ؟
 القدوة يجب أن تنسحب أيضا على كل كل المدرسين بل وكل من يشغل منصب قيادي في العملية التعليمية،  بل وفي كل قيادات المجتمع والمؤسسات المختلفة، هذا بالإضافة إلى أهمية أن يتعايش الطالب مع مواقف عملية داخل المدرسة من شأنها ان تغرس فيه القيم الحميدة، مثل قيمة الالتزام بموعد بداية ونهاية الحصة الدراسية والثواب والعقاب داخل الفصل.
وهل عودة الاخلاق الى المدرسة كافية؟
لا بد من الربط بين عودة الاخلاقيات والسلوكيات الحميدة الى النشء وتلاميذ المدارس واقتدائهم بها، وبين عودتها للمجتمع ككل، الذي لابد ان تتسق فيه اقواله مع افعاله، بحيث لايرى النشء الصغير من يتحولون ويغيرون ارآئهم ومواقفهم دون أسباب مقنعة .
بالتاكيد الرسول محمد هوالموصوف بالخلق العظيم؟
محمد صلى الله عليه وآله وسلم - الذي يجسد أخلاق القرآن العالية - ما أثر في أصحابه ومجتمعه إلا بأخلاقه السامية. فقد استطاع - بخلقه العالية - أن يغير قبائل العرب من أخلاق البداوة والتوحش إلى أخلاق السيادة والقيادة، حتى صاروا أعظم خَلق في العالم. ألا ترى هذه الأقوام المختلفة البدائية في هذه الصحراء الشاسعة المتعصبين لعاداتهم المعاندين في عصبيتهم وخصامهم كيف رفع هذا الشخص جميع أخلاقهم السيئة البدائية وقلعها في زمان قليل دفعة واحدة ؟ وجهزهم بأخلاق حسنة عالية؛ فصيرهم معلمي العالم الإنساني وأساتيذ الأمم المتمدنة؟!
وبأخلاقه السامية أيضا غلب على الأفكار، وتحبب إلى الأرواح، وتسلط على الطبائع وقلع من أعماق قلوبهم العادات والأخلاق الوحشية المألوفة الراسخة المستمرة الكثيرة . ثم غرس في موضعها في غاية الأحكام والقوة – كأنها اختلطت بلحمهم ودمهم - أخلاقا عالية وعادانبينا ت حسنة .. وقد بدل قساوة قلوب قوم خامدين في زوايا الوحشة بحسيات رقيقة وأظهر جوهر إنسانيتهم، ثم أخرجهم من زوايا النسيان ورقى بهم إلى أوج المدنية وصيرهم معلمي عالمهم وأسس لهم دولة عظيمة في زمن قليل. فأصبحت كالشعلة الجوالة والنور النوار بل كعصا موسى تبتلع سائر الدول وتمحوها. فاظهر صدقه ونبوته وتمسكه بالحق إلى كل من لم تعم بصيرته.
وتضيف مي محمد شاهين : والتحلي بمكارم الأخلاق يؤدي إلى إزالة كثير من الأمراض المنتشرة في المجتمع، إن الصدق هو أساس الإسلام ... فعلينا إذا أن نحيي الصدق الذي هو حجر الزاوية في حياتنا الاجتماعية في نفوسنا ونداوي به أمراضنا.
كما أن الصدق أروج مال وأقوم متاع بل هو مفتاح جميع الحقائق ومرقاة عروج محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى أعلى العليين.
وأنه لا نجاة ولا سعادة إلا التمسك بحقائق الإسلام التي تتمثل في التحلي بمكارم الأخلاق واتباع شريعته، يقول أحد العلماء: "... لا سعادة لأمة الإسلام إلا بتحقيق حقائق الإسلام وإلا فلا، ولا يمكن أن تذوق الأمة السعادة في الدنيا أو تعيش حياة اجتماعية فاضلة إلا بتطبيق الشريعة الإسلامية، إلا فلا عدالة قطعا ولا أمان مطلقا إذ تتغلب عندئذ الأخلاق الفاسدة والصفات الذميمة، ويبقى الأمر معلقا بيد الكذابين والمرائين.
كما أن التزام الناس بمكارم الأخلاق يؤدي إلى تقدم المجتمع وسعادته، وأن الغرب ما تفوقوا علينا إلا باتخاذهم ببعض المكارم التي يأمر به ديننا الحنيف.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق