( حاوره : الدكتورة إنتصار أحمد ، الدكتور غازي كمال ، الدكتور محمد ديبو حبو ، وآخرون
إتصار احمد: نرحبُ بضيفنا العزيز الغالي الشاعر المبدع الدكتور حاتم جوعيه
انتصار احمد : دكتور بداية عرف نفسكَ للاعضاء?
- جواب - أنا حاتم جوعيه من قرية المغار - منطقة الجليل – فلسطين شاعر وأديب وإعلامي فلسطيني ودكتور في الطب الصيني ( طب الأعشاب الطبيعي المكمل) . أصدرتُ العديد من الكتب والدواوين الشعرية وأنشر كتاباتي في الكثير من وسائل الإعلام والمواقع المحلية والعربية.
انتصار احمد : ماهي الصعوباتُ التي تواجهكم بجليلنا ؟؟
- جواب -هنالك صعوباتٌ كثيرة في شتى المجالات :الثقافية والإقتصادية والسياسية وبالإمكان كتابة مجلدات ضخمة عن هذه القضايا والأمور
د.محمد ديبو حبو : د. حاتم ماذا تعني هذه الاسماء لك ؟؟
القصيدة
المال
الشهرة ؟
- جواب - القصيدةُ هي نزفُ القلب والوجدان وسيمفونية الروح . والمالُ لا يعني لي شيىئا إذا لم يكن هنالك مكاسبُ معنوية وجوهرية في الحياة ..والمال يأتي مرحلة ثانية بعد الأمور الجوهرية والروحية .. وأما الشهرة فتدخل السعادةَ والبهجة إلى القلب ..وكلُّ إنسان يحبُّ الشهرة .. ولكن يجب ان تكون الشهرة بحق وجدارة، وعلى الإنسان الذي حققَ الشهرة والإنتشار الواسع- سواء كان فنانا أو شاعرا وأديبا أو موسيقيا ..أو عالما .. إلخ .. أن يكون متواضعا ومتمسكا بالمبادىء والقيم والأخلاق الحميدة والسامية ومتمسكا بالإيمان ، وأن يحبَّ الناسَ ويتمنى الخير والسعادة والنجاح والشهرة أيضا للجميع
د.محمد ديبو حبو : سؤأل أودُّ أن أطرحه : من هم الشعراء الذين تأثرتَ بهم؟؟
جواب - طبعا كل شاعر وأديب يتأثر بغيره من الشعراء والكتاب ..وأنا لقد تأثرتُ بعدة شعراء وكتاب ، منهم : المتنبي ، جبران خليل حبران ، أحمد شوقي ، نزار قباني ، أبو القاسم الشابي، إبراهيم طوقان ..وآخرون .
فايزة بوكابوس : حاتم جوعية السيد الشاعر والأديب ، ماهي العلاقة بين فلسطين وحاتم الشاعر؟
- جواب - فلسطين هي الوطن ،هي الأم ، هي الهوية الإنتماء وهي المجد والسؤدد ومن أجلها يحلو الفداء . وهي قبلة العرب الأحرار وكل مناضل وكل عربي شريف وأبي.. ويكفي أن اقول : إنها الام والوطن..أي هي كل شيىء . ولقد كرستُ معظمَ كتاباتي الشعرية والنثرية لفسطين والقضيَّة الفلسطينية وللأمة العربية ..على عكس الكثيرين من الشعراء الفلسطينيين المحليين (( عرب ال84 - الفلسطينيين داخل الخط الأخضر - تحت حكم دولة اسرائيل )) الذين تجاهلوا قضية فلسطين ومأساة الشعب الفلسطيني وكتبوا في مواضيع أخرى معظمها تافهة من أجل المصالح الشخصية الآنية الضيقة .. ومن أجل أن يحصلوا على وظائف زائلة من الحكومة الإسرائيلية مقابل صمتهم وجبنهم ، بل وحتى خيانتهم وتآمرهم ضد قضايا شعبهم الفلسطيي والأمة العربية بشكل عام .. أنا حياتي كلها وشعري وأدبي وإبداعي كرَّستهُ لأجل فلسطين وأمتي العربية ..ولهذا لم أوَظّفْ في أيةِ وظيقةٍ من قبل السلطة الإسرائيلية مع انني حاصل على العديد من الشهادات الأكاديمية العالية ..وعلى شهادة الدكتوراه في الطب الصيني المكمل ( الطب الطبيعي )... ولكن وللأسف الشديد نجدُ هؤلاء المتخاذلين والصامتين صمت أهل الكهف والخونة والعملاء الذين أعنيهم من عرب الداخل قد أصبحوا اليوم يتبجحون بالوطنيةِ وبالنضال زيفا وبهتانا بعد ان خرجوا للتقاعد ( المعاش أو البينسيا ) وبعد تاريخ مشين من الخيانة والنذالة والعمالة والتآمر ضد قضايا شعبهم الفلسطيني.. ويذهبون إلى منطقة الحكم الذاتي (الضفة الغربية والقطاع) ويشاركون في الأمسيات والمناسبات الثقافية والمهرجانات الشعرية هناك.. وهناك يُرَحَّبُ بهم ولا يطردونهم.أما الوطنيون الشرفاء الأحرار والمناضلون والشعراء المبدعون فمعظمهم لا يسافر إلى الضفة ومدنها الصامدة كرام الله وأريحا ونابلس وجنين ..ألخ . والجير بالذكر إن أولَ قصيدةٍ كتبت عن إنتفاضة شعبنا الفلسطيني الجبارة ضد الإحتلال الإسرائيلي كانت قصيدتي وعنوانها: ( الإنتفاضة ) والتي أقولُ فيها :
(( دربُ التحرير خطوطُ النار = وعليه خطا شعبٌ جبَّار //
بالثورةِ أينعتِ الآمالُ = كبارٌ خاضُوها وصغارْ //
الثورةُ أذكى مشعلهَا = أطفالٌ .. أشبالٌ .. أحرارْ //
أعلامٌ ... راياتٌ خفقتْ = هاماتْ... إزدانتْ بالغارْ //
أطفالُ الضفَّةِ قد كبرُوا = ثوَّارٌ ... ثوَّارٌ .... ثوَّارْ //
أطفالُ الضفَّةِ أبطالٌ = بهرُوا .. هزوا كلَّ الأقطارْ //
وبأحجار رَجمُوا المحتلَّ = فحيُّوا أطفالَ الأحجارْ //
أطفالٌ ما هانوا أبدًا = لا ، ما عرفوا في السَّيرِ عُثارْ //
رسمُوا التاريخَ وموكبَهُ = .. هتفوا.. رفعُوا مليونَ شعارْ //
فايزة بوكابوس :
لم توظف أنتَ من قبل السلطة الاسرائلية وهذا يحسب لك، شرف الشرف، والحمد لله حباك الله خدمة فلسطين الغالية واختارك قلم القدس والكلمة المدوية .
فتح الله عليك مفاتيح الخير كله وبشرك من حيث لا تحتسب
تحياتنا القلبية الصادقة.
انتصار احمد : كيف تنظرون الى حرية النشر بالداخل الفلسطيني؟
- جواب - الوضعُ اليوم أحسن بكثير مما كان عليه قبل عشرات السنين ..ويستطيعُ المواطنُ العربي الفلسطيني في الداخل أن يعبر عن رأيه ولا يسجن وينكل به لكلمة صغيرة يقولها كما كان الوضع زمن الحكم العسكري (في الخمسنسات والستينيات من القرن الماضي ) ولكننا ما زلنا نعاني هنا كأقليَّة من السياسة السلطوية العنصرية الغاشمة التي تحاول التدخل في كل شيىء حتى لو من وراء الكواليس . ان معظم الإعلام الفلسطيني المحلي ( صحف مجلات ومحطات تلفزة وإذاعات مرخصة ) - داخل دولة إسرائيل يخضع للرقابة ومعظمه وليس جميعه ممول من إعلانات المؤسسات الإسرائيلية، ولهذا فالإعلام هو غير مستقل كما يتوهَّمُ البعض..ولهذا نجد ان العديد من وسائل الإعلام الفلسطينية العربية المحلية والفضائيات ومحطات التلفزة والإذاعات داخل دولة إسرائيل والتي تبدو كأنها مستقلة شكليًّا ووطنيَّة توظف وتشغل عندها في مكاتبها أشخاصا مرضيا عنهم سلطويا ( من قبل دولة إسرائيل ) ..أو عملاء وأذناب سلطة يخدمون دولة إسرائيل وأجهزة مخابراتها .. ولا توظف وتُشغِّلُ الوطنيين والشرفاء والأحرار من فلسطينيي الداخل حتى لو كان بحوزتهم أعلى الشهادات في مواضيع الصحافة والعلوم والآداب وغيرها . وهنالك الكثير من الأمثلة على ذلك ..وأكبر مثلا على هذا أنا ( حاتم جوعيه ) ويعتبرني كلُّ من يقرأ لي ..بل كلُّ فلسطينيي الداخل انني أول شاعر وأول صحفي وكاتب ومثقف فلسطيني في الداخل - يعيش داخل دولة إسرائيل .. ولكن لأنني إنسان نظيف وشريف ووطني وحر وأحبُّ شعبي الفلسطيني وأمتي العربية.ولأنني لست فسادا وعميلا وخائنا كالكثيرين من أصحاب الوظائف العالية ، وخاصة الذين يعملون في المجال الإعلامي السلطوي أو المشبوه والمذنب والتابع للإعلام السطوي..لهذا لا يوظفونني في أية وسيلة إعلامية من هذا النوع (( الإعلام المشبوه والمأجور والعميل ))... وحتى اللقاءات الصحفية التي تجرى في وسائل الإعلام هذه دائما يدعون إليها الأشخاص المرضي عنهم سلطويا أو عملاء وأذناب للسلطة الإسرائيلية ولا يدعون أي شخص وطني لإجراء حوار معه...حتى لو في أمور علمية وفنية وليست أدبية وسياسية.ومثال على ذلك أنا أيضا (حاتم جوعيه)..أنا حاصل على شهادة الدكتوراة في الطب الصيني ( طب الإعشاب الطبيعي ) وفي كل الوسط العربي المحلي لا يوجد سوى إثنين أو ثلاثة غيري حاصلين على شهادة الدكتوراة في هذا المجال.. وحتى الآن لم يدعوني لأي لقاء صحفي من قبل أجهزة الإعلام هذه - المشبوهة والعميلة ..وفي نفس الوقت هم يدعون دائما أشخاصا مبتدئين وتعلموا دورة أو دورتين صغيرتين في الطب الصيني ولا توجدُ لديهم خبرة وإلمام واسع في هذا الموضوع . وهذا الأمر ينطبقُ أيضا على جميع المجالات والمرافق التوظيفيَّة الأخرى التابعة للمؤسسات الإسرائيلية أو لأذنابها وعملائها في الدولة...فلا توظف هذه المؤسسات أي إنسان فلسطيني شريف ونظيف وغيرعميل.. وتوظف فقط العملاء والاذناب والخونة أو المرضي عنهم سلطويا من عرب الداخل ، وخاصة في الاجهزة التعليمية والتربوية والمؤسسات الحكوميَّة والتابعة لوزارة المعارف . وهذا الكلام الذي قلتهُ يقولهُ جميع الناس، وخاصة في بلدتي المغار ودائما أسمعهُ يوميا : (( لو انك يا حاتم فساد وعميل وذنب لجهاز الشين بيت الإسرائيلي كالكثيرين من أصحاب الوظائف من عرب الداخل لكنت الآن تتبوَّا وظيفة عالية جدا في دولة إسرائيل .. ولو انك تعيش في دولة عربية لكنتَ قائد طيران أو قائد أركان أو مدير جامعة.. أو نجما سينمائيا .. أو وزيرا للإعلام والثقافة .. أو رئيس وزراء ) .
Amal Fatayer Irshaid : كمواطن فلسطيني د حاتم جوعيه تعيش في الداخل الفلسطيني المحتل ..من أهم الصعوبات الحياة المدنية ومظاهر العنصرية هناك؟؟..
- جواب – العنصرية موجودة في كل مكان داخل دولة إسرائيل .حتى بين اليهود أنفسهم ، فهنالك اليهود الشرقيون وهنالك الأشكناز( اليهود الغربيُّون الذين جاءوا من اوروبا وأمريكا ). وهنالك اليهود الروس وهنالك اليهود الأثيوبيون والأفارقة ...وهؤلاء جميعا توجدُ عنصرية وحتى حزازات وكراهية بينهم ، ولكنهم لا يظهرونها دائما لأنهم يشعرون أنهم أقلية في هذا الشرق وأنهم محاطون بالعديد من الدول العربية ...فكيف بالأحرى نظرتهم تجاه الأقلية العربية في دولة إسرائيل ..وتبدو العنصرية واضحة من خلال التعامل مع المكاتب والمرافق والمؤسسات الحكومية الإسرائيلية بالنسبة للمواطن العربي.والعنصرية في جميع المرافق الحياتية.فمثلا هنالك الكثيرون من المواطنين العرب يبنون بيوتهم في أراضيهم المرخصة والموروثة عن أبائهم وأجدادهم قبل قيام دولة إسرئيل بمئات السنين..ولكن السلطات الإسرائيلية ترفض ان تعطي للكثيرين من العرب المحليين ترخيصا للبناء وتهدم لهم بيوتهم بعد بنائها..وهنالك الكثير من الأمثلة والعينات على ذلك ..ولكن المواطن اليهودي حتى القادم الجديد والذي ليس له سوى بضع سنوات في البلاد تعطيه دولة إسرائيل ان يبني منزلا في أي مكان يريده...وهنالك سياسة مصادرة ما تباقى من الأراضي العربية .. والتمييز في المجالات الحياتية والإجتماعية وفرص العمل ضد المواطنين العرب متفاقمٌ جدا..وبالنسبة للأجور فالموظف اليهودي معاشه أكبر بكثير من الموطف العربي.حتى لو كان الموظفان ( العربي واليهودي) يعملان في نفسي الوظيفة وعندهما نفس المؤهلات .. أي ان المواطن العربي هو مواطن من درجة ثالثة أو رابعة .. وهنالك سياسة تضييق الخناق على الموطن العربي وحتى لا يكون مستقلا إقتصاديا...فأيُّ عربي يعمل له مصلحة تجارية أو في أي مجال آخر مستقل أو أراد أن يقيم له شركة ..فيلاحقونه ويثقلونه بالضرائب الباهضة حتى ييأس وينهار ويستسلم ولا يستمر في عمله..والمزارع والفلاح العربي يضعون أمامه كل العراقيل كي لا يبيع ويسوق إنتاجه . والحكوماتُ الإسرائيلية تنزل وتخفض دائما أسعار المنتوجات الزراعية عند المواطنين العرب كالزيتون والزيت حتى ييأس الفلاح والمزارع العربي ويترك الأرض ويتجه إلى مجال عمل ورزق آخر عند المؤسسات والشركات ووررشات العمل الإسرائيلية ... إن دولة إسرائيل لا تريد من المواطنين العرب ان يكون مستقلين إقتصاديا ..وترين من كلِّ عرب الداخل ان يكونوا مرتبطين بالدولة بشكل مباشر ويوميي بالنسبة لأبواب العمل ولقمة العيش،ولا يستطيع أي مواطن عربي أن يتنفس وأن يحصل على لقمة العيش..وحتى على كسرة الخبز من دون السلطة الإسرائيلية ومؤسساتها. والجدير بالذكر ان الإنسان إذا كان مستقلا إقتصاديا وماديا يكون مستقلا فكريا.. ودولةُ إسرائيل لا تريد من أيِّ مواطن عربي ان يكون مستقلا فكريا وأن يكون وطنيا ويحب شعبه وأمته العربية.
سؤال ) هل لكَ ان تخبرنا عن تلك المعاناةِ اليومية والحياتية والعنصرية وكيفية التعامل معها.؟
- جواب - لقد أجبتَ عن الصعوبات الحياتية والمعاناة من السياسىة الإسرائيلية العنصرية للعرب الفلسطينيين في الداخل من خلال السؤال السابق .. وهنالك أمثلة أخرى في صدد التوظيقات في المكاتب والمرافق الحكومية وفي الإعلام المحلي.. وبإختصار إن كل عربي فلسطيني نظيف وشريف داخل دولة إسرائيل لا يوظف في أية وظيفة عالية ، وخاصة في المجال الثقافي والمهني والإعلامي حتى لو كان حياديا ولا يتدخل بالسياسة إطلاقا . وإما إذا كان فسادا وعميلا ويعمل ضد شعبه ويخدم أجهزة المخابرات الإسرائيلية ( جهاز السين بيت ) فيوظفونه في أعلى الوظائف والمناصب حتى لو يكن بحوزته أية شهادة..فهنالك مثلا أشخاص لم يكملوا التوجيهي (المرحلة الثانوية ) في الدراسة وعينوا ووظفوا مدراء ومفتشين في المعارف وأجهزة التعليم أو مسؤولين عن أقسام في مكاتب ودورائر حكومية أو في السلطات المحلية التابعة للمؤسسة الحكومية... وهنالك اشخاص حاصلون على شهادات الدكتواة والماجستير في شتى المواضيع ومن أعرق الجامعات العالمية ولم يعينوهم ويوظفوهم حتى معلمين لمراحل إبتدائية .. وأنا (( "حاتم جوعيه " مثلا عندما كنت حاصلا على شهادة الماجستير في أكثر من موضوع وقدمت طلبا لأعلم في مركز جماهيري ( متناس ) وليس في مدرسة ابتدائية – موضوع الموسيقى ورياضة الكاراتيه رفضوا طلبي ولغوا كل الموضوع )).. وهنالك مثل آخرعن شخص حاصل على شهادة الدكتوراه في موضوع الموسيقى قبل أكثر من 30 سنة وقد أنهى تعليمه خارج البلاد..ويومها لم يكن أي عربي في الداخل حاصل على القب الأكاديمي الاول في الموسيقى ..وكان معظم معلمي الموسيقى لا يحملون أي شهادة في الموسيقى وأنهوا فقط المرحلة الثانوية (التوجيهي).وقدم هذا الشخص ليعلم في المدارس الإبتدائية ورفض طلبه لأنه وطني وشريف مثلي .. وبعدها وجد له مكان عمل - وظيفة محاضر للموسيقى في إحدى الجامعات الراقية خارج البلاد . وأما أنا فمستقل إقتصاديا وفكريًّا ولست بحاجة لأية وظيفة من هذه الدولة العنصرية التي توظف وتعين فقط الفسادين والخونة وأذناب السلطة والأوباش من من عرب الداخل(وعلى حد قول أحد الأصدقاء:إنه كلما كان العربي الفلسطيني داخل دولة إسرائيل متواطئا ومنحطا أكثر أخلاقيا وخلقيا وإنسانيا ينال وظائف ومراكز أعلى وأرقى من هذه الدولة العنصرية). وأريد أن اضيف أيضا : أنا حاصل على شهادة الدكتوراة في الطب الطبيعي المكمل عدا الشهادات الأخرى العالية في مواضيع الفلسفة وعلم النفس وفلسفة الديانات (معي شهادة الماجستير ) وفي اللغة العربية وآدابها ( مرحلة الماجستير ) ..وفي الموسيقى والفنون والصحافة ..إلخ..وقد قدمتُ أكثر من مرة لأعمل من خلال مركز طبي وصندوق مرضى ( كوبات خوليم ) مع الشهادات المرفقة التي بحوزتي ولم يردوا إطلاقا على طلبي سواء بنعم أو لا .. تجاهل كامل ..ولو انني عميل وخائن وفساد كالكثيرين لكنتُ الآن أعمل مديرا ومسؤولا عن قسم في المستشفى أو في صناديق المرضى في دولة إسرائيل.. أو كنت مدير جامعة.. أو عضو كنيست أو سفيرا ووزيرا ..إلخ ..والكلام مفهوم للجميع .. والذي تكلمته وقلته عن نفسي ينطبقُ على كل إنسان حر وشريف ونظيف من فلسطينيي الداخل - داخل دولة إسرائيل .. أي أنَّ هنالك مشاكل كثيرة ما زالت تواجهه الفلسطينيين في دولة إسرائيل بالنسبة لفرص وأبواب العمل والمعيشة والحياة وفي المجالات الإجتماعية والإنسانية والثقافية أيضا ..وبالإمكان كتابة مجلدات عن هذا الموضوع.
ودولةُ إسرائيل تقصدُ وتريد من هذه السياسة الغاشمة التي تفرضها على عرب الداخل هو لاجل تدميرالأجيال الفلسطينية في الداخل ثقافيا واجتماعيا وإنسانيا وأخلاقيا ،وخاصة من خلال مجالات التعليم والتربية عندما تضع معلمين ومدراء ومفتشين في وزارة المعارف غير أهل وأكفاء.. وتُسوِّقُهم وتفرضهم على المجتمع العربي ويكون هؤلاء عملاء وأذذناب سلطة وخونة ومنحطين اخلاقيا وخلقيا.. ويعانون من العقد والرواسب النفسية والشذوذ.. وإنها لطامة وكارثة كبرى على أجيالنا الفلسطينية في الداخل مستقبلا ..
Hatem Jou : لقد أجبتُ عن الصعوبات الحياتية والمعاناة من السياسىة الإسرائيلية العنصرية للعرب الفلسطينيين في الداخل من خلال سؤال آخر عن الإعلام المحلي.. وبإختصار إن كل عربي فلسطيني نظيف وشريف داخل دولة إسرائيل لا يوظف في أية وظيفة عالية ، وخاصة في المجال الثقافي والمهني والإعلامي حتى لو كان حياديا ولا يتدخل بالسياسة إطلاقا... وإما إذا كان فسادا وعميلا ويعمل ضد شعبه ويخدم أجهزة المخابرات الإسرائيلية في وظفونه في أعلى الوظائف والمناصب حتى لو يكن بحوزته أية شهادة. فهنالك مثلا أشخاص لم يكملوا التوجيهي (المرحلة الثانوية) في الدراسة وعينوا ووظفوا مدراء ومفتشين في المعارف وأجهزة التعليم .. وهنالك اشخاص حاصلون على شهادات الدكتواة والماجستير في شتى المواضيع ومن أعرق الجامعات العالمية ولم يعينوهم ويوظفوهم حتى معلمين لمراحل إبتدائية.وأنا مثلاعندما كنت حاصلا على شهادة الماجستير في اكثر من موضوع وقدمت طلبا لأعلم في مركز جماهيري ( متناس ) رفضوا طلبي ولغوا كل الموضوع ) ..وانا مستقل إقتصاديا ولست بحاجة لأية وظيفة من هذه الدولة العنصرية التي توظف وتعين فقط الفسادين والخونة وأذناب السلطة من عرب الداخل.. وأريد أن اضيف أيضا : أنا حاصل على شهادة الدكتوراة في الطب الطبيعي المكمل وقدَّمتُ أكثر من مرة لأعمل من خلال مركز طبي و صندوق مرضى (كوبات خوليم ) ولم يردوا على طلبي نعم او لا .. تجاهل كامل .ولو انني عميل وخائن وفساد كالكثيرين لكنت الآن أعمل مديرا ومسؤولاعن قسم في المستشفى في دولة إسرائيل. او كنت مدير جامعة .. او عضو كنيست او سفيرا ووزيرا ..إلخ ..والكلام مفهوم للجميع .. والذي تكلمته وقلته عن نفسي ينطبق على كل إنسان حر وشريف ونظيف من فلسطينيي الداخل - داخل دولة إسرائيل .. أي أنَّ هنالك مشاكل كثثيرة تواجهة الفلسطينيين في دولة إسرائيل بالنسبة لفرص وأبواب العمل والمعيشة والحياة والأمور الإجتماعية والإنسانية والثقافية أيضا ..وبالإمكان كتابة مجلدات عن هذا الموضوع.
Amal Fatayer Irshaid : كمواطن فلسطيني د. حاتم جوعيه تعيش في الداخل الفلسطيني المحتل...من أهم الصعوبات الحياة المدنية ومظاهر العنصرية هناك..
هل لك ان تخبرنا عن تلك المعاناة اليومية والحياتية و العنصرية وكيفية التعامل معها.؟
– جواب - المعاناةُ تكون في جميعا المجالات وخاصة في المجال الإقتصادي والمعيشي وإيجاد فرص العمل للمواطن العربي في الداخل .. وفي المجال المهني والإستقلال الإقتصادي .فلا يعطون العربي الفلسطيني ان يكون مستقبلا إقتصاديا وحتى إذا كانت عنده مصلحة ورشة عمل أو أراضي يزرعها فيضعون العراقيل أمامه في تسويق الإنتاج على عكس المواطن اليهودي. وبالنسبة للتعامل مع السياسة العنصرية الغاشمة فعندما يكون الإنسانُ مستقلا اقتصاديا وفكريا مثلي أنا فلا يتأثر بشكل مباشر من هذه السياسة الغاشمة ويبقى دائما منتصبا شامخا رافعة الهامة لأنه ليس بحاجة لأية مصلحة أو وظييفة من هذه الدولة وحكوماتها العنصرية .. ولكن وللأسف الشديد يوجد الكثيرون من فلسطينيي الداخل ومن أجل لقمة العيش ومن أجل الوظيفة باعوا مبادئهم وكرامتهم وارتموا في أحضان السلطة الإسرائيلية وخدموا أجهزتها المخابراتية لمصالحهم الشخصية ضاربين بعرض الحائط قضايا شعبهم الفلسطيني وأمتهم العربية.
Hatem Jou : وأريد أن اتطرق إلى قضايا مواضيع أخرى ثقافية .. فهنالك مؤامرة على اللغة العربية من قبل السلطة الإسرائيلية ويحولون فرض مناهج دراسية جديدة يلغى فيها تدريس وتعليم قواعد اللغة العربية ونحوها وصرفها ولكي تنسى الاجيال القادمة لغتها العربية كليا .. ونجد أن والمسؤولين والمفتشين العرب في وزارة المعارف الإسرائيلية صامتين ، بل هم متواطئون مع هذه السياسة الغاشمة.وهنالك ايضا موضوع ( جوائز التفرغ السلطوية الإسرائيلية ) والهدف من هذه الجوائز هو القضاء على أدب المقاومة الفلسطيني وعلى كل شعر وأدب وكل عمل وإبداع فكري وفني فلسطيني في الداخل يخدمُ القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية ويذكي الحِسَّ القومي العربي ويعزز الإنتماء القومي العربي الفلسطيني في الداخل . وللأسف الشديد معظم الشعراء والكتاب الفلسطينيين المحليين داخل دولة إسرائيل يقدمون لهذه الجائزة المشينة التي تمنحها دولة إسرائيل واجهزة مخابراتها...ولا يوجد من بين جميع الشعراء والكتاب الفلسطينيين في الداخل سوى بضعة أشخاص يقاطعون هذه الجائزة المشينة ولا يقدمون لها إطلاقا ،مثل الشاعر الكبير المرحوم سميح القاسم والكاتب سهيل كيوان والشاعر حاتم جوعيه ( انا) والشاعر سليمان دغش والشاعر يوسف ناصر ...والجدير بالذكر ان هذه الجائزة المقرفة قد أعطوها لاشخاص لا يعرفون قواعد اللغة العربية حرف النصب من الجر ولا يعرفون كتابة الإملاء وعندهم لوثة بعقلهم وهم عملاء وأذناب سلطة .. والهدف من هذه الجائزة مرة أخرى هو تدمير ووأد الثقافة والأدب والإبداع المحلي الفسطيني من قبل السلطة الإسرائيلية وأجهزة مخابراتها وإذنابها وعملائها من فلسطينيي الداخل وهم معروفن للجميع ...وهنالك أيضا مهرجانات ومنتديات أقيمت خصيصا في الوسط العربي الفسطيني المحلي من اجل تدمير ووأد الثقافة والادب والفن والإبداع الفلسطيني المحلي، مثل : مهرجان نيسان الذي كان يأخذ الدعم من الحكومة الإسرائيلية والذي كان يقام في قرية المغار - الجليل . وكنت أنا والشاعر سليمان دغش مقاطعين له دائما ولا نشارك فيه إطلاقا .
Amal Fatayer Irshaid
صدقت اللغة الهوية الوجودية. كل الاحترام وكان الله في عونكم اهلا واحبك و اصدقاء .
انتصار احمد : ما حجم العلاقة الفكرية بين الداخل والضفة الغربية وقطاع غزة؟
- جواب - يوجدُ علاقة وطيدة فكرية وحتى مصيرية بين جميع الفلسطينيين في جميع المواقع والأماكن (الضفة والقطاع،الداخل والشتات ) لأن الشعب الفلسطيني كله شعب واحد ..ولا تستطيع أية قوة في العالم أن تجزئه فكريا وآيديلوجيا ووطنيا وهوية وانتماء .
د.محمد ديبو حبو: الجهل في مجتمعنا وصل إلى مستوى خطير والمرحلة المقبلة ستكون الأصعب لأننا نحتاج لأعداد هائلة من العلماء والمثقفين لبناء جسر بدايته
التعريف بالجهل وأثره التدميري ونهايته العلم وأثره الايجابي في بناء الحضارات والقيم والأخلاق ...
ماهي أدوات الشاعر في معركة نشر الوعي لدى الشباب وعدم انجرارهم وراء الفكر الظلامي ؟؟..
-جواب - أدواتُ الشاعرهي الكتابة ، ولكن الشاعر لوحده لا يكفي للتصدي لهذه الظاهرة ومكافحتها..ويجب على كل فرد وكل مسؤول في المجتمع أن يعمل ما بوسعه للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة . ويأتي هنا دورُ المثقف وكل إنسان وحتى الإنسان البسيط الذي يكرهُ الجهل ويريدُ من مجتمعه أن يكون متعلما ومثقفا وراقيا حضاري وتيكنيلوجيا وأخلاقيًّا أن يعمل ما بوسعه لمحاربة هذه الظاهرة.. ويأتي دور الأهل وطريقة التربية في البيت ..ودور المدارس والمعلمين .. وكل شخص في المجتمع مهما كان دوره وموقعه ممكن ان يساهم في التصدي لهذه الظاهرة، وهي تفشي الجهل .. والشاعر لوحده وبانعزال عن باقي شرائح المجتمع لا يكفي لكي يحارب هذه الظاهرة ( تفشي الجهل ) وينتصر عليها انتصارا حاسما ونهائيا. والمثلُ الشعبي يقولُ : (( كفٌّ لوحدِها لا تكفي للتَّصفيق)) . .
Amal Fatayer Irshaid :كوجود فلسطيني على ارض فلسطين -الساحلي المحتل تحت هذا الكيان الغاصب
د حاتم جوعيه ما أهمية دور هذا الوجود في افشال شرعنة هذا الكيان الغاصب المحتل..؟
- جواب - إن بقاء قسم من الفلسطينيين بعد عام النكبة (1948 ) في وطنهم وتشبثهم بأرضهم ومحافظتهم على هويتهم ولغتهم العربية رغم الظروف القاهرة والعصيبة التي مروا بها بعد عام 1948 وفترة الحكم العسكري البغيض هو أكبرانتصار لهم على السياسة والغطرسة الإسرائيلية الصهيونية .
سؤال ) لقد انطلقت مظاهرات ومسيرات في الوسط العربي في الداخل ضد سياسة نتنياهو ومسيرات تضامنية مع كارثة بيروت ؟؟
-Hatem Jou جواب - المظاهرات التي تجري في دولة إسرائل تكون مرخصة من قبل السلطة الإسرائيلية ويستطيع كلُّ شخص ان يشارك فيها. وهنالك تذمر كبير من سياسة نتنياهو من قبل الوسط اليهودي بالنسبة للازمة الإقتصادية ولتدهور الوضع الإقتصادي الإسرائيلي. وهنالك الكثير من الإتهامات ضده في صدد الرشاوى وغيرها كما يقال .
انتصار احمد : ماهو دورُ الاعلام في توحيد أواصر الحركة الثقافية بين الداخل والخارج ؟؟
جواب - الإعلام المحلي معظمه لم يكن له ذلك الدور الهام في توحيد أواصر الحركة الثقافية بين الداخل الخارج حسب رأيي . وقسم كبير من الإعلام المحلي هو إعلام مشبوه ومأجور ومُسَيَّر وَمُوَجَّه ويخطو تحت مظلة السياسة الإسرائيلية ويسلك حسب رغباتها وأهدافها ويأخذ التمويل والدعم المادي من المؤسسات الإسرائيلية ومن المكاتب الإعلانية التابعة لها .
Amal Fatayer Irshaid : وانتم تقبعون تحت الاحتلال ما هي رسالتك الى الشعوب العربية والعالم أجمع ؟؟
- جواب - يجبُ على الشعوب العربية وعلى كلِّ إنسان عربي ان يبقى متفائلا وينظر إلى المستقبل وإلى الغد بمنظار إيجابي مشرق وألا ييأس من الأوضاع والظروف الحالية الصعبة في جميع المجالات . وسيأتي يوم عاجلا أو آجلا تكون الأمة العربية والعالم العربي كله يدا واحدة ويرجعُ المجدُ والسؤدد العربي أهم مما كان سابقا ...وكلمة إلى العالم :أتمنى الخير والسعادة والرغد والهناء لجميع البشر وأن يعمَّ الخيرُ والسلامُ جميعَ بقاع الأرض ويحيا الجميع بمحبة وأمان وسلام ،وتكونُ المحبةُ والمودة منتشرة بين جميع الشعوب والأمم . أنا عربي فلسطيني أحب شعبي وأحب قوميتي وأمتي العربية ...وفي نفس الوقت أنا أحبُ وأحترمُ جميع الشعوب والأمم على هذه الأرض . وكلُّ إنسان يقاسُ ويُقيَّمُ بعمله وتصرفاته وبمبادئه وإيمانه وقيمه وصدقه ومحبته للناس وبإبداعه وعطائه الذي يفيد الآخرين والإنسانية والبشرية جمعاء.. وليس بدينه وعرقه وقوميته ..( لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى ) .
*سؤال) : حدثنا عن جمال الطبيعة والجمال الساحلي الفلسطيني. حدثني عن الخيرات وماذا تشتهر الجليل ؟؟
- جواب - بلادنا فلسطين من أجمل وأحلى بلدان العالم .وكأنها قطعة من الجنة .فمثلا :منطقة الجليل في فصل الربيع والزهور والأعشاب الخضراء تكسو وتغطي الجبال السهول.. .والوديان والجداول تجري بانسياب تكون أجمل من أوروبا..والسهل الساحل وشاطىء البحر المتوسط روعة الجمال .. وكل بقعة وكل منطقة في بلادنا جميلة وخلابة وتسلبُ لبَّ الشعراء والفنانين..وكل إتسان يحب ويتذوق الجمال وسحر الطبيعة الخلاب . وبالنسبة لمنطقة الجليل فتشتهرُ بكروم الزيتون والتين والعنب . وأرض الجليل أرض خصبة، ولكن بعد الإحتلال الإسرائيلي سطت دولة إسرائيل على قسم كبير من هذه الاراضي وسلبتها من سكانها الاصليين وهجرت الكثيرين من سكان الجليل ومن باقي المناطق الفلسطينية أيضا إلى خارج الوطن والشتات ودمرت قراهم وبلدانهم ومحتها عن الخريطة.
Amal Fatayer Irshaid : هل من كلمة الى بيروت و نحن نعتصر ألما..ومرارة الواقع ؟
- جواب - ليلٌ على بيروتْ والحزنُ لن يهدَا
الموتُ في بيرُوتْ قد جاوزَ الحَدَّا
الدرُّ والياقوتْ قد زيَّنَ العقدا
الدُّرُّ والياقوتْ لشهيدِهَا يهدى
لم يحتضنْ تابوتْ فاستخلدَ المَجد
– وقلت أيضا : غاضَ المُغيرُونَ عن لبنانَ وانحسَرُوا= فالحقُّ أقوى على الطغيانِ ينتصرُ
حُيِّيتِ بيروتُ أنهارُ الدماءِ زَكتْ = عبيرُهَا فوقَ أرضَ المجدِ تنتشرُ
حُيِّيتِ بيروتُ طول الدهرِ شامخة = كم تهزئي ونارُ البغِيِ تستعرُ
ناداكِ شعبٌ أبيُّ الخلقِ مُصطخبٌ = لبَّيكِ .. لبَّيكِ أنتِ الحلمُ والوطرُ
حُيِّتِ بيروتُ أرض المجِدِ من بلدٍ = ما لانَ عودُكِ، ماتَ الخوفُ والذعرُ
على جبينِكِ تاجُ الغارِ مُؤتلِق ٌ= قد تاهَتِ العُربُ من أشبالِكِ انبَهرُوا
( شعر :حاتم جوعيه - المغار - الجليل - فلسطين )
Amal Fatayer Irshaid : هل تعلّمُ أبنائِنا في الضفة للغةِ العبرية شىء مجدي ام ان له تأثير سلبي
كما تفضلت وتكلمت عن اللغة العربية ومحاولة تهويدها؟!
- جواب - شيىء جيد وممتاز أن يتعلم الإنسانُ لغات أخرى غير لغته ( لغة الأم ) ..ولكن تكون الطامة الكبرى إذا لم يتعلم لغته جيدا - قواعدها ونحوها وصرفها ..بل ويعلمونه لغته الأم بشكل مُشوَّهٍ وخاطىء وغير صحيح - كما يحدث عندنا في الداخل.. فهنالك أشخاص حاصلون على شهادات الماجستير والدكتوراة في اللغة العربية وآدابها لا يعرفون إعراب جملة بسيطة في اللغة العربية .ولا يعرفون المنادى متى يكون مرفوعا أو منصوبا ..ولا يعرفون إسم كان من خبرها والفاعل من المفعول به .
: Amal Fatayer Irshaid
اتفق معك ولكن ما مدى تأثيرها على الوضع العام ونحن تحت احتلال
واللغة هي الكلمة والشعر والفكرة والتراث.. هل من خوف
مستقبلي ام يكون تعلمها على مرحلة معينة في الجامعات لأن اللغة
مملكة الفكر والمفردات ؟
- جواب - يجب تعلم اللغة العربية أولا( لغة الام ) منذ الصغر ومن هذا المنطلق سيكبر الإنسان العربي ويترعرع على عشقها ومحبتها واحترامها ، وهي اللغة المقدسة (( لغة القرآن الكريم )).. وبعدها اللغات الأخرى ... والمثل يقولُ العلم في الصغر كالنقش على الحجر . وإذا الإنسان لم يتعلم لغته وقواعدها ونحوها وصرفها منذ نعومة أظفاره فكيف سيتعلمها وسيعشقها في جيل كبير وكيف سيتعامل معها وبأي منطلق ومنظار.. وهناك خوف مأكد على لغتنا العربية مستقبلا إذا بقي الوضع هكذا ومن خلال المناهج الدراسية الخطيرة المهجنة التي تفرضها دولة إسرائيل على الأقلية العربية الفلسطينية من خلال أجهزتها -وزارة المعارف والمسؤولين في هذه الوزارة من مفتشين ومدراء - ( عربا ويهودا ) والتابعين مباشرة لجهازالشين بيت الإسرائيلي المسؤول المباشر والذي يدير مؤسسات التعليم في الوسط العربي .. وهو الذي يعين المعلمين والمدراء والمفتشين في المدارس ومعاهد التعليم والجامعات .. وكل شخص غير مرضي عنه سلطويا..حتى لو انه لا يتدخل بالساسية وغير متطرف وطنيا لا يوظف في سلك التعليم ووزارة المعارف حتى لو بوظيفة صغيرة جدا كمعلم في المرحلة الإبتدائية .. والجديرُ بالذكر هنالك موضوع الكثيرون لا يعرفونه وهو : يوجد قانون دولي - وحسب ميثاق الامم المتحدة - ومفاده : إن كل اقلية قومية في أية دولة مهما كان نوع نظامها من حقها ان تدير شؤونها الثقافية والتربويَّة والتعليمية بنفسها..وتكون المدارس والمعاهد والجامعات والمسؤولون والمدرِّسون والأجهزة الإداريّة فيها للأقلية القومية ولا أحد يتدخل بشؤونها ..أي يكون إستقلال كامل في أجهزة التعليم.. وأما في دولة إسرائيل والتي تتبجحُ بالديمقراطية ويطلقون عليها واحة الديمقراطية فلا تتعامل مع العرب الفلسطينيين في الداخل القابعين تحت حكمها وسيطرتها وسلطانها كأقلية قومية تدير شؤونها التعليمية والثقافية والتربوية بنفسها ..فأجهزة التعليم والمؤسسات والمدارس والجامعات والمعاهد التعليمية والتربوية في الوسط العربي كلها تابعة لوزارة المعارف ويشرف عليها بشكل مباشر من فوق جهاز الشين بيت الإسرائيلي (المخابرات ).. وهو الذي يقرر في وضع المناهج التدريسيَّة للاقلية العربية الفلسطينية في الداخل وبما يتلاءم مع أهداف ومخطط السياسة الإسرائيلية الغاشمة المعادية للعرب . وأهم واخطر شيىء في هذه السياسة هو أسرلة عرب الداخل وتهجين وتدجين الفكر العربي الفلسطيني المحلي ..وأن يتجرد العربي الفلسطيني كليا داخل دولة إسرائيل من مشاعره القومية وإنتمائه العربي لأمة عربية عريقة وأصيلة من المحيط إلى الخليج.. ويشعر انه من قومية أخرى .. وبشكل تدريجي ينسى لغته وتاريخه وحضاراته وهويته وعاداته وتقاليده وتتراثه وعروبته .. .وهذا الذي تريدة السياسة الإسرائيلية من فلسطينيي الداخل الذين يقبعون تحت حكم دولة إسرائيل منذ عام 1948 .
Amal Fatayer Irshaid :اندماج الحياة لا بد الا ويتاثر المرء بمن يعاشر.هل كمواطن درجة ثانية( فلسطيني) تأثرتَ بالحياة في ظل الاحتلال وكيف استطعتم قدر الامكان الحفاظ على الهوية الشخصية والتأثيرات..هل تاثرت د . حاتم جوعيه ! ؟؟
- جواب - أكيد الإندماج له تأثير. ونحن تأثرنا بالأشياء الإيجابية فقط من الشعب اليهودي كحبِّ العلم والثقافة والتطور التيكنيلوجي .. والشعب اليهودي شعب متعلم ومثقف..ويحبُّ العمل والإبداع ، وخاصة في المجال العلمي والتيكتلوجي والصناعي. ونحن (الفلسطينيين في الداخل) نتقنُ جيدا جيدا اللغة العبرية مثل اليهود وأكثر ...ولكننا بقينا محافظين على لغتنا وعاداتنا وتقالدينا وتراثنا وهويتنا العربية الفلسطينية . ولم ننسى أصلنا وقوميتنا ولم نتهوَّدْ كما كان يظنُّ ويعتقدُ الكثيرون عنا قبل عقود في دول العربية . نحن الأقليَّة العربيَّة الفلسطينيَّة في الداخل – داخل دولة إسرائيل-عرب ال 48 جزء لا يتجزّأ من الأمة العربيَّة العظيمة من المحيط إلى الجليج .
إنتصار أحمد : ما حجمُ العلاقة الفكرية بين الداخل والضفة الغربية وقطاع غزة؟
- جواب – يوجدُ علاقة وطيدة وقوية جدا واتحاد ولحمة كاملة ( فكرية وآيديلوجية وإجتماعية وإنسانية ومصيرية ) بين كافة شرائح الشعب الفلسطيني وفي كل مكان يوجد فيه فلسطينيون.. لانه شعب واحد وفكر وثقافة وأيدولوجية واحدة ومصير واحد .
*سؤال ) ما أهمية التواصل بين أبناء الشعب الواحد في ٦٧ و ٤٨ في
مختلف النواحي الثقافية والحياتية والعملية؟؟
- جواب - للتواصل أهمية كبيرة جدا حيث يُعزِّزُ الثقة بالنفس والإنتماء ويُنمِّي ويصقلُ الوعيَ السياسي والإنساني والوطني والقومي العربي ويُقوِّي الشعور بعدالة وقداسة القضية التي يحارب ويكافح من أجلها الفسطينيون عامة منذ عقود طويلة .
حاتم جوعيه :
Hatem Jou - وأريد أن اتطرق إلى مواضيع وقضايا أخرى ثقافية وغيرها.. فهنالك مؤامرة على اللغة العربية من قبل السلطة الإسرائيلية ويحولون فرض مناهج دراسية جديدة على الاقليَّة الفلسطينيَّة العربيَّة في الداخل حيث يُلغى فيها تدريس وتعليم قواعد اللغة العربية ونحوها وصرفها ولكي تنسى الاجيالُ القادمة في الداخل لغتها العربية كليا وتاريخها وحضارتها العربية العريقة.. والجدير بالذكر ان المسؤولين والمفتشين العرب في وزارة المعارف الإسرائيلية صامتون ، بل هم متواطئون مع هذه السياسة الغاشمة كما يبدو ..ولا يوجد حتى الآن أيُّ مسؤولٍ سياسي عربي وأيُّ عضو برلمان عربي في الكنيست الإسرائيلي تطرق إلى هذا الموضوع – سلبيًّا أو إيجابيًّا ..( والجدير بالذكر ان كل عضو برلمان في الكنيست " البرلمان الإسرائيلي " - سواء كان عربيًّا أو يهوديًّا يُقسمُ يمين الولاء لدولة إسرائيل قبل أن يستلم وظيفته ومهامه في البرلمان ..وإذا لم يقسم يمين الولاء لا يُسمح له إطلاقا ان يكون عضوا في البرلمان الإسرائيلي - حسب قانون دولة إسرائيل)).. ولهذا نجد أن أعضاء الكنيست الإسرائيلي من العرب يعيشون في إزدواجيَّة وتناقض سياسي ..فمن ناحية هم يقسمون يمين الولاء لدولة إسرائيل والمحافظة على أمنها ..ومن ناحية أخرى يتبجحون بالقومية والوطنية والدفاع عن حقوق وقضايا الشعب الفلسطيني وقضايا الأمة العربية ككل ..وأحيانا يرفعون شعارات متطرفة تتناقض مع قسمهم ليمين الولاء لدولة إسرائيل والمحافظة على كيانها وأمنها ..ويشاركون بل يقودون المظاهرات التي تقام محليا والتي تُندِّدُ بسياسة الحكومةِ ونهجها . وهنالك موضوع التصديق وإعطاء الترخيص لكلِّ شخص أنهى دراسته في موضوع الطب ، ولقد وضعوا هذا القانون في دولة إسرائيل قبل حوال 30 سنة ..ومفاده ان كل طلب أنهى دراسته في موضوع الطب وحصل على شهادة الدكتوراه بغض النظر من أية جامعة حصل عليها – محليا أو خارج البلاد - يجب أن يقدم امتحانا جديدا في دولة إسرائيل كإختبار لمستواه وتحصيله العلمي وإذا لم ينجح لا يعطى رخصة وتصديقا ويمنع أن يمارس عمله كطبيب في أيِّ مركز طبي ومختبر أو عيادة أو مستشفى في الدولة...والذي يثيرُ الإنتباه والإستغراب أن يوجد تلاعب وتزييف بالنسبة للعلامات التي تعطى للطلاب العرب الذين يقدمون لهذا الإمتحان ..فهم يصادقون كل سنة - في الدولةعلى عدد معين من الطلاب المُمتحنين، ويجب ألا يزيد عددُ الناجحين عن العدد المققرر كل سنة .. فمثلا إذا قرَّرُوا كل سنة أن ينجحوا 500 شخص ونجح في إمتحان الطب أكثر من ألف فهم يكتفون برقم 500 ويختاون الأشخاص الذين يريدونهم من الوسط العربي والذين مرضي عنهم سلطويا أوعندهم واسطة قوية لدى المؤسسات الإسرائيلية العليا .. أو انهم يشتغلون هم وأهلهم مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية ..والذي يكون بعيداعن الصحن وليست لديه واسطة فلا ينجِّحُونه حتى لو أعاد الإمتحان مئات المرات ..وهنالك الكثير من العينات والأمثلة والإثباتات على هذا الكلام ..فمثلا هنالك طالبان درسا موضوع الطب في إحدى الجامعات المشهورة خارج البلاد–الطالب الأول تخرج بإمتيازوتفوق وكانت علاماتة مئة بالمئة ..وأما الطالب الثاني وكان جاره فقد نجح بصعوبة جدا وكان على الحفة وعلى وشك الرسوب . وكان الطالب الاول يساعده دائما في الإمتحانات ..وعندما رجعا للبلاد وقدما لإمتحان الطب للدولة .. الطالب الأول المتفوق لم ينجح وقد أعاد الإمتحان عدة مرات ولم ينجحوه ..وأما الطالب الذي كان على وشك السقوط والفشل فنجح من أول إمتحان وذلك لأن أهله عندهم واسطة قوية لدى المؤسسات الإسرائيلية ويشتغلون مع جها الشين بيت...وهنالك الكثير من الأمثلة المشابهة على ذلك..ولكن حتى الآن لم يطرح أيُّ عضوُ برلمان عربي في الكنيست الإسرائيلي هذا الموضوع الهام والخطير...وأنه يجب ان تكون هنالك رقابة على امتحانات الطب التي تقدم كل سنة في دولة إسرائيل، وأن يكون هنالك لجنة بل لجان مراقبة تطلع على كل الإمتحانات التي يقدِّمها الطلاب المُمتحنُون وتفحصُ كل الأجوبة التي أجابوا عليها..وعندها لا يكون هنالك تلاعب وتزييف في نتيجة الإمتحانات كما يحدث كل سنة مع الطلاب العرب ..وبإختصار: إنَّ الفسَّادَ والعميلَ للاجهزةِ وللمكاتب الحكومية الإسرائيلية ينجحونه بسرعة في امتحانات الطب.. وأما الإنسان الشريف والنظيف من عرب الداخل فصعب جدا ان ينجحوهُ من أول إمتحان. وهنالك ايضا موضوع ( جوائز التفرغ السلطوية الإسرائيلية ) التي تُمنحُ كل سنة لبضعة شعراء وكتاب فلسطينيين محليين،والهدف من هذه الجوائز هو القضاء على أدب المقاومة الفلسطيني وكل شعر وأدب وكل عمل وإبداع فكري وفني فلسطيني في الداخل يخدم القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية عامة ويذكي الحس القومي العربي ويعزز الإنتماء القومي العربي الفلسطيني في الداخل ..والقضاء على كل أدب وفكر فيه إبداع ورسالة سامية . وللأسف الشديد معظم الشعراء والكتاب الفلسطينيين المحليين داخل دولة إسرائيل يقدمون لهذه الجائزة المشينة التي تمنحها دولة إسرائيل وأجهزة مخابراتها ...ولا يوجدُ من بين جميع الشعراء والكتاب الفلسطينيين في الداخل سوى بضعة أشخاص يقاطعون هذه الجائزة المشينة ولا يقدمون لها إطلاقا، مثل:الشاعر الكبير المرحوم سميح القاسم والكاتب والأديب سهيل كيوان - المحرر الأدبي سابقا في صحيفة " كل العرب " التي كان يرأس تحريرها الشاعر الفلسطيني الكبير خالد الذكر المرحوم سميح القاسم.. والشاعر حاتم جوعيه ( أنا ) والشاعر سليمان دغش والشاعر والأديب يوسف ناصر . والجدير بالذكر ان هذه الجائزة المقرفة قد أعطوها لأشخاص من عرب الداخل لا يعرفون قواعد اللغة العربية وحرف النصب من الجر والفاعل من المفعول به ولا يعرفون كتابة الإملاء وعندهم لوثة بعقولهم وهم عملاء وأذناب سلطة..والهدف من هذه الجائزة مرة أخرى هو تدمير ووأد الثقافة والأدب والإبداع المحلي الفلسطيني وتزييف التاريخ من قبل السلطة الإسرائيلية وأجهزة مخابراتها وإذنابها وعملائها من فلسطينيي الداخل وهم معروفون للجميع ... وهنالك أيضا مهرجانات ومنتديات أقيمت خصيصا في الوسط العربي المحلي من أجل تشويه المشهد الثقافي وتدمير ووأد الثقافة والأدب والفن والإبداع الفلسطيني المحلي وبتوجيه من السلطة الإسرائيلية وأجهزة مخابراتها كما يبدو واضحا وكما يقول الجميع ، مثل : مهرجان نيسان الذي كان يقام في قريتي المغار - الجليل . وكنت أنا والشاعر سليمان دغش مقاطعين له دائما ولا نشارك فيه إطلاقا.
وبالنسبةِ لجائزة التفرُّغ الإسرائيليَّةِ..أنا أقولُ : لا يوجدُ إنسانٌ عربي وفلسطيني يحترمُ نفسَهُ وشعبَهُ وأدبَهُ وإبداعَهُ يُقدِّمُ لهذه الجائزة المشينة ... وأتذكرُ هنا وأردِّدُ ما قاله الفنان السوري الكبير دريد لحام (غوارالطوشي) في مسرحية ( كأسك يا وطن) عنما كان يتحدث مع والدهِ في الجنة -حيث قال له :( كلُّ شيىء عندنا متوفرٌ وموجودٌ، ولكن ينقصنا شويَّة كرامة )... وأيُّ كرامةٍ لشاعرٍ وأديب عربيٍّ وفلسطينيٍّ يستجدي بتلهُّفٍ المؤسَّسات الإسرائيليَّة الصهيونية وأجهزة مخابراتِها كي تعطيه جائزة مادية لأجل كتاباتهِ... وهل المؤسسات والدوائر الإسرائيليَّة الصهيونيَّة تعطي جوائز لشعر وأدبي فلسطينيٍّ وطنيٍّ مُقاوم يُندِّدُ بسياستها المتغطرسة ونهجها العنصري المعادي والمتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني المكلوم والمشرَّد؟؟
..إنَّ المؤسَّسات الإسرائيليَّة الصهيونيَّة تعطي جوائز فقط للشويعرين وللمُستكتبين الفلسطينيين العرب في الداخل الذين تطبَّعوا بالمخطط والنهج الصهيوني ويخدمون السياسة الصهيونية .. وتُعطى هذه الجوائز للشعر والأدب التافه والسخيف الذي دون المستوى المطلوب.
: Amal Fatayer Irshaid
صدقت اللغة الهوية الوجودية. كل الاحترام وكان الله في عونكم اهلا وأحباء و اصدقاء .
Amal Fatayer Irshaid : قبيل الانتهاء و شاكرين لكم حضوركم وتفاعلكم سلام منا لكم و عليكم كلما هل الصباح و المساء.
جواب : الشكر كله لكم ولمنبركم الإعلامي الموقر والراقي ( الأكاديمية العالمية للسلام العالمي - فرع مصر ) لإجراء هذا اللقاء المطول معي ، وفيه كان التطرق إلى مواضيع عديدةوهامة ومصيرة تهمُّ وتعني كل إنسان وكل مواطن عربي من المحيط إلى الخليج .
( أجرى اللقاء: الأكاديمية العالمية للسلام - فرع مصر )
0 comments:
إرسال تعليق