لقاءٌ مع الشاعرةِ والأديبةِ المبدعةِ يساء الصِّح

 ( أجرى اللقاء : حاتم جوعيه  - المغار - الجليل - فلسطين )

مقدمة وتعريف ( البطافة الشّخصيَّة ) :   الشاعرةُ  والأديبةُ  الشابَّةُ  المبدعةُ والمتألقة  " ميساء موفق  صِح " من سكان مدينة عرابة البطوف - الجليل ، عمرها 36  سنة ، متزوّجة  وأم  لأربعة اطفال ،  أنهت  دراستهَا  الإبتدائيَّة والثانويّة في عرابة  مسقط  رأسها .. وبعدها التحقت  بكلية  إعداد المعلمين  بحيفا وأنهت فيها اللقب الأول البكالوريوس(b.a ) في موضوع اللغة العربيَّة  وعملت في مهنة التدريس  وأكملت بعد ذلك دراستها للقب الثاني ( m.a  )  باللغة العربيَّة  في  نفس الكليّة .. وهي تعمل الآن  مدرسة  في مدرسة  خير ياسين الإبتدائيَّة التي تعلمت فيها في المرحلة الإبتدائية .
  وميساء  شاعرة وأديبة  قديرة ومبدعة كتبت  وأبدعت في معظم المجالات الأدبية : الشعر القصَّة،المقالة وغيرها.. وأصدرت العديد من  الكتب الأدبيَّة والدواوين الشعريَّة  وقصص الأطفال .. واشتركت  في الكثير من  الندوات والأمسيات والمهرجانات  الأدبيَّة  والثقافيَّة المحليَّة وخارج البلاد ...وقد  تمَّ  تكريمها من قبل السلطة الفلسطينيَّة  في مدينةِ جنين  كمعلمة مميَّزة وقديرة. ..وقد  أجريت معها هذا اللقاء الصحفي المطول والشائق في بيتها في مدينة عرابة البطوف .

سؤال1 )  متى بدأتِ تمارسين الكتابة  الأدبيَّة (الشعر والنثر )  وكيف كانت بداياتكِ الأولى ومن الذي شجعك في بدايةِ المشوار وهل كانت هنالك عراقيل وصعوبات في البداية  ومن أيَّة  جهات ؟؟
- جواب 1 -     ابتدأتُ بكتابة الشعر منذ أن كنتُ طفلةً  صغيرة  في الصف الثالث  الإبتدائي ، كان هنالك في بيتنا  ثلاثةُ  دواوين  شعريَّة  وكنتُ أقرأها    ليل نهار إلى أن حفظتها غيبا  وهي ( لسميح القاسم وسعود الأسدي وشاعر المرأة نزار قباني) والدواوين ما زالت عندي وهي الدواوين التي أحضرتها  أمي في  جهاز العروس إلى  بيتها ، وحينما  تزوَّجتُ  أنا  أخذتها  في جهاز العروس  أيضا  ( فيما يسمَّى بجهاز العروس )  .
  وكنتُ أنتقدُ  كلَّ ما هو موجود  حولي  فأحاولُ أن أغيرَ ما  هو موجود في المجتمع  سلبيًّا  إلى الافضل  والأحسن  عبر  كلماتي ، وذلك  لأنني لم أكن أجرؤ بأن أغيِّرَهُ في الواقع ..  وفي البدايةِ لم أعلن  عن نفسي  بشكل واضح كشاعرة ، والكتابة بالنسبةِ لي تنفيس عن الذات وتفريغ الطاقات  المكبوتة . 
  وفي الواقع كأي إنسان يطمحُ للمعالي  كانت هنالك بعض العقبات ، ولكن بفضل  شخصيَّتي القويَّة  التي تربَّيتُ عليها  وثقتي بنفسي لم أكترث  بتاتا لكلِّ هذه العقبات  ولم أرَهَا ، وهي ما زالت  موجودة إلى غاية اليوم ، ولكن  هي لا ولم ولن تؤثِّر عليّ في يوم من الأيام .   أنا اسيرُ نحو تحقيق  حلمي وهو العطاء اللامحدود  للآخرين  بقوَّة  وعزم  وصمود وإقدام وكلي إيمان  ان المؤمن القويَّ  خير وأحب إلى الله  من المؤمن الضعيف، ولذلك عزمتُ على أن أكون  قويَّة .. والآيةُ القرآنيَّة تقولُ : ( وإذا عزمت فتوكّل ) .. وأنا  دائما  أتوكَّلُ وأتكلُ على الله ولا اكترث للكثير  مما أراهُ وأسمعه..

سؤال 2 ) المواضيع وااقضايا التي تُعالجينها في كتابتك الشعريَّة والنثريَّة؟؟ 
- جواب 2 - في الواقع اشعر إنني صاحبة رسالة سامية أقدِّمها للجميع على  حدّ سواء ، ولذلك علي أن أعالج  همومَ  شعبي  وأهلي ومجتمعي  كافة  في قصائدي التي أكتبها ..لذلك أنا  لا اكتب عن موضوع  محدد  فكلُّ  ما يقضُّ مضجعَ أيِّ طفل  أو امرأة او رجل أو شيخ  يقضُّ مضجعي ....مؤمنة  أنني عبرَ كلماتي  أستطيع  أن أغيّرَ لو القليل.. وأعرف  أنَّ الكثيرَ  من المعجبين ينتظرون كلماتي لتزرعَ لهم  أملا  لغد مشرق، ذلك فأنا أكتب  في  المواقف والمواضيع الإنسانيَّة والإجتماعيّة والوطنيَّة،أكتب عن الطفولة وعن المحبة  والطبيعة والجمال  والمستقبل المشرق . 

سؤال 3 )   كم كتاب وديوان شعر أصدرتِ حتى الآن ؟؟
-  جواب 3 -     أصدرتُ حتى الآن ثلاثة دواوين شعرية ، وهي : 
1 - سرّ الحياة  ، سنة 2010 
2 - فيض من الروح ، سنة 2017 
3 -  ترانيم  الفجر ،  سنة  2017
       وأصدرتُ قصتين للأطفال ، وهما : 
1 – قصة بعنان :  مفاجاة سعيدة ، 2017
2-  قصة آدم  والألعايب الالكترونية ، سنة 2018
    وقريبا  سيصدرُ لي  العديدُ من الكتب الأدبية والدواوين الشعريَّة .

سؤال 4 ) أنتِ في فترة زمنيَّة قصيرة نسبيًّا حققتِ شهرةً  واسعة على الصعيد المحلي .. كيف وصلتِ إلى كلِّ هذا ؟؟!! .. هل  هنالك جهات وأشخاص معينون ساعدوكِ  ودعموكِ  حتىى وصلتِ للشهرةِ  والإنتشار الواسع ؟؟
-  جواب 4 - في الواقع انَّ ما يتحدَث عنه الكثيرون من الناس انني وصلتُ  بسرعة للشهرة  والإنتشار الواسع  لم أشعر به قط ،وذلك لأنني كتبتُ الشعرَ والأدبَ منذ كنت طفلة صغيرة ،وتطوّرت أعمالي وأفكاري  ولكنني لم أجد الفرص في البداية  إلى أن وجدتها  قبل  حوالي  ثلاث  ثلاثة  أعوام  وبدأت شهرتي في الإزدياد والإنتشار الواسع  والتي تُعَبِّرُ عن قدراتي  التي لطالما كانت موجودة  ولكنها لم تكن جليَّة  ومكشوفة  ومعروفة  للآخرين .. وأريد التوضيح ان هنالك مؤسسات وجمعيات ومنتديات ومراكز ثقافيَّة  وأشخاصا ساهموا  بشكل ملموس  في إصال صوتي  ورسالتي الأدبيَّة  والثقافيَّة  على نطاق واسع  وذلك بعد أن اقتنعوا وتيقنوا أنني  أملك  موهبة حقيقيَّة  مميَّزة  تتطوَرُ وتتجدَّدُ كلّ يوم.ومن أهم الأدباء والنقاد الذين المشهورين الذين آمنوا برسالتي  وموهبتي الناقد  والكاتب الكبير  والقدير الاستاذ  محمد علي سعيد  (أبو علي) الذي راهنَ على  موهبتي منذ  أن عرفني  واستمع إلى  قصائدي ..وأريدُ أن اذكر أيضا الكاتب والناقد والشاعر الأستاذ سهيل عيساوي  الذي لا  يتوانى بتقديم  أيِة مساعدة  فما يخص تقديم قصص الأطفال على العكس  فقد دعم وشجَّع  وما زال يدعم . 

سؤال 5 ) التكريماتُ التي أقيمت لكِ  والجوائز التي حصلت  عليها ؟؟
-  جواب 5 - هنالك الكثير من التكريمات التي أقيمت والجوائزالتي حصلت عليها تقديرا  لعطائي  وجهودي   وانجازاتي الإبداعيّة  المتواصلة  ، مثل : تكريم  الدكتورصلاح الجرار  وزير  الثقافة  الأردني السابق .. حيث يومها اختاوا  من  كلّ ِ دولة  شاعرا وأديبا  وأنا  تمَّ  تكريمي  من شعراء  فلسطين كشاعرة  مبدعة ومميزة .
  وتمَّ  تكريمي أيضا   في حفل تكريم المعلمين المميَّزين  سنة 2016 .. وقد كرَّموني في كليَّة أعداد المعلمين بمدينة سخنين قبل أشهر .. وكُرِّمتُ  أيضا في احتفال كبير أقامه السيد محمد حسن كنعان  للشعراء المحليين  .
     وتمَّ تكريمي أيضا في العديد من الأمسيات التكريميَّة التي لا تحصى .. . وهنالك  تكريم  جديد  من قببل إدارة ( مخيمات اللاجئين  في الشتات )  في الأردن  لزيارتي المتواصلة لهم .. وكان المفروض ان أستلم في هذه الأيام  وسام ودرع هذا التكريم ..

سؤال 6 ) المهرجاناتُ والأمسيات الأدبيَّة التي شاركتِ فيها محليًا وخارج البلاد ؟؟ 
-  جواب 6 -  لقد شاركتُ في الكثير من الندوات والامسيات  والمهرجانات الأدبيَّة والثقافيَّة فالداخل وخارج البلاد أيضا ، ومنها : 
1- شاركتُ في  مهرجان أدبي ثقافي  كبير  في جامعة بير زيت  قبل عام ..
2 – شاكتُ في طولكرم بمهرجان  ثقافي  كبير. 
3 )  شارتُ في عسفيا ودالية الكرمل ضمن فعاليَّات  منتدى الكلمة .. 
      وشاركتُ ضمن فعاليّاَت  منتدى الكلمة في سحنين ، وفي مهرجانات عديدة أخرى،مثل :مهرجانات كان  ينظمها ويقيمها السيد محمد حسن كنعان ، وفعاليات خاصة بالإتحاد العام للكتاب الفلسطينيي..وغيرها الكثير.. وخارج البلاد شاركت عدة مرات في الأردن في مهرجانات وأمسيات عديدة ..وتمَّت  دعوتي  في مصر ولم   يتسنّى  لي  الذهاب  والإشتراك ، وهنالك  الكثير من  الدعوات  للمشاركة  في  أمسياتٍ   محليَّة  ولكنني  أعتذرت عن المشاركة فيها  لأسباب وظروف قاهرة.. وزمن هنا أعتذرُ لجمهوري  الذي يحبُّ الإستماع  إلى أشعاري .. وأعدهم انني  سأشارك في ندوات وأمسيات قادمة إن  نشاء الله ..

سؤال 7 ) ما رأيُكِ في  مستوى النقد المحلي ومقارنة مع مستوى  النقد  خارج البلاد ؟؟
 - جواب 7 -  النقدُ المحلي معظمهُ  هو نقد غير موضوعي وغير بناء  ولا يهدف  إلى  تقدُّم وتطوُّر الشاعر  والأديب في مسيرته .. إلا أننا  بالطبع لا يمكننا التغاضي عن قلَّة قليلة  من النقاد الشرفاء  المبدعين  الموضوعيِّين ، مثل :الأديب والناقد  الأستاذ  محمد علي سعيد والدكتورمنير توما  والشاعر  والناقد  والإعلامي  حاتم  جوعية ،  وهؤلاء  نقدهم  عميق  ونزيه   وبناء وموضوعي  ويضاهي مستواه مستوى النقد في العالم العربي ..وأما النقد في الدول العربيَّة  فمستواه عالي جدا ..

سؤال 8 ) رأيك  بصراحة  في ظاهرة الفوضى والتسيُّب  الموجوة على الساحة الأدبيَّة  وتكريم كلّ من هبَّ ودبّ وأشخاص  بعيدين مسافة مليون سنة ضوئيَّة  عن الأدب والثقافة   والإبداع   من  قبل  بعض المؤسَّسات  والجمعيَّات، وفي نفس الوقت هذه الجمعيّات  والمنتديات التسكيفيَّة تعتم على الشعراء والكتاب الكبار والعمالقة  الوطنيين الشرفاء الملتزمين ؟؟ ؟؟
 - جواب 8 -   لا شكَّ  أنَّ هذه الظاهرة   موجودة منذ فترة   ليست طويلة .. ومن المؤلم  حقا   أن يكرَّمَ من لا يستحقّ ، ولا يمكننا  أن ننفي بأنَ هنالك العديد  من الشعراء  والأدباء الذين تمَّ  تكريمهم  باستحقاق .. ومن المؤسف جدا  اننا شعب  يكرمُ  بعض من يستحقون التكريم  هنا بعد رحيلهم ومماتهم  وليس في حياتهم  .. ويا حبَّذا  أن يكرم من يستحقُّ  في حياته ، وربَّما هذا  الأمر يحفزُهُ  على العطاء  وعلى الإبداع بشكل أكبر   وأشمل .

سؤال 9 ) رأيُكِ  في الصَّحافةِ  المحليَّةِ  على أنواعِها  ونزاهتها  في تغطية  الأخبار  وفي تعاملها مع الشعراءِ  والكتاب والفنانين والمبدعين المحليين ؟؟
 جواب 9 - لا نستطيعُ  أن نجزمَ أنَّ الصحافة المحليَّة جميعها عادلة  وتتفتح المجال وننشرحقًّا لكلِّ من يستحقُّ،فهنالك بالتاكيد أمور خاصَّة ومحسوبيَّات  ومصالح تؤثِّرُ في عمليّة النشر .

سؤال 10 )  حظُّكِ من الصَّحافةِ والإعلام  وتغطية أخباركِ ونشاطاتكِ  الأدبيَّة والثقافيَّة .. ومن من الصحفيين والإعلاميين المميزين الذين أجروا معك اللقاءات الصحفيَّة المطوَّلة ؟؟
- جواب 10 -   لقد تمَّت دعوتي للمشاركة في العديد من اللقاءات عبر محطات تلفزيونيَّة  وفي الإذاعات المحليَّة  بين  كلِّ فترة وفترة  ، مثل : تلفزيون  مساواة  وتلفزيون  نابلس   وغيرها  ....وأما الصحافة الورقيَّة  فقد أجرى معي الأستاذ فهيم أبو ركن لقاء ودائما يغطي نشاطاتي الأدبيَّة والثقافيَّة ،  وهنالك الكثير من المواقع   المحليَّة  والعالميَّة  تنشر كتاباتي  وقصائدي بشكل مستمر..وبالإضافة لهذا اللقاء الهام  الذي تجريه معي  يا أستاذ حاتم .

سؤال 11 )  النقاد الذين كتبواعن إصادراتكَ الأدبية والشعريَّة ؟؟ 
- جواب 11 -     لقد كتبَ عن إصداراتي الناقدُ والاديبُ الاستاذ محمد علي سعيد   والشاعر والناقد  الأردني ( محمد خالد النبالي )  والشاعر  والاديب  الدكتور علي الصِّح ... وغيرهم  .

سؤال 12 )  رأيُكِ في مستوى الأدب المحلي ( الشعر والنثر ) .. إلى أين وصل أدبنا ..ومقارنة مع  مستوى الأدب خارج البلاد ؟؟
-  جواب 12- بالتأكيد عندنا مستوى راقي وعالي،ولكن ليس جميع الشعراء والكتاب،وهنالك كتاب وشعراء مستواهم الإبداعي يُضاهي مستوى الشعراء والأدباء الكبار وفي الدول العربيَّة .

سؤال 13 )   حدِّثينا  بتوسُّع  عن زيارتك  لمخيَّمات  الزعترة للاجئين في الشتات .؟؟
- جواب 12 -  بما انني حملتُ همومَ كلِّ  طفلٍ وكنتُ  دائما على اطلاع  على اخبار الاطفال الذين  يعيشون  أجواء الحزن  والمعاناة والفقر والجوع ..وأنه أقل ما يمكن تقديمه هو زيارتهم والإطمئنان عليهم عن كثب ، وفعلا  زرتهم  لأكثر من مرَّة ،  وهذه الزيارات غيَّرت بي الكثير ، فماعدتُ احملَ عبءَ أيّ شيىء  بسيط ، وذلك لانني  شاهدتُ بأمِّ عيني  الأصعبَ والاقسى  والاكثر إيلاما.. فهنالك الأطفال الحجائعون الحفاة العراة اليتامى والمرضى  الذين  لا يملكون سوى خيمة، وكل همهم هوة  بأن لا ينزل المطر من ثقوب الخيمةِ التي ينامون تحتها.. فأينَ نحنُ من هؤلاء ..أدعو لهم  كلَّ يوم وأتمنَّى  حقا بأن يعمَّ السلامُ  ليعودَ كلُّ طفلٍ إلى بيتهِ وإلى بلدهِ ولحياتهِ الطبيعيَّة .

سؤال 14 ) أسئلة شخصيَّة : 
سؤال ) كلُّ شاعر وفنان  بالتأكيد هو  رومانسي . هل أنت  رومانسيَّة  ؟؟
- جواب -   طبعا  أنا رومانسيَّة 

سؤال )  الأماكن التي تُحبِّين أن تكوني موجودة  فيها دائما ؟؟
-  جواب -   كلِّ مكان  هو عبارة  عن منصَّةٍ للعطاء أكون سعيدةً  بوجودي  فيه  حيث أسعدُ  بوجودي أمام جمهوري  ألقي الشعر، وأسعدُ  بوجودي في المدرسة أعطي وأعلمُ  طلابي القيمَ والمبادىء قبل العلوم والمواد الموضوعة في المناهج التدريسيَّة..وأسعدُ بوجودي في البيت بين أبنائي وأمنحهم الحنان  فأشعرُ أنني وُلِدتُ من جديد من أجل العطاء وقد اختارني اللهُ لأحققَ السعادة للآخرين وهذا من  فضلهِ تعالى. فالحمد لله أولا واخيرا على محبَّةِ الآخرين  لي  وعلى سعادتي في كلِّ الأماكن التي اقدِّمُ  وأمنح  بها  كلَّ  شيىء إيجابي وحسن وفيه منفعة  وخير للمجتمع .

سؤال )  هل تعتبرين  أنَّ  مسألةَ الجمال  الخارجي  قد  تؤثِّرُ على  مسيرة الشاعر والأديب ؟؟ 
 - جواب -   قبل كلَّ سيىء أنا مؤمنة  أن الجمال هو جمال الروح  ينبع من داخل القلب . الجمال هو جمال العقل والفكر الذي  يمكّنُ حتى الضرير  بأن يراهُ ..أي يشعر به .  جمالُ الروح هو ما جعلني أدخل  قلوب الألوف  الذين باتوا كعائلةٍ  لي أكنُّ لهم كلَّ المودَّة والتقدير، وأحمدُ الله على  ما منحني من جمال الروح .   
     لا شكَّ أنَّ لجمال المظهر  تأثيرا أيضا ، ولكن  ليس كما يتوقّعُ البعض . في الواقع لقد عانيتُ  في بدايةِ شهرتي  من ظلم البعض الذين  اعتبروا انَّ سببَ شهرتي يعود لمظهري وجمالي الخارجي،ولكنني كنتُ مؤمنة ومتاكّدة  أنه  سيأتي اليوم الذي سيزولُ  فيه هذا التفكير وذلك في أقرب فرصة  يسمع فيها هؤلاء أشعاري وإبداعي،ومن ناحية أخرى فأنا لا أكترث لكلِّ ما أستمعُ إليهِ  ولا تهمُّني ردودُ الفعل  التي لم ولن  أقتنعُ بها ، ويوم بعد يوم  زالَ هذا التفكير  وعرف الجميعُ  انَّ جمالَ روحي  يفوقُ أيَّ جمال . والحمدُ للهِ  على ما منحني ونسألُ الله  دوما  أن يجعلَ ألسنتنا عامرة بذكرهِ  وقلوبنا بخشيته.. فمن هنا منبع الجمال الحقيقي .

سؤال 15 )  طموحاتُكِ ومشاريعُكِ للمستقبلِ ؟
- جواب  -       أنا مؤمنة انَّ الفكرة هي بداية تحقيق الحلم ،  وأشعرُ انني متجددة الأفكار دوما ،في كلِّ يوم أحلمُ بتحقيق فكرة معيّنة ،  ولانني أومنُ ( تفاءلوا بالخير تجدوهُ )  فأنا أحقق أفضلَ من هذه الفكرة ، وذلك  لا أريد أن أحجزَ  أحلامي أو مشاريعي بقكرة معيَّنة . ولكنني  أنتظرُ بأن يتحقق الكثير الكثير ..ليسَ من أجلي  وإنما من أجل الآخرين ..من أجل الأطفال، من أجل جيل المستقبل ، من أجل الناس أجمعين. سعادتي تكمنُ في العطاء بلا حدود وكلما أعطيتُ أكثرَ أشعرُ أنني  أحقق  طموحات وانجازات أكبر وأعظم ... ومفهومي الإيجابي إنني لا أحجزُ  توقعاتي  فأنا بالتاكيد سأحققُ ما يضاهي هذه التوقعات إن شاء الله .

سؤال 16 ) كلمةٌ  أخيرة تحبين أن تقوليها في نهاية هذا اللقاء ؟؟
- جواب 16 -    أتمنى من كلِّ صاحب رسالة أن يقدِّمَها على أحسن وجهٍ .. وأتمنّى  قبل أن يتحقق السلام الشامل  والعادل والعام بين الدول  بأن يتحققَ السلامُ الخاص في داخلنا  وفي قلوبنا . وأتمنّى  أن نحبَّ بعضنا بعضا  وأن ننصَحَ بعضنا البعض ، وأن نجرّب َ طعمَ  السعادة  الذي يأتي من العطاء .. من البناء، من التضحية ..لا من الأخذ  لأنَّ الأخذ   يؤدِّي بنا إلى سعادة آنيَّة  ،وأما العطاء بكامل أنواعهِ  فيؤدِّي بنا  إلى السعادة  الروحيَّة  التي لا تتركنا أبدا ..أتمنّى أن لا نحيا همَّنا وإنما أن يكون همُّنا جماعيًّا .. أو بما معناه  أن يحملَ همومَنا بعضُنا بعضا..وأن نحيا من أجل فكرة واحدة جميعنا   وعندما نتعاونُ ونكونُ  حقا مع بعضنا البعض  كما  ينبغي  حينها سنحقق الكثير ..
     وأخيرا وليس آخرا  أشكركَ على هذا اللقاء  ولقد شرَّفتَ  وأنرت  مدينة عرابة البطوف  وروابيها  الشاعر والناقد والإعلامي القدير حاتم جوعيه .

لقاء مع الشَّاعر والاديب الكبير الأستاذ صالح أحمد كناعنه

( أجرى اللقاء : حاتم جوعيه  - المغار- الجليل  )

مقدمة وتعريف ( البطاقة الشخصيَّة )  :   الشاعرُ  والأديبُ الكبيرُ  الأستاذ صالح  أحمد كناعنه  من سكان مدينة عرابة البطوف - الجليل ،  عمره 57 سنة ، من مواليد ( 20 / 12 / 1960 ) ، متزوِّج  ولهُ  أربعة أولاد ،  أنهى دراستهُ الثانويَّة  في مدرسة  تيراسنطة  بعكا، بعدها  تابعَ  دراسته  في كلية إعداد المعلمين - حيفا  وتخرج عام 1982  بشهادة معلم  مؤهّل  في التربية الخاصَّة .. وتابع دراستها العليا  بعد  ذلك في جامعة  تل ابيب  وحصل منها على شهادة البكالوبريوس ( b.a ) في موضوع اللغة العربية..وتابع دراسته للماجستير( m.a )  ولكنه توقفَ عن إكمال دراسته  لظروف خاصَّة .   عمل  وما زال  يعمل في مجال التدريس...وعمل محرّرًا أدبيا  في أكثر من جريدة محليَّة .. وهو  شاعر وأديب  كبير ومشهور، أصدر العديد من الكتب والادبية والدواوين الشعريّة   ونشر إنتاجه في الكتابي في العديد  من وسائل الإعلام  المحلية وخارج البلاد ، وكتب عن إصداراتهِ  خيرةُ  الأدباء والنقاد  محليا  وعربيا .. وقد أجريتُ معه هذا اللقاء الصحفي الشّائق في بيته العامر بمدينة عرابة البطوف .

سؤال 1 )  مسيرتُكَ  الأدبيَّة  من  البداية حتى الآن  وأهم  المحطات في هذه المسيرة ؟؟ 
- جواب  1 -   بدأت بكتابة  الشعر في سن مبكرٍ جدا حتى من أيام الإبتدائيَّة  وبدأُتُ أنشرُ في المرحلة الثانويَّة ، وكنتُ  أنشرُ في  بعض الصحف  واليوم هذه الصحف محتجبة.. واصدرتُ أول ديوان شعر سنة 1985 ..وحتى الآن أنا  أصدرتُ ما  بين شعر ومسرح  ودراسات أدبية 12 كتابا ، وكان آخرها ديوان ( ما جئت إلا لكي أغني ). وعملتُ محرّرِا للأدب  في أكثر من مجلة وجريدة ، وخاصة  في  صحيفة ( صوت  والحق  والحريَّة )  حيث  استمرَّ عملي فيها أكثر من عشرين عاما .

 سؤال 2 ) هل كانت هنالك عراقيل وصعوبات في بداية مشوارك الأدبي ؟
-  جواب 2 -     طبعا  لكلِّ  مسيرةٍ  هنالك صعوبات  وعراقيل، والصعوبة الأكبر كانت هي  قضية النشر لانعدام  المؤسَّساتِ  ودور النشر التي  تتبنّى الأدباء والكتاب وتأخذ على عاتقها  نشر المواد والإبداعات ، بل  كان النشر وما زال محليًّا على نفقة الكاتب، بل وبعض دور النشر عندنا تستغلُّ الكاتبَ    ماديًّا ومعنويًّا . ومن ناحيةٍ أخرى  كنت  موفقا في عملي  كصحفي ومحرر  أدبي  مما أتاحَ  لي سعة  الإطلاع  ومتابعة الحركة  الأدبيَّة  بشكل عام  مما أثرى  مسيرتي الأدبية بشكل كبير وجعلني أنوِّع  في  نتاجي  ما  بين الشعر والقصَّة  والنقد والدراسة . 

سؤال 3 )  المواضيع والقضايا التي تعالجها في كتاباتك ؟؟
-  جواب 3 -     أنا  كأنسان أومِنُ أنَّ الأديبَ الذي  سيسلخُ  نفسه عن واقعهِ  وينأى عن قضايا مجتمعهِ هو يعيشُ غريبا حتى عن نفسهِ،وعيتُ هذه الفكرةَ منذ صغري.. وكانت بداية وعيي لهذه القضيَّة  في يوم الأرض عام 1976  حيث كتبتُ أول قصائدي الطويلة وكان عمري15 سنة، وهنالك بدأتُ أشعرُ انَّ  الواقعَ والمصيرَ هما الرافدُ الأكبر لوعي الكاتب ..وبتقدُّم السنّ  وازدياد الثقافة الأدبيَّة  والوعي الأدبي  بدأتُ أهربُ من المباشرة ، ولكن بقي الواقعُ والمجتمعُ هما رافديّ الفكري والأدبي الأول والأعظم..فمهما تغيَّرَ الأسلوبُ  وتطوّرت   اللغةُ   وتنوَّعت  الثقافاتُ   والمشاربُ   يبقى   انتمائي  الفكري والإجتماعي  هو  لوني وهو إشراقة  فكري الأول، وتظلُّ قضيةُ شعبي هي ههمِّي الأول  والأعظم .

سؤال 4 )  كم كتاب أصدرت حتى شعرا ونثرا ؟؟
-  جواب 4 -  أصدرتُ  حتى الآن 12 كتابا  ( شعرا ونثرا ) وهي :
1 -  أحلى نداء – شعر – صدر سنة 1985   .
2 -  الصرخة  -  مسرحية  - سنة  1987 
3 - سبع عجاف  - شعر  1991   
4 -  رموز فجر المرحلة -  شعر - 1998  
5 -  مدارات الروح – شعر – 2001 
6 - الخماسين -  شعر  2003 
7 - مدن المواجع  :خواطر شعريَّة -  2010  
8 - العمق الفكري والفلسفي  في أدب معين حاطوم .. دراسة ،  طبعة أولى 2011 .. طبعة ثانية  2014  
9 - مرثاة  لتضاريس السلالة ، شعر ،  2014
10 - الفلسفة الحسيَّة في  شمفو سرديات  معين حاطوم (دراسة  نقديَّة فلسفيَّة ) ، 2015  
11 -  اليوم قمح ... غدا أغنية : شعر ، 2016 
12 -  ما جئتُ إلا كي أغني -  شعر ، 2017 
   وساهمتُ في العديد  من الأيام الدراسيَّة حول الأدب العربي واللغة العربيَة.. وشاركتُ في إصدار العديد من النشرات في اللغة والأدب .

سؤال 5 )  المهرجانات والندوات الأدبية التي شاركتَ فيها : محليًّا وخارج البلاد ؟؟
 جواب5 -    ساهمتُ  وشاركتُ  في  العديد  من الأيام  الدراسيَّة  والندوات الأدبيّة  حول اللغىة  والأدب  والتربيَّة  والمجتمع  وفي الكثير من الأمسيات والندوات  والمهرجانات  الشعرية  والأدبية المحليَّة .. وشاركتُ في إصدار العديد من  النشرات  في  مواضيع  اللغة والأدب .. وشاركت أيضا  في أيام ومنتديات أدبية في الأردن .

سؤال 6 )  رأيك في  مسوى النقد المحلي ومقارنة مع مستوى  النقد خارج البلاد وفي الدول العربية ؟؟
- جواب 6 - النقد المحلي الفلسطيني ( داخل الخط الأخضر -عرب ال48 (  ما زال يعاني من مشكلتين  أساسيَّتين ، وهما :
المشكلة الاولى : التأطير بمعنى أنه أدب  يتقيَّد بإطار  حزبي أو فئوي معيَّن  ولا  يخرج  عنه ، وكلُّ الأدب  والفكر  والإبداع  الخارج  عن  هذا  الإطار والمخالف له  لا يعنيه  بل يعاديه .
 والمشكلة  الثانية هي:  إنَّ الكثير من النقد المحلي  ينبثقُ  من  منطلق  ذاتي  ولغايات  ولمصالح شخصيّة  ولا يُعنى  بالأدب  كأدب، ولذلك نجدُ هذا النقد  مجاملا في مجمله وفي أغلبيَّتهِ  ولا يُعطي أهميَّة  للقيمةِ الأدبيَّة  وإنما غايته شخص الكاتب والمصلحة والفائدة الخارجة منه  وليس الأدب كقيمة أدبيّة ..  ونجدُ  أنَّ العلاقة الشخصيَّة  والمصالح  الآنيَّة  الضيِّقة  هي المحرِّك  وليس  الأدب  كقيمة  فكريَّة ...ولكن  هنالك  قلائل  جدا  من النقاد  المحليين  الذين ينتهجون أسلوبَ  النقد  الموضوعي العلمي  والنزيه  والنظيف ، ولكنهم  لا يستطيعون الإحاطة  بكل المنتوج الأدبي  ولا يستطيعون أن يغيِّروا الواقع السلبي الموجود الذي ملأ الساحة  بأدبٍ  لا يرقى  إلى المستوى المطلوب .

سؤال 7 ) رأيُكَ في ظاهرة التسيُّب والفوضى الموجودة على الساحة الأدبيَّة  المحليَّة وتكريم  كلّ  من هبَّ  ودبّ  وأشخاص  بعيدين  مسافة  مليون  سنة ضوئيّة عن الأدب والثقافة  من قبل بعض المؤسسات والجمعيَّات  التسكيفيَّة ، وفي نفس الوقت  هذه  الجمعيَّات  والمنتديات  تعتّمُ على الشعراء والكتاب الكبار العمالقة  الوطنيِّين الشرفاء الملتزمين ؟؟ 
- حواب 7 - طبعا بغياب النقد المُوَجَّه والمسؤول والموضوعي  فتح الساحة على مصاريعها  لكلِّ  من هَبَّ ودَبَّ  فأصبحت ترى كتابات أشبه  ما  تكون بترجمات أجنبيَّة  سيِّئة  لا  تمتّ  بصلة  لا إلى أصول اللغة  ولا إلى أصول الادب  ولا تلتزم  أيَّة قواعد لغويَّة  أو أدبيَّة .. ولا تعالجُ  مواضيع  واضحة  وتنتشر بسرعة الهشيم ..طبعا بمساعدة وسائل الإعلام   والإتصال  الرقمي المتاحة للجميع  بلا  رقابة، والتكريمات العشوائيّة  تغذي هذه الظاهرة  لأنَّ القائمين عليها بغالبيَّتهم  هواة  ولا  يختلفون  من هذا الزخم الموجود . وهذا لا ينفي أن هنالك قلة قليلة في وسائل الإتصال تحترمُ الأدبُ وتقدم أدبا راقيا  نسبيًّا .

سؤال 8 ) طموحاتكَ ومشاريعُكَ للمستقبل - الادبية وغيرها  ؟؟
-  جواب 8 -    كأي أديب  طموحاتي  أن يصلَ أدبي إلى أوسع شريحة في مجتمعنا وعالمنا العربي.. وأن تفتح الطريق أمام  أدبنا الفلسطيني  وخاصة في الداخل  للوصول إلى العالم العربي  بأسرهِ ، وأن  يُترجمَ الراقي منهُ إلى لغات العالم  ليتعرَّفَ  العالمُ على  أدبنا، ليقرأ العالمُ  أدبنا الإنساني  ولتتغيَّرَ فكرةُ العالم عنا  إلى الأحسن والأفضل كمجتمع  وكثقافة   إنسانيَّة .

سؤال 9 ) كلمةٌ أخيرة تحبُّ ان تقولها في نهايةِ اللقاء ؟؟
  جواب 9 - أتمنى أن ينظرَ إلى أدبناعلى انه أدب إنساني يُمثّلُ كلَّ المجتمع  والإبتعاد عن النظرة الفئويَّة  في الأدب  ليصبحَ أدبنا مرآةً  لواقعنا  ولثقافتنا  الغنيَّة والمتشعّبة  والمتنوّعة لتتجلّى الصورة  التكامليَّة  الراقية  للأدب الذي يوحّدنا كمجتمع على الرغم من تعدّد اتجاهاتهِ التي تمثل في النهاية  التقاءَها على وحدة الواقع  والالم والمصير ... 
   وأشكركَ جزيل الشكر يا أستاذ حاتم  أنك شرَّفتني في بيتي في بلدة عرابة البطوف - الجليل  وأكرمتني  بهذا اللقاء الراقي والنافع ..