جوزيف خوري: لم أتدخل ولا مرة واحدة بانتخاب ملكة الجمال

يقولون عن جوزيف خوري إنه مؤسس الاعلام المهجري في أستراليا، ويقولون أيضاً انه راعي الجمال اللبناني والعربي في هذه القارة البعيدة، منذ سنتين أجرينا معه لقاءً رائعاً اقتطفنا منه هذه الأجوبة الصريحة:
ـ أخبرنا باختصار عن جوزاف خوري.
ـ أولاً، أشكرك على استضافتك لي، لذلك دعنا نحكي بصراحة تامة، فأنت صديق عزيز من أيام زمان، وسنظل معاً في خندق واحد من اجل إعلاء شأن كلمة الحق، لأن الله هو الكلمة، وايضاً من أجل خدمة اللغة العربية، وخاصة الكتاب الذي لا يمكن أن يلغيه لا كومبيوتر ولا انترنت ولا اي شيء آخر.
وصلت الى هذه البلاد سنة 1970، مثل غيري من الشباب اللبناني بغية التفتيش عن مستقبل أفضل، فوجدت أن هناك نقصاً إعلامياً في الجالية، فقلت: لماذا لا نصدر جريدة عربية مهجرية؟ فبدأنا باصدارها في 23 نيسان 1970.
ـ وماذا كان اسمها؟
ـ التلغراف.. وقد شريكي ابن بلدتي الاستاذ جورج جبّور، فاشتغلنا بروح ايجابية من أجل خدمة الجالية، وبقينا نملكها لمدة أربع سنوات، الى أن سألنا المرحوم بطرس عنداري إن كنا نود أن يشاركنا أحد فيها.
ـ وهل وجدت صعوبة في اصدارها؟
ـ بالطبع، فلا انترنت في ذلك الوقت ولا من يحزنون، كنا ننتظر على المطار كي يعطينا احد القادمين جريدة حملها معه من لبنان لننقل عنها الاخبار للمهاجرين هنا. كما أن الاتصالات الهاتفية كانت صعبة للغاية، اذن فكل المساعدة كانت تأتينا عن طريق الجرائد.
ـ هذا يعني أن مهنة الاعلام المهجري كانت صعبة للغاية.
ـ طبعاً، طبعاً، فنحن لم نكن نملك سوى "دكتيلو" آلة كاتبة، وأذكر أن المرحوم المونسنيور زيادة، وكان وقتها راعي كنيسة مار مارون، أعارنا "دكتيلو" الكنيسة، كي نطبع العدد الاول، الى أن وصلتنا آلتنا الكاتبة من لبنان، وكانت الجريدة تصدر مرة واحدة في الأسبوع.
ـ ما حكاية جريدة المستقبل؟ وهل اتهمت بأنك مع تيار المستقبل بسبب الاسم؟
ـ قسم من الناس اتهمني في بادىء الامر، ولكن بعد حين، أدرك القارىء أن "المستقبل" هي جريدة جوزيف خوري فقط، وانا أشتغل مع الجميع دون انحياز لهذا الفريق أو ذاك.
ـ هل أنت من أوقف جريدة البيرق عن الصدور؟
ـ أجل، ولقد عملت المستحيل كي أستردها، لأنها بالأساس ملكي أنا، وقد دمجتها الآن مع جريدة المستقبل.
ـ أكثر من أربعين سنة مرت وأنت ما زلت ناجحاً إعلامياً، بينما توقفت صحف كثيرة عن الصدور.
ـ صدقني ان العمل ليس سهلاً كي تكمل رسالتك الاعلامية، لذلك كنت أسمع دائماً انني أتلقى مساعدات من هذا وذاك.. فأين هي هذه المساعدات؟
ـ يقولون أنك ناجح بسبب وجودك الدائم بين أبناء الجالية.
ـ أنا لا أترك جاليتي، لا بل أفتخر بها، فما من مناسبة إلا وشاركت بها، ما لم يمنعني عارض ما. فنحن نعيش في جالية نشيطة أدبياً وفنياً وثقافياً واعلامياً، ومن واجبنا أن ندعمها.

ـ لننتقل الى حفلات ملكات الجمال..
ـ عندما بدأنا بإجراء مسابقة ملكة جمال الجالية لم نضع قيوداً على الفتيات، فلقد تركنا للفتاة الحرية في أن تكمل المسابقة أو تتركها أثناء التدريب، ولكن عليها إن أكملت معنا أن توقّع على أوراق رسمية: أولا أن تكون موجودة خلال الحفل، وأن لا تحتج على النتيجة مهما كانت، وأن تذهب الى لبنان للمشاركة في حال فوزها.
ـ وهل تدخلت في يوم ما لانجاح احدى الفتيات؟
ـ ولا مرة..
ـ ولا مرة..
ـ ولا مرة
ـ هل كنت تعلم مسبقاً من ستفوز بالتاج؟
ـ أبداً.. أبقى جالساً على كرسيّ طوال الوقت، ولا أعرف النتيجة إلا لحظة الاعلان عنها.
ـ وهل حزنت على خسارة احدى الفتيات؟
ـ مرات كثيرة كنت أحزن لفوز فتاة بينما هناك الأجمل بنظري، ولكن اللجنة هي التي تختار، وما علينا سوى الانصياع لقرارها.
ـ هل فاتشت اللجنة بسبب اختيارها؟
ـ لا أبداً.. هذا شيء ممنوع بتاتاً، فإذا سألت اللجنة لماذا انتخبت هذه الفتاة وتركت تلك؟ سأسمع منها جواباً لاذعاً مفاده: لماذا جئت بنا الى هنا ان كنت لا تحترم قرارنا؟
ـ وماذا عن الأهل؟
تحدث بعض الثرثرات البسيطة، ولكن الذي يمنعهم عن الكلام، هو أن لجنة الحكم كلها من الشخصيات الاسترالية الهامة، ولا يمكن أن يؤثر أحد على قرارهم، وهذا سبب نجاحنا.
ـ أستاذ جوزاف شكراً على هذا القاء.
ـ شكرا لك.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق