الممثل المغربي عادل كوكوح: المثلية الجنسية حرية شخصية وأتمنى العمل مع بيدرو ألمودوفار



حاوره: عبد القادر كعبان (الجزائر)

يتمتع بذكاء شديد وصاحب موهبة مبشرة تؤهله ليكون نجما لامعا بالمستقبل، يحسن اختيار أدواره بدقة لا متناهية، تعرفت عليه من خلال مشاركته في فيلم "حدود" للمخرج الاسباني ميكال رويدا، وهو الفيلم الذي حقق إشادة كبيرة من النقاد والمبدعين خلال عرضه الأخير في فرنسا، ووصفوه بالعمل المثير للجدل...
هو الممثل المغربي عادل كوكوح الذي فتح لنا قلبه ليحدثنا عن بداياته الفنية، وعن ردود الأفعال الذي حققها فيلمه الأخير في اسبانيا فيما يلي:

كيف يرسم الممثل عادل كوكوح ملامح طفولته؟
كنت طفلا مشاغبا وخجولا في آن واحد، أذهب إلى المدرسة يوميا وأعود منها مباشرة إلى البيت. كنت آخذ كرة القدم وأذهب للعب كذلك مع الأصدقاء.
ماذا عن أحلام المراهقة المستقبلية؟
راودني حلم لاعب كرة القدم والممثل المشهور منذ الطفولة، وتواصل الحلم في مرحلة المراهقة. في السن السادسة عشر توقفت عن لعب الكرة لظروف مادية قاهرة، فواصلت المثابرة لأصبح ممثلا بعد التسجيل في دروس المسرح ومن هنا كانت الانطلاقة، والمثابرة هي سر النجاح كما يعلم الجميع.
ماذا تعني لك الصداقة، الحب والأسرة؟
أسرتي هي منبع الحياة بالنسبة لي، فهي التي تدعمني في كل شيء. أظن أن الأسرة تجمع الحب والصداقة كذلك، فبالحب يتحقق النجاح بلا منازع.
أنتم عائلة مغربية، فما الذي دفع والديك لهجرة المغرب الشقيق نحو مدريد الاسبانية؟
صراحة لم أتجرأ يوما على طرح هذا السؤال على والدي. أتذكر بعضا من طفولتي في المغرب الأقصى كانت أياما جميلة جدا على الرغم من أنني أعيش منذ سنوات طويلة في اسبانيا فأنا أشعر أنني اسباني ومغربي في آن واحد. أتوقع أن أسرتي هاجرت لتضمن مستقبلا زاهرا لنا جميعا وهذا ما أراه جيدا جدا.
ما هو التخصص الذي اخترته في مشوارك الدراسي؟
اخترت الفنون المسرحية كتخصص لي لأصل إلى ما وصلت إليه اليوم. هدفي الأساسي كان الظهور عبر شاشة التلفزيون والسينما وقد حققت ذلك وما زال أمامي الكثير لتحقيقه مستقبلا.
خطواتك الأولى كممثل كانت عبر سلسلة "الأمير"، حدثنا عن هذه التجربة وعن دورك فيها؟
فعلا كانت أول تجربة لي ولا أزال أتذكرها وكأنها حدثت بالأمس، فقد انتظرت كثيرا لأبد بالتصوير.. قمنا بالعديد من الاختبارات طيلة عدة أشهر.. تقمصت شخصية "إدريس" فتى من حي شعبي لا يملك عائلة سوى عمه. هو شاب متخلق لكن سوء معاملة العم له غيرت شخصيته. فاطمة هي المرأة الوحيدة التي كانت محط ثقة له وبمثابة أمه أيضا. هذه الظروف جعلت الجهاديين يسيطرون عليه وقاموا بتحويله إلى شهيد... وتظل القصة طويلة (يضحك كوكوح).
ماذا تقول عن تجربتك في سلسة (ب وب) و (بالنسبة لي)؟
هما فلمين قصيرين لكن الشخصيات كانت ذات عمق ايجابي جدا. صراحة هي تجربة فريدة من نوعها تشاركت فيها مع العديد من الممثلين الذين ساهموا في صقل موهبتي في مجال التمثيل وهذا لا ينسى أبدا.
أتوقع أنك كنت تجهل دورك في فيلم "حدود"؟ فكيف واجهت هذه التجربة التمثيلية الجديدة؟
على العكس كنت أعرف ماهية الدور وزميلي خيرمان هو من كان يجهل الدور. لم أكن أعرف كل شيء عن الدور لكن كانت لدي فكرة مسبقة عنه. هدفي هو القيام بتمثيل أي دور وألبس لباس الشخصية التي ليس لها علاقة بشخصيتي في الواقع، وهذا ليس بالسهل في الكثير من الأحيان أن تعكس ملامح ونفسية وعواطف الآخر أقصد الشخصيات.
موضوع المثلية الجنسية من التابوهات المرفوضة بشدة في دول الوطن العربي. هل مشاركتك في فيلم "حدود" غيرت من وجهة نظرك حول الموضوع الذي يرفضه المجتمع العربي والذي يسيئ بدوره للمثليين جنسيا؟
أعرف أن ذلك صعب للغاية وجميع الدول العربية ترفض الفكرة تماما باسم الدين الإسلامي. فكرتي لم تتغير حيث أرى أن موضوع المثلية الجنسية حرية شخصية وأرى أنه يشبه موضوع العنصرية لحد كبير، فمثلا الحراقة يختبئون لعدم حصولهم على الوثائق كالمثليين جنسيا الذين ينبذهم المجتمع العربي.
ماذا تقول عن موضوع الهجرة السرية في فيلم "حدود"؟
هو نفس الموضوع الذي نعيشه نحن العرب في المجتمع الغربي كاسبانيا مثلا. هو إحساس صعب جدا لأن العنصرية موجودة في كل مكان حتى أننا نفتقد شعور المساواة بين البشر لتفشي تلك العقليات البالية في العالم للأسف الشديد.
كيف وجدت العمل مع المخرج ميكال رويدا والممثل الشاب خيرمان ألكاراثو؟
ميكال مخرج متفهم إلى درجة كبيرة جدا وقد ساعدني في أداء الدور ويسعدني العمل معه مرة أخرى. خيرمان فنان ناجح ينتظره مستقبل زاهر في مجال التمثيل، كما أنه شخصية رائعة وصديق مميز.
ماذا عن ردود أفعال أهل الحي والأصدقاء حول مشاركتك في الفيلم؟
أجواء الفرح تعم المكان وبصراحة وصلتني التهاني من الجميع وهذا أكبر دليل على مساندتهم لي كممثل صاعد.
هل وصلتك عروض للتمثيل في المغرب الأقصى أو بلد عربي آخر؟
أتمنى العمل في بلدي المغرب الأقصى وفعلا وصلتني بعض المكالمات الهاتفية بعد ظهوري في البرنامج التلفزيوني"كلنا أبطال" والذي زارني في البيت بعدما شاركت في مهرجان الناظور، وهنا توقف كل شيء لكن يظل حلمي قائما بالمشاركة في أفلام مغربية أو عربية مستقبلا وقد تكون معي ممثلا حينها كضيف شرف إنشاء الله.
من هم الممثلون المفضلون لديك (من أي جنسية كانت)؟
مارلون براندو.
هل سبق وشاهدت أفلام بيدرو ألمودوفار؟ وهل تتمنى العمل معه في فيلم مستقبلا؟
فعلا لقد شاهدت له الكثير وهو مخرج كبير وأتمنى التعرف عليه شخصيا ليقدم لي بعض النصائح في مجال التمثيل، وأتمنى العمل مع بيدرو ألمودوفار كونها ستكون فرصة العمر بلا منازع.
ماذا عن مشاريعك المستقبلية القادمة؟
أولا مواصلة مشواري الدراسي كممثل للعمل على تحسين قدراتي التمثيلية، وهناك بعض العروض السينمائية والتلفزيونية لا تزال قيد الدراسة ولا يمكنني الحديث عنها حاليا.
كلمة ختامية للقارئ؟
عليكم بالحلم الذي يمكن بلوغه، والوصفة السحرية لتحقيقه هي المثابرة والعمل الجاد حتى يصل ذلك اليوم المنشود فيحدث أحدكم ضجة، وهذا كالملاكم الذي يواصل ضربة بعد أخرى حتى يصل إلى الضربة الحاسمة فحظا سعيدا للجميع وشكرا على حوارك الرائع صديقي عبد القادر كعبان.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق