لقاء مع الفنان عماد طوق


عماد طوق فنان مبدع ابن شاعر عملاق، ترك بصماته الشعرية على صفحات أدبنا اللبناني، وها هو ابنه يطل علينا بلوحاته الساحرة ليخبر الأجيال أن الشعر والتصوير يلتقيان، لا بل يندمجان ببعضهما البعض في كينونة ابدية، فالشعر صورة والصورة شعر. واليكم حديثنا معه:
- من هو عماد طوق؟
+ والدي مالك طوق، من بشرّي، كان من روّاد الشعر اللبناني، ومعلّم لغة فرنسية – على غرابة المزيج!
ولدت سنة 1956، وأعمل في مجال الكتابة الإعلانية منذ حوالي 15 عاماً، والتصوير الفوتوغرافي منذ حوالي 38 سنة. متأهّل من كارولين كيروز، ولي ولدان (حتّى الساعة!). حاصل على شهادة ماسترز (MA) في "الفنون السمعية/البصرية" (Communication Arts) من California State University, Northridge - USA، سنة 1992.

ـ وماذا حملت لنا في جعبتك من لبنان؟
ـ أمّا فيما خصّ الجعبة ومحتوياتها – في أوّل زيارة لي إلى أستراليا – فغني عن القول أن شخصاً يعمل في مجال الكاميرا في لبنان، لا يُعقل ولا يُمكن أن يأتي إلى هنا إلاّ محمّلاً بـ"الذخائر البصرية"، إذا جاز التعبير. وفي هذا السياق، حالياً، أنا بصدد الإعداد لمعرض فوتوغرافي يحتوي على حوالي 80 لوحة، من القَطع المتوسّط، عن لبنان.

ـ متى وأين سيقام المعرض؟
ـ نهار الأحد 19 حزيران، فيBsharri Community Centre (14, Coronation Pde, Enfield NSW). كما أنّني، في المناسبة نفسها، سأوقّع ألبوماً فوتوغرافياً، بعنوان "نافذة على البارحة" (Window onto Yesterday)، وهو – كما يدلّ الإسم – عبارة عن مجموعة صوَرية، بالأسوَد/أبيَض، كنت قد قمت بتصويرها في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، لمشاهد وأشخاص وتفاصيل حياتية، أدركتها "محّاية" الزمن، ولم تعُد موجودة إلاّ في الذاكرة أو، أقلّه، ذاكرة البعض!

- إذن، أتيت بالغرض المناسب إلى المكان المناسب!
+ في الـمُطلق، نعم، لكن يبقى الأمر أنّ للجالية اللبنانية خصوصيات وتفضيلات لا يمكن التعرُّف عليها إلاّ عن كثب. ولا أظُنّ أنّ الأمر يختلف عند أيّة جالية أُخرى، لكن ذلك لا يعنينا في هذا السياق. وبالرغم من تواصلي المستمرّ مع بعض الأصحاب اللبنانيين المقيمين هنا، سواء خلال زياراتهم إلى لبنان، أو، بشكل عام، عبر وسائل التواصل المعروفة، فما شاهدتُه بنفسي – وشهدت عليه – تحديداً فيما خصّ الأذواق والميول والأولويات، كان مختلفاً عمّا كانت عليه إنطباعاتي سابقاً. 

ـ هذا يعني أنك لم تصب الهدف جيّداً.
ـ للأمانة التاريخية، يجب عليّ القول، بأنّ هذا الأمر – أي عدم إصابة الهدف مباشرة أحياناً – يحصل باستمرار وإصرار على صفحتي على الفايسبوك (madomedia)، إذ أنّه من آلاف الصوَر التي نشرتُها، وما زلت منذ ما يزيد عن السنتين، يتبيّن لي، أحياناً، أنّ بعض الصوَر التي أعوِّل على أهمّيتها الفنّية، لا تحظى بجزء بسيط من الرضى الذي تحصل عليه بعض الصوَر الأُخرى المشابهة، أو حتّى تلك التي تقلّ أهمّية.

- وماذا عن إنطباعاتك عن أستراليا حتّى الآن، وبشكل عام؟
ـ المشهد الأسترالي العام ليس غريباً عنّي، لأنّه مشابه، إلى حدّ كبير، للمشهد الأميركي العام، وأنا كنت قد أمضيت بعض السنوات في أميركا (1987-1993)، وهو، بلا شكّ، مدعاة للإحترام على جميع المستويات، ويظهّر بشكل واضح وصريح ومباشر، كيف يجب أن تدار شؤون الناس – من الألف إلى الياء – بحيث يُعطى "ما لقيصر لقيصر، وما لله لله"، الأمر الذي، نحن اللبنانيون، نتمنّاه لأنفسنا... وفي بلدنا.

ـ وماذا عن المشهد اللبناني في أستراليا؟
ـ أمّا فيما خصّ المشهد اللبناني في أستراليا، فسأختصر الجواب كالتالي: كان عليّ أن آتي إلى أستراليا كي أشاهد بأم العين أنّ لا خوف على لبنان Come Hell or High Water (or anything in-between)!

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق