سوزان عون تعلن عشقها للغة العربية

 أجرى اللقاءعباس علي مراد ـ
شاعرة، أديبة، مبدعة، حرة، جريئة تكتب قناعتها المزينة بلغة تغنيها ثقافة واسعة، وانسانية عابرة لكل الحدود والسدود. نتاجها الأدبي والفكري يفيض ذوقاً واحساساً، فكرتها ملكها ومن صنع بنات أفكارها، لا تعرف اليأس متفائلة رغم كل ما حصل ويحصل في البلاد العربية والعالم، تقف على خشبة مسرح الحياة، متحسسة آلام الناس ومعاناتهم، فكان الشعرالذي طرق بابها وفكرها وسكن دواتها، ثورة على المسكوت عنه، وتحدياً لواقع تقيده القيود السياسية والاجتماعية والثقافية، من أجل التغيير والوصول الى الأفضل المنشود، فهي بركان من ألأمل حيث اليأس، وبركان من الغضب حيث القهر وبركان من الحب حيث الجفاء والكراهية.
تسكن وتفوح عطور الصراحة بين كلاماتها، وان تكلمت بدملوماسية يزداد إيقاع كلاماتها وضوحاً، لا تخشى لومة لائم في شعرها، تعطي السؤال حقه من الجواب، ولا تتوارى خلف أقنعة، تعطي كل ذي حق حقه، وترى أن الشعر الذي تكتبه النساء يوازي ما يكتبه الرجال لا بل أحياناً يفوقه، وتشدد على دور المثقف حتى في أيامنا هذه، وتعلن عشقها للغة العربية.
إنها الشاعرة والأديبة اللبنانية التي تعيش في أستراليا سوزان عون والتي التقاها الزميل عباس علي مراد وكان هذا الحوار الصريح والشامل.

أ- متى بدأت سوزان عون تكتب الشعر، وما هي العوامل التي دفعتك للكتابة وبمن تأثرتِ؟
الكتابة سكنت دمي، شاركتني خطواتي الأولى على هذه الأرض، كلمسة طفل مسّدت أحلامي وما زالت تُمسّد أحلامي. 
لولا الكتابة ما كان حاضري كما هو الآن، لأنني لن أعرف أن أتعامل مع (سوزان) إلا التي هي موجودة بينكم. 
بدأتُ الكتابة في سن مبكرة، رافقت أيام دراستي الإعدادية والثانوية وليومنا هذا. 
لا أستطيع الجزم بأن هناك دوافع أو أسباب تجعلك تكتب، فالكتابة خلايا مشرقة تسير في الأوردة، تقودك إلى ما لا نهاية، فهي الدافع الأساس كي تبدع. 
وكما أجبت في حوار سابق، لم أبدأ بالشعر، الشعر هو من طرق بابي وفكري وسكن في دواتي.
بدأتُ أكتبُ في سنٍ مبكرة، فامتلأت دفاتري بقصصٍ وقصائد، ومذكراتي بأحلام وأمنيات.
حسب خبرتي المتواضعة، أشبه الإبداع كبذرة داخل الروح، يُبرزها التعلم والتمرن والدراسة وتصقلها الاستمرارية والاستفادة من معاجم اللغة لرفد لغتنا المكتوبة بمفردات صحيحة خالية من الشوائب والعيوب. 
التأثر بالغير موضوع ثانٍ بالنسبة لي، فحقيقة وأرجو ألا يكون رأيي انتقاصا لقيمة أحد من الشعراء أو الكتّاب، عندما بدأت الكتابة أسرتني اللغة العربية بأسرها، وسلب سحرها وجمالها خيالي، فعشقي لها جعلني أتمسك بردائها وأتشبث بحبالها. 
قرأت للكثيرين ولهم كل الاحترام، ولكن القرآن الكريم هو الكتاب الذي تأثرت به وبلغته القوية الرصينة الحكيمة المتحكمة بقلوبنا وأفكارنا. 
ب - للشاعر رسالة، ما هي رسالتكِ والافكار التي تؤمنين بها وتريدين إيصالها الى القارئ والمجتمع؟
لا أدري إن كان للشاعر رسالة أبلغ من كونه يُحافظ على لغة أمته وثقافتها عبر قصائده المتنوعة خلال حياته، فالذي يكتب يومياً شيئًا مختلفا عمن سبقه، لا شك هو حامل للواء ثقافي معاصر فريد لا يشبه أحدا، يُمتع الناس بأفكاره وومضاته الخلاقة، أو يُلقي الضوء على وجع الناس ويكون لسانهم الناطق ويكسر قيد أياديهم المكبلة. 
دور الشاعر كدور أيّ مواطن شريف يعيش في بلده أو بالاغتراب وهو دور كبير وحساس، فتراه يهتم بِقيمه ووطنه وشعبه وراحتهم وسعادتهم. 
المهم دوره يظل كالشمس التي تنير وتشرق لتكشف أي فساد، ويسلّط الضوء من خلال قصائده على المنابر أو مقالاته المكتوبة على الحقائق والمفاهيم والأصول إن غابت، وذلك لا يكون الا بإلمامه بالحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، وإلا لا يكون مثقفا، بل مردداً لكلمات يحفظها أو ساكتاً على ظلم السلطان وجوره. 
وهنا أيضا اردد بعض السطور كتبتها في مقالة عن المثقفين فأقول: لولا كلمة المثقف المسموعة والمرئية والمقروءة والخوف منها واحترامها من عامة الناس، لما سمِعنا بظلم السياسيين ولا عرفنا ببطشهم والشعب المقهور المسلوب حقه في رفع صوته، ينتظر من يصرخ عنه أو من يطلق شرارة الانتفاضة ليسانده ويدعمه
وأزيد فأقول أيضا: 
كلمة المثقف لا زالت ولله الحمد مسموعة ومحل احترام حتى في أيامنا هذه، وهذا من طبيعة الشعب العربي الذي لا زال يستأنس بالشعر وبالشعراء وبالمثقفين ويراهم شعلا من المحبة تطفئ نار الخائنين وأيادي خير وغيث لمساندة فقراء المجتمع، فيساندهم بحبه لهم وإبداء الاحترام والتقدير.
مما جعل مكانة الشعراء عالية لدى شعوبهم، كمكانة شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري، والشاعر بدر شاكر السياب في العراق ومكانة الشاعر حافظ إبراهيم وأحمد شوقي في مصر، والشاعر جبران خليل جبران والمبدع أمين نخلة في لبنان، وهذه أمثلة وليس حصرا بالطبع.. 
  ت- هل تعتقدين أنه ما زال للشعر دور، وتأثير على حياة الإنسان العربي في ظل الوضع العربي الراهن؟
حتما، للشعر دور كبير في تسليط الأضواء على كل ما خُفي عن الجماهير، وسيظل هذا الدور حيّاً ما دام الشاعر يرسم صوراً شعرية رائعة تسلب الألباب، تحمل المستمع أو القارئ إلى آفاق جديدة أرحبُ من أرضه وسمائه. 
يُرسل صوته عبر التاريخ والأزمنة ليقرأه من سيأتي بعده فتتعلم الأجيال القادمة ما عانته السابقة منهم. 
أو يقف وجهاً لوجه أمام محكمة الزمان ليرفض جور وظلم السلاطين. 
ث - يقال أن الرواية تأخذ مكان الشعر كديوان العرب ما هو رأي سوزان عون بذلك؟
كرأي خاص ولا أْلزم به أحد، لا زال للشعر العربي القديم والحديث وهجه ووجوده بالمراتب الأولى من حيث الإبداع المكتوب، فنرى الزخم والاشباع والتكثيف الجمالي في النص. 
 الشعر هو خزان العمل لكل الفنانين والمطربين ومنشدي الأناشيد الدينية والوطنية، صحيح أننا في زمن الرواية، وأكن الاحترام للفريقين، فريق الشعراء وفريق الكتّاب. 
الفريقان يقومان بعمل جميل يُغني الأدب، وتسجيل الحوادث التاريخية الزمنية بأسلوبين مختلفين، فأين الخطأ في ذلك؟
ولكن الشعر كان ولا زال عصب الحياة الفكرية ووتد البناء الثقافي
 الجميل المثير الذي لن ينضب أو يتوقف مهما كثر كتّاب الروايات.. 
فهل رأيت مطرباً أو منشداً يغني رواية؟
فالشعر قافية ووزنا ولحنا بلا عزف موسيقى. 
ج - يقال الشعر النسائي، هل من الممكن فعلا تقسيم الشعر والأدب على أساس الجنس، وما هو رأيكِ بذلك؟
الشعر الذي تكتبه النساء حسب رأيي المتواضع، ينقسم إلى قسمين، الشعر النسائي والشعر الذي تكتبه النساء. 
فالشعر النسائي هو ما تنتقد فيه المرأة الشاعرة ذكورية المجتمع في مكان ما أو تكتب قصيدة فيها بعض ما عانته في زمن مضى، لتسلط الضوء على هذه الذكورية والتي تكون في بعض الحالات طاغية لدرجة إهدار حق المرأة بشكل موجع ومؤلم، وهذا ما نراه في بعض بلداننا العربية أو ما كنا نراه،
ولكن بعض الشاعرات نراهن ينسقن خلف فكرتهن فينسفن أحيانا بعض التقاليد والعادات الاجتماعية النبيلة أو يصل الأمر بهنّ إلى مرحلةٍ يقزّمن فيه حجم الرجل في المجتمع للفت النظر اليهن. 
ضاربات بعرض الحائط كل ما نشأن عليه. 
أما الشعر الذي تكتبه النساء، فهو شعر يوازي ما يكتبه الرجال لا بل أحيانا يفوقه وهناك أمثلة كثيرة على ذلك. 
أنا ضد هذه التسمية إن كانت بقصد التقليل من شعر السيدات، والحكم يجب أن يكون على بُنية القصيدة وتفاعل الناس معها لا على أساس جنس من كتبها.. 
يكفي ما عانته المرأة من تمييز عبر العصور المختلفة في مختلف أنحاء العالم، يجب أن نتعامل بإنسانية مُطلقة مع من نعيش معهم، فلا نحكم أو ننتقص من قيمة إبداع ما، على أساس جنس من كتبه.
ح - يظهر البعد الديني في قصائدكِ حيث الاستعارة بادية للعيان، ما هو سر ذلك؟
كما أشرت في الجواب على السؤال الأول، عشقي للغة العربية ومن ثم دراستي لتجويد القرآن الكريم لهما الفضل الكبير في استعاراتي اللغوية.
خ - ما هو الشيء الذين يؤثر عليكِ عندما تواجهين القصيدة، وعلى ماذا تركزين؟
في الحقيقة ولا أدري إن كان سيؤيدني البعض، القصيدة عندي، هي حالة شعرية خاصة تلبسني، تُنطق حنايا الروح بقوة، تعصف بأرجائي، تُمسك بيدي وتزحفُ بي برشاقة راقصة الباليه فوق أوراقي، تقطف لي من بيادر اللغة العربية وحروفها أشهى ثمرة، فأنهل منها نبضاً وعشقاً ولوناً يميز كتاباتي عن غيري.
لن أقترف جرم الوشاية إذا أشرت إلى أمر مهم، وهو الفكرة الملهمة التي تصوب سهامها نحو الصمت بداخلي لتنتشي حروفي.
 الفكرة الملهمة يجب أن تتواجد، هنا لا أقصد نوع معين من الإلهام، كالحب حصرا، لربما كانت الفكرة الملهمة أيضا من رؤية طفل جائع أو امرأة فقيرة أو لربما مشهد طبيعي خلاق من صنع الإله.
لذا أقول وبكل تواضع أنّ ما أكتبه لا يندرج تحت اسم معين من الشعر أو يُشبه كتابات أحدا ما، أو أستعير من هنا أو هناك، فكرتي هي ملكي ومن صنع بنات أفكاري.
فلا أنسخ أو أقلد أحدا، وهذه لفتة نظر للذين ينسخون قصائدي ويقزمونها ومن ثم يقدمونها بطريقة ركيكة للناس.
في الكتابة، أركّز على إبراز فكرتي بشكل جديد ووجهة النظر هنا إما أن تكون خاصة بي، وإما للعامّة، أقرأ بها ما يفكرون أو ينوون قوله. 
فالشاعر لسان قومه الناطق ويدعم رؤاهم ويؤيد قضاياهم.
د - أنتِ تعيشين في أستراليا، ماذا يمكن أن تقولي لنا عن أستراليا؟
أستراليا وما أدراكم ما أستراليا..
أستراليا الحلم،
الوطن الجديد، 
الحب والعشق،
قد يلوموني البعض على رأيي هذا، ولكن أستراليا أولا وأخيرا وطني الثاني الأبدي، والذي أبدع الله في صنعه.
أرضٌ عرفَ من حكمها كيف يحترم شعوبها ويقدس إنسانيتهم وقدّر إبداعاتهم وآرائهم. 
فكيف لا أحبُّ مكاناً أحبني واحتضنني مع أهلي وأولادي وأحاطني بالرعاية ولا يزال؟
ذ - ما هو رأيكِ بالجالية العربية في أستراليا وكيف تقيمين نشاطها الثقافي ومدى تأثيرها وتأثرها بالمجتمع الأسترالي الأوسع والمتعدد الثقافات؟
للجالية العربية كل الاحترام، ولكن سأختصر الإجابة قدر الإمكان، لأنني لا أريد أن أخسر نفسي، فهنا أمسكتُ القلم عن الكتابة لئلا تتوه كلماتي وأدخل في متاهات الأخذ والرد.
للموضوع شقين، ولولا ذاكرتي التي قد يفوتها شيءٌ ككل إنسان، ولولا إنقاص اسم أو نسيانه لكنتُ ذكرتُ لكَ لوائح طويلة عريضة تضم مبدعين من كلّ البلاد العربية والاغترابية ومن الجنسين، رجالاً ونساءً في أستراليا، لهم مني أطيب تحياتي وتقديري  والذي أكن لهم كل التقدير، حاولوا أن يجمعوا حولهم ما فرّقه الوطن الأم بأسلوب فريد وتناسوا ما ضامهم في بلادهم، ليؤسسوا حلماً جميلا يانعا، نتفيأ ظلاله بدون خلافات.
ولكن هناك مشكلة تفرد ظلالها هنا أو هناك في أستراليا، ألا وهي أنه ما زال البعض ممن هاجر إلى أستراليا يتمسك بما كان يؤمن به في وطنه (لا أقصد لبنان فحسب) بل بعض من هاجر هرباً من الحروب والنزاعات، وعدم قدرته على الحياة هناك في جو مشحون بالكراهية والطائفية، ليعيش هو وأسرته حياة كريمة، وإذ به يحمل معه كل ما هرب منه لأستراليا.. 
لن أفصّل الكلام أكثر من ذلك، اللبيب من الإشارة يفهم.
ر- هل ترجمت سوزان عون أشعارها الى الإنكليزية ليطّلع عليها أبناء المجتمع الأسترالي؟
أحلم صراحة بترجمة كل أشعاري، ولكن هذه الخطوة تحتاج لمجهود مكثف.
 حاليا لديّ بعض الشعر المترجم، لم أترجمه بنفسي، بل قام بعض الشعراء مشكورين بهذه المهمة، وأقصد الشاعر الدكتور بهاء علاق من أمريكا، إذ قام مشكورا بترجمة قصيدتي (ليلى حتى الرمق الأخير للإنكليزية. 
 ومن ثم الدكتورة مي العيسى من بريطانيا، التي تترجم لي كل شهر تقريبا نصاً وتنشره في مجلة همس الحوار
 (Whispering Dialogue)
المسجلة رسمياً في لندن. 
وهذه إحدى قصائدي المترجمة.. 
Reviving the relics of the saints. 
By: Souzan Aoun
Wipe my exhausted forehead
Give me back the stolen evening chants.
My memory, which you infused with blame,
I lent it to the sun.
The moon is a destiny 
And the sun comes to pass.
The sky trembles
Under the sun’s ragged dress.
I will dot it with a plethora of stars
And laugh 
From the sea of my heart.
I am arduous desire
Bequeathed from mother Eve.
For eons I’ve known it well.
You’re attracted to my words
Despite yourself.
Blasphemous passion 
gushes from the eyes,
from one river bank to the other.
The smile on your lips enveloped in wonder.
The prophets break the idols of stone
And I followed in the footsteps of the saints.
* تبعت آثار قديسين. 
امسحْ على جبيني المنهك،
أعدْ لي أهازيج المساء المسلوبة.
ذاكرتي رصّعَتهَا بالعتب،
وأعَرْتُهَا للشمس.
القمرُ قدرٌ
والشمسُ تجري.
السماءُ ترتجفُ
تحتَ ثوبِها المرقّع.
سأجمعُ لها نجوماً معدودة،
وأضحكُ من قاع اليمّ الأبيض.
أنا الصَبابةُ المُتَوَارَثَةُ
عن أمّي حوّاء.
أجَدْتُها منذ دهور،
 تَعْجِبُكَ كلّما قَرأتَ لي حرفاً
ورغماً عنك.
انصبَّ الشَوقُ المُجدّفُ
بين العينين
من ضفة لأخرى.
شفاهُ ابتساماتكَ مزنّرةٌ بعجب.
وكَسَرَتِ الرسلُ أصنام الجمود،
وتبعتُ أنا آثار القِدّيسين.
انصبَّ الشَوقُ المُجدّفُ
بين العينين
من ضفة لأخرى.
ز - كشاعرة كيف يمكن ان تصفي علاقتكِ مع وسائل التواصل الاجتماعي وما هو تأثيرها عليكِ وعلى المجتمع؟
أولا، وسائل التواصل هي منبري الذي أطل من خلاله على أصدقائي وأحبتي من الجنسين الذين ينتظرون ما أكتب.
فقرّبت هذه الوسائل البعيد، وجعلت الكرة الأرضية قرية صغيرة متشابكة الدروب والأهواء.
من مساوئ هذه الوسائل، أننا فقدنا التجمع الأسري الحميم الجميل، وبات كل فرد منّا منكبا على هاتفه المحمول، يرّد على أصدقائه الموزعين في كلّ مكان ومآرب أخرى.
 لذا فقدنا الكثير من لغة الحوار الجميلة والنقاشات بين الأسرة بعد هذا التحول المفاجئ الذي ضرب وحدة الأسرة وترابطها.
وسائل التواصل الاجتماعي هي ضريبة التطور الحاصل فلا نستطيع أن نلغيه أو نعود إلى الخلف، ولكن علينا أن نبرمجه ليناسب حياتنا فلا يُلقي بثقله علينا تماما وتفلت زمام الأمور من بين يدينا، كل شيء يحتاج لردع ودراسة وترشيد.
فلكل زمان، دولة ورجال.
وهنا أتذكر قول الإمام علي ع عندما قال: لا أخاف على أمتي من الفقر، ولكن أخاف عليهم من قلة التدبير.
وهذا هو فعلا ما نحتاجه، التدبير.
س - ما هو جديد الشاعرة سوزان عون؟
بالنسبة للجديد، لدي الكثير مما لا زال محاصرا داخل جهاز الكومبيوتر ولا أعرف متى أطبعه وأخرجه ليتربع على صفحات الورق. 
 لن أستعجل، ولكن قريبا بإذن الله.
ش - هل من كلمة أخيرة للقراء؟
الكلمة الاولى، أتمنى على الذين يقفون ضد قصيدة النثر أن يستفيدوا من الدرس المجاني الذي قدمه لنا الزمن عندما شهر حرّاس القصيدة العمودية أصواتهم ضد قصيدة التفعيلة والشعر الحر فتلاشى ضجيج رفضهم وبقيت قصيدة التفعيلة والشعر الحر.
كفّوا أياديكم عنا.
وكلمة ثانية وبلسان التحدي أقول، سأظل أرفع شعار الأمل والتفاؤل وأحلم بالغد القادم إلى أن يعمّ الخير والسلام كل بقاع الأرض وتنتصر إرادة الشعوب وتحقق مبتغاها.
أود لو أكتب عن العيد الحقيقي كما كنت أراه في الماضي، وكم أحتاجُ لذاكرة جديدة، أحتاج لمداد لم يمسّه الحزن أو الألم، لأكتب عن الفرح.
العيد،
أين غاب.. 
أين تاه.. 
أعيدوه كما كان في الماضي.. 
أعيدوا الابتسامة للشفاه المتألمة، والقلوب الحزينة.. 
أعيدوا الفرح المسلوب والسلام المشظى.
الكلمة الأخيرة للمخربين وصانعي الحروب في كل مكان لعلهم يسمعون،
أما شبعتم تخريباً ونهباً وسرقة وقتلا وتدميرا،
ألا تخجلون من دموع الأمهات الثكالى وصراخ الأطفال اليتامى؟
ألا تبكون من رؤية الأطفال المقهورين الذين يفتشون في نفاياتكم عن لقمة يسدون بها جوعهم ويموتون على أعتاب بيوتكم ذلا وقهرا، ألا تتألمون كما نتألم؟
أملنا بالله كبير، نسأله أن يعم الخير على الجميع وأن يشفي الجرحى والمرضى، وينفّس هم المهمومين وكرب المكروبين.
في الختام، لكل من قرأ حواري وتفاعل معه ألف تحية، لكل من يقف معي ويؤيد محبتي وتقديري للجميع ألف ألف تحية طيبة وإكبار.

CONVERSATION

1 comments:

  1. من القلب، أشكر العزيز الشاعر الجليل الأستاذ شربل بعيني على النشر وأشكر الصحافي المبدع والشاعر الأستاذ عباس مراد على هذا الحوار، محبتي واحترامي للجميع

    ردحذف