لقاء الشاعر والأديب الاستاذ عبد حوراني - مدير نادي الصحوة الثقافي




 (  أجرى  اللقاء : الشاعر والإعلامي الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل)


مقدمة وتعريف  ( البطاقة  الشخصيَّة ) :   الشاعرُ والأديبُ  الأستاذ  عبد حوراني من  سكان  قرية كفر مندا  -  قضاء الناصرة ،  عمرهُ 58  سنة      ( مواليد عام  1962)، أنهى دراسته الإبتدائيَّة في  مدرسة  القرية - كفر مندا والثانويّة في المدرسة الثانوية بمدينة شفاعمرو .. وبعدها التحق بمعهد التخنيون  حيث درس موضوع الحاسوب  لمدة سنتين  وبعد ذلك  تمَّ  تعيينهُ  مديرا  إداريًّا  في المدرسة  الثانويَّة  بقريته كفر مندا .. وخلال العمل إلتحق  بجامعة حيفا وحصل على اللقب الأول   (b.a )   في مومضوع علم  الإجتماع ..ودرس أيضا في جامعة القدس وحصل منهاعلى شهادة في إدارة الأعمال.. ثم درس بعد ذلك موضوع الطب المكمل  وتخصَّصَ في العلاج بالماء ... وما زال في مشوارالدراسة والتعليم  وفي هذه الفترة   يدرس في جامعة بار إيلان موضوع  العلوم السياسيَّة وأدارة المؤسسات اللقب الثاني .  وهو متزوج  وله 8 أولاد .. وخرج للتقاعد قبل عدة سنوات .. والآن متفرِّغ  للكتابةِ الأدبيّة ويديرُ منتدًى أدبيًّا ثقافيًّا  يدعى (منتدى  الصَّحوة  الثقافي ) 

  ولقد زرتهُ في  بيتهِ  العامر في قرية كفر مندا  وأجريتُ معهُ هذا  اللقاء المطول والشائق .


*سؤال 1  )  منذ متى  بدأتَ تكتبُ  الشعرَ  والأدبَ وكيف كانت  بدياتُكَ  الاولى ؟؟ 

-  جواب  -   بدأتُ  كتابة الشعر  في جيل مبكِّر وقبل المرحلة الثانويَّة ..وأول قصيدة كتبتها  بعنوان : ( سمراء )  لطالبةٍ  أحببتها  حبًّا عذريًا..وبعدها تابعتُ الكتابة لعدة سنوات ، ولم يكن الهدفُ في البدايةِ من الكتابةِ لأجل النشر والشهرة ..ولهذا أضعتُ الكثير من  القصائد التي كتبتها  خلال  مرحلة طويلة  لأكثر من  عشر سنوات .  ولقد  حدث معي قصة عندما  كنتُ  في مدينة الناصرة قبل سنوات طويلة  حيث كان في سيارتي شنطة وفيها قسم كبير من قصائدي  ومبلغ من المال..وجاء لصٌّ وكسرَ زجاج السيارة وأخذ الشنطة بما فيها من  قصائد  ومبلغ المال وبعض الشيكات بمبالغ زهيدة .. ولم أتأسف على المبالغ الماديّة  وإنما حزنتُ  وتأسَّفتُ  على الكم الكبير من القصائد  التي ضاعت هباء .   والجديرُ بالذكر  انني تسلمتُ منصبا ملائما  لهوايتي الشعريَّة ، وهو :ناطق رسمي في المجلس المحلي  وموظف العلاقات العامة .. وهذا المنصب شجَّعني  ودفعني أن أكتب الشعرَ باستمرار  وأشاركَ  في  الندوات  والنشاطات  الادبيَّة والثقافيَّة  وأصبحتُ  أنشرُ كتاباتي  في وسائل الإعلام .. وقد قمتُ بإصدار صحيفةٍ  محليَّة باسم  (مدين ) -  نشرة أسبوعيَّة  أدبيَّة  فنيَّة   ثقافيَّة  شاملة . واستمرت  في الصدور لعدة سنوات . .وكنت أنشر كتاباتي  أيضا في معظم الصحف ووسائل الإعلام المحليّة وبعدها في المواقع والمنتديات  المحليَّة وخارج البلاد .وقد اصدرتُ  حتى الآن العديدَ من الكتب الأدبيَّة  والدواوين الشعريَّة.

*سؤال 2 )  هل لقيتَ التشجيعَ والدعمَ المعنوي في بدايةِ مشواركَ الأدبي والثقافي ؟؟ 

  -   جواب  -   نعم لقيتُ التشجيع والدعمَ المعنوي من العائلة ( الأهل والأخوة  والأبناء  والزوجة )  والأقارب والاصدقاء  أيضا ، وكان لهذا الدعم  دور كبير في استمراري بالكتابة والنشر .


*سؤال 3 )   كم كتاب  أدبي  وديوان شعر أصدرتَ حتى  الآن  ؟؟

-  جواب  -    أصدرتُ حتى الآن خمسة كتب ( أربعة دواوين شعريَّة  ورواية باسم  زهرة السنونو) وفيلما مشتركا مع الإعلامية هيام طه وعندي كم  كبيرمن الإنتاج الشعري والأدبي لم يرَ النورَ بعد. والآن أنا أعمل على ثلاثة إصدارات شعريَّة سترى النور قريبا إن شاء الله ..وهنالك  إصدارمميز في صدد القصائد الأروع تحت اسم (عقد المشانق ) . 

*سؤال 4 ) أنتَ تجيدُ  كتابة  الشعر الكلاسيكي  التقليدي كيف تعلمتَ الأوزان الشعريَّة ؟؟..لأن معظمَ الشعراء المحليين لا يعرفون البحور الشعريَّة.

- جواب -      في البدايةِ كتبتُ الشعرَ النثري الحُرّ والشعرَ العامي وانتقلتُ بعدها  إلى شعر التفعيلة الموزون ..ولتراكمٍ بالمعرفة والمعلومات أخذني هذا إلى عالم وجوِّ الشعر الكلاسيكي الأصيل الذي كان حلمي لأنني أحبُّ  وأعشقُ  الشعرَ العمودي الموزون والمقفى ..وقد كتبتُ القصائدَ الكلاسيكيَّة  وعلى كلِّ البحور، وأنا أستمتعُ بقراءةِ الشعرَ الموزون والمقفى ..وقد تعلمتُ الأوزان لوحدي  وبجهد ذاتي.

*سؤال5) تختلفُ آراءُ وأذواقُ النقادِ بالنسبةِ لتقييم أنماط وألوان الشعر..فمنهم  متعصِّبٌ للشعر الكلاسيكي التقليدي ويعتبرُالشعرَ الحديث  مجرَّدَ  كلامٍ عادي ،  بل هذيان وليس  شعرا ، ومنهم  يؤيِّدُ وَيُرَوِّجُ  للشعرالحديث  المتحرر  من قيود الوزن والقافية  ويعتبرهُ  تجديدا وإبداعا  وأن الشعرَ  الكلاسيكي  متقوقع ومتخلف ولا يتلاءمُ  مع  روح هذا العصر ...إلخ .. ما هو  تعقيبُكَ  على هذا  الموضوع ؟؟ 

-  جواب  - الشعرَ الحقيقي ليس في النمط والأسلوب واللون بل هو الشعرالذي يحوي كلَّ عناصر الجمال والإبداع من لغة جميلة ومُنمَّقة  وصور شعريَّة  واستعرات بلاغيَّة  جميلة وحديثة  ومواضيع  راقية ومستوى فني راق ويُعبِّرُ عن  حالاتٍ معيَّنة : إجتماعيَّة، سياسيَّة ، إنسانيَّة  وغيرها ..ويكون لها تأثير ووقع  كبير على المتلقين  وعلى نفوس القراء، ولها  رسالة هامة وسامية . 

* سؤال 6 )  رأيُكَ في مستوى الشعرِ والأدب المحلي ومقارنة مع الشعر والأدب  في العالم العربي  خارج البلاد ؟؟

-  جواب -     المستوى المحلي لا بأس به  وعندنا   بعض الشعراء والأدباء  الكبار المبدعين  وليس الجميع حسب رأيي لأنَّ  عددا  كبيرا  من الذين يكتبون  الشعرَ والأدب المحلي هم  دخيلون ومتطفلون على محراب الأدب والشعر ولا يعرفون قواعدَ اللغة العربيَّة وحتى كتابة الإملاء. والكم البسيط الذي أعنيه  من المبدعين  المحليين  منهم من يكتبُ بمستوى  راق جدا  يضاهي  مستوى  كبار الشعراء والأدباء في العالم العربي . ومن الشعراء الكبار المميزين الذين أعنيهم ، مثل : الشاعر سليمان دغش  والشاعر والناقد والإعلامي الدكتور حاتم جوعيه والشاعرة الدكتورة ميساء الصح والشاعر شفيق  حبيب والشاعر حسين جبارة والشاعرة سناء عبيد والشاعر زهدي غاوي والشاعر والأديب والناقد الاستاذ  أحمد صالح  كناعنه والأديب والباحث الأستاذ  سهيل عيساوي والشاعرة والناقدة  إيمان مصاروه  والكاتب والناقد  نورعامر .. وآخرون .

*سؤال  7  )  رأيُكَ في الحركة النقديّة المحليَّة والنقاد المحليين ومستوى النقد  عندنا .. ومن هم النقاد المفضلون لديك ؟؟

- جواب  -  النقدُ المحلي يعاني كثيرا، وهنالك  بعضُ النقاد وعددهم ضئيل جدا  يكتبون نقدا موضوعيًّا نزيها وعلى مستوى عالي ،  مثل : الدكتور منير توما والدكتور حاتم جوعيه والدكتور إبراهيم طه والأديب نور عامر  والدكتور نبيه القاسم والناقد  والأديب محمد علي  سعيد ..ولكن معظم النقاد  المحليين يفتقرون  إلى أدوات النقد والموهبة والإلمام في أصول وأسس النقد الحقيقي ، ونقدهم يكون مزاجيا وحسبَ المصلحة  والمآرب الشخصيَّة . وهذا النقد يعملُ على تشويه وتزييف المشهد الثقافي والأدبي المحلي..وأنا أسمِّيه نقدا هَدَّامًا  وليس بناء ولأسباب سياسية وشخصيَّة ضيِّقة ..مثل بعض النويقدين الذين يتصرفون وكأنهم  يُرَوِّجُون للسلع التجاريَّة ويحاولون وبشكل رخيص إشهار أشخاص  شويعرين وغريبي الأطوار لا توجد  لهم أيةُ علاقة مع الشعر والأدب  والثقافة والإبداع  .


*سؤال 8 ) الشعراء المفضلون لديك ؟؟

- جواب  - هنالك  العديد من  الشعراء  منذ  العصر الجاهلي إلى  الآن ، مثل : إمرىء القيس الكندي ، أحمد شوقي ، أبو القاسم الشابي ، نزار قباني ،  بدر شاكر السياب ، عبد الوهاب البياتي ، محمد  مهدي الجواهري ، نزيه خير .. وفدوى طوقان  وراشد حسين  والدكتور حاتم جوعيه  ..وآخرون .


*سؤال  9 )  هنالك  قسمٌ لا بأس من الذين يكتبون الشعرَ والأدب على الصعيد المحلي لايعرفون  قواعدَ اللغة العربيَّة  وحتى كتابة الإملاء..ما رأيُكَ في هذه الظاهرة ؟؟ ..والأنكى من هذا أنَّ البعض  من هؤلاء الذين أعنيهم  قد حصلَ وبسهولةعلى جائزة التفرُّغ  السلطويَّة !!

- جواب  -  للأمانةِ والمصداقيَّة  يجبُ  على كلِّ من يُمارسُ الكتابة  أن يكون لديه معرفةٌ ودراية باللغةِ العربيَّة وقواعدها وصرفها  ونحوها  قبل كلِّ  شيىء ويعرف الأحرف الهجائيَّة ..وبعدها  يبدأ بالنشر .

 

*سؤال  10 ) رأيُكَ في ظاهرةِ الفوضى والتسيُّب الموجودة على الساحةِ الأدبيَّة المحليَّة وتكريم أشخاص لا توجدُ  لهم  أيَّةُ علاقة  مع الشعر والأدب والإبداع  ولا يعرفون قواعد الغة العربيَّة  وحتى كتابة الإملاء -  كما ذكر سابقا - من قبل بعض المُؤسَّسات والأطر والمنتديات المحليَّة .. وفي نفس الوقت  هذه المُؤسسات والأطر تتجاهلُ  بل تُعتِّمُ  على  جميع الشعراء والأدباء الكبار والمبدعين بشكل مقصود ، وخاصة الوطنيين منهم ولا تدعوهم لأية مناسبة  أو أمسية  وندوة أدبيَّة  وثقافيَّة !!؟؟

 - جواب - إن هذه الأطر والمُؤسَّسات التي ذكرتها في سؤالكَ هي غير مسؤولة  وليست على مستوى أن تكون نموذجا ومثالا ومقياسا للتكريم وإعطاء العلامات  للكتاب المحليين..  لذلك هؤلاء  يكرمون ويروِّجون  لمن على شاكلتهم وعلى مستواهم  المنخفض والهابط ، وهم يتجاهلون  ويعتمون  على المبدعين لان هذا هو مستواهم الساقط  وهذا من منطلق  رواسبهم وعقدهم النفسيَّة ..وهم لا يحبون أن يظهر أيُّ شخص مبدع  وَتُركزُ عليه الأضواء.وفي النهاية لا يصحُّ إلا الصحيح ..والشعب هوالذي يُقيِّمُ ويعطي العلامات للشعراء والأدباء والفنانين المبدعين، وليس هذا المنتدى أو تلك المؤسسة والجمعيَّة التسكيفيَّة والمشبوهة والعميلة أو هذا النُّويقد أو ذلك الشويعر والمدسوس والمُرتزق  والمُذدنب والمأجور .


*سؤال 11 ) رايُكَ في  جائزةِ التفرُّغ  السلطويَّة من جميع  النواحي : السياسيَّة  والثقافيّة  والشخصيَّة ؟؟...وهل أنتَ  تُقدِّمُ لهذه الجائزة أم أنك مقاطع لها ؟؟

- جواب  -   إن هذه الجائزة من ورائها  أهداف سياسيَّة  وهي لا تُعطى وتمنح  حسب الإبداع والمستوى الكتابي.. وأنا  أصلا  لم أقدم  لها حتى الآن ولا  أفكر في  المستقبل  أن أقدم لها ما دامت مسيسة .


*سؤال 12 )  هنالك بعضُ الكتاب والشعراءِ المحليين مقاطعون هذه  الجائزة .. ما رأيكَ في موقفهم هذا ؟؟ 

-  جواب -     لكلِّ إنسانٍ رأيهُ  وموقفهُ..وهؤلاء هم على حق .. وأنا  وأنت أيضا دكتور حاتم جوعيه مثلهم مقاطعون لهذه الجائزة لأسباب مبدئيَّة  وضميريَّة . وكلُّ  أديب وشاعرٍ محليٍّ مبدع ويحترمُ نفسَه وأدبه وشعبه  لا يقدم إطلاقا لهذه الجائزة..والهدفُ من هذه الجائزة معروف للجميع وهو القضاء على أدب المقاومة الفلسطيني وعلى الشعر والأدب الفلسطيني المحلي الإبداعي  والإنساني والصادق وأسرلة الجماهير العربيَّة فكريًّا وآيديلوجيا  .


*سؤال13 )  هنالك أشخاص لا توجدُ لهم أيَّةُ علاقةٍ مع  الشعر والأدب  والإبداع  ولا يعرفون قواعد اللغة  العربيّة وحصلوا على هذه الجائزة  بسهولةٍ ..وهنالك  شعراء وأدباء  كبار وعمالقة وأفذاذ في مجال الشعر والأدب ولهم سنوات طويلة  يقدمون  لهذه  الجائزة ولم يحصلوا عليها ..ما هو تعقيبُكَ  على هذا الموضوع ؟؟

-  جواب -   هذا يرجعُ إلى سياسةِ المُؤسَّسةِ المسؤولة عن منح هذه الجوائز وعدم المهنيَّة والنزاهة .  والهدفُ هو ليس تكريم المبدعين الحقيقيِّين، بل هذه الجوائز تعطى للمُقرَّبين ولأسباب خاصةعديدة يعرفها الجميع ، ولا يوجدُ حاجةٌ للخوض في التفاصيل .


سؤال  14) أنتَ مدير منتدى الصحوة الأدبي والثقافي المعروف..حدثنا بتوسُّع عن هذا المنتدى ..متى تأسَّسَ  ومن كان  المبادرَ على تأسيسهِ  ولماذا أقيمَ هذا المُنتدى ..وما هي الأهدافُ الجوهريَّةُ  من  تأسيسهِ ..وما هي نشاطاتُ وفعاليَّاتُ هذا المُنتدى؟؟  

- جواب  -     تمَّ  تأسيسُ هذا المنتدى سنة  2016  بمبادرةٍ من بعض  الأدباء  والشعراء والفنانين ، منهم : الشاعرة  سناء عبيد  والفنان  سعيد  شريف  والأستاذة غادة  إبراهيم - الناصرة ..وهؤلاء هم المُؤسِّسُون والمسؤولون عن إدارة المنتدى وفعاليَّاته .. وَوُضِعَتْ أهدافٌ  لسير عمل هذا المنتدى ، وهي : تطور الحالة الثقافيّة  في مجتمعنا المحلي والتواصل مع ثقافات أخرى .. ودعم المواهب الشابة الواعدة  وعقد وإقامة  ندوات وأمسيات  ومهرجانات  أدبية وثقافيَّة  يُدعى إليها  كتابٌ وشعراءٌ من مختلفِ أنحاء البلاد.  وعندنا فرقة دبكة شعبيَّة وفرقة موسيقيَّة تابعة للمنتدى  وكوادر عديدة   تعمل تطوُّعا  من خلال هذا المُنتدى .. ولدينا موقع تعليمي وإعلامي  للمواهب  وللنشر في الأنترنيت .. ولدينا  طلاب  ومواهب يكتبون  الشعرَ  ويلقونه .   ولدينا  أيضا  من كتبَ الرواية الإبداعيَّة من بين هذه المواهب الوادعة..ونقومُ أيضا   بتكريم شعراء وأدباء  مبدعين ، وخاصّة  بعد كلِّ إصدار  لهم .  وكنا نعقد  أمسيات جزليّة لشعراء الزجل من داخل البلاد .  ومنتدانا ( منتدى الصحوة الثقافي الأدبي ) من أكثر المُنتديات والمؤسسات المحليَّة نشاطا وتواصلا مع  جماهير شعبنا في الداخل ومع الكتاب والشعراء والفنانين والمثقفين المحليين .


سؤال 15 ) طموحاتُكَ ومشاريعُكَ  للمستقبل ؟؟

- جواب  -      طموحي الأساسي هو أن أنهي اللقبَ الثاني  وأتابع لنيل اللقب الثالث في موضوع  أدارة المؤسسات وعلم الإجتماع..وأن أستمرَّ في مسيرتي الأدبيَّة والثقافيَّة وأصدرَ العديدَ من الكتب الجديدة - الشعريَّة  والأدبيَّة .


*سؤال 16 )  كلمةٌ اخيرةٌ  تحبُّ أن  تقولها  في نهاية اللقاء ؟؟

- جواب  -  أشكركَ جزيلَ الشكر دكتور حاتم جوعيه الذي أجريتَ معي هذا   اللقاء  المطول وألقيت  من خلاله  الأضواءَ على أعمالي  المتواضعة : الأدبيَّة  والثقافيَّة . أدامكَ اللهُ منارةً ونبراسًا لإعلاءِ  كلمةِ الحقِّ  ولخدمةِ الأدب والثقافة والإبداع المحلي .

لقاءٌ مع الشاعرةِ والأديبةِ المُبدعةِ الدكتورة ميساء الصِّح


 ( أجرى اللقاء : الشاعر والإعلامي الدكتور حاتم جوعيه - المغار - الجليل - فلسطين )

مقدمة وتعريف ( البطاقة الشّخصيَّة ) : الشاعرةُ  والأديبةُ  الشابَّةُ  المبدعةُ والمتألقة  " ميساء موفق  صِح " من سكان مدينة عرابة البطوف - الجليل، متزوّجة وأم  لأربعة اطفال ، أنهت  دراستهَا  الإبتدائيَّة والثانويّة في عرابة  مسقط  رأسها..وبعدها التحقت بكلية إعداد المعلمين  بحيفا وأنهت فيها اللقب الأول  البكالوريوس (b.a ) في موضوع  اللغة  العربيَّة  وعملت  في  مهنة التدريس وأكملت بعد ذلك دراستها للقب الثاني ( m.a  ) باللغة العربيَّة  في  نفس الكليّة .. وهي  تعمل الآن مُدرِّسة  في مدرسة  حسين ياسين  الإبتدائيَّة التي تعلمت فيها في المرحلة الإبتدائية .

  وميساء  شاعرة وأديبة  قديرة ومبدعة كتبت  وأبدعت في معظم المجالات الأدبية : الشعر القصَّة، المقالة والمسرحيّات وغيرها.. وأصدرت العديد من  الكتب الأدبيَّة والدواوين الشعريَّة  وقصص الأطفال .. واشتركت  في الكثير من الندوات والأمسيات والمهرجانات الأدبيَّة والثقافيَّة المحليَّة وخارج البلاد ...وقد  تمَّ  تكريمها  من قبل العديد  من  المؤسّسات والهيئات...وقد  أجريت معها هذا اللقاء الصحفي المطول والشائق في بيتها في مدينةعرابة البطوف.


سؤال1 )  متى بدأتِ تمارسين الكتابة  الأدبيَّة (الشعر والنثر )  وكيف كانت بداياتكِ الأولى ومن الذي شجعك في بدايةِ المشوار وهل كانت هنالك عراقيل وصعوبات في البداية  ومن أيَّة  جهات ؟؟

- جواب 1 -     ابتدأتُ بكتابة الشعر منذ أن كنتُ طفلةً  صغيرة  في الصف الثالث  الإبتدائي ، كان هنالك في بيتنا  ثلاثةُ  دواوين  شعريَّة  وكنتُ أقرأها    ليل نهار إلى أن حفظتها غيبا  وهي ( لسميح القاسم وسعود الأسدي وشاعر المرأة نزار قباني) والدواوين ما زالت عندي وهي الدواوين التي أحضرتها  أمي في جهاز العروس إلى  بيتها ، وحينما  تزوَّجتُ  أنا أخذتها  فيما يُسمّى جهاز العروس  أيضا.

  كان يقض مضجعي كلَّ ما أشهده حولي من مظاهر سيئة أو...فأحاولُ أن أغيرَ الأمور السلبيّة الموجودة في المجتمع إلى الافضل عبر كلماتي ، وذلك لأنني لم أكن أجرؤ بأن أغيِّرَها على أرض الواقع..، والكتابة بالنسبةِ لي تنفيس عن الذات وتفريغ الطاقات وتوصيل رسالة تهدف البناء . 

   وكأي إنسان  يطمحُ  بالتقدم  كانت  هنالك بعض العقبات ، ولكن  بفضل  شخصيَّتي القويَّة  التي تربَّيتُ عليها  وثقتي بنفسي لم أكترث  بتاتا لكلِّ هذه العقبات ولم أرَهَا، وهي ما زالت  موجودة إلى غاية اليوم ، ولكن هي لا ولم ولن تؤثِّر عليّ في يوم من الأيام وإنما أعتبرها المحرك نحو التقدم السريع.    اسيرُ نحو تحقيق نفسي بقوَّة  وعزم  وصمود وإقدام، فالله يحبّ المؤمن القويّ فقد جاء في الحديث النبويّ الشريف" ان المؤمن القويَّ  خير وأحب إلى الله  من المؤمن الضعيف "  ولذلك عزمتُ على  أن أسير  بصمود وعزم.. والآيةُ القرآنيَّة  تقولُ : ( وإذا عزمت  فتوكّل على الله) .. وأنا  دائما  أتوكَّلُ وأتكلُ على الله  واثقة بما منحني إيّاه من  مواهب متعددة.


سؤال 2 ) المواضيع والقضايا التي تُعالجينها في كتابتك الشعريَّة والنثريَّة؟؟ 

- جواب 2 – من لا يحيا واقع شعبه ومجتمعه فهو يحيا غريبا في بلاده وأنا لست بغريبة بل أنا جزء لا يتجزّأ من بلادي ومجتمعي وأهلي وأضمّ بكلّمة أهلي الجميع على الإطلاق، اشعر إنني صاحبة رسالة سامية أقدِّمها للجميع على  حدّ سواء ، ولذلك علي أن أعالج  همومَ شعبي وأهلي ومجتمعي  كافة  فيما أكتب..لذلك لا اكتب عن موضوع  محدد  فكلُّ  ما يقضُّ مضجعَ أيِّ طفل  أو امرأة او رجل أو شيخ  يقضُّ مضجعي ....مؤمنة  أنني عبرَ كلماتي  أستطيع  أن أغيّرَ ولو القليل.. وأعرف  أنَّ الكثيرَ  من الأصدقاء يقرأون كلماتي لتزرعَ لهم أملا  لغد مشرق، ولا أشعر بأنّني أحيا من أجل نفسي إنّما من أجل الجميع وذلك لما أراه من تأثير لكلماتي في نفوس الجميع ، لذلك فأنا أكتب  في  المواقف والمواضيع  المتعدّدة، الإنسانيَّة والإجتماعيّة والوطنيَّة، أكتب عن  الطفولة  وعن المحبة  والطبيعة  والجمال  والمستقبل المشرق . 


سؤال 3 )   كم كتاب وديوان شعر أصدرتِ حتى الآن ؟؟

-  جواب 3 -     أصدرتُ حتى الآن أربعة دواوين شعرية ، وهي : 

1 - سرّ الحياة  ، سنة 2010 

2 - فيض من الروح ، سنة 2017 

3 -  ترانيم  الفجر ،  سنة  2017

4- عربية هذي انا , سنة 2019


       وأصدرتُ خمسة قصص للأطفال ، وهما : 

5– قصة بعنوان :  مفاجاة سعيدة ، 2017

6-  قصة آدم  والألعاب الالكترونية ، سنة 2017

7- قصة أبناء صفي لا يحبونني,سنة 2018 

8- قصة اكتشفت شيئا ,سنة 2019 

9-قصة مصابيح الامل,سنة 2020 

10- كتبت الكثير من المسرحيّات والتمثيليّات التي تعالج قضايا يتمّ تناولها في المدراس


سؤال 5 ) التكريماتُ التي أقيمت لكِ  والجوائز التي حصلت  عليها ؟؟

-  جواب 5 - هنالك الكثير من التكريمات التي أقيمت والجوائزالتي حصلت عليها تقديرا  لعطائي  وجهودي   وانجازاتي الإبداعيّة  المتواصلة  ، مثل : تكريم  الدكتورصلاح الجرار وزير الثقافة  الأردني السابق ..حيث تمّ اختيار شاعر أو أديب من  كلّ ِ دولة  وأنا  تمَّ  اختياري  وتكريمي  كمندوبة عن الشعراء  الفلسطينيين.

  وتمَّ  تكريمي أيضا   في حفل تكريم المعلمين المميَّزين  عام 2016 .. وقد كرَّموني في كليَّة أعداد المعلمين بمدينة سخنين إضافة لتكريمات عديدة ومختلفة على مستوى الوطن العربي.

     

سؤال 6 ) المهرجاناتُ والأمسيات الأدبيَّة التي شاركتِ فيها محليًا وخارج البلاد ؟؟ 

-  جواب 6 -  لقد شاركتُ في الكثير من الندوات والامسيات  والمهرجانات الأدبيَّة والثقافيَّة فالداخل وخارج البلاد أيضا ، ومنها : 

1- شاركتُ في  مهرجان أدبي ثقافي  كبير  في جامعة بير زيت ..

2 – شاكتُ في طولكرم بمهرجان  ثقافي  كبير. 

3 )  شارتُ في عسفيا ودالية الكرمل وحيفا وعكا وباقة وغيرها من بلداتنا العربيّة ضمن أمسيات عملت عليها مؤسّسات ومنتديات مختلفة في بلادنا .. 

   4)شاركت في الكثير من المحاضرات في الكلّيّات والمدارس .

 5)وفي مهرجانات عديدة أخرى،مثل :مهرجانات على المستوى المحلي والعربي

6)شاركت في فعاليات خاصّة بالاتحاد العام للأدباء الفلسطينيّين الكرمل 48 كوني عضو إدارة في الاتحاد...وغيرها الكثير..

7) وقد  شاركت خارج  البلاد عدة مرات وذلك في الأردن  في  مهرجانات وأمسيات عديدة ..وتمَّت  دعوتي لمصر ولم  يتسنّى لي الذهاب  والإشتراك ، وهنالك  الكثير  من   الدعوات  للمشاركة   في  أمسياتٍ   محليَّة   ولكنني  أعتذرت في الفترة الأخيرة عن المشاركة فيها  لأسباب  وظروف خاصّة... ومن هنا أعتذرُ لجمهوري الذي يحبُّ سماعي ورؤيتي على منصّات عديدة ..وأعدهم انني  سأشارك في ندوات وأمسيات قادمة إن  نشاء الله ..


سؤال 7 )  ما  رأيُكِ  في  مستوى النقد  المحلي ومقارنة  مع  مستوى  النقد  خارج البلاد ؟؟

 - جواب 7 -   لدينا نقّاد يشار إليهم بالبنان وهذا يساهم في تقدُّم وتطوُّرالشاعر والأديب في مسيرته ..وهناك النقّاد الغير موضوعيّين أيضا


سؤال 8 )  رأيك  بصراحة  في ظاهرة  الفوضى  والتسيُّب  الموجودة على الساحة الأدبيَّة وتكريم  كلّ  من هبَّ  ودبّ  وأشخاص  بعيدين مسافة مليون سنة   ضوئيَّة  عن  الأدب  والثقافة   والإبداع   من  قبل  بعض  المؤسَّسات  والجمعيَّات، وفي نفس الوقت هذه الجمعيّات والمنتديات التسكيفيَّة تعتم على الشعراء والكتاب الكبار والعمالقة  الوطنيين الشرفاء الملتزمين ؟؟ ؟؟

 - جواب 8 -   لا شكَّ  أنَّ هذه الظاهرة   موجودة  منذ  فترة   ليست طويلة .. ومن المؤلم  حقا   أن يكرَّمَ من لا يستحقّ ، ولا يمكننا  أن ننفي بأنَ هنالك العديد  من الشعراء  والأدباء الذين تمَّ  تكريمهم  باستحقاق .. ومن المؤسف جدا  اننا شعب  يكرمُ  بعض من يستحقون التكريم  هنا بعد رحيلهم ومماتهم  وليس في حياتهم..ويا حبَّذا أن يكرم من يستحقُّ  في حياته،وربَّما هذا  الأمر يحفزُهُ  على العطاء وعلى الإبداع بشكل أكبر وأشمل .


سؤال 9 ) رأيُكِ  في  الصَّحافةِ  المحليَّةِ  على أنواعِها  ونزاهتها  في تغطية  الأخبار  وفي  تعاملها مع الشعراءِ  والكتاب  والفنانين  والمبدعين المحليين ؟؟

 جواب 9 - لا نستطيعُ  أن نجزمَ أنَّ الصحافة المحليَّة جميعها عادلة  وتفتح المجال  وننشر حقًّا    لكلِّ   من   يستحقُّ ، وأتوقّع  أنّ  هناك   أمور خاصَّة ومحسوبيَّات  ومصالح  تؤثِّرُ في  عمليّة  النشر  لدى  البعض، ومتأكّدة  أنّ الكلمات  الصادقة  والشاعريّة  حقّا  سرعان  ما  تصل  حتّى  لو  لم  تساهم الصحافة بإيصالها فهناك من الشعراء الذين لا يبالون بهذا الموضوع ولكنّ كتاباتهم تصل بسرعة البرق وتدخل قلب القارئ دون استئذان... 


سؤال 10 )  حظُّكِ  من  الصَّحافةِ  والإعلام  وتغطية  أخباركِ  ونشاطاتكِ  الأدبيَّة والثقافيَّة .. ومن من الصحفيين والإعلاميين المميزين  الذين أجروا معك اللقاءات الصحفيَّة المطوَّلة ؟؟

- جواب 10 -   لقد تمَّت  دعوتي  للمشاركة  في  العديد  من  اللقاءات عبر محطات  تلفزيونيَّة  المختلفة  المحلّيّة  والعالميّة وفي الإذاعات المحليَّة وعلى المستوى العربي أيضا بين  كلِّ فترة وفترة ، مثل : تلفزيون هلا , تلفزيون مساواة  وتلفزيون  أضواء تلفزيون الأردن والتلفزيون الأردني الرافدين وغيرها....،  وهنالك الكثير من  المواقع  المحليَّة  والعالميَّة  تنشر كتاباتي  وقصائدي  بشكل  مستمر .. وبالإضافة لهذا اللقاء الهام  الذي تجريه معي  يا أستاذ حاتم .


سؤال 11 )  النقاد الذين كتبواعن إصادراتكَ الأدبية والشعريَّة ؟؟ 

- جواب 11 -     لقد كتبَ عن إصداراتي الناقدُ والاديبُ الاستاذ محمد علي سعيد   والشاعر والناقد  الأردني ( محمد خالد النبالي )  والشاعر  والاديب  الدكتور علي الصِّح  وأنت  الأستاذ حاتم  جوعيه والشاعر السوري جوزيف موسى إيليا وتمت دراسة قصائد عديدة لي في رسائل ماجستير وأطروحة دكتوراة... إضافة للكثير.. .


سؤال 12 )  رأيُكِ في مستوى الأدب المحلي ( الشعر والنثر ) .. إلى أين وصل أدبنا ..ومقارنة مع  مستوى الأدب خارج البلاد ؟؟

-  جواب 12-    بالتأكيد لدينا مستوى جيد ، ولكن بنسب متفاوتة، وهنالك كتاب وشعراء مستواهم الإبداعي يُضاهي مستوى الشعراء والأدباء الكبار وفي الدول العربيَّة، محمود درويش وإميل حبيبي وغيرهم هم خير دليل، فقد عاشوا في هذا القرن وننتظر أمثالهم ونؤمن بطاقات هائلة وقدرات إبداعيّة لدى أبناء شعبنا .


سؤال )  الأماكن التي تُحبِّين أن تكوني موجودة  فيها دائما ؟؟

-  جواب -   كلِّ مكان  هو عبارة  عن منصَّةٍ للعطاء أكون سعيدةً  بوجودي  فيه  حيث أسعدُ  بوجودي أمام جمهوري  ألقي الشعر، وأسعدُ  بوجودي في المدرسة أعطي وأعلمُ  طلابي القيمَ والمبادىء قبل العلوم والمواد الموضوعة في المنهج الدراسي..وأسعدُ  بوجودي في البيت بين  أبنائي وأمنحهم الحنان  فأشعرُ أنني وُلِدتُ من جديد من أجل العطاء وقد اختارني اللهُ لأحققَ السعادة للآخرين وهذا من  فضلهِ تعالى. فالحمد لله أولا واخيرا على محبَّةِ الآخرين  لي  وعلى سعادتي في كلِّ الأماكن التي اقدِّمُ  وأمنح  بها  كلَّ  شيء إيجابي وحسن وفيه منفعة  وخير للمجتمع .


سؤال )  هل تعتبرين  أنَّ  مسألةَ الجمال  الخارجي  قد  تؤثِّرُ على  مسيرة الشاعر والأديب ؟؟ 

 - جواب -   قبل كلَّ شيىء أنا مؤمنة  أن الجمال هو جمال الروح  ينبع من داخل القلب . الجمال هو جمال العقل والفكر الذي  يمَكّنُ حتى الضرير  بأن يراهُ ..أي يشعر به .  جمالُ الروح هو ما جعلني أدخل  قلوب الألوف  الذين باتوا كعائلةٍ  لي أكنُّ لهم كلَّ المودَّة والتقدير، وأخيرا ليس الجمال بأثواب تزيننا عن الجمال جمال العلم والأدب...وترى الرجل النحيف فتزدريه وفي أثوابه أسد مزير .   

     

*سؤال  )  لماذا  إخترتِ  في  دراستكِ  لأطروحة  الدكتوراة  موضوع : تطوير المناهج وأساليب  تدريس اللغة العربيّة  ؟؟

- جواب  -    لقد  فكرتُ مليًّا  لكوني شاعرة وأحبُّ الشعرَ والنقد  قبل التحاقي في موضوع  ومجال دراسة اللغة العربيَّة والأدب العربي.. هل أدرس فيما يرتبط  بطلابنا وفلذات أكبادنا الذين  إذا ما  غيَّرنا فيهم  فإننا  نُغيّر في المجتمع للأفضل أم في مجال الشعر والنقد؟!..فوجدتُ انَّ العملَ في مجال المناهج وأساليب التدريس عبارة عن رسالة سامية استطيعُ من خلالِها أن أغيّرَ في المجتمع بصورة أفضل ..إضافةً  إلى أن هنالك علاقة خاصة  تربطني مع طلابي . ولهذا  أنا  كتبتُ العديدَ من القصص  للأطفال وقصائد ومسرحيَّات للأطفال .


سؤال  )  لماذا  أكملتِ  أنتِ  دراستكِ  لمرحلةِ الدكتوراة  في الأردن  ولم تكمليها هنا في البلاد !!؟؟

- جواب -      بعد بحثي في مجال دراستي وهو تطويرالمناهج  وأساليب التدريس  واطلاعي على مستوى  الجامعات  في تدريس الموضوع  قرَّرتُ أن ألتحقَ  بجامعة اليرموك  في الأردن  لكونها جامعة عريقة ، وخاصة في هذا  المجال...وأيضا  الجامعات والكليَّات في البلاد مستواها عالٍ. .ولكنني أحببتُ أن أكملَ  دراستي هناك .


سؤال  )  رأيُكِ في  مستوى تدريس اللغةِ العربيَّةِ في المدارس والجامعاتِ  في الداخل ( في بلادنا  داخل إسرائيل ) ؟؟

- جواب 4 -    موضوعُ اللغةِ العربيَّة  وجميع المواضيع  تُدرَّسُ  بناء على  الأهدافِ التدريسيَّةِ التي  تسبقها أهدافٌ  تعليميَّة والتي تسبقهُا أهدافٌ عامَّة ..الأهدافُ العامَّة  يتمُّ وضعُها من قبل المسؤولين  في وزارةِ المعارف  وفقا لفلسفة  الدولة والمجتمع ، وهي لا  تتلاءمُ  مع  الأهدافِ العامةِ للعرب  في  الداخل  ولا تحلُّ مشاكلهم الخاصَّة ..حيثُ  يجبُ  على المنهاج الدراسي  أن يعالجَ مشاكلَ المجتمع وقضاياه الهامَّة. ومن هنا فإنَّ ما يُدرَّسُ داخل الصفوف التعليميَّة  في المدارس  لا  يتلاءمُ  مع  احتياجات طلابنا  ولا  يفي  بالغرض  المنشود لنهضتنا  وتقدُّمنا ولغرسِ القيم التي يجب أن تُغرس ..ولنبذ الظواهر السلبيَّة  والسيِّئة  التي  يجب  أن  تعالج  بالشكل الصحيح  والحكيم .. وهذا سبب من الأسباب التي جعلتني أرغب  بدراسة هذا الموضوع أيضا .

    لا ننسى أنَّه  يوجد منهاج خفي  يؤثرُ في كلِّ  ما يحدثُ  داخل  الصفوف  التعليميَّة  ممَّا   يؤدَّي  إلى  فجوةٍ  عارمةٍ   بين  المنهاج  الرَّسمي  والمنهاج الواقعي .   ومن  هنا  يجبُ التحكُّمُ  في المنهاج الخفيِّ  لنقللَ الفجوةَ  ما بين  التي قد تصب إلى حد التناقظ بين ما يحدث على أرض الواقع في الصفوف التعليمية وبين المنهاج الرسمي وذلك باستخدام أساليب  وطرق  التدريس  المختلفة  ومعالجة  مشاكل المجتمع .  


*سؤال 5) أنتِ قبلَ  فترةٍ قصيرةٍ  بدأتِ تعملين في تلفزيون ( هلا ) المحلِّي   وتقدِّمين  برنامجًا  ثقافيًّا ادبيًّا .. حبَّذا  لو  تُحدِّثيننا  عن هذا البرنامج  بتوسِّع ..وكيفَ وصلتِ إلى تلفزيون هلا  ؟؟

-  جواب 4  -     إنَّ  تقديمَ  البرامج  عبارة عن هوايةٍ من هواياتي المُتعدِّدة  .وأنا كنتُ أمارسها عبر  طلابي  حيث  كنتُ  أدَرِّسُهُم  وأعطيهم  دورَ مقدِّمِ البرنامج والضيف .. والآن أنا أمارسها  بنفسي ونجحتُ فيها لأني أحبُّ هذا المجال .. ولطالما  كنتُ أنتظر هذه  الفرصة  متيقنةً  أنها  قادمة .. فبعد  أن دُعيتُ لإجراءِ  مقابلاتٍ ومشاركتي كضيفة في التلفزيون عُرضَ عليَّ العمل في هذا التلفزيون..وسعيدة طبعا  بشهاداتٍ أسمعُها  بشكل  يومي ممَّا يزيدني دافعية وحماسا للعمل .  والجديرُ بالذكر ان تلفزيون هلا هو تلفزيون عريق  ويصلُ إلى قلوبنا جميعا ويصلُ إلى كل بيت .ولذلك فيسعدني جدا وفخر وشرف  لي  بأن أعملَ  في هذا الصرح الإعلامي الراقي.

          وهدفُ البرنامج  هو الإطلاع على  خيرة  الناجحين والمبدعين  في مجتمعنا للتعلم  منهم  ولإثراء ودعم المشد الأدبي في الداخل وفي المجتمع كافة والرجوع بالفائدة على الجميع.  وكذلك من  المهم جدا  دعم  المواهب الجديدة  حتى ترتقي  لينعكسَ هذا على مجتمعنا كافة


*سؤال5 ) هل لإلقاءِ الشعر وجمالِ الصَّوت والأداء  تأثيرٌ مُباشرعلى نجاح  الشَّاعر؟؟

-  جواب  -     بالطبع  لا نستطيعُ  أن ننكرَ بأنَّ  لهذا التأثيرالكبير في نجاح  الشاعر .. ولكن هنالك أساس يجب أن  ننطلقَ منه وهو  القصيدة  ومستواها  وما  تحملهُ من معان  وجماليَّات  وأبعادٍ  أساسيَّة  وغيرها  وأثرها في  نفس ووجدان  المُتلقّي . 

      وبالنسبة لي شخصيًّا  أنا أعتبرُ الإلقاءَ  هو موهبة ربَّانيَّة  حيث  تدرَّبتُ عليهِ  منذ أن كنتُ طفلةً  صغيرة . وأرى انهُ لا  فائدة  للعلم والمعرفة  بدون نقلهِ  للآخرين ، ولهذا  فقد سعيتُ وأسعى  دائما من أجلِ  تعلُّيم وتدريب  طلابنا كيفيَّة  الإلقاء  السليم  والراقي ..  وأيضا كيفيَّة  بناء خطاب يُؤثِّرُ في نفوس  الناس والمجتمع ..واستخدام لغة الجسد المناسبة والحركات التعبيريَّة.. وأرى أنّ هذا واجبٌ عليَّ بأن أقومَ  بهِ  لأنّ الله وهبني ايَّاهُ.

  

سؤال 15 )  طموحاتُكِ ومشاريعُكِ للمستقبلِ ؟

- جواب  -  أنا مؤمنة انَّ الفكرة هي بداية تحقيق الحلم ،وأشعرُ انني متجددة الأفكار دوما ،في كلِّ يوم أحلمُ بتحقيق فكرة معيّنة ،  ولأنني أؤمنُ ( تفاءلوا بالخير تجدوهُ ) حيث أحقق أفضلَ من تلك الفكرة التي صورتها كحلم ، ولذلك  قررت بأن لا أحجزَ  أحلامي أو مشاريعي بفكرة معيَّنة . ولكنني  أنتظرُ بأن يتحقق الكثير الكثير أكثر حتّى مما  أتوقع  وهذا ما  يحدث  دوما  إذ  ما  تفاءلنا واتّكلنا على الله.وجاء في الإنجيل:( ألقِ على الرَّبِّ همَّكَ فهو يعولُكَ) ..لا أدري ماذا يحمل لي الغد ولكني أتمنى بأن أجد من أساعده بكلمة أو بعمل أو بعلم أو رسالة لتنعكس سعادته في قلبي فلا سعادة بدون العطاء


سؤال 16 ) كلمةٌ  أخيرة تحبين أن تقوليها في نهاية هذا اللقاء ؟؟

- جواب 16 -    أتمنى من كلِّ صاحب رسالة أن يقدِّمَها على أحسن وجهٍ .. وأتمنّى  قبل أن يتحقق السلام الشامل  والعادل والعام بين الدول  بأن يتحققَ السلامُ الداخلي بكلّ شخص، السلام في داخلنا  وفي قلوبنا . وأتمنّى أن نحبَّ بعضنا بعضا  بعيدا عن الأحقاد والعنف بأنواعه،، وأن نجرّب  طعمَ  السعادة  التي لا تأتي إلا من العطاء ...من البناء، من التضحية ..لا من الأخذ  لأنَّ الأخذ   يؤدِّي بنا إلى سعادة  آنيَّة  مؤقّتة  سرعان  ما  تزول ، وأما  العطاء  بكافة أنواعهِ  فيؤدِّي  بنا  إلى السعادة  الروحيَّة  التي لا  تتركنا  أبدا ..أتمنّى أن  نفكّر في قيمة ما منحنا الله إياها ونشكره  فقد  منحنا  الكثير الكثير، شعورنا  بالامتنان  لله يؤدّي بنا للسعادة التي هي  بجوار الكثيرين  منا  لكنّهم لا  يرونها  ويبحثون عنها بعيدا ولن يجدوها ما داموا يبحثون عنها بعيدا.

أتمنّى أن لا تؤلمنا قضية فرديّة بل نتركها للباري فهو خير وكيل وإن كان لنا همّ بأن يكون همُّنا جماعيًّا وقضيّتنا إنسانيّة واحدة . أي بما معناه  أن نحملَ هموم بعضُنا بعضا..وأن نحيا جميعنا من أجل تحقيق فكرة، وعندما نتعاونُ ونكونُ حقا مع بعضنا البعض  كما  ينبغي  حينها سنحقق الكثير ..

     وأخيرا وليس آخرا  أشكركَ على هذا اللقاء الممتع.


لقاء مع الشاعرة والكاتبة " آمال أبو فارس " مؤسّسة المنتدى الثقافي القطري


(أجرى  اللقاء: الشاعر والإعلامي  حاتم  جوعيه  - المغار - الجليل )

مقدمة وتعريف (البطاقة الشخصيَّة ): 

الشاعرةُ والأديبةُ المبدعة آمال علي أبو فارس أصلها من  قرية دالية  الكرمل  متزوّجة وتسكنُ الآن  في قرية عسفيا - قضاء حيفا ، ولها ثلاثة أولاد وثمانية أحفاد .

  أنهت دراستها الابتدائية في قرية عسفيا والثانوية في قرية دالية الكرمل  المجاورة ..وتابعت بعد ذلك دراستها الجامعية في كلية "جوردون"  في حيفا وحصلت على  شهادة ( معلم مؤهل بالإضافة إلى شهادة تدريس )، ثم تابعت دراستها  في كلية دار المعلمين العرب في حيفا وحصلت على اللقب  الأول ( b. a) في  التربية واللغة العربية، وانتقلت بعد ذلك للدراسة في كليّة " أورانيم "حيث حصلت على اللقب الثاني ( الماجستير-  m . a) في موضع تعلّم اللغات -اختصاص لغة عربية- ثمّ ودرَست بعدها دورة مدراء مؤهلين في كلية أورانيم.

عملت مع المركز التربوي لإصدار الكتب المدرسيّة "مطاح" وشاركت في إخراج كتب التّراث للمدارس الدّرزيّة. 

عملت في سلك التعليم لفترة طويلة في المدرسة الابتدائية في عسفيا وما زالت تعمل حتّى الآن. وتُدرِّسُ أيضا العربية المحكيّة في كلية "إتجار" في حيفا، كما انّها تمرّر أيضا دورات للمعلّمين في "بيسجا" التّابعة لوزارة المعارف والثّقافة، كما درّست نساء (دورات حاضنات لسنّ الطّفولة المبكّرة) في كلّيّة الكرمل وكليّة "أورط". 

 إنَّها شاعرةٌ وأديبة قديرة مبدعة ومشهورة على نطاق محلّي وخارجي. أصدرت العديدَ من الكتب الأدبيةِ والدواوين الشعريَّة. وهي المُؤسِّسَةُ للمنتدى الثقافي القطري، الّذي له الفضل الكبير في نشر الثّقافة في وسطنا العربي.  كما رافقته صفحة فيسبوكّيّة على مستوى العالم العربيّ حيث يستقطبُها الشعراء والأدباء من كافة أنحاء الوطن العربي.

 لقد أجريتُ معها هذا اللقاء الصحفي الشائق والمطول لتطلعنا فيه على أهم الجوانب والمحطات في حياتها الأدبية والثقافية.

سؤال 1 – منذ متى بدأتِ  تمارسين الكتابة  الأدبيَّة  وكيف كانت  بداياتُكِ  الأولى ؟ وهل  كانت هنالك عراقيل  وصعوباتٌ  في  بدايةِ  المشوار ؟

ج-    بدأتُ الكتابة  في جيلٍ  متأخرة - قبل حوالي 10  سنوات تقريبا حيث بدأتُ انشرُ كتاباتي  في صحيفةِ  الحديث  وفي بعض المواقع الألكترونيَّة  المعروفة والمشهورة محليًّا وخارج البلاد، فكتبت الخواطر والقصص القصيرة المقالات، ثم شدّني موضوع الشّعر فبدأت أمارس كتابته قبل أربع سنوات.  وكنتُ وما زلتُ أشاركُ في الندواتِ والأمسياتِ والمهرجانات الأدبيَّة والثقافيَّة - المحلية  والعالميَّة، مثل: مهرجان الزجل في الأردن سنة 2019، ومهرجان  الشعر في شرم الشيخ قبل عام تقريبا.. وفي العديد من الأمسياتِ والندوات المحليَّة.  وكان من المقرر أن أشاركَ في مهرجان أدبيٍّ ثقافيٍّ كبير في قبرص، ولكن بسبب موجة الكورونا تأجَّلَ هذا المهرجان.  

لقد شاركتُ قبل سنتين في لقاء ثقافيٍّ كبير من أجل السّلام في بيت سفيرة إيرلندا  بحضور ستّ سفيراتٍ من العالم، من بينهم الميجر جنرال المسؤولة عن منظمة الأمم المتّحدة على الحدود اللبنانية والسّورية، وألقيتُ قصيدةً لي باللّغة الإنجليزية بعنوان: "الجمال بالاختلاف" وَتُرجِمَتْ هذه القصيدة  إلى عدة  لغات، كما شاركت في قصيدة ترجمت للغة العبرية في نشاط نسائي تابع لمنظّمة نساء يصنعن السّلام، وعنوانها "مجنونة أنا". 

لقد حصلتُ على العديد من الشهاداتِ والأوسمة التكريمية من مختلف المؤسسات والأطر والمنتديات الثقافيَّة والأدبيَّة محليا وخارج البلاد. وقد مُنِحتُ أيضا شهادة تكريميَّة بمناسبة إصداري لمجموعة كتب للأطفال من كلّية دار المعلمين العرب. 

سؤال  2 -  حدثينا عن المنتدى الثقافي القطري، متى تأسَّسَ  هذا المُنتدى ومن هم  المبادرون على تأسيسهِ  وإقامتهِ؟ ولماذا أقيمَ  وما هي  الأهدافُ  من  تأسيسِهِ؟ وما هي  نشاطاتُ وفعاليَّاتُ هذا المنتدى؟

ج -  تأسَّسَ هذا المُنتدى قبلَ حوالي 4  سنوات وكنتُ أنا المبادرة في ذلك  بمساعدة  مجموعة  من الشعراء  والشاعرات  المحليين .. والهدف إعطاء فرصة ومنبرا للشعراء والكتاب المبتدئين للنشر والإنتشار، لأنَّهُ لا توجدُ مدارس ومؤسَّسات للشعر ودعم الشعراء، ولهذا أخذنا على عاتقنا تبنِّي هذه  المهمَّة  من أجل  دعم  الثقافة  والأدب المحلي . وقد أقمنا حتى الآن عشرات الأمسيات والندوات الثقافية والأدبية، وخرَّجنا العديدَ من الشعراء  الذين  حالفهُم  الحظ  والوقوف على منبر منتدانا لأول  مرَّة في حياتهم،  والعديد  من هؤلاء  وصل إلى مستوى عال وراق  في الكتابةِ والإبداع  وحقَّقَ شهرة وانتشارا واسعا. وما زلنا نتابعُ هذا النهجَ حتّى الآن لولا انّ الكورونا حدّت من فعاليّاتنا. 

أقمت صفحة للمنتدى على الفيس بوك كما ذكرت سابقا، وهناك نشاطات وفعاليَّات على الفيسبوك تستقطبُ الشعراء والأدباء من مختلف أنحاء الوطن العربي. كما يحظى هؤلاء الشعراء بتحرير قصائدهم على موقع ( بورتال  الكرمل) الذي أحرِّرُ صفحته الادبيّة، كما كنتُ أفعلُ ذلك في صحيفة الحديث لصاحبها ومحررها الأديب والإعلامي الأستاذ  فهيم أبو ركن. وممَّا يُميِّزُ هذا المُنتدى هو البساطة والشفافيَّة في التعامل وإعطاء الفرصة لكلِّ إنسان مبدع بعيدًا عن المصالح الشخصيَّة والمناصب والسّياسة والتعالي! فهدفنا الأسمى هو دعم الحركة الثقافيَّة والمشهد الثقافي والأدبي المحلي مجّانا وبدون مقابل.

سؤال 3-أنت حقَّقتِ شهرةً واسعةً على الصعيدِ  الأدبي والثقافي - محليًّا وخارج البلاد، كيف وصلتِ إلى كلِّ هذا؟  

ج -  الفضلُ إلى ذلك يعودُ إلى مواقع التواصل الإجتماعية (الفيسبوك)، الذي أعتبرُهُ نعمة وليس نقمة كما يظنُّ  البعضُ . فنحنُ اليوم في عصر أصبحَ الكتابُ فيه هامشيّا، والمطالعةُ شيئا ثانويًّا،لأنّ المطالعة واستقاء المعلومات  على أنواعها  قد تحولت إلى المجال الإلكتروني وليست من الكتاب. فالكتابُ يتحدَّثُ إلى العقل ويعالجُ ويعرضُ أفكارا ذهنيّة تدور في رأس المتلقّي، بينما خفّ اليوم وهجُ ظاهرة الكتاب، وتحوَّلَ الأمرُ إلى اكتساب واستقاءِ المعلومات  عن  طريق محفزّات لحاسّتي السَّمع والبصر فخفّ استعمال العقل عند جيل اليوم بسبب الإثارات الحسّيّة والبصريّة. وسبب هذا التحوُّل هو دخولنا على عالم التكنلوجيا. 

لقد أصبحَ باستطاعةِ أيِّ شخص وكلِّ انسان أن يكون كاتبا وشاعرا لأنه يملكُ الوسائلِ المُتاحة للوصول إلى الجمهور في وقت قصير.  ولكن في النهاية لا يبقى في الوديان إلّا حجارتها بعد ان يجفّ السّيل ولا يخلد غير الأدبُ الحقيقي الإبداعي.

   لقد حظيتُ بأن اصبحَ كاتبةً وشاعرة بين ليلة وضحاها لأنني أتناولُ مواضيعَ إنسانيَّة بَنَّاءة تتناول وجع الإنسان منذ أن يولد وحتّى يموت، إنّها تلائم كلَّ زمان ومكان: كالمحبَّة والغيرة والحسد والفراق والخير والشّر والوجود وما على ذلك. 

    ولكوني  تناولتُ وعالجتُ مواضيعَ إنسانيَّة وأمَميَّة  تعالجُ وتهتمُّ  بمشاكل الإنسان في كلّ مكان وفي كلِّ  بقعةٍ  على هذه الأرض، كما أظنّني ألامس قلب القارئ فيما أكتب وهذا ما صرّح لي به الكثيرون من قرّائي. أسلوبي في الكتابة ( الشعريَّة والنثريَّة )  أتاح لها الوصول إلى قلوبِ  الناس في كلِّ  مكان - محليًّا  وخارج البلاد. وقد أنعم الله عليّ بالتمكّن من اللغة العربيّة فأنا أكتب وأراجع لغويّا وكل إنتاجي هو ملك لي وحدي!

لم أتغنّ بالوطن الّذي يكتب فيه الاخرون لكي أحظى بالتّصفيق، ففي نظري ان الوطن والوطنيَّة تبدأ وتنتهي بمحبَّةِ الإنسان لأخيه الإنسان. فالأرضُ لله وعندما يغادرها الإنسانُ، لا يحملُ معهُ شيئا من حطامها؛ فيتركها فارغ اليدين. والذي يبقى هو ذكرُهُ وأعمالهُ الصالحة. ولا أعجب إلّا من الّذي يظنّ نفسه مالكا لما بين يديه! فكل شيء هو ملك لله عز وجلّ، ولا نملك السّيطرة على نفسِنا الذي يدخل للرئتين ويخرج منهما بصورة تلقائية؛ فكيف نتحكّم في ما ليس لنا؟ 

سؤال 4 - أنتِ تكتبين  الشعرَ والخواطرَ والمقالة الادبيَّة  والقصَّة، في أيِّ المجالات والألوان الأدبيَّة تجدين نفسَكِ أكثر، وتستطيعين التعبير عنها وعن مشاعرِكِ بشكلٍ أفضل واوسع؟

 ج 4 - أجدُ نفسي  في الخواطر والقصص  القصيرة  وفي القصائد العموديَّة  التي جذبتني  في  الآونةِ  الأخيرةِ  وأصبحتُ  عاجزة عن  الكتابة والتعبير  في أنماط  وألوانٍ غيرها. الشعرُ العمودي الكلاسيكي يلائمُ شخصيَّتي جدا لأنَّهُ يتّصِفُ بالحكمة والإيجاز، وأجدُ نفسي أحيانا بعيدةً عن الثرثرةِ والمزايدات في الكلام. المُهمُّ عندي هو نقلُ الفكرة بحذافيرها إلى المُتلقي بأسلوب جميل مقنع ومفهوم وبعبارات سهلة يفهمها كلُّ قارئ على اختلاف ثقافته. وقد قلّدني منتدى شعراء الفصحى الأردني وسام "شاعرة" في كلّ ما ينسب لمضامين الشّعر العمودي والتّمكّن به. 

سؤال 5 -كم كتابا أدبيا وديوان شعر أصدرتِ حتى الآن؟ 

ج -أصدرتُ ديوانين من الشعرِ والثالث جاهز سيصدرُ قريبا.

    الديوان الأول الذي أصدرته بعنوان :( أنا وهي) والثاني بعنوان :( من أكاذيب العاشقين )  .

 كما أصدرتُ كتابين للأطفال: (الحلزونة سناء) وكتاب ( شوكولاتة).

سيصدر لي قريبا أيضا كتابان:  

 1) قصص قصيرة وخواطر.

2) من السلف الصالح. 

سؤال 6 – ما هو حظُّكِ من الصحافةِ والإعلام وتغطية أخباركِ ونشاطاتك الأدبيَّة والثقافيَّة؟

 ج- حظي كان وما زال في الإعلام جيّدا، وقد  أجروا معي العديدَ من اللقاءاتِ الصحفيَّة المطولة  في مختلفِ وسائل الإعلام المحليَّة مثل : إذاعة الشمس وتلفزيون وراديو مكان .. وعملتُ في إحدى  الإذاعات (راديو فيسبوك منكم) لصاحبها الإعلامي السيد فهيم أبو ركن، وكنتُ أنا المُحاورة ومقدمة البرنامج الى جانب السّيّد فهيم أبو ركن، فاستضفنا العديدَ من الشعراءِ والفنانين في هذا البرنامج.. ونشرتُ إنتاجي الكتابي في معظم وسائلِ الإعلام المحليَّةِ ومواقع عديدة خارج البلاد، حظيت بلقب (شاعرة) من مجمع شعراء الفصحى، للشعر العمودي، وحصلت على تكريمات عديدة أهمها من الدكتور غازي أبو كشك، والسوداني الرائع حسام الدّين سرداب، والإعلامي السيد شاكر فريد حسن اغبارية، وقد كانت هذه التكريمات كمفاجآت بالنسبة لي حيث لم اعرف عنها من قبل! لا أنسى المكالمة الهاتفية التي تبقيتها من الاديبة الكبيرة سعاد قرمان حين قالت لي: هل انت امال أبو فارس؟ اتصلت لأعطيك لقب شاعرة فها هو كتابك "من أكاذيب العاشقين امامي، وبدأت تقرا لي بعضا منه. ثم اتصل بي بعدها الدكتور بطرس دلّة ليقول لي الكلام نفسه ويعبّر عن إعجابه بالكتاب! الاتصالان كانا بمبادرة عفويّة منهما! وكنت مترعة بالسعادة بهذه الشّهادة من كاتبين كبيرين!  

سؤال 7- ما هو رأيُكِ  في  ظاهرةِ  التسيُّب  والفوضى الموجودة  على الساحة الأدبيّة المحليَّة وتكريم  كل من هبَّ ودب وأشخاص لا توجدُ لهم أيَّةُ علاقة مع  الأدب والثقافة من قبل  بعض المؤسساتِ والمُنتديات والأطر التسكيفيَّة. وإقامة المنتديات والأمسيات الهزيلة من قبل الجمعيَّات والمنتديات ودعوة  الشويعرين والمُستكتبين والذين كتاباتهم دون المستوى. وفي نفس الوقت هذه الجمعيَّات والأطر والمؤسسات التسكيفيَّة تُعتِّمُ على الشعراءِ والأدباءِ الكبار والمبدعين وخاصَّة الوطنيين والمناضلين منهم ولا يدعونهم إطلاقا إلى الأمسيات والندوات التي تقامُ؟

ج – مع أنّني لا أملك الحق في تصنيف الشّعراء من الأفضل للاسوأ، ولست أفضل من أحد! لكن وبكل صراحة للأسفِ فإن هذه الظاهرة موجودة  بشكل  بارز وظاهر للعيان. فاختيار الأشخاص للجوائز على اختلافها يعتمد على العلاقات الشّخصية أو اليد الطائلة، وإلّا لما رفض أشخاص في قمة الابداع وحظي بها من لا يستحقها. وانا شخصيّا لم أقدّم لأيّ جائزة ولا أنوي ذلك لانّني أرفض أن أتوجّه لأحد كي يدعمني في ذلك، فلم أعتد على مد يدي لغير الله! 

إن هذا أمر لمُحزنٌ ومؤلم حقّا؛ حيث يحظى بالتكريم من لا يستحقّهُ. فهنالك الأدباء والشعراء الكبار المبعدون المُهَمَّشون. ولا أدري ان كان سببَ ذلك هو الحظ أم سوء الحظ. أم أنَّهُ التهميشُ والتعتيمُ المقصود والمُتعمَّد على أدبهم وإبداعهِم الراقي! لكن لو أردت أن تقرأ كتابا وبكل صدق! هل تتوجّه لكتاب ركيك؟! إذن لن يبقى في الوديان إلّا حصوها! 

سؤال  8 - رأيُكِ  في مستوى الشعرِ والأدب المحلي ومقارنة مع المستوى خارج البلاد؟

ج -   يوجدُ عندنا شعراءٌ وأدباء  كبار ومبدعون وعلى مستوى عال جدّا ويضاهي  مستوى الشعراء والمبدعين في الوسط العربي! لكنّنا في زمن الوفرة والكثرة تماما كما في الأسواق وفي المجمعات التّجارية فالشّعراء بعدد حبّات الرّمل والكتّاب كذلك، فنتجت صعوبة في اختيار ما نقرأ، ولم نعد نفرّق بين الصالح والطّالح في هذه الوفرة! كما انّنا لا نعلم مَن يكتب لمَن، ومن يراجع لمن، وهل النصّ فعلا تابع لهذا الشخص أم ذاك! فهناك تعتيم كامل على بعض من الإنتاج الأدبي! هناك من لا يتقن كتابة الشّعر العمودي، وفجأة تكتشف له قصائد في ديوانه! كيف ذلك؟ الله وحده العالم بذلك! 

سؤال 9 - الشعراءُ والأدباءُ المفضلون لديكِ ؟؟ 

ج -   أنا أقرأ للعديد من الشّعراء المحليّين، وهنالك القصائد التي تلفت  انتباهي وتُعجبني بغضِّ النظر عن كاتبها. فأنا أحبُّ الكلمة الحلوة والهادفة التي تحاكي أحاسيسي ومشاعري وتلائم مبادئي وقناعاتي ...وأخصُّ طيّبَ الذكر المرحوم الشاعر مفيد قويقس. لكنّني لو أردت أن اقرأ فإن ذائقتي تسبقني للكتب التاريخية العلمية الفلسفية المفيدة الزاخرة بالحكمة وفهم الحياة وفلسفتها، وعلى رأس هؤلاء العملاق مارون عبّود.

كما أنّني أريد أن أنوّه إلى كتب الفيلسوف معين حاطوم التي حظيت بقراءتها للأسف بعد مماته وكان لها الأثر العميق في فهمي وإدراكي للحياة والوجود!  

سؤال 10 - رأيُكِ في مستوى  النقد المحلي ؟؟  

ج-هنالك العديدُ من النقاد المحليِّين، ولكن موضوع النقد بشكل عام  أصبحَ غير موضوعي، لأنه  يفتقر  إلى النزاهةِ بسبب  عدم   اقتحام  الناقد من الإحراج  وبسبب المصالح  والمآرب الشخصيَّة والحفاظ على ماء الوجه. فمعظمُ النقد يكونُ مبطنا وغير صريح... والسببُ كما قلتُ في عدم اقتحام الناقد من الإحراج. ثمَّ ان السوق الأدبيَّة أصبحت مُكتضَّةً كالأسواق التجارية وفيها كل من هبَّ ودبّ..  فكيف تقيّم وكيف تفاضل بينها؟! في النهاية كلّ يقرّر ما الذي يعجبهُ حسب مستواه الثقافي والفكري. أحيانا أضحك حين أرى مهازل أمام عيني لمداخلات كلّها نفاق و"مسح جوخ"... فالأدب "حكلّي تحكلّك" "حطلّي لايك وبحطلّك لايك! ويمكن يكون اللايك بدون ما يقرا النص...!" 

سؤال  11 - رأيُكِ في جائزة التفرُّغ السلطويَّة  من جميع النواحي ..وهل قدَّمتِ أنتِ  لها ؟؟

ج  -    لم  أقدِّمْ  إليها  إطلاقا  ولا أنوي ذلك  في  المستقبل  لأنها  لا تتلاءم  مع  مبادئي ،  فأنا  أرفضُ  رفضا باتا  أن أتوَجَّه  لأحدٍ  ما  من أجل الحصول على شهادةٍ أو مكافأة. ومن  يريدُ أن يكافئني  فليبادر هو إلى ذلك بدافع  منه ، ولأنه يجد استحقاقا في ذلك.

سؤال  12-  أكثرُ عملٍ  وإنجاز أدبي  لكِ  تعتزِّين  به  ؟؟

ج  - قصيدة (الجمال بالاختلاف ) لأنها تعلّم  وَتُدَرَّسُ في المدارس عندنا  في (يوم  تقبَّل الآخر) والتي ترجمت إلى عدة لغات، وقمتُ بإلقائها  بالغة الإنجليزيَّة في بيت سفيرة ايرلندا كما ذكرت سابقا. كما أنّني أحب كلّ كلمة خرجت من مدادي لأنّها استنزفت ما يكفي من أحاسيسي ومشاعري، وأصبحت بعضا منّي!

سؤال 13 - طموحاتُكِ  ومشاريعُكِ للمستقبل ؟؟

ج  - سأتابعُ نشاطي الأدبي والثقافي الذي بدأتُ  بهِ  وسأتفرَّغُ  لكتابةِ رواية كبيرة عندما أخرجُ  من  سلك التعليم والتدريس  إلى التقاعد، سأخرج للنّور ثلاثة كتب جاهزة وانا انتظر الوقت المناسب لذلك. 

سؤال 14 )   كلمةٌ أخيرةٌ تحبّين  أن تقوليها  في نهايةِ  اللقاء ؟؟

ج-  لقد أقمتُ في بيتي العديدَ من اللقاءاتِ الثقافيَّةِ والأدبيَّةِ ومن أجلِ السّلام  بحضور فنانين  وكتَّابٍ  من  جميع  الطوائف  وبحضور سفراء من  خارج البلاد.  فهدفي أن أتابع هذا النّشاط، وان يَعمَّ العالمَ جوٌّ من المحبَّة والمودَّة والتآخي والابتعاد عن التزمُّت والتعصُّب الذي يفتكُ بالبشريَّة كالتعصُّب الديني والعرقي واللوني والعقائدي. أتمنَّى من كلّ قلبي أن تعمَّ المحبَّةُ ويعمَّ السلام ُ جميعَ أنحاءِ المعمورة.

 وكلمة أخيرة: أشكركَ جزيلَ الشكر أخ حاتم على هذا اللقاء المطول الذي أجريتهُ معي، وأتيحَ فيهِ التطرق إلى مواضيع وقضايا هامة.