حوار صبري يوسف حول السَّلام العالمي معَ الفنَّان التَّشكيلي السُّوري جاك إيليا

 



أتابع منذ سنوات تجربة الفنَّان التَّشكيلي السُّوري جاك إيليّا، المقيم في هولندا، واقترحتُ عليهِ إجراء هذا الحوار معه، فوافق برحابة صدر:

1ـ ما هي برأيِكَ أهمُّ أسبابِ تراجعِ السَّلامِ العالمي بينَ البشرِ؟

برأيي من أهم الأسباب الّتي تراجع فيها السَّلام العالمي بين البشر هي لغة الحوار، فطالما هناك صراعات متكرّرة عبر التّاريخ وقائمة هذه الصِّراعات حتّى الآن، سيبقى السَّلام متراجعاً!


2. لماذا ابتعدَ الإنسانُ عَنِ السَّلامِ والوئامِ بينَ بني جنسِهِ، سائراً نحوَ حقولِ الألغامِ الَّتي تنسفُ حيثيَّاتِ السَّلامِ مِن جذورِهِ؟

هناكَ أسباب كثيرة أدَّتْ إلى ابتعاد الإنسان عن السّلام، أولها لغةُ الاحتكار والتفرُّد بهذه الاحتكارات، وثانياً غياب المؤسّسات السِّياسيّة والاجتماعيّة والقانونيّة.


3. ما هي أسبابُ انكفاءِ الحسِّ الأخلاقيِّ والمعاييرِ الرَّاقيةِ عندَ الكثيرِ مِنَ البشرِ في الوقتِ الرَّاهنِ؟ 

يقول كانط عن الأخلاق هي تلكَ الَّتي نستمدُّها من العقل مباشرة وليس من الطَّبيعة الإنسانيّة أو عادات النَّاس وهي مجموعة المبادئ الأخلاقيّة الَّتي تطبّق الضُّرورة الإلزاميّة على البشر في جميع الأزمنة والثّقافات ومن هنا أقول: عند الصِّراعات والحروب وبغياب العقل يفقد الإنسان الحس الأخلاقي لديه.


4. يركّزُ الإنسانُ على العلاقاتِ المادّيّةِ، وغالباً ما تكونُ على حسابِ إنسانيّةِ الإنسانِ، لماذا يتراجعُ الإنسانُ نحوَ الأسوأ في علاقاتِهِ معَ بني جنسِهِ: البشرِ؟! 

الإنسان يصبحُ جزءاً لا يتجزَّأ من العالم المادّي الطَّبيعي، تسري عليه قوانين الطَّبيعة الصَّارمة بشكل لا فكاك منها. يتّفق كلُّ المفكّرين على أنَّ الإنسان ليس سوى مجموعة مِنَ الدَّوافع المادِّيّة والاقتصاديّة والجنسيّة ومن ثمَّ لا يختلفُ في سلوكهِ عن سلوكِ أيّ حيوان أعجم، وعلى أنّ إدراك الإنسان للواقع ليس عقلانيّاً وإنّما تحكمُه مصالحُه الاقتصاديّةِ وأهواؤهُ الجنسيّة. 


5. هناكَ تطوُّرٌ كبيرٌ في تقنياتِ وتكنولوجيا العصرِ، يسيرُ عصرُنا نحوَ فتوحاتٍ كبرى في عالمِ التّقانةِ والتَّحديثِ، لكنَّهُ فقدَ الكثيرَ مِنَ الحميميّاتِ، كيفَ يمكنُ إعادةُ العلاقاتِ الحميمةِ الرَّاقيةِ بينَ البشرِ؟!

أعتقد التَّطوُّر الهائل في عالم التّكنولوجيا وبسرعة هائلة جعل الإنسان في دوّامة صراع بين وجوده كإنسان والعالم الافتراضي، ممَّا أدّى إلى الانفصام في العلاقة ما بين ما هو خيالي وواقعي. وباعتقادي الدَّور الأوَّل يقع على عاتقِ الأسرة والدَّور الثَّاني يقع على المؤسَّسات التّربويّة والتّعليميّة وأخيراً دور المجتمع!


6. لا يتمُّ تأسيسُ الكثيرِ مِنَ الدُّولِ الشَّرقيّةِ/ العربيّةِ وما يجاورُها على أسسٍ ديمقراطيّةٍ، غالباً ما تجنحُ نحوَ الحروبِ والدَّمارِ، متى ستتعلَّمُ هذهِ الدُّولُ أنَّ بناءَ الدَّولةِ يقومُ على بناءِ المؤسَّساتِ الدِّيمقراطيّةِ وتطبِّقُ هكذا مؤسَّساتٍ؟

إذا لم تتبع الدُّول الَّتي ذكرتها، الشَّرقيّة العربيّة، إلى إرساء أسس الدِّيمقراطيّة وتعميق حسّ المواطنة والانتماء للوطن وصياغة قانون يكفل لكلِّ المواطنين الحقوق والواجبات، لن تقوم لتلك الدُّول قائمة وستبقى في صراعات دائمة. يقول الماغوط: "مِنَ الغباءِ أن أدافع عن وطنٍ لا أملكُ فيه بيتاً، مِنَ الغباء أن أضحِّي بنفسي ليعيش أطفالي من بعدي مشرَّدين، .. الوطن حيث تتوفَّرُ لي مقوّمات الحياة لا مسبّبات الموت".


7. جاءَتِ الأديانُ كلُّ الأديانِ، لتقويمِ سلوكِ وأخلاقِ البشرِ، ولإرساءِ أُسُسِ العدالةِ والمساواةِ بينِ البشرِ، لكنْ واقعُ الحالِ نجدُ انشراخاً عميقاً بينَ المذاهبِ عبرَ الدِّينِ الواحدِ، وصراعاتٍ مميتةً بينَ الأديانِ، إلى متى سيبقى هذا الصِّراعُ والتَّناحرُ مفتوحاً بينَ المذاهبِ والأديانِ؟

أعتقد أنَّ الأديان جاءتْ نقمةً على البشر وليست خيراً، بل زادت من الصِّراعات أكثر. وعبر التَّاريخ نجدُ أنَّ 60% من الصِّراعات كان سببها ديني وذلك بفرض معتقد على معتقد آخر، وسيبقى هذا الصِّراع مفتوحاً إذا لم يكُنْ هناكَ ضوابط ومعايير ترعاها منظّمات دوليّة، أو إبعادها عن مناخ السِّياسة.


8. سُمِّيَ القرنُ التّاسعِ عشر بعصرِ القوميّاتِ، نحنُ في بدايةِ القرنِ الحاديِ والعشرينِ، ومانزالُ نتخبّطُ بالحقوقِ القوميّةِ وحقوقِ الأقلِّياتِ، إلى متى سنظلُّ نتصارعُ كأنَّنا في غابةٍ متوحِّشةٍ، لماذا لا نركِّزُ على بناءِ الإنسانِ وتأمينِ حقوقِ المواطنِ القوميّةِ والمذهبيّةِ والدِّينيّةِ بعيداً عَنْ لغةِ العنفِ والعنفِ المضادِّ؟!

القوميّة تعني إلغاء الآخر بالحياة، وسلبِهِ كل ما له من حقٍّ، في هذه الحالة أدعو إلى المواطنة، وممارسة كل المواطنين حقوقهم القوميّة والمذهبيّة تحتَ سقف ما يسمّى الوطن.  


9. تحاولُ الدُّولُ العظمى أنْ تنشبَ حروباً في الدُّولِ النَّاميةِ كي تصنعَ حروباً، فتعيشَ الدُّولُ المتقدِّمةُ على حسابِ المزيدِ مِنَ التّعاسةِ في الدُّولِ النَّاميةِ، إلى متى ستبقى هذهِ المعادلةُ المخرومةُ قائمةً في أبجدياتِ سياساتِ بعضِ الدُّولِ الكبرى؟ 

أعتقد المسألة تكمن في سياسات الدّول غير السَّويّة في سياساتها وعدم قدرة هذه الدُّول على إدارةِ بلدانها جيداً وغياب القانون والعدالة، لهذا تبقى هذه الدُّول رهينة الصِّراعات السِّياسيّة ممّا يؤدِّي إلى التَّدخُّل بشؤون تلك الدُّول من قبل الدُّول الاستعماريّة سابقاً. 


10. الإنسانُ هو المهمُّ، هو جوهرُ الحياةِ، وهوَ العقلُ المدبِّرُ لقيادةِ الكونِ، مَعَ هذا لا أراهُ مهمَّاً في برامجِ الكثيرِ مِنْ دولِ العالمِ، لماذا لا يتمُّ التَّركيزُ على بناءِ إنسانٍ خيِّرٍ وحكيمٍ ومحبٍّ للسلامِ والعدالةِ وبناءِ الأوطانِ؟

بكلِّ تأكيد الإنسانُ هو محور الحياة وكما قلتَ أنتَ أنّه جوهر الحياة، ولولا الإنسان لما حصلت هذه الكوارث البشريّة وهو المسؤول عن كلِّ شيء. 

هذا سؤال كوني وكبير، وللإجابة عليه يجب أن تتضافر كلّ الجهود عالميّاً لخلق عالمٍ جديدٍ خالٍ مِنْ كلِّ العلل والمآسي الّتي تُحاطُ بالكرةِ الأرضيّة. 

تخيَّل لو أنَّ هذا العالم بسيط كحديقة مليئة بالفراشات ولا نسمع فيه سوى زقزقات العصافير وأشعار القبّاني ودرويش وجميع من نحب. تخيَّل لو أن تتبدّل أصوات المدافع بموسيقى نرقص عليها ونسمع فيروز عند الصَّباح، تخيَّل أنْ تبدأ يومك بابتسامة وتنير شرفتك أشعّة شمس نقيّة. تخيَّل لو أنَّ الحروب لم توجد فكيف ستكون حياتنا؟!


11. عجباً أرى، كيفَ لا يفهمُ المتصارعونَ والمتحاربونَ أنَّ لا منتصرَ في الحروبِ، حتَّى المنتصرُ هو منتصرٌ على حسابِ جماجمِ الآخرينَ؟ نحنُ بحاجةٍ أنْ ننصرَ قيمَ الخيرِ والعدالةِ ونحقِّقَ الدِّيمقراطيّةَ والمساواةَ للجميعِ مِنْ دونِ هدرِ الدِّماءِ!

لو فهم المتصارعون والمتحاربون ما معنى الحياة لتوقَّفتِ الصِّراعاتُ، قال أحدُ روَّاد الفضاء وهو ينظر من مركبته إلى الأرض: على ماذا يقتتلون البشر؟ الأرض تتَّسع لكلِّ النّاس، بالنّتيجة إذا كُنتَ منتصراً اليوم، ستكونُ مهزوماً غداً. كلّما تحقَّقت العدالة الاجتماعيّة والمساواة، كنّا في مأمنٍ وسلامٍ، وكلّما ابتعدنا ابتعدنا عنها، ودخلنا في حقلِ الصِّراعاتِ الّتي قد لا تنتهي. 


12. أبحثُ عَنْ إنسانٍ حكيمٍ، عاقلٍ، جانحٍ نحوَ السَّلامِ، خيِّرٍ يقودُ البلادَ إلى دِفءِ الوئامِ، متى سنرى قائداً بهذهِ الحيثيّاتِ، يقودُ البلادَ إلى أبهى واحاتِ الأمانِ والسَّلامِ؟!

الحكيم هو الرَّجل الموصوف بكمال الحكمة وبكمال الحكمة بين المخلوقات والحكيم هو واسع العلم والإطلاع على مبادئ الأمور وعواقبها وهو الَذي يضع الأشياء في مواضعها. 

تعال نبحث أنا وأنتَ وكل الَّذين يريدون السَّلام منهجاً في حياتهم عن هذا الحكيم الَّذي نحنُ بأمسِّ الحاجة إليه في هذا العالم المتدهور.


13. الحيوانُ المفترِسُ يفترسُ الكائناتِ والحيواناتِ الضَّعيفةَ مِنْ بني غيرِ جنسِهِ، مِنْ أجلِ البقاءِ، بينما الإنسانُ، هذا الكائنُ (السَّامي)، يفترسُ بني جنسِهِ ليسَ مِنْ أجلِ البقاءِ، بلْ بسببِ البطرِ والنُّزوعِ الحيوانيِّ، كأنَّهُ ينافسُ الحيوانَ المفترسَ افتراساً، إلى متى سيفترسُ الإنسانُ بني جنسِهِ؟!

حينما سُئلَ مَنْ هو الرَّجل الَّذي قتل سدس سكان الأرض، فكان الجواب: قابيل حينما قتل أخيه، كان سكّان الأرض في ذلكَ الوقت أربع أشخاص آدم وحواء ولديهما قابيل وهابيل، ويذكر كان لديهم أختين، عددهم ستة بذلك يكون قل قُتِلَ سدس سكان الأرض. لا أدري إذا كانت هذه الرُّؤية صحيحة. فالصِّراع مستمر منذ الأزل وسيستمر.


14. الإنسانُ حيوانٌ اجتماعيٌّ بالطَّبعِ، أنا لا أرى فيهِ هذهِ الرُّوحَ الاجتماعيّةَ، بَلْ أرى فيهِ جنوحاً نحوَ البوهيميّةِ والغرائزيّةِ، كيفَ يمكنُ أنْ ننقِّيَ هذا النُّزوعَ البوهيميَّ وننمِّيَ فيهِ إنسانيّةَ الإنسانِ؟!

لن نستطيع أن نغيِّر من سلوك الإنسان اجتماعيَّاً وغرائزيَّاً، لكن من خلال النَّشاطاتِ والنَّدوات الَّتي تحفِّز على القيم الجماليّة عند الإنسان وتعزيزها، بالإضافة إلى قيام المؤسّسات التّربويّة بدورها من خلال المناهج المدروسة علميَّاً وتبرويَّاً. نحنُ الآن نعيشُ في عالمٍ معقَّدٍ جدَّاً بعيد عن البساطة والعفويّة.


15. كيفَ تنسجُ خيوطَ بحوثِكَ ونصوصِكَ، وتُترجمُ أفكارَكَ الإبداعيّةِ وأنتَ غائصٌ في لجَّةِ الأحزانِ المتفاقمةِ في هذا الزَّمنِ المفخَّخِ بالتَّوهانِ عَنِ الهدفِ، أم أنَّكَ تزدادُ ألقاً وعمقاً في صياغةِ أفكارِكَ رغمَ انشراخاتِ هذا الزّمانِ؟! 

بالنّسبة لسؤالك هذا أحتاجُ إلى الكثير مِنَ الوقت لأجيب عليه لكن بالمختصر أنّني ككلِّ إنسان يعمل في مجال الفنِّ والأدب، لا بدَّ أن يتأثَّر ويؤثِّر على مَنْ حولِهِ، من خلال المخزون الفكري ومن خلال المشاهداتِ اليوميّة تتبلور أفكاري وطروحاتي لأصوغها وأٌكثِّفها على جدار لوحاتي الَّتي تحكي قصصاً. 


16. لا أرى أهدافاً عظيمةً ممَّا يهدفُ إليها إنسانُ اليومِ، غالباً ما تكونُ أهدافاً عقيمةً مِنْ حيثُ فائدتُها للمجتمعِ البشري، إلى متى سيغوصُ في ترّهاتِ الحياةِ، تاركاً أسمى الأهدافِ بعيدةً عَنْ نُصْبِ عينيهِ؟!

بدايةُ علينا أن نعرِّفَ الهدف، يعرِّف الهدف بمعانٍ كثيرة منها الغاية والمنشد الأخير الّذي يرغب الإنسان بالوصول إليه. لكن الهدف عندما يخرج عن سياقه العام يصبحُ وبالاً على البشريّة، من هنا أقولُ كل الأشياء تكمن في النِّيّة المراد فعلها إن كانتْ شرّاً أو خيراً، مثلاً العالِم ألفرِد نوبل عندما اخترع الدّيناميت سنة 1867م ذلك من أجلِ خدمةِ الإنسان لفتحِ الطُّرقاتِ وتوفير الوقت اللّازم لذلك. لكن فيما بعد تحوَّل هذا الاختراع إلى وبالٍ على البشريّة.


17. ما هوَ دورُكَ مبدعاً، مثقَّفَاً، مفكِّراً عندما ترى الإنسانَ يقتلُ بني جنسِهِ بقلبٍ باردٍ، مِنْ دونِ أنْ يرمشَ لَهُ جفنٌ؟

بشكل طبيعي كوني مثقفاً لا أقبلُ أن يَظلمَ أي إنسان على وجهِ الخليقة، ما فائدة ثقافتي إذا لم أكُنْ أستطيع كشف عيوب المجتمع، هلاك الإنسان لأخيه الإنسان. المفكِّر والمثقّف والفنّان يستخدم أدواته من أجل خير الإنسان وخدمته. 


18. كيفَ يمكنُ أنْ ننقذَ فقراءَ وأطفالَ هذا العالمِ مِنَ الخرابِ والفقرِ والقحطِ الَّذي بدأَ يستفحلُ في الكثيرِ مِنْ دولِ العالمِ؟!

لمعالجة هذه الظَّاهرة يتمُّ، أولاً: من خلال المنظَّمات الدَّوليّة "اليونيسيف"، "الأمم المتّحدة" باتباع دورات تدريبيّة تثقيفيّة مِن أجل الحدِّ من زيادةِ النّسل خاصّة في المجتمعات الفقيرة. ثانياً توزيع الثَّروات بشكل عادل بين كلِّ النّاس. ثالثاً: العمل على عدم قيام الحروب ودعم لُغة الحوار الّتي تقودُنا إلى السَّلام والوئام. نذكر الكثير من الحروب الّتي كانت سبباً مباشراً في زيادةِ الفقر والتَّشرّد.  


19. ما هي أفضلُ الطُّرقِ والأُسُسِ الَّتي تقودُنا إلى تحقيقِ السَّلامِ العالمي بينَ البشرِ كلِّ البشرِ؟

باعتقادي لغة العقل والحوار هي الطَّريقة المثلى الَّتي تقودُنا إلى السَّلام، وإرساء دعائمه، أمَّا ابتعادنا عن العقل والحوار، يبعدنا أكثر عن السّلام والوئام.


20. لو قامَ كلُّ إنسانٍ بأعمالِ الخيرِ والسَّلامِ والمحبّةِ لتحقَّقَ السَّلامُ كتحصيلِ حاصلٍ، ما هوَ دورُكَ في تحقيقِ هذهِ الفكرةِ؟ 

من خلال موقعي كفنّان أشجِّع على لغةِ الحوار وفيه تكمن عقلانيّة الإنسان، وأعزِّزُ القيم والمبادئ من خلالِ أعمالي. 


21. كيفَ يمكنُ أنْ نسخِّرَ أقلامَ مفكِّري ومبدعي ومبدعاتِ هذا العالمِ مِنْ أجلِ تحقيقِ السَّلامِ والكرامةِ الإنسانيّةِ؟

يتم ذلك من خلال دعمِ المنظَّمات والهيئات الدَّوليّة للمفكِّرين والمبدعين والفنّانين بإيجاد آليات وأفكار تعزِّز فكرة السَّلام وسنِّ قوانين تحافظُ على كرامةِ الإنسانِ.


22. ما رأيُكَ بتأسيسِ تيَّارٍ وفكرٍ إنسانيٍّ على مستوى العالمِ، لإرساءِ قواعدِ السَّلامِ وتحقيقِ إنسانيّةِ الإنسانِ، بإشرافِ هيئاتٍ ومنظَّماتٍ دوليّةٍ تمثِّلُ كلَّ دولِ العالمِ، كي يكونَ لكلِّ دولةٍ مِنْ دولِ العالمِ دورٌ في تحقيقِ السَّلامِ؟

أتمنَّى ذلكَ وأن أرى ذلكَ في الأفقِ القريب ممَّا تبقّى من أعمارنا.


23. ما هي أفضلُ الطُّرقِ لخلقِ رؤى تنويريّةٍ، ديمقراطيّةٍ، تقدميّةٍ في العالمِ العربيِّ والدُّولِ النَّاميةِ في العالمِ، لتحقيقِ السَّلامِ والاستقرارِ، بعيداً عَنْ لغةِ الحروبِ المميتةِ الَّتي دمَّرَتْ وتدمِّرُ كلَّ الأطرافِ المتصارعةِ؟

أعتقد لخلق رؤى تنويريّة ديمقراطيّة تقدميّة في العالم العربي والعالم النّامي، يتمُّ بإعادة صياغةِ قوانينها من جديد كما فعلَ الغرب وأميريكا ودولٌ أخرى باتباع نهج الدَّولة المدنيّة.


24. ما رأيُكَ بإلغاءِ وإغلاقِ معاملِ السِّلاحِ في العالمِ، والوقوفِ ضدَّ صنَّاعِ الحروبِ والفكرِ القائمِ على الصِّراعاتِ، ومعاقبةِ كلِّ مَنْ يقفُ ضدَّ السَّلامِ، لتحقيقِ السَّلامِ بقوّةِ القانونِ العالمي، وذلكَ بمحاسبةِ الجانحينَ نحوَ الحروبِ ودمارِ الأوطانِ؟!

أنا معَ وضدّ إلغاء السِّلاح، مع عندما تحتاج لحماية الوطن، وضدّ عندما يخرج عن دائرة الوطن، طبعاً يجب محاسبة كل الّذين يعبثون بالأمنِ وتقويضِ السَّلام.


25. ألَا ترى أنَّهُ آنَ الأوانُ لتأسيسِ "جبهةِ" سلامٍ عالميّةٍ مِنْ خلالِ تواصلِ المبدعينَ والمفكِّرينَ مِنْ شتّى الاختصاصاتِ، والدَّعوةِ لتأسيسِ دستورٍ عالميٍّ عبرَ مؤسَّساتٍ وهيئاتٍ عالميّةٍ جديدةٍ، لتطبيقِ السَّلامِ عبرَ هذهِ التَّطلُّعاتِ على أرضِ الواقعِ؟

أعجبتني فكرة أنتَ طرحتها وهي لماذا لا يوجد في كل حكومة وزارة تسمَّى وزارة السَّلام. وأتمنّى أن تتحقَّق فكرة جبهة سلام عالميّة. 

شكراً على هذا الحوار الهام، ولكَ كلُّ التَّقدير والمحبّة. 


أجرى الحوار صبري يوسف (رئيس تحرير مجلّة السَّلام الدَّوليّة) 

مَعَ الفنّان التَّشكيلي السُّوري جاك إيليّا المقيم في هولندا.


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق