حوار مع الكاتبة والأديبة الأردنية الدكتورة سناء الشعلان

أجرى الحوار: الإعلامية سهير الدراغمة

" نقلاً عن موقع "رائدات" المغربي ومجلة رائدات" العدد 4 اللتين يرأس تحريرهما المغربي المبدع: محمد سعيد الأندلسي".

    سناء شعلان: كاتبة وأديبة أردنية من أصول فلسطينية حاصلة على شهادة البكالوريوس ودرجة الماجستير والدكتوراة في اللغة العربية في الأدب الحديث بتقدير امتياز،وتعمل حالياً دكتورة في الجامعة الأردنية وعضو في رابطة الكتاب الأردنيين لها العديد من المؤلفات والكتب والمجموعات القصصية للأطفال حاصلة على العديد من الجوائز والأوسمة والدروع والتكريمات على مستوى الوطن العربي والعالم ،شاركت في الكثير من المؤتمرات العربية والمهرجانات ولها العديد من الدراسات الأدبية،وتأليف وإخراج العديد من المسرحيات الممثلة.
 ..لمعرفة من تكون سناء الشعلان إليكم الحوار التالي :

* بماذا تفسرين شعبيتك الكبيرة بين القراء واهتمام النقاد والباحثين والإعلاميين بما تكتبين في ظل الظّروف الراهنة الأوضاع الحالية التي تمر المنطقة بها؟

   أعتقد أنّ بنية القلق والبوح والمجاهرة بفضح السقوط والإسفاف والفساد أيّاً كان هي من تلفت نظر القرّاء والمهتمين إلى قلمي،لا سيما أنّني أتكلم بضمير الإنسان المطحون المهمش،وأرفع صوتي بلسان الحرمان والغضب والرّفض.أعتقد أنّني باختصار أقول ما يضمر في كثير من الأنفس الصّامتة المتوارية.باختصار قلمي المبدع هو توصيف حقيقيّ الحال الصّامتين المنكودين.وهذا كلّه في ظلّ الاهتمام بالشّكل اللّغوي والتّوصيف البلاغي الذي لا يسمح لركاكة الكون والواقع أن تترك أثرها على سبكه. 

* ما هو الشّيء الذي لم تحققيه بعد وتحلمين بتحقيقه؟ 

    أن أصلّي في المسجد الأقصى.
*منذ متى بدأتِ تشعرين بأنك كاتبة ناجحة؟

     ليس لي الحقّ أن أقيم نفسي بناجحة أو غير ناجحة،إنّما أقيم نفسي براضية عن قلمي ومنجزي،وألحق حلمي وقضيتي،وللتّاريخ والإبداع والجمهور أن يقيمونني،وأن ينزلوني المنزل الذي يتخيرون لي.

* هل الكتابة والإبداع أثرت على حياتك الخاصة أو أخذت من وقتها؟

  أيّ منجز أو حبّ أو انشغال يرصد الإنسان نفسه له يؤثر عليه وفيه،ويترك أثره في تفاصيله جميعها لا سيما إن كان منجزاً إبداعيّاً وفكريّاً.

* هل قمتِ بزيارة المغرب العربي ؟

    نعم،كانت لي أكثر من زيارة أكاديميّة وأدبيّة،أتاحت لي التعرّف على المشهد الإبداعي والفكري والإنسانيّ هناك،وأضافت الكثير إلى تجربتي.

* بمن تأثّرت الكاتبة سناء شعلان؟ أو بالأحرى من هو عراب سناء شعلان؟

   تأثّرت بكلّ من مرّوا في حياتي الحقيقيّة أو الافتراضيّة عبر المقروء والموروث والمؤرخ له أو به،وجميعهم تعلمت منهم بشكل أو بآخر،حتى الأوغاد تعلّمت منهم أن لا أكون مثلهم كي لا أشعر بالقرف من نفسي.

* ما هو جديد سناء شعلان ؟
   رواية جديدة ستصدر في القريب تشخص الأحوال الأكاديميّة المترديّة في الوطن العربيّ،وعلاقة ذلك بالمشهد الخرائبي المنهار في كلّ مكان.

* وما هو مستقبلها؟ 

   المستقبل في يدي الله ومشيئته وإرادته،ولكنّني أبذل جهدي لأقتنص من الحياة أفضل ما فيها،وأترك منّي فيها أفضل ما أملك.
   
* ما هو الإرث الذي تحرص أن تتركه سناء الشعلان بعد موتها؟ولمن توصي به؟ 

   أعمال إبداعيّة خالدة وعلم يستفاد به وعمل صالح يشفع لي عند الله وفي تاريخ البشرية.وهذا الإرث الذي أتركه أتمنى أن اتركه للبشريّة جمعاء.

* أيّ نوع من القرابة تؤمنين به؟ 

    أنا كافرة بما يسمّى قرابة الدّم؛فهي مهزلة كبرى،وأكذوبة تاريخيّة آن له أن تدفن حيّة.أنا أؤمن بأنّ المحبّة أقوى الأسباب،والمودة أقوى الأنساب.أقربائي الحقيقيون في الحياة هم الطيبون والعاملون والخيرون أيّاً كانت سحنهم أو ألوانهم أو أجناسهم أو جنسياتهم.

* عندما تكتبين عن الحبّ والعشق.هل تفكرين برجل ما؟ 

  لا،أبداً،لا أفكر حينها إلاّ بالحبّ بفكره العظيم،وهو على كلّ حال أكبر من أيّ رجل أو امرأة على وجه التعين.

* هل سناء الشعلان عاشقة في الحقيقة؟ 
  نعم،عاشقة بامتياز،ولكن ليس عشقاً صغيراً قزماً مختزلاً في رجل ما،بل هو عشق عملاق يتضمّن كلّ خير وجمال وفرح وسعادة وإنجاز وإبداع،أنا عاشقة للحياة ومن يستحقون الحياة فيها.

* من هم الذين يستحقون الحياة برأيكِ؟ 

  الذين يدركون فلسفة خلقهم ووجودهم في الحياة،وهي الخير والإعمار والبناء،وينصاعون لهذا الإدراك،ويعملون لتحقيقه.

*  ما هو البلد الذي تتمني أن تزوريه و لم تقومي بذلك؟

     لا أتمنى فقط زيارة وطني فلسطين الذي لم أزره حتى الآن منذ أن طرد أجدادي وأقاربي وأهلي منه.بل أتمنى أن أعود إليه.

*متى تأتي لحظة الإلهام للكاتبة سناء شعلان ؟

   الإلهام عندي هو لحظة تنوير وقرار وموقف يجب تسجيله أو على الأقل رصده،ولذلك الإلهام عندي هو قراري بالكتابة،وليس إرهاصات وغنوصيات وحتميات وقهريات تداهمني،وتملي عليّ ما تريد.الإلهام الحقيقيّ له هو قراري ورؤيتي،لا مجرد إرادات خارجيّة تتناوب عليّ،وتملي عليّ إرادتها،كأنّها نوبة حمى مداهمة كما يزعم الكثير من الكاذبين على القلم والإبداع.

 *وما هي المؤثرات في حياة سناء شعلان ؟

    تفاصيل حياتي جميعها مؤثّرة في حياتي وأدبي وفكري ونفسيتي؛فأنا إنسان شفافة جدّاً،ولا أزعم أبداً أنّني قالب جليد لا يخدشه دفء أو ألم أو احتكاك.ولكن أعتقد أنّ قضيتي الفلسطينيّة هي أكثر ما أثر في فكري وشخصيتي ونفسيتي،وساقها إلى أقدارها الفكريّة والنفسيّة والإبداعيّة.

*هل ينبغي أن يكون للمبدع قضية ما ؟
    بكلّ تأكيد؛فمبدع دون قضيّة هو مهرج من النوع الرديء؛القضية هي من تشكل الذات والفكر والآمال،وتصنع الإنسان الحقيقيّ.

*هل تؤمنين بالمقولة التي تزعم أنّ الألم والمعاناة تخلق المبدع العظيم ؟

 لا،أنا ضدّ هذه المقولة المرضيّة التي تبرّر تعذيب المبدع،وتسند للمجرم دوره المحرّض في خلق المبدع والإبداع.الحقيقة إنّ المعاناة والألم هي من تحرق روح المبدع،وتحرمنا من الكثير من الإبداع المفترض الذي كان يمكن أن يجود على البشرية به لو كان في ظروف أكثر رحمة ورأفة به.

* من هو الرجل بالنسبة للكاتبة سناء شعلان؟
     
     الرّجل في رأيي هو إنسان يقوم بواجبه دون تقصير أو خوف أو إفساد أو ظلم،وفي ضوء هذا التّعريف تصبح الرّجولة موقفاً جماليّاً لا علاقة له بالجندر،إنّما هو توصيف للفعل والمواقف،وهكذا تكون الكثير من النّساء أكثر رجولات بمواقفهنّ الشّجاعة الثّابتة المشرّفة.

*  ومن هو الرّجل المعشوق في حياة سناء الشعلان؟
   
   رجل لم أقابله بعد في الحياة،وإنّما خلقت على الورق.   

*  من الدّاعم الحقيقي لك في مسيرتك الأدبية؟

  اللّه هو الدّاعم الأزليّ لكلّ البشر،وهو من ييسر لي من يحبنا في الأرض ويرعانا.

   * هل هناك ظروف مرت معك في حياتك مؤثرة؟

    تفاصيل حياتي جميعها مؤثرة؛لأنّني لا أسمح أساساً بأن أعيش في تفاصيل تافهة أو أحداث تافهة أو أفعال تافهة.

   * إذا كان لسناء الشعلان أن تفخر بشيء من طباعها،فبماذا تفخر؟

   أفخر بنبلي،وإصراري على قول لا لكلّ وغد ومستبد وظالم وقبيح.

   *وماذا عن المستوى الإبداعي؟ ما أكثر ما تفخر سناء الشعلان به في مسيرتها الإبداعيّة والأكاديميّة؟

   أفخر فخراً عريضاً بأن قلمي لم يتلوث يوماً بكذباً ونفاقاً ومداهنة،وكان دائماً خارج سوق التسليع والتسعير،إنّه أكبر من كلّ ذلك.

 * ما هي نقطة ضعف سناء الشعلان وما هي نقاط القوة فيها؟ 

    قلبي ومبادئي وإنسانيتي هي نقاط ضعفي وقوتي في آن.
* على ماذا تركز سناء شعلان في رواياتها ؟

  أنا معنية بالإنسان وحيواته.وهذا يستغرقني تماماً؛فالإنسان لغز عملاق محيّر،والكتابة عنه هو استغوار في مجاهل عوالمه.

حوار مع الفنانة هزار بسام

حاورها  حسين محمد العراقي 

كنت قادما من المتنبي متوجهاً للمنصور وصلت ساحة دمشق وترجلت من المركبة بسبب الزحمة الخانقة وكنت أروم الذهاب الى معهد الفنون الجميلة الكائن قرب محكمة الكرخ القديمة وعندي موعد مسبق مع مديرها الأستاذ الفاضل قاسم محمد وشاهدت مبنى مدرسة الموسيقى والباليه الكائنة على الشارع العام مقابل متنزه  الزوراء وقرب جسر عبور المشاة وخطر ببالي أن أدخل  المدرسة أعلاه لكي أسلط الضوء على ما يقومون به من أعمال وحين دخولي المدرسة شاهدت الفنانة هزار وكانت كريمة بقبولها دعوتي لها للحوار على صفحات موقع الغربة
الفنانة هزار بمن تأثرت والى من كنت تميلين من الفنانات والعازفين؟
  فأجابتني بضحكتها المرسومة على شفتيها وبعذوبة صوتها  المخملي المندلق من شفتين تجيدان اللفظ الصحيح لمخارج الحروف قائلة  كنت مغرمة بالفنانة الراحلة زهور حسين لكافة أغانيها وبالخصوص أغنية (تفرحون أفرح ألكم ) وهي من الفلكلور القديم وأدواها الكثير من المطربين ومنهم حميد منصور وكانت تحمل واحة غناء جميلة ولا تُمل  كلمات وشعرمن تراث عراقي صرف وميولي لها ثابت و حين أدتها زهور حسين كان مستواها الفني في غاية الجودة . أما من ناحية العزف على الموسيقى تأثرت بأساتذتي ومنهم رافد عبد اللطيف وداخل أحمد .

*هل ظهرت أعلامياً ؟
نعم لعدت مرات ومنها حين ألتقتني قناة  الحرة ببرنامج رمضانيات واديت أغنية الفنانة الراحلة أعلاه هذه الأغنية التي تغزلت بها لأنها  راقية  ولستُ أغالي أن قلت أحببتها حب الجنون وأهيم لها وتفوقت بها وكانت أطلالتي تحمل طابع ذوق للمشاهد وقطفت ثمرة نجاحي  والدليل ظهرت على الحرة وكنتُ الأوفر حظاً لأنها اعيدت ثلاث مرات وآخرها بتاريخ الثالث عشرمن أيلول 2010 و نالت أعجاباً واسع النظير من قبل المشاهدين عبر أثيرقناة الحرة ببرنامج رمضانيات وهذا البرنامج أعطى لي دعماً مباشراً وقوياً،. 

*لماذا تكثر الخلافات والغيرة بين صفوف الفنانات ؟
لا يوجد قياس أما من ناحيتي افرح عندما اشاهد فنانة مبتدئة وتأدي دور فني لائق يرتقي للمستوى المطلوب ومقبول من قبل المشاهد أضف الى ذلك اذا ظهرت الفنانة بصفات المهنية الحقيقية للفن فاني ابارك لها دورها الفني واشجعها  والفنانة التي تصبوا للنجاح عليها الأبتعاد كل البُعد عن الغرور حين ظهورها أعلامياً وعندما تتعامل مع زميلاتها الفنانات  لكي تصل الى ما تصبوا أليه واخيرا كل فنانة تاخذ استحقاقها الفني ،علما جاءت الفنانة هزار باداء مميز وصادق يمس القلوب خاصة في مشاهدتها على العزف بالجوزة  وقد ألقى عليها بظلال الأمل لأن مسارها للفن ثابت ذي صبغة جميلة تحمل حب الشغف لرؤيتها وستظل القلوب عاشقة والعيون محبة لهذه الفنانة الوليدة للطرب وكانت تمتلك الروح الوثابة . 
*حدثيني من انت؟
انا هزار بسام البياتي من مواليد 1989 الاقامة بغداد وحاصلة على الدبلوم العالي من معهد الدراسات الموسيقية وطالبة بكلوريوس في أكاديمية الفنون الجميلة  واعمل مدرسة في مدرسة الموسيقى والبالية ودخلت فرقة عشتارمن عام  2005 وعملت عازفة جوزة وشاركت بعدة مهرجانات دولية ومنها بلغاريا عندما أرسلت إيفاداً  وشاركت بفرقة عشتار التي خرجت على الأعلام البلغاري عام 2007  وآخر ظهور لي في مهرجان زرياب الدولي الذي أقيم في العراق و ظهر لاول مرة واديت أغنية (هليا) للدكتورالفنان فاضل عواد التي قدمها في السبعينات وهي من مقام الرست وتناقلتها عدة فضائيات ومنها قناة الفيحاء . واردفت  يعود الفضل الى والدي البروفسور في جامعة بغداد قسم التربية الرياضية الأستاذ بسام عباس البياتي وكذلك الفضل الأوحد لوالدتي التي شجعتني نحو الفن منذ صغر سني علمتني ووجهتني وارشدتني عندما كنت في العاشرة من عمري  والآن فأكن لها كل الأحترام المحبة والتقدير وأني مدانه لها  طالما عشت الحياة وكم ما أبقى من عمري الزمن  وتروي الفنانة هزار خصوصاً أن أمي سهرت عليّ ومازالت حتى الآن تحمل همومي ومشاكلي وأدت واجب الأمومة معي وكذلك أختي هلا  التي تعزف على القانون باتت من يشجعني على مهنة الفن علماً أن اسرتي بالكامل تزاول مهنة الفن.

*كلمة أخيرة تقوليها ؟
أني شاكرة أليك بهذا الحوار الجميل وأوجه كلماتي من خلالك أستاذ حسين  أريد الدعم المتواصل من قبل المؤسسات المعنية بالفنان العراقي الذي يحمل صفة موسيقي؟؟ وللفن بصورة عامة ولايمكن تهميشه لأنه الآن الفن مغيب علماً الموسيقى والفن العراقي تعلمت منه أجيال وحتى دول عربية فلا يمكن أن تتغاضى عنه الأنظار  وأكرر ثانية أن الفن الموسيقي والأغنية العراقية بحاجة الى وقفه وحفاظ على تأريخ تراثها الحضاري 
العراق ...بغداد 

عضو نقابة الصحافيين العراقيين

لقاء مع العلاّمة علي القاسمي "أبو المعاجم العربيّة الحديثة"

أجرى اللقاء في المغرب/فاس:الأديبة د.سناء الشعلان

 الدكتور علي القاسمي الأكاديمي والمبدع معروف،ولكن ماذا تقول عن علي القاسمي الإنسان الذي لا يعرفه إلاّ من اقترب منك؟
ــ اسمحي لي أولاً أن أشكرك على تفضلك بإجراء هذا الحوار معي. وأنا سعيد به، لأنني أحد المعجبين بأدبك الرفيع، خاصة في مجال القصة القصيرة، فأنت أميرة القصة العربية، إضافة إلى كونك أستاذة جامعية متميزة. أما الجواب على سؤالك، فهو أنّ علي القاسمي طالب علم. يبحث عن المعرفة في بطون الكتب، وصدور الرجال، وبحار الشابكة (الإنترنت).

 * الخبرة الطويلة والإبداع الموصول والمكانة العلمية والاجتماعية والأكاديمية الرفيعة التي وصل إليها علي القاسمي ماذا علّمته؟ وماذا أخذت منه؟
ــ ممارستي القراءة والكتابة والبحث العلمي، علّمتني وأمتعتني وأعطتني الشيء الكثير ولم تأخذ مني شيئاً. فالعمل، بوجه عام، يزيد الحياة متعة وجمالاً، لأن الإنسان يصبح أكثر إحساساً بجماليات الأشياء، وروعة الناس، ومباهج العالم الذي يعيش فيه.

 *ماهي المحطة الأهمّ في تجربتك الأكاديمية والإبداعية؟ ولماذا؟
ــ أعدّ أيام الدراسة الجامعية أجمل محطات الحياة، لأني كنتُ أقطف ثمار المعرفة دانية. تعلمين أنني ارتدت عدداً من الجامعات العربية والأوربية والأمريكية، وكنتُ مولعاً في قاعات الدرس، وأروقة المكتبات، وحلقات النقاش والمذاكرة. وما زال طعم تلك الأيام الحلوة على شفتيّ ومسمعيّ وحنايا الروح وشغاف القلب. والسبب في ذلك أنني كنتُ آنذاك أمارس هوايتي المفضلة التي نشأت عليها منذ صغري، وهي اكتشاف الأشياء واكتساب المعرفة بماهيتها. وما زلتُ أشعر بهذه اللذّة عندما أشارك في مؤتمرات المجامع العربية وأستمع إلى علمائها. إنها لذّة التلقّي وجمالياته.

 * ماهو الجانب الجميل الذي لا يعرفه النّاس عن علي القاسمي،ويتمنّى لو يعرفونه عنه؟
ــ لا أظن أنّ القارئ اللبيب يخفى عليه جانب من شخصية الكاتب، فهو يعرف الشيء الكثير عن أخلاقه، وطباعه، وميوله، وأفكاره، من مجرد قراءة إنتاجه الأدبي. فأسلوب الكاتب ينم عليه. " الأسلوب هو الشخص"، كما يقول النقّاد الفرنسيون.ربما لا يعرف القراء العرب أن الأغلبية الساحقة من كتّابهم وأدبائهم ليسوا محترفين، بل يمارسون الأدب هوايةً في أوقات فراغهم. فأنتِ نفسك أستاذة جامعية، وتكتبين في أوقات فراغك أو في الأوقات التي ينبغي أن تريحي نفسك فيها من عناء العمل، ولكن وهج التجربة الفنية يجتاحك ويحرقك في الأعماق، فتشكّلين من ألسنة اللهب نصاً أدبياً رقراقاً مثل مياه الجدول المنسابة، لعلك تطفئين الحرائق في الوجدان. 

 *هل الوطن عندكَ هو حقيقة جغرافية أم معطىً إنساني وتواصلي؟
ــ في كتابي " مفاهيم العقل العربي" تطرّقت إلى مفهوم الوطن. فهو لدى بعضهم الفضاء الجغرافي المحدود، ولدى بعضهم الآخر الأهل والناس، ولدى فريق ثالث الثقافة والقِيم. وعندي أنَّ الوطن كلُّ ذلك وأكثر. فهو المحبّة المتبادلة، والوفاء المتجذّر، والطفولة الهنيئة في أحضان الأم، وابتسامة الأخت، ووجوه الأهل والجيران، والماء الذي نرتشفه، والهواء الذي نستنشقه، والطعام الذي نتذوقه، والتاريخ الحضاري الذي لوّنَ وجوهنا.

  * ما الذي يمكن أن يحزنك؟ وما الذي يمكن أن يجعلك تضحك من أعماق قلبك؟
ــ في حقيقة الأمر، ما يحزنني كثير، مع الأسف، وما يضحكني قليل. فما زال جرح فلسطين نازفاً في الفؤاد. ولكوني معلِّماً، يحزنني أنَّ أنظمتنا التعليمية في الوطن العربي أنظمةٌ طبقية، حيث يرتاد أبناء رجال السلطة والمال المدارس الأجنبية، ويتعلّم أولاد الطبقة الوسطى في المدارس الأهلية مقابل أجور باهظة، ويبقى أطفال الفقراء في مدارس حكومية سيئة التجهيز أو بلا مدارس. وهذا النظام التعليمي الطبقي لا يساعد على تحقيق التنمية البشرية المنشودة، بل على العكس يؤدّي إلى اضطرابات اجتماعية وثورات شعبية، يذهب ضحيتها خيرة شبابنا.
يحزنني أن أرى بعض أطفالنا بلا مدارس، وبعض شبابنا بلا عمل، وبعض أهلنا بلا طعام ولا سكن. 
يحزنني انتفاء العدالة الاجتماعية، وغياب حقوق الإنسان في بلداننا بحيث يفقد العاطلون عن العمل والشيوخ ماء وجوههم بالاستجداء من الأهل والأصدقاء، لأن دولنا تحرمهم من حقهم في التعويض عن البطالة والشيخوخة، على الرغم من أن الحقوق الاقتصادية منصوص عليها في دساتيرنا.
 يحزنني أن أرى شوارعنا " العربية" مليئة باللافتات المكتوبة بالإنكليزية أو الفرنسية وليس بلغتنا الوطنية، وأن دولنا تتّخذ من لغة المستعمر القديم، الإنكليزية أو الفرنسية، لغة العمل في الحياة العامة والمؤسسات الاقتصادية والمالية، وأحياناً في الإدارة، ولغة للتعليم العالي. باختصار، إن الاستقلال الذي منحته الدول الاستعمارية لبلداننا العربية كان مشروطاً بالتبعية الثقافية والاقتصادية للمستعمِر.فمتى نحصل على الاستقلال الناجز؟

 *يقولون إنّ القادم هو الأجمل.فما هو الأجمل الإنساني والأكاديمي والإبداعي الذي تحلم بإنجازه؟
ــ طبعاً القادم هو الأجمل، لأنَّنا نتعلَّق بالأمل، فبدون نبض الأمل في النفس، تنتفي بهجة الحياة، ويتوقَّف نبض القلب.

* لك تجربة خاصة مع المعاجم .فكيف تقيّم هذه التجربة؟
ــ كانت دراستي في مرحلة الدكتوراه في جامعة تكساس في أوستن، في مجال اللسانيات ـ تخصُّص المعجمية ـ وقد مارست العمل المعجمي والمصطلحي عندما كنتُ خبيراً في مكتب تنسيق التعريب بالرباط. وقد اضطلعتُ بتنسيق عمل فريق اللغويين العرب الذين صنفوا " المعجم العربي الأساسي". ووضعتُ خطّة هذا المعجم ليكون أداة لتعلم اللغة العربية من قبل الناطقين باللغات الأخرى. وعلى الرغم من نواقص هذا المعجم فإنَّه من أفضل المعاجم الحديثة. بيدَ أنَّ السياسات التعليمية والإعلامية في البلدان العربية ترمي إلى تهميش اللغة العربية الفصيحة المشتركة، وترويج اللهجات العامية ولغة المستعمر القديم، الإنكليزية أو الفرنسية. ولهذا فإنها لا تعبأ مطلقاً بتشجيع تعليم العربية لغير الناطقين بها. ونتيجة لذلك فإن استخدام ذلك المعجم محدود جداً. غير أنَّ المعجم الذي أعتز به هو " معجم الاستشهادات" الوحيد من نوعه في مكتبتنا العربية. فهو يرتب الموضوعات ألفبائياً، كالحبّ، والحرِّية، والحسد، والحياة، إلخ.، وتحت كلِّ موضوع يأتي بما يستشهد به الكتّاب والمتحدثون من آيات قرآنية أو أحاديث نبوية، أو نصوصٍ من الكتاب المقدس، أو أمثال سائرة، أو حِكمٍ مرعية، أو قواعد قانونية، أو أقوال مأثورة. فهو خلاصةٌ مبوبة للفكر العربي وقِيمه ومُثله. وقام الناشر، مكتبة لبنان ناشرون، بإصدار ثلاث طبعات منه: " معجم الاستشهادات" ، و " معجم الاستشهادات الموسَّع" ، و"معجم الاستشهادات الوجيز للطلاب". وهو كتاب مرجعي ضروري للكاتب، والأستاذ، والطالب، والمحامي، والصحفي، والواعظ، وكلِّ مَن يمارس الكتابة أو الخطابة. وإضافة إلى ذلك أصدرتُ عدداً من الكتب الأكاديمية في المعجمية والمصطلحية مثل: " علم اللغة وصناعة المعجم"، "لغة الطفل العربي" ، " الترجمة وأدواتها"، السياسة الثقافية"  وغيرها (وجميعها من منشورات مكتبة لبنان ناشرون في بيروت) وضعتُ فيها خلاصة دراساتي النظرية وتجاربي العملية في الموضوع، ليستفيد منها أبناؤنا الطلبة. ولهذا فهذه الكتب تستخدم مراجع في عدد من جامعاتنا. وسعدت حقاً عندما علمتُ أنك تستخدمين بعضها في جامعتك.

 *من هو علي القاسمي؟ أهو الأكاديمي أم المبدع؟ وأين تجد نفسك بالتحديد؟
ــ يضطلع كلُّ فردٍ منا بأدوار متعددة في آن واحد على مسرح الحياة. وكما ذكرتُ سابقاً، فأنا أستاذ جامعي بالمهنة، وكاتب بالهواية. وحينما أقوم ببحث علميّ، أجدني أتقيّد بمبادئ البحث الموضوعي. وعندما أكتب نصاً أدبياً، أجد نفسي سارحاً في التخييل الذاتي. وكلاهما يمنحني لذة ومتعة.

* عاينت تجربة التّدريس الجامعي في كثير من الجامعات العربية وغير العربية.
فكيف تقّيم الواقع الأكاديمي العربي في ضوء تجربتك الواسعة في هذا المضمار؟
ــ عزيزتي، لقد فشل تعليمنا الجامعي في قيادة التنمية البشرية وتحقيقها في بلداننا، على عكس الحال في بلدان عديدة كانت في الخمسينيات والستينيات أقل نمواً من بلداننا مثل فنلندا، وكوريا، وماليزيا وغيرها، وأصبحت اليوم من أرقى الدول بفضل تعليمها الجامعي. ولقد خصصتُ هذا الموضوع بكتابٍ كاملٍ عنوانه " الجامعة والتنمية "، أشرت فيه إلى أنَّ تعليمنا الجامعي بحاجة إلى إصلاح شامل في أهدافه وهياكله وبرامجه وطرائقه ووسائله، ولا يمكن تحقيق هذا الإصلاح بدون إصلاح المنظومة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية برمتها في بلداننا. 
من مشكلات جامعاتنا أنها تدرّس العلوم النظرية والتطبيقية بلغة المستعمِر القديم، الإنكليزية أو الفرنسية، التي لا يجيدها أغلبية الطلاب الساحقة. ولهذا فإنهم لا يتمثلون المعلومات العلمية ولا تصبح جزءا من منظومتهم المفومية، ولا يستطيعون الإبداع فيها، ولا يتمكّنون من نقل معلوماتهم إلى غيرهم من المواطنين. ويبقى العلم في وطننا أجنبياً وللخاصة فقط. ولصعوبة لغة التعليم العلمي الجامعي، يميل معظم الطلاب إلى الانخراط في التخصُّصات الإنسانية، في حين أن التنمية البشرية تحتاج إلى أعداد أكبر من المتخصّصين في العلوم والتكنولوجيا.

*أيّ السياقات الفكرية والإبداعية والذّاتية التي تستحوذ عليك في تجربتك القصصية الممتدة في أكثر من مجموعة قصصية؟
ــ في كتاب الناقد الدكتور عبد المالك أشهبون " علي القاسمي: مختارات قصصية مع دراسة تحليلية" (2012) قسّم هذه السياقات إلى أربعة أقسام: الطفولة، الغربة والحنين، الوطن، الحب الخائب.
وهذا ما يتّفق معه عليه الناقد إبراهيم أولحيان في كتابه " الكتابة والفقدان: قراءة في التجربة القصصية عند علي القاسمي" (2011) الذي يعدُّ تلك السياقات المختلفة مظاهر لفقداني طفولتي ووطني وجميع من أحببتهم. فموضوعة الفقدان هي السائدة في قصصي. بعبارة أخرى، يقول النقّاد إنَّنيكاتبٌخاسر، فقدَ بطَّته في صغره، وفقدَ وطنه في كبره، وأضاع جميع ما لديه، وخسر حتى أوهن أحلامه.

* إلى أين تسير تجربة تعليم اللغة العربية لغير الناطقين فيها وفق تجربتك الشخصيّة؟
ــ أعلم أن سؤالك هذا نابع من اشتغالك الجادّفي ميدان تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في الجامعة الأردنية، تدريساً وتأليفاً وبحثاً. وكان بودّي أن أجيب عليه بصورةٍ ترضيكِ وتشجعك. ولكن الأمانة العلمية تقتضي أن أقول لك بصراحة إنَّ تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها عبث ضائع لا مستقبل له في ظلِّ السياسات العربية الراهنة. وباختصار، كيف تريدين أن يُقبِل الأجانب على تعلّم لغةٍ يحتقرها أهلُها ويهمشونها، بل يعملون على تدميرها في مختلف معاهد التعليم، ووسائل الإعلام، وجميع المؤسسات المالية والاقتصادية، وفي الحياة العامة؟؟؟!
 دعيني أضرب لك مثلاً عملياً. تعلمين أنَّ اللغة العربية هي إحدى اللغات الرسمية الست في منظَّمة الأمم المتحدة وفي جميع المنظَّمات الدولية الأخرى، منذ أوائل السبعينيات. ولكن ممثِّلي البلدان العربية في تلك المنظَّمات لا يستخدمون اللغة العربية مطلقاً، بل يتشبَّثون باستخدام لغة مستعمِرهم القديم، الإنكليزية أو الفرنسية.
قبل بضعة أشهر قررتْ منظمة اليونسكو قبول فلسطين عضواً كاملاً فيها. تابعنا الخبر بفرح. وسمعتُ مندوب فلسطين في هذه المنظمة بأُمّ أذني ورأيتُه بأمّ عيني، وهو يشكر المنظَّمة على قبول فلسطين عضواً كاملاً فيها، ولم يتكلّم باللغة العربية وهي إحدى اللغات الرسمية في اليونسكو، بل باللغة الفرنسية. وفي الوقت نفسه كان زميله مندوب فلسطين في منظَّمة الأمم المتّحدة بنيويورك يقدّم طلبه لقبول فلسطين عضواً كاملاً فيها، باللغة الإنكليزية. ما الرسالة التي يريد هذان المندوبان إيصالها إلى تلك المنظَّمات وإلى العالم. دعيني أقرأ لك المضامين الضمنية:
أولاً، فلسطين لا تستحق العضوية الكاملة، فهي لا تمتلك لغة وطنية ولا قومية، بدليل استخدامهما أية لغة أخرى عدا العربية.  واللغة هي جوهر الهوية الوطنية، وإحدى ركائز الدولة المستقلة الكاملة العضوية، تماماً كالعَلم.
ثانياً، نصيحة واضحة خالصة لجميع الطلاب الأجانب بعدم تعلُّم اللغة العربية، فلا فائدة  تواصلية منها،  بدليل أن " العربي" نفسه لا يستعمل لغته الوطنية.
ثالثاً، نصيحة واضحة خالصة لجميع طلاب اللسانيات العرب والأجانب بعدم التخصُّص في الترجمة من العربية وإليها، بدليل عدم الحاجة إلى الترجمة من العربية وإليها في المحافل الدولية، لأنَّ المندوبين العرب لا يستعملون اللغة العربية فيها.
صدِّقيني، عزيزتي،  لو استخدم المندوب الفرنسي في منظَّمة الأمم المتحدة في نيويورك  شيئاً من اللغة الإنكليزية سهوا في خطابه، فإن حكومته ستطرده حالاً من وظيفته وتسجنه ستة أشهر، تطبيقا ًلقانون " حماية اللغة الفرنسية" الصادر عن الجمعية الوطنية الفرنسية سنة 1992،  وهو تأكيد لقانون فرنسي صادر سنة 1792. نعم، العرب كذلك عندهم نص بوجوب استخدام العربية وردفي ما هو أرقى من القانون، أي الدستور، الذي ينصُّ على رسمية اللغة العربية، ولكن من سمات الدول المتخلِّفة أنَّ لديها قوانين راقية ولكن لا تطبقّها، تماماً كما تنصّ دساتيرنا على صيانة حقوق الإنسان، وحقوقه الاقتصادية.

عزيزتي، إذا قال لك أحد المندوبين العرب في المنظّمات الدولية إنّه يستخدم الفرنسية أو الإنكليزية، لئلا يسيء المترجمون مقاصده، فاعلمي أنّه جاهل بعمل أقسام الترجمة في هذه المنظمات. فأيُّ مندوب يستطيع أن يترجم خطابه إلى اللغة التي يريدها مسبقاً، ويسلّم نسخة منها إلى قسم الترجمة الذي يتولّى تلاوتها في حينه بنطقٍ أفضل من نطق المندوب العربي، لأنَّ القاعدة المتَّبعة في هذه المنظمات هي أن يترجِم المترجِم الفوري (التُّرجمان) إلى لغته الأمّ. بمعنى أن مَن يترجِم مِن العربية إلى الفرنسية هو مترجم فرنسي يتقن العربية، ومن يترجم من الفرنسية إلى العربية هو مترجم عربي يتقن الفرنسية. 
اسمحي لي أن أضربَ لك مثلاً آخراً عن احتقارنا نحن العرب للغتنا العربية: تعلمين أنَّ دول الخليج " العربية" تستخدم أكثر من عشرين مليون عامل أجنبي معظمهم من دول آسيا كالهند والفلبين وتايلند، على الرغم من وجود حوالي خمسة وعشرين مليون عاطل عربي، طبقاً لإحصاءات منظمة العمل العربية. ويشتَرط في هذا العامل الوافد معرفته باللغة الإنكليزية، فتقوم الدول الآسيوية بتنظيم دورات مكثفة بالإنكليزية مدتها حوالي ستة أشهر للراغبين في العمل في دول الخليج. ولما كانت نسبة العمالة الوافدة إلى السكان العرب الأصليين هي حوالي 90 بالمائة، أصبحت اللغة الإنكليزية فعلياً هي اللغة السائدة، وأمسى ابن البلد لا يستطيع شراء الخبز أو ركوب سيارة الأجرة إلا باستعمال اللغة الإنكليزية الآسيوية المكسّرة. وأصبح من الممكن بسهولة تحويل هذه الدول إلى بلدان ناطقة بالإنكليزية لا علاقة لها بالسكان الأصليين الذين سيبقون أقلية ذليلة، كما حدث في تحويل سنغافورة من بلاد ماليزية إسلامية إلى دولة ناطقة بالإنكليزية لا علاقة لها بالإسلام والماليزيين. وهذا ليس كلامي، بل مقتبس من كلام اللواء ضاحي خلفان قائد شرطة دبي، الذي نشره في مقال بعنوان " نبني عمارات ونفقد إمارات" في جريدة " الشرق الأوسط" السعودية الصادرة في لندن  في عددها 11021بتاريخ 30/1/2009. وقد توصَّل لهذا الاستنتاج عددٌ من مفكري الخليج وأكاديميِّيه مثل الدكتور صالح الكواري من قطر والدكتور حسين غباش من الإمارات العربية المتّحدة وغيرهما.
أنت تتمنين نشر اللغة العربية في العالم، وتعليمها لغير الناطقين بها؟ كان من الممكن جداً تحقيق هذه الأمنية خلال الثلاثين سنة الماضية، لو طلبت الدول العربية من العمّال الوافدين أن يتعلموا اللغة العربية الوظيفية قبل أن يُمنحوا تأشيرة الدخول. وهذا ما تفعله حالياً الدول الأوربية مثل ألمانيا وهولندة وبلجيكا التي لا تمنح تأشيرة العمل أو الإقامة أو الدراسة، إلا بعد أن يتعلّم الشخص لغتها ويجتاز امتحاناً معيّناً فيها.

*عانيتَ تجربة التعريب في سيرتك الأكاديمية.فما مدى إسهام التعريب وفق رأيك في دفع عجلة النّمو المصطلحي العلمي العربي؟
ــ فعلا، اشتغلتُ اربع سنوات خبيراً في مكتب تنسيق التعريب بالرباط، المسؤول عن توحيد المصطلحات في الوطن العربي، واستفدتُ من هذه التجربة في تأليف كتابي " علم المصطلح: أسسه النظرية وتطبيقاته العملية" (2008) الذي يقع في 821 صفحة، وتستخدمه كثيرٌ من الجامعات العربية. ومن بواعث سروري أنكِ أنتِ بالذات اخترتِ استخدامه في جامعتكِ، وهذه شهادة أفتخر وأعتز بها. ولكنَّ المصطلحات العلمية العربية التي تضعها مجامعنا اللغوية ويوحِّدها مكتب تنسيق التعريب، لا فائدة منها، فهي مولَّدات لا تُكتب لها الحياة إلا بالاستعمال. ولما كانت جامعاتنا العربية تدرّس العلوم بلغة أجنبية وليس بالعربية، فإنّ هذه المولدات لا تُستعمَل، بل تبقى في طريحة بطون الكتب وعلى رفوف المكتبات التي يكفّنها الغبار والتراب. ولا توجد حركة ترجمة علمية عربية تستفيد من هذه المولَّدات. فالترجمة هي سلعة تخضع لقانون العرض والطلب. وليس هنالك طلب عليها في بلادنا العربية لأننا نعلِّم العلوم بلغة أجنبية، مهما كانت تراكيبها وأصواتها مكسّرة ومتدنية، فلماذا نترجم الكتب العلمية العالمية. وهكذا تبقى اللغة العربيةمثل بطة عرجاء تمشي برجل الإنسانيات وليس لها رجل العلوم والتقنيات. هذا ما يريده مسؤولو التعليم العرب للغتنا، بحجّة التفتح على العالم والانفتاح على لغة العِلم، وكأن كوريا المتقدِّمة جداً علمياً وصناعياً، مخطئة في استعمال لغتها فقط في التعليم في مختلف مراحله ومستوياته وفي الصناعة والبحث العلمي. وكأن الكوريين منغلقون على أنفسهم، رغم أنّنا في البلاد العربية نعيش على منتجاتهم الصناعية، ورغم أنّ بعضهم يجيد اللغات العالمية الأخرى بما فيها العربية. 

* لماذا كتبت كتاب" العراق في القلب"؟
ــ إنّ كتابي " العراق في القلب" الذي تقع طبعته الثانية في 721 صفحة من الحجم الكبير، هو مجرد مجموعة من الدراسات المتفرِّقة في حضارة العراق وتاريخه الثقافي، كتبتها في أوقاتٍ مختلفةٍ نتيجةً للحنين الذي ينتابني للعراق خلال الفراق الذي دام أكثر من أربعين عاماً، على الرغم من أنّني أعدّ نفسي محظوظاً، لأنني لا أعيش في ديار الغربة، بل بين أهلي وقومي في أرض المغرب المعطاء ذي الحضارة العريقة،  المشهور بدماثة خلق أهله وكرمهم الذائع الصيت.

حوار فكري ثقافي مع الكاتب والناقد شاكر فريد حسن ابن مصمص

شاكر فريد حسن: "لعل أجمل الإبداعات الفلسطينية وأصدقها تلك التي كتبت وراء القضبان الحديدية والأسلاك الشائكة"
                              
حاوره: أمير إغبارية
في حوار فكري ثقافي مع الكاتب والناقد شاكر فريد حسن، الحاصل على درع المثقف للثقافة والأدب والفن لعام 2013، تحدثنا فيه عن الحركة الثقافية في فلسطين وكيف اثبتت وجودها الحضاري والكفاحي، وتحدثنا عن ثقافة القارئ الفلسطيني وعن دور الإحتلال في طمس الثقافة الفلسطينية، وكيف من الممكن لإتفاقية مثل اوسلو ان تهدم الثقافة في المجتمع، وتطرقنا ايضا الى الاهمال واللامبالاة التي يتلقاها المبدع وكيف ساهمت في توقف العديد من المبدعين عن الكتابة.
شاكر فريد حسن، كاتب وناقد فلسطيني، أحب الكتابة والقرأة منذ الصغر، فتثقف على نفسه وقرأ المئات من الكتب في مختلف المواضيع الأدبية، والنقدية، والفكرية، والفلسفية، والدينية، والسياسية.
كتب في مجالات مختلفة من الشعر والبحث والنقد والتراجم والمقالات السياسية والإجتماعية، وعالج الكثير من القضايا، والمسائل الثقافية، والظواهر الإجتماعية.
نشرت كتاباته في الصحف والمجلات الثقافية والأدبية منها: مجلتي، الشعب، الميثاق، العهد، العودة، القدس، الأيام، الحياة الجديدة، الإتحاد، الجديد، الغد، المسار، الصنارة، كل العرب،العربي، وغيرها من الصحف الفلسطينية والعربية. بالإضافة الى المواقع الإالكترونية المختلفة.
فيما يلي نص الحوار:

*كيف تقيم الحركة الثقافية في فلسطين، وهل تمكنتْ من تصدير رسالة الشعب الفلسطيني؟

- الحركة الثقافية في فلسطين اثبتت وجودها الحضاري والكفاحي وشكلت رافداً طليعياً في النضال الوطني التحريري الفلسطيني في سبيل التحرر والإستقلال،عبرت عن طموحات وأمال شعبنا الفلسطيني وصورت معاناته اليومية في مخيمات اللجوء والتشرد، وحازت على احترام وتقدير أبناء الشعب العربي بعد ان تخطت الحدود والحواجز، ولا تزال صرخة شاعر المقاومة الفلسطينية محمود درويش "انقذونا من هذا الحب القاسي" ترن في الأذان . وهذه الحركة ولدت ونبتت وترعرعت في الخنادق وتحت البنادق، وفي ظل الحكم العسكري حيث تشكل أدب وشعر المقاومة الفلسطينية ، الذي كان سلاحا بتارا بإيدي جماهيرنا العربية الفلسطينية التي بقيت في ارضها وتمسكت بوطنها وصانت هويتها، وكان الراوائي الفلسطيني الراحل الشهيد غسان كنفاني من اوائل الباحثين الذين سلطوا الضوء على هذه الحركة الصاعدة.
في تقديري ان هذه الحركة استطاعت تصدير رسالة الشعب الفلسطيني التي تحاكي تحرره وإقامة دولته الوطنية المستقلة فوق ترابه الوطني.

* ما رؤيتك للواقع الثقافي في الداخل المحتل بشكل خاص وفي فلسطين بشكل عام ؟ وهل للاحتلال دور في طمس الثقافة ؟

- الواقع الثقافي في الداخل الفلسطيني تراجع كثيرا بعد اوسلو، وقد اختلط الحابل بالنابل والقمح بالزوان،  واصبح هم المبدع ذاته، ولهاثه وراء الشهرة والأضواء الكاشفة، بعد ان كان يتماهى مع قضايا شعبه وأوجاعه صار يتماهى مع نفسه ومشاكله وهمومه الخاصة.
هذا ناهيك عن الإنقسامات في روابط وإتحادات الكُتّاب والأٌدباء التي احدثت اثرا سلبياً على الحركة الثقافية الفلسطينية التي ازدهرت بعد الإحتلال وشهدت نهوضاً لافتاً تجسد في الاعمال الإبداعية الملتزمة التي صدرت عن دور النشر التي تأسست في حينه، إضافة الى كم الصحف والمجلات الشهرية التي تعتني بالأدب والفكر والثقافة.
ولا شك أن للاحتلال دوراً كبيراً في طمس الثقافة بفعل الرقابة العسكرية الشديدة على المطبوعات والاعمال الإبداعية للكٌتّاب والمبدعين الفلسطينيين، عدا عن ملاحقتهم وإعتقالهم والزج بهم في غياهب الزنازين والسجون الاحتلالية، ولعل أجمل الإبداعات الفلسطينية وأصدقها تلك التي كتبت وراء القضبان الحديدية والأسلاك الشائكة.

* المبدع الفلسطيني حبر قلمه جاف ولا يلاقي ادنى اهتمام، ويعاني من النفور واللامبالاة. بماذا تفسر ذلك ؟

- المبدع الفلسطيني كغيره من المبدعين العرب لا يلاقي الاهتمام الكافي من المؤسسات الثقافية ويعاني الإهمال والفقر المدقع، ولا احترام وتقدير له، وكما يقال " لا كرامة لنبي في وطنه"، وللاسف الشديد ان الابداع والثقافة لا قيمة لها في زماننا الحاضر، والكثير من المبدعين توقفوا عن الكتابة بعد ان توصلوا الى قناعة تامة بأن لا جدوى من الكتابة وأنهم ينحتون في الصخر.

* هل ترى أن بين الكاتب والقارئ فجوة ؟ وما حجمها ؟

- نعم هنالك فجوة كبيرة بين الكاتب والقارئ، وهذا الأمر يعود لانعدام ثقافة القُراء، ولذلك فإن الكاتب مطالب برفع وعي وثقافة القارئ من خلال الكتابة التي تتناسب مع ذوقه وإهتماماته.

*ما رأيك بالجيل القادم من الكتّاب الفلسطينين ؟

- الجيل القادم من الكتاب الفلسطينين تنقصه التجربة والنضالية والهوية الثقافية، وتسيطر عليه نزعة النرجسية ولا يتقبل النقد، وهو لم يعش الانتصارات بل عاش الهزائم والنزاعات، ولذلك من الطبيعي أن لا حلم ثوري لديه، وهو مطالب بالتسلح بالوعي النقدي والثقافة الذاتية وقراءة القرأن الكريم ودراسته فهو خير من يهبه اللغة ويثريه بالمعاني ، إضافة الى إكتساب التجربة من المبدعين الذين سبقوهم والتعلم منهم.

* هل ترى أن حركة الأدب الفلسطيني لا زالت تعيش تحت معطيات الحس الثوري ؟

- حركة الأدب الفلسطيني تعيش للأسف تحت الجزر الثوري فالمد الثوري تراجع بفعل اوسلو، ولذلك فإن النزاعات والاشتباكات التي حلت بالعالم العربي انعكست سلباً على الإبداع الفلسطيني بتجلياته والوانه، فبعد ان كان هذا الإبداع مليئاً بالأمل والتفاؤل بالمستقبل الجميل، اصبح علامة الخيبة واليأس والإحباط وإستحالة التغيير والتحول النوعي داخل الجتمع الفلسطيني.

* برأيك لماذا كل من يكتب عن الحقيقة في بلادنا يُحارب من الجميع؟

- الحقيقة مُرة وموجعة، والمبدع الصادق هو من يكتب بصدق ولا يهتم بأقوال الآخرين، فيكتب ويصور الواقع على حقيقته ويحارب من أجل تغييره، وكم من مبدع صادق تم تغييبه ومحاربته بسبب أرائه المغايرة ومواقفه التي لا تتماشى مع المجتمع والناس، ولانه يغرد خارج السرب.

ملك متة : اللوحة التى تثير إعجاب المتلقي هى عمق الموضوع والوانه

*الفن التشكيلي واللبناني متشابهان فكلاهما فن تجريبي

بيروت\غفران حداد

ملك متة فنانة تشكيلية مصرية  اشتركت بعدة معارض ، الاونيسكو ، وزارة السياحة بالصالة الزجاجية ،بالفورم دى بيروت، معرض بعالية، في سوريا معرض شموع السلام بدار الاوبرا برعاية محافظ دمشق، كما شاركت بسامبوزيوم رسم مباشر مع محترف اثار الشرق بعدة قرى لبنانية منها ،مدة ست  سنوات متتالية . بقانا .. صيدا .. طرابلس .. سبعل .. اهدن .. بحمدون 3سنوات متتالية .. بلدة الخيارة بالبقاع الغربى .  حاصبيا بالجنوب . بترونيات 3 سنوات متتالية .. للصليب الاحمر 7 سنوات متتالية علما انها ترسم لوحاتها ولا تقبض ثمنها بل اهداء منها لتحسين معالم الضيع. 
وكالة "الغربة"حاروت الفنانة التشكيلية المبدعة ملك متة عن بعض من مشوارها التشكيلي في سياق اللقاء التالي.

 لنبدأ من حكايتك مع الفن التشكيلي كيف ومتى بدأت؟
ــ بدأت حكايتي مع الفن وذلك ضمن برنامج الدراسة يوجد حصة للرسم وحصة للموسيقى مرة بالأسبوع وعليها امتحان وعلامات على كرنيه السنة . ومن بومها احببت الرسم لما فيه من خيال واحساس مرهف.

 بحكم تجربتك ماهي أهم عناصر اللوحة الفنية التي تثير الإعجاب في عين المتلقي؟
ــ اللوحة التى تثير الاعجاب فى عين المتلقي هى عمق الموضوع والوانه.

 ماهي الشروط التي يجب أن تتوفر في الفنان التشكيلي ليكون مبدعا؟
ــ  ان يتمتع بالموهبة وباحساس مرهف وبالخبرة.

 برأيك هل اللون هو عنصر أساسي في اللوحة ام الموضوع؟
ــ العنصر الأساسي فى اللوحة هى الألوان التى تتناسب مع الموضوع فهما يشكلان تمازج المنظر اذا كانت الالوان غير مناسبة للموضوع ضاعت فكرة الموضوع.

 ما رأيك في الفنان التشكيلي الذي يشرح اللوحة أمام المتلقي؟
ــ لا أحبذ هذه الفكرة .. أن أقف وأشرح للمتلقى ماذا تعنى لوحتي ... بل أحب من المتلقي ينبهر باللوحة من ناحية الموضوع والالوان.

 كيف تنظرين إلى الفن التشكيلي المصري المعاصر والفن التشكيلي اللبناني الذي أصبحت على مقربة منه بحكم اقامتك في لبنان؟
ــ الفن التشكيلى المعاصر فى مصر ولبنان فهما متشابهان وذلك بالنسبة لنفس الفكرة المعاصرة التى تتماشى مع هذا العصر واسمه فن تجريبى، ولكننى افضل الفن الكلاسيكى الذى بات غير مستحب الان بحجة انه لا يليق بالديكور الحديث ... كما فى الإعلام أصبح أكثره مواقع الكترونية ولكني افضل الصحافة المكتوبة بالنسبة لى لأنني اعلامية.

مصر كوطت وكانسان  ماحجمه في لوحاتك؟
ــ كنشأتى بمصر .. فأنا أحب كل ما يمت من تراث وتقاليد وعادات وطقوس اهل مصر. 

 ما المدرسة التي تفضلينها على غيرها في لوحاتك؟
ــ أعتمد على مدرسة ليوناردو دافبنشى

 ماهي اللوحة التي جلبت لك الشهرة أكثر من غيرها وأين  هي الان؟
ــ رسمت لوحة اسمها البشاوات وهى عزيزة علية جدا لانها تجسد زمن الاصالة وهى موجودة عند شخصية مهمة. 

 بعيدا عن الفن التشكيلي ما هواياتك التي تمارسينها في أوقات الفراغ؟
ــ هواياتى ممارسة المشي وسماع الأغانى القديمة .. أم كلثوم . فريد الاطرش . ملحم بركات . عبد الحليم حافظ . عبد المطلب.

 كلمة أخيرة تودين قولها من خلال  وكالة الغربة في استراليا؟
  ــ هى ليست كلمة اخيرة بل كلمة اولى لك سيدتي شكري وتقديري لكِ متمنية النجاح الباهر والى وكالة الغربة فى استراليا تحية لكل المغتربين متمنية لهم الرجوع الى موطنهم بالف سلامة واتمنة ان يعم الامن والسلام فى اوطانا العربية.

مدير ثانوية جيمس كوك التكنولوجيا للبنيين مارك مارسينياك في حديث مع عباس علي مراد

التنوع والتفهم لثقافاتنا المختلفة يجعلنا أستراليون أفضل.
علاقاتنا مع الجالية العربية جيدة جداً.
 الشراكة مع أبناء المجتمع ذات أهمية قصوى لنجاحنا كمدرسة ومجتمع.  
رمضان مناسبة مهمة للجالية وهي فرصة مناسبة لرد بعض الجميل لأبناء المجتمع.
ثانوية جيمس كوك التكنولوجيا للبنين من المدارس المهمة في منطقة سان جورج والتي تقدم خدماتها التعليمية لأبناء المنطقة حيث توجد نسبة عالية من أبناء الجالية العربية، عن الثانوية ونشاطاتها وخدماتها التعليمية والثقافية والاجتماعية وعلاقاتها مع أبناء الجالية العربية وغيرها من الامور التي تساهم في تعزيز التناغم والانسجام بين أبناء المجتمع التقىينا الاستاذ مارك مارسينياك مدير الثانوية وكان هذا الحديث.
1- هل لكم أن تعطينا فكرة عن ثانوية جيمس كوك التكنولوجيا للبنين، متى افتتحت، وكم هو عدد التلاميذ وما هي خلفياتهم الثقافية؟
تأسست ثانوية جيمس كوك التكنولوجيا للبنين في عام 1956 وتقدم خدماتها لأبناء ألمنطقة منذ أكثر من 60 عاماً، وهي ثانوية متعددة الثقافات تؤمن حاجات أبناء المجتمع المحلي المتنوعة، ولديينا طلاب يتكلمون أكثر من 38 لغة، وتبلغ نسبة الطلاب من خلفيات غير الانكليزية حوالي 86% من أصول يونانية، مقدونية، اسياوية، وطلاب من الفليبين، الهند، بنغلادش، أميركا الجنوبية، البيرو وأفريقيا، وأيضاً يتلعم في الثانوية طلاب من الخارج من مختلف دول العالم.
معلمو الثانوية خبراء في تعليم الشباب والشباب من خلفيات غير ناطقة بالانكيزية.

2- ما هي نسبة الطلاب من خلفيات عربية وكم يبلغ عددهم؟
يبلغ عدد الطلاب من الخلفية العربية 30% تقريباً، وثانوية جيمس كوك تحتفظ بعلاقات جيدة جداً مع أبناء الجالية العربية، كما هي علاقاتها مع مختلف الثقافات في المدرسة حيث نحرص على تعزيز قبول الآخر بشكل عام، ونقدر ونحترم كل المعتقدات والعادات ونعزز التناغم في المجتمع الذي يعكس التعددية الثقافية في أستراليا.

3- هل تعتقد أن مدرستكم تمثل التعددية الثقافية التي تفتخر بها أستراليا؟
بالتأكيد نحن فخورين جدأً بشبابنا، بغض النظر عن البلد الذي جاؤا منه، كلنا أستراليون. ونحتفل بثقافاتنا المتنوعة في مناسبات عديدة خلال السنة هذا التنوع والتفهم لثقافاتنا المختلفة يجعلنا استراليون أفضل.
العديد من المعلمين والمعلمات لديهم تراث مختلف ونتفهم لماذا أباءنا وأجدادنا هاجروا الى أستراليا، وأيضاً العديد منا جاؤا من أماكن مختلفة من العالم ولكن قصصنا تتشابه.
لقد جئنا اللى هذا البلد العظيم بلد الفرص من أجل حياة أفضل، إننا نثمن التعليم ونفهم أهميته لأجيال المستقبل.

4- هل تقدمون مساعدة خاصة للطلاب من الخلفيات الثقافية غير الانكليزية؟
نعم، تُجري المدرسة فحص لكل الطلاب وتقدم مساعدات إضافية في الصفوف ونخصص برامج لمساعدة الطلاب أصحاب الحاجات الخاصة، لدينا معلمين ومعلمات يكرسون كل جهدهم للعناية بكل الطلاب.
لدينا نادي مخصص للمساعدة في الفروض المنزلية مرة في الأسبوع، حيث يخصص الاساتذة وقتهم لمساعدة التلاميذ في إتمام فروضهم المنزلية وواجبات مدرسية أخرى. وهناك مجموعة من قدامى الطلاب الذين يحصلون دروسهم الجامعية يساهمون أيضاً في نادي الفروض المنزلية ويشكل هؤلاء قدوة حسنة للطلاب باأضافة الى دورهم كموجهين.

5- كيف تصف علاقتكم بالجالية العربية، وهل تساهم العائلات من الخلفية العربية في نشاطات المدرسة مثل جمعية ألأهل والمواطنين وغيرها؟
أعتبر أن علاقتنا مع الجالية العربية إيجابية جداً، ولقد طورنا شراكة مهمة مع الجالية العربية من خلال "الملتقى الثقافي سدني" الذين يساعدون الثانوية بشكل كبير في عدة مجالات " الملتقى الثقافي سدني" لهم دور مهم في تعزيز العلاقة مع الجالية. 
أهالي الطلاب العرب في مدرستنا رائعون ويقدرون عالياً ما نقوم به لمساعدة أبناءهم، وهم دائماً على استعداد للمساعدة.
إن الشراكة بين البيت والمدرسة، المعلمين والطلاب مهمة لنجاح التلاميذ، الشراكة مع أبناء المجتمع ذات أهمية قصوى لنجاحنا كمدرسة ومجتمع.ونحن محظوظين جداً لأننا نحظى بدعم النائب ستيف كامبر الذي يمثل منطقتنا في مجلس نواب الولاية وهو تلميذ سابق في مدرستنا، ويعتبر سفير عظيم لمدرستنا.

6- تقيمون سنوياً إفطاراً في رمضان، ما هو الدافع والسبب لهذه المبادرة ، وكيف تتلقى الجالية هذه المبادرة ؟
السبب لهذه المبادرة بإقامة إفطاراً رمضانياً، أننا نريد أن نفتح أبوابنا لأبناء المجتمع والجالية، حيث يعتبر شهر رمضان مناسبة مهمة للجالية العربية وهي فرصة مناسبة لنقدم شيئاً للجالية ولرد بعض الجميل لأبناء المجتمع . في كل الثقافات تُعتبر ضيافة الناس في منزلك وتقاسم الطعام والشراب تعبيراً عن الاحترام وهي شرف أيضاً.
وبهذا الاسلوب نريد أن نقول لأبناء الجالية الكريمة شكراً حيث نتقاسم وإياهم الطعام وبشكل عام هكذا نبدي الاحترام في مجتمعنا المتعدد الثقافات.
لقد كان التجاوب كبيراً مع الافطار الذي أقمناه السنة الماضية ونتطلع ليكون إفطار هذا العام أكثر نجاحاً من خلال مشاركة أكبر.  

7- هل من رسالة خاصة لأبناء الجالية العربية؟
عيد مبارك. 

حوار مع الفنانة اللبنانية الراقية أماني الحياة


حاورها  حسين محمد العراقي ...  بغداد 

الفنانة المبدعة أعلاه  كانت ومازالت وستظل  إمتداد للفن الراقي والتي لفتت أنتباهي بأدئها الفني المميز فوجدها جمهورها  الدئوبة   بما قدمته وكانت تحمل  ثقافة تحضر  للفن الراقي ومن خلال هذه السطور سنتعرف ما قدمت من أعمال فنية  وعلى ما يشغلها ومن هنا وُجهت لها الأسلة التالية .

سيدتي الكريمة منذ متى زاولتي عملك كفنانة ...    
فأجابت أبدء حيثُ أنتهيت  أستاذي الفاضل  زاولت عملي الفني منذُ سنه  2012  وبدء من الكويت  ...

من هنَ أقرب المقربين من زميلاتك فأجابت وتحدثت بعنوانها الحقيقي.
عندي أصدقاء كثر قريبين مني ولكن من الوسط الفني الفنانة اللبنانية  المبدعة ماغي مطران. 

المعوقات والسلبيات والإيجابيات التي مرت عليك من خلال ممارساتك العمل الفني .
الايجابيات هي محبه الناس ودعمهم لي  والسلبيات هي الصعوبة في الوصول للصحافة  ألعربية وتقديمي للعالم العربي ليشاهدني ويستمع لي المتلقي  بشكل لائق.

هل  تشعرين الفن يخفف من معانتك لكونك لبنانية  وبعيدة عن ناسك واهلك ووطنك ومقيمة بالكويت ...   وميولك لاي فنان .
طبعاً أشعر بالفن يخفف  من معاناتي والفن أصبح  مهنتي ولا عندي سواه  لكوني مقيمة  بالكويت .  أما ميولي  فأنا أميل  وأعشق الفنان السلطان جورج وسوف .

أنتي  آنسة  لو مدام وهل تفكرين بالارتباط ...
انا آنسة ولا يوجد بحياتي اي شخص للارتباط. 

 ميولك للرياضة وأي لعبة تحبين فأجابت بضحكتها الوسيمة المرسومة على شفتيها 
...  انا بحب الرياضه بشكل عام بس المضلة عندي  كرة القدم وكرة السله الأساس عندي وفريقي المفضل برشلونة .

تحصيلك الدراسي... 
إداره اعمال ومحاسبه ...المدارس التي درستي بها . مدرسة الجيل الجديد بالكويت .

هل المرأة نالت أستحقاقها اليوم ووصلت إلى المستوى المنشود  .
 نعم نالت استحقاقها ولكن مش بكل المجالات.

 أكثر ما تهتم به الفنانة أماني الحياة. أنا أهتم  بالكتابة عن السلام بالوطن العربي .
 الأسم الصريح    أماني مشلب  والأسم الفني  أماني الحياة  وُلدت في  جنوب  لبنان  وتحديدا النبطية ومحل الأقامة اليوم بالكويت السالمية ومن مواليد 26 _4 _1985 .

 سيدتي كيف ترين وتشعرين نفسك  كفنانة .
انا راضيه عن نفسي وعن الاغاني التي قدمتها  علماً أنا ببداية مشواري الفني والطريق ما زال طويل .

ما هي طموحاتك وتمنياتك.
  طموحي هو تقديم الأفضل دائما ومحبه الناس تكفيني.

أحلى وأقرب  أغنية  عندك  قدمتيها لجمهورك  .   
فأجابت    بيكيفي  أسى  التي بثت  8 فبراير   2015 وتابعها   وتلاقفها الكثير من الجمهور. 

ما هي  علاقتك  بالعيلة   وتحديدا   الوالدة . 
والدتي  أعتبرها كصديقة لي وأحبها حتى النخاع  لأنها قدمت لي  كل ما طلبته منها وتحقق وأعتبرها  اليوم هي  أقرب إنسانة  لي . 

كيف يصبح بالبلد  بخير .  
عندما يكون الشعب يد واحدة ضد الظلم والطغيان .أهم الشعراء المميزين بنظرك . يسر التنير ... أمير علي  ...  عبود حميد وكلهم من    بلدي لبنان  .

كلمة اخيرة تقوليها . 
أقول لألك سيدي الكريم رمضان كريم وكل عام وأنتم بألف خير وشكرا كتير  للأستاذ وللصديق والكاتب حسين محمد العراقي وشكرا علي أهتمامك بي  وبالحوار  الرائع الذي أجريناه  شكراً من القلب لكل شخص وقف معي وساندني ودعمني شكراً لكل فنان  ساهم معي بأعمالي  الفنية من الشعراء المذكورين  أعلاه  و حتى الملحنين بحبكم  أصدقاء غالين  عندي وبالنهاية ....تحية إكباراً وإجلال إلى من آزرني فلن أنساه ما حييت.......