حوار مع الكاتبة المصرية أميمة عز الدين

حاورها: عبد القادر كعبان/الجزائر ـ

أميمة عز الدين واحدة من الكاتبات المتألقات في سماء الأدب المصري اليوم، فهي حاصلة على ماجستير إدارة الأعمال عن جامعة قناة السويس. سردها القصصي والروائي يمس قضايا جوهرية ومصيرية والذي يتسم عموما بالاختلاف والتجريب من خلال منجزها الأدبي المتعدد الأجناس، وقد صدر لها مؤخرا مجموعة قصصية تحت عنوان "يحلم بالموت" (2016) عن دار ألف ليلة وليلة، حيث تدور أجواءها حول العشق والموت.
هنا تفتح لنا صاحبة رواية "الكاتبة" (2013)، " وقصص "طرقات المحبة" (2011)  وكتاب الأطفال "أنفي كبير" (2011) بابها مشرعا للحوار كما يلي: 
بعيدا عن الساحة الأدبية والثقافية: من هي أميمة عز الدين؟
أم وإنسانة مصرية مازالت تحلم. 
أنت قاصة وروائية وكاتبة لأدب الطفل، في أي هذه التعابير الأدبية تجدين نفسك أكثر؟
لا تستطيع الفصل بين ما تريده في مسألة الكتابة وتقسيم وتصنيف ما تكتب، الكاتب يكتب ما يشعر به وأيضا ما يحفزه للكتابة، لا يخضع للتقسيم والتصنيف وقتها، غير أن القصة القصيرة مازالت أقرب لقلبي رغم أن بدايتي روائية من خلال روايتي (الحرير المخملي) عن دار الحضارة بالقاهرة 2007 ولقد طبعتها دار الكفاح بالسعودية الطبعة الثانية سنة 2015

ما هي أهم القضايا المهمة في قصص أميمة عز الدين عموما؟
الإنسان بكل تناقضاته وأحلامه، حتى العبث الذي يغلف حياتنا ويظهر لنا في صورة حروب ونزاعات يصبح شاغلا ومحركا للخيال. 
هناك من يقول أنه لم يعد للقصة صدى لدى القارئ وهو يميل للروايات أكثر، فما تعليقك؟
زمن الرواية، تلك المقولة التي أصبحت قالبا يستدل به على رواج الكتابة الروائية، مازالت القصة القصيرة تشغل حيزا كريما لدى القارىء لكن دور النشر هى التى تروج لما تظنه أكثر انتشارا. 
صدر لك حديثا مجموعة قصصية تحت عنوان "يحلم بالموت"، حدثينا عن هذه التجربة المختلفة في سطور؟
قصص تتحدث عن الموت والحياة، كما قلت سابقا لا أحد ينجو من الموت، ولا الحياة أيضا، نعيش حياة مقدرة بعمر وفى خلال هذا العمر نحلم ونحزن ونبكي ونفرح قليلا أيضا. 

ما هي قصدية عنوان هذه القصص يا ترى؟
العنوان لم يكن قصديا، فلقد اتفقت عليه مع الناشر وهو بالمناسبة كاتب روائي (عبد النبي فرج) في البداية كان الاختيار على عنوان آخر لكن بعد القراءة مرة بعد مرة والمناقشات وجدنا أن (يحلم بالموت) يعبر عن الحالة العامة للمجموعة وهي تيمة الفقد والعجز.
  
حدثينا عن تجربتك الروائية المختلفة في عملك الأدبي "الكاتبة" و"نصف ساعة بالممر"؟
رواية (الكاتبة) تجربة مختلفة تماما عن (نصف ساعة بالممر)، فالشخوص والحالة الروائية مختلفة، فالأولى تتحدث عن كاتبة تعيش أواخر عمرها وحيدة تجتر ذكريات حياتها ومراحل تطورها ككاتبة، أما نصف ساعة بالممر فهي ترصد فتاة تتميز بجمال طاغ مع سذاجة غير عادية تورطها في مشاكل كبيرة.

روايتك الموسومة "الحرير المخملي" تحتفي بتعدد الأمكنة، فماذا عن شخوصها باختصار؟
تتحدث عن موت الجد الذي يسيطر على البيت الكبير، الراوية عائشة فتاة صغيرة لكنها ذكية بما يكفي لملاحظة ما يدور حولها وتدوينه بل نقضه أيضا رغم تعرضها لتجربة زواج مريرة غير متكافئة. 

لك العديد من الكتابات في أدب الطفل، فهل أنت راضية عن هذه التجربة؟ وكيف ترى أميمة عز الدين مستقبل الطفل العربي؟
الكتابة للطفل شغف مختلف بالكتابة لكائنات صغيرة أكثر ذكاء منا وحياة، متمردة وطاغية في كل شيء. أحببت الكتابة للطفل كثيرا وهذا النوع يتطور بصورة مذهلة ورائعة فالوطن العربي يزخر بالعديد من كتاب وكاتبات أدب الطفل.

شاركت في العديد من المسابقات الأدبية ونلت العديد من الجوائز، فما قولك؟
الجوائز تشجيع للكاتب، لا أحد ينكر هذا، لن ندعي ترفعنا عن الجوائز وسعادتنا بالحصول عليها. 
هل أنصفك النقد؟
لا، لم ينصفني النقد لابتعادي عن الوسط الثقافي. 
كلمة ختامية للقارئ؟
القارئ، أتمنى أن تصل كتاباتي إليه وينقدها، فالكاتب لا يشعر بسعادة حقيقية إلا حينما يشعر أن كتابته قد وصلت للقارىء الذى يتلهف لقراءة كتبه. 

حوار مع الكاتبة المصرية أسماء جمال



حاورها: عبد القادر كعبان/الجزائر ـ

أسماء جمال كاتبة مصرية شابة، خريجة كلية العلوم قسم كيمياء من جامعة حلوان، متعددة النشاطات الأدبية والثقافية حيث عملت كمحررة في مجلة "كلمتنا" ومجلة "ندى الأيام" الإلكترونية، كما عملت كمدير لموقع البوسطجي ومعدة برامج شخصيات على راديو الساقية، وقد صدر لها حديثا كتاب "الخادمة" عن دار أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي والذي سيكون حاضرا ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي في مطلع عالم 2017، ومن هنا كان لنا معها الحوار الآتي:

أولا.. كيف تقدم أسماء جمال نفسها للقارئ؟
هوايتي الأولى والأخيرة هي الكتابة وكوني مازلت ممسكة بقلمي فهذا  يعني أني مازلت أتنفس وأملك شيئاً في هذا العالم. 
كيف راودتك فكرة خوض مجال الكتابة خصوصا أنك متخصصة في مجال الكيمياء؟
بدأت الكتابة وعمري تسع سنوات من خلال موضوعات التعبير المدرسية، ثم بدأت أكتب خواطر وأشعار وكانت بدائية تتناسب مع مشاعري الطفولية حينها .. وكان التحاقي بالكلية يتناسب مع مجموعي الدراسي ولا يتناسب مطلقاً مع هوايتي وما أحبه، وبعد تخرجي منها بحوالي ثلاث سنوات قررت أن أمارس ما أحبه وكنت خلال هذه الفترة قد انقطعت عن الكتابة أيضاً فبدأت أكتب من جديد .

بمن تأثرت من الأدباء في بداياتك؟
لو بدأنا من الطفولة فأشعار نزار قباني كانت مصدر الإلهام بالنسبة لي ثم تعلقي الشديد وقتها بالشعر الجاهلي والأموي والعباسي، وكانت أول قراءاتي للكاتبين الكبيرين إحسان عبد القدوس و توفيق الحكيم .

لك العديد من النشاطات الأدبية والثقافية، حدثينا عن هذه التجربة المتنوعة باختصار؟
بدايتي الفعلية كانت من خلال مجلة كلمتنا وفي هذا المكان تعلمت الكثير وساعدني كثيراً في تطوير ما أكتبه ثم توالت مشاركاتي على صفحات مجلات أخرى وجرائد ومواقع الإنترنت.

أيمكننا أخذ نبذة بسيطة عن باكورتك القصصية الموسومة "قادين" ذات الحس الأنثوي؟
(قادين) مجموعة قصصية عبارة عن 16 قصة قصيرة منها:
"لم يمضِ العمر بعد ، لن يعود ، فأحبت ، أرجوكِ لا تفقدي عقلك ، أخيراً سأرحل" .
تناقش القصص قضايا وحكايا مختلفة بطلتها امرأة عدا قصة "قادين" بطلها رجل ، تتجسد في كل حكاية قضية وما تعيشه الأنثى من ضغوط ومشاعر متناقضة وكيف تقرر في كل قصة مصيرها .

ما هي قصدية عنوان هذه القصص يا ترى؟
قادين تعني امرأة التركية فجاء العنوان مناسباَ لما يتناوله الكتاب.

من سيقرأ هذه المجموعة سيجد حضورا قويا للمرأة، فهل تحتاج القصص دائما لحضورها كي تقول المختلف في نظرك؟ وماذا عن دور الرجل فيها؟

كوني أنثى فهذا يدفعني دفعاً للكتابة عن المرأة خصوصاً وأنه أول أعمالي، وفي الحقيقة  الكاتبات يواجهن في عالمنا العربي انتقاداً لاذعاً بسبب كتاباتهن عن قضاياهن بالرغم من تشدق الكتاب الرجال أنفسهم بمشاعرها وحياتها  ويولونها اهتماماً كبيرا في قصصهم وكتاباتهم .
والرجل هو المحرك الأساسي لكل القصص وقصة "قادين" بالأخص تتعمق داخل أحاسيس ومشاعر الرجل بشكل كبير .

ماذا تستشرفين في أفق القصة القصيرة حاليا في مصر والوطن العربي؟
رغم تميز هذا النوع الأدبي وصعوبته خصوصاً إذا كتبت القصة القصيرة كما يجب أن تكون لكنها لا تنال اهتماماً كبيراً كما تستحق كما أن معظم الكتاب يعتبرون أن الرواية هي التطور الطبيعي للقصة القصيرة، فبالتالي يضعونها في مرتبة أقل من الرواية وهذا خطأ كبير لأن القصة القصيرة نوع أدبي والرواية نوع أدبي آخر ..

صدر لك حديثا كتاب في فن المقامة الأدبية تحت عنوان "الخادمة" عن دار أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي، حدثينا عن هذه التجربة المختلفة في سطور؟
ترددت كثيراً في نشر هذا الكتاب لأنه مختلف عما هو متداول وما ينشر الآن حيث تطغى الرواية، ولكن التنوع الأدبي مطلوب بالتأكيد خصوصاً وأن هذا الفن اندثر منذ زمن فوجب علينا إحياؤه من جديد ..
والكتاب عبارةعن 15 مقامة أدبية تتناول كل منها موضوع مختلف وتنتهي بمثل شعبي أو حكمة وتجمع بين الفصحى والعامية.

هل من الممكن أن تخوض الكاتبة أسماء جمال تجربة الكتابة الروائية قريبا؟
بالفعل أكتب الآن أول رواية لي .

ما هو مدى اقترابك من الأدب الجزائري؟ 
عرفت الكثير عن الجزائر من خلال قراءاتي للأدب الجزائري حيث يطغى عليه تفاصيل حياة الجزائريين وأيام الاحتلال الفرنسي والكلام الكثير عن التطرف الديني ، أحببت "طوق الياسمين" لواسيني الأعرج و"ذاكرة الجسد" ، "فوضى الحواس" لأحلام مستغانمي .

ما رأيك في موجة مواقع التواصل الاجتماعي، وهل تساهم في متابعة القارئ للإنتاج الأدبي؟ وماذا عن وظيفة الناقد؟
في رأيي مفيدة جداً للقارئ والكاتب على حد سواء .. ولا يوجد ناقد أدبي بالمعنى الصحيح والكتاب الكبار لا يتابعون أعمال الشباب من الأساس .

حوار مع الأديب السعودي ماجد سليمان

حاوره: عبد القادر كعبان/الجزائر ـ

ما بين روايته "طيور العتمة" الصادرة سنة 2014 ومسرحيته الموسومة "وليمة لذئاب شرهة" التي صدرت عام 2016، للمبدع السعودي ماجد سليمان مسيرة إبداعية متميزة اختلفت أجناسها الأدبية ما بين الشعر والقصة والسيرة والمقالة والسينما وأدب الأطفال وغيرها. تبدى في إصداراته المتنوعة سمة الوعي الثقافي والسياسي والاجتماعي في شكل جديد لما هو سائد ومغاير في وطننا العربي، أين يبزغ الرمز في كتاباته بوضوح مهيمنا على أفكاره وتصوراته التي لا تخلو من الحس الإنساني، ومن هذا المنطلق فتحنا معه الحوار الآتي:

القارئ المتتبع لمسار السعودي ماجد سليمان يستوقفه حضوره المتعدد في مجال الشعر، القصة، الرواية، المسرح، أدب الطفل، السيرة، المقالة، السينما والرسم...، فما سر هذا التعدد؟ وأين تجد نفسك حاضرة بشكل كبير تحديدا؟

الثقافة الواعية ولأكون أكثر دقة (الأديب الواعي) هو الذي يتعمق في اتجاهات الأدب بحب وشغف، طبعاً رغم كل هذا إلا أنه شاء أو أبى سيكون مكثّفاً في منطقة واضحة للجميع، ناهيك أن القالب الإبداعي هو من يفرض نفسه على كاتبه، الأدب شعراً ونثراً هو منطقة خصبة لتفكيري وتبصّري وتأمّلي رغم ميولي للنثر ولأكون أكثر دقة أيضاً (السرد) لذا أجد نفسي تتمركز غالباً في الرواية أو السيرة، قراءة وكتابة، لعل اتساعها وقدرتها على استيعاب التفجر الإبداعي أكثر مرونة من بقية الأجناس.

لماذا اخترت "وليمة لذئاب شرهة" عنواناً لمسرحيتك الصادرة عن مؤسسة الانتشار العربي سنة 2016م وما هو مدلول هذه التسمية عندك؟
(المسرحية رواية استبدلت السرد بالحوار) لا أذكر صاحب هذا القول، لكنه التصق بذاكرتي لأنه مقنع جداً .. (وليمة لذئاب شرهة) جاءت بعد أعمال إبداعية مختلفة، شكّلت الكثير من مسيرتي ولعلي أؤكد أننا نعاني قصوراً في الكتابة المسرحية في عالمنا العربي تحديداً (المسرح الأدبي) وليس الشعبي.
وليمة لذئاب شرهة، هي دوائر كبيرة من استغلال المسؤول لمنصبه، وكيف يستطيع تطويع كل من هم تحت إدارته بأن يكونوا لصوصاً متى خرجت أنفسهم على حقيقتها، فالمنصب الوزاري أو أي منصب كان مكانه وزمانه، هو (وليمة) في أعين (المسؤولين اللصوص) يتسابقون اقتسامه أو اقتطاع ما استطاعوا منه.

لقد كتب الناقد الجزائري عبد القادر كعبان عن باكورتك الروائية "عين حمئة" قائلا: "سنجد أنفسنا كقراء أمام زحمة رؤى يرفضها الروائي ماجد سليمان كما يرفضها ديننا الحنيف بشكل آخر، لأنها تنسف القيم الإنسانية ليختلط الحلال بالحرام"، فما تعليقك؟

المبدع الأديب الجزائري عبد القادر كعبان، قد أكرمني بأن منحني من وقته وقرأ ما قدمته للأدب العربي ولعله كان نافذاً في قلب النص بشكل دقيق وشفاف، وقاسمني ما رميت إليه من رفض كامل لأمور كثيرة مرفوضة ديناً وعرفاً وقبل كل ذلك هي مرفوضة بطبيعة الإنسان السوي، لذا جاءت روايتي (عين حمئة) كالصرخة الطويلة على ما تفعله فوضى المجتمع التي صنعتها المسؤولية المتدنّية بين أفراده.
لقد استطاع المبدع عبد القادر كعبان أن يتناغم مع "عين حمئة" تناغماً خلاقاً متوسّعاً في النقاط الكثيرة التي جاءت في متنها.

ترى الكاتبة اللبنانية ريماس شمعون أن روايتك الثانية "دم يترقرق بين العمائم واللحى" تحتفي بالبطولة الجماعية التي تسعى للحرية والخروج من ظلم الحاكم، فما هي خلفية ذلك النص باختصار؟

سعدت كثيراً بما قدمته الأستاذة اللبنانية ريماس شمعون، فمن المبهج أن ترى من يكتب عن عملك وكأنه يتماهى مع حركة المشاهد في نفسك أثناء كتابتها.. خلفية النص باختصار هي تأثر بأحداث الربيع العربي آنذاك، لقد خلقت الثورات العربية شعوراً داخلياً متدفقاً ألهمني لهذا العمل الذي كتبته بحب كغيره من أعمالي.

 من الروايات التي أثارت جدلا في الساحة العربية روايتك الموسومة "طيور العتمة" لأنها جاءت مرآة عاكسة لتشريح ظاهرة السجين العربي، فكيف جاءت فكرة هذه الرواية وما هي رسالتك للمتلقي باختصار؟
"طيور العتمة" كانت حبيسة التنفيذ، أمضيت وقتاً وأنا في تردد من خوض هذه التجربة الغائرة في وقاعنا، "طيور العتمة" وضعتني في مكان لا أحسد عليه فأنا ما زلت في تردّد كبير في تقديم عمل روائي يضاهيها، حقيقة هي أكثر أعمالي تأثيراً، فكرتها كانت مسودّة قبل صدور روايتي الثانية (دم يترقرق) لكني لم أكن مستعداً لكتابتها بشكل جيد.
وما أن صدرت (دم يترقرق) حتى رأيت أنني في مزاج عالٍ جداً للخوض بشخصيات "طيور العتمة" إلى عالمها السردي المرعب.
ورسالتي للمتلقي هي أن الصوت يجب أن ينادي بوجود ظاهرة التوحش التي يعامل بها السجين العربي المتهم زوراً، ومدى الفرصة الكبيرة الممنوحة للسجان في تعذيب السجين بكل حرية.

دخلت معبد السرد القصصي من خلال "نجم نابض في التراب" و"الصندوق"، حدثنا عن هذه التجربة باختصار؟

"نجم نابض في التراب"، هي مجموعتي القصصية الوحيدة، فقد جمعت بين دفتيها كل تجربتي في القصة، لدرجة أنني لم أعد لكتابتها لكوني وجدت عالماً عظيم الحرية كالرواية والمسرحية والسيرة، ولعل مجموعتي هذه أراحتني بصدورها كونها وثّقت مرحلة إبداعية من مسيرتي، كي أنطلق متخففاً من الشعور بالمسؤولية تجاه فن أدبي مَثّل جزءً هاماً من حياتي.
أما (الصندوق) فهي قصة كتبتها للطفل عام 2014م حين عكفت على الاشتغال على مشروعي الخاص بالطفل العربي، والمكون من ثلاث أعمال:
الصندوق "قصة للطفل" – الآباء "مسرحية للطفل" – أجراء "قصيدة للطفل" .. ولعلي استدرك فأدب الطفل لدينا يعاني من قصور كبير، وشخصياً أحببت أن أجعل جزءً من مسيرتي مخصّصاً للطفل فالأدب ليس للكبار فقط أيضاً للأطفال نصيبهم.
ماذا عن تجربتك السينمائية اليتيمة "ينتظرها"؟
(ينتظرها).. تجربة يتيمة أملاها علي ظرف مفاجئ ذات صباح شتائي، كنت أشاهد اللقطات وكأني أشاهد فيلماً سينمائياً قصيراً، وهذا ما يؤكد قناعتي بأن الإبداع الحقيقي إلهام شديد مفاجئ، وتجده هو من يرتب لك عملك الإبداعي دون شعور منك، (ينتظرها) تجربة أتمنى أن تكرر، وبصراحة السينما فن يستحق الكثير منا، فهي جزء ليس بالقليل من فنون السرد الأدبي، رغم ارتباطها المباشر مع الفنون الأدائية أو المسرحيّة.

ما هي مؤهلات الناقد الأدبي؟
الناقد الحقيقي: هو الخارج من رحم التجربة الإبداعية الأدبية المحضة، والمتمرّس في نسجها شعراً ونثراً، حتى يُؤمن جانبه النقدي، فالأدب يُنتجه وينقدّه الأدباء، من لا صِلة لهم به شعراً ونثراً، وعملاً وصناعة هم المشكلة، كالمتسمّين بالنقّاد والأكاديميين والمتطفّلين على مائدة الأدب، لأنّ التنظير دون ممارسة لنفس العمل، برهانٌ على زجّ النفس في ما ليس من صنيعها.

ما تقييمك للمشهد الأدبي السعودي اليوم؟

لا أقيمه ولكني أعطي انطباعي الشخصي، المشهد الأدبي السعودي لا يختلف كثيرا عن أقرانه في وطننا العربي، فالأعمال الجميلة غالباً (قليلة) والسائد هو التكرار والاجترار وأعمال صدرت إعجاباً أو تأثراً بأعمال سبقتها، ولهذا أسباب كثيرة، وما ينفع الناس يمكث في الأرض، لا أزكي نفسي فأنا جزء من منظومة المشهد الأدبي العربي، وأجتهد أن أكون مستقلاً قدر المستطاع جاعلاً من التأثر متعة لا أنقلها إلى أعمالي.

ألا يضايقك احتكار الرواية العربية لأضواء التكريمات والجوائز والنقد مقارنة بالأجناس الأدبية الأخرى؟ 

هي لا تضايقني ما دامت لا تمس حريتي الإبداعية وخصوصيتي الفنّية، انشغال التكريمات والجوائز والنقد بالرواية دون غيرها من الأجناس ضرره كبير، فالأدب ليس الرواية فقط، الأدب أيضا الشعر، والقصة، والمسرحية، والسيرة، لست ضد أي تكريم وأي جائزة وأي نقد يخدم الرواية أو ينشغل بها، وفي الوقت نفسه لست معها، لأن للأجناس الأخرى إغراء يفوق الرواية كالسيرة مثلاً.
الجوائز لها منطقة ايجابية أيضا حيث قدمت دعماً للحركة الروائية وجعلت هناك تواصلا أكثر من ذي قبل، ولكن يبدو أن كل شيء بمجرد أن يزيد عن حده تكون عاقبته غير مريحة، فالآن لم تعد الساحة الروائية مغرية بسبب المجانية التي سببتها هذه الجوائز.
إن المبدع الحقيقي جائزته (الاستمرار) وتقديم الأعمال المختلفة المتفردة، فالجوائز عموماً ليست مقياساً وليس لها أن تكون إلا داعماً ومحسّناً للمعنوية الإبداعية، باختصار هي (تكريم وتشجيع) على مسيرة عطاء أو جودة عمل، وليست تمييزاً أو تفرّداً.
ولو تأملنا لوجدنا أن أغلب من خلدهم التاريخ لم يحصدوا جوائز، وأغلب الأعمال التي ما زالت تقرأ كتبها أصحابها وغابوا عن الحياة ولم نعد نعرف عنهم أي شيء، سوى إبداعهم.

حاليا الكثير من الأسماء الأدبية تلهث خلف الترجمة إلى لغات أجنبية بغية الشهرة والانتشار، فما تعليقك؟  

الترجمة للغات الأخرى مهمة بلا شك لكن ليس بهذا الشكل، وليس كل ما يترجم يلقى حظّاً وافراً، وليس كل مترجم جدير أو رفيع،أما الركض بغية الشهرة والانتشار فهي مشكلة، لأن الكاتب سيضحي بأعماله الأدبية لقاء الحصول على موافقة للترجمة، غالباً تكون مدفوعة الثمن، هذه الحالة اعتبرها متأثرة من فوبيا الفشل، الكاتب الواثق المرتاح لعمله لن يلهث خلف ترجمة أي كان شكلها، لأن الإنصاف يُوجبه التاريخ للمبدع، فهناك أعمال خالدة تقرأ في كل وقت ومع ذلك لم تترجم.
الكاتب الجاد لا تشغله الترجمة أو غيرها بقدر ما تشغله جودة إعماله، وهذا لا يعني رفضه للترجمة، ولا يعني عدم سعيه فيها ما دام يجد في أعماله ما يستحق الترجمة.
لا نجد لك تواجد على مواقع التواصل الاجتماعي: تويتر/ سناب شات /انستغرام / فيس بوك .. هل لك وجهة نظر تجاهها؟
قال أحدهم يوماً: " إن وسائل التواصل أتاحت لجحافل الأغبياء أن يتحدثوا وكأنهم علماء .."
مواقع التواصل هي أماكن قائمة على الضجيج، والصراخ، والتنظير الممل وتفريغ الغضب الاجتماعي، والنقد الغير معني أصلا، والاحترام يكاد يكون مفقوداً، أنا متأكد أن جُل من يحضر في هذه المواقع هم أشخاص يتحدثون في أمور لا علاقة لهم فيها، ومن يتحرك فيها بشغف وحماس هم أنفسهم الذين كانوا يكتبون على الجدران، وبمجرد أن وجدت هذه المواقع جعلوها بديلاً، فاستراحت الجدران منهم.
هي أتاحت الفرصة للجميع بأن يعبروا كيف شاءوا، لكن من هم الجميع؟ وهل لآرائهم قيمة؟ . هذه المواقع قائمة على الشعارات والشعارات مطية المغلوب، فأنا ككاتب ما دمت أحترم نفسي قبل فني وقلمي، لن اسمح لمثل هذه المواقع أن تسلبني ثانية من وقتي، هذا خلاف تأثيرها السلبي: صحياً، نفسياً، ثقافياً، إلخ،  ناهيك عن وقعها السيء على الثقافة العربية، فقد رفعت الفوضى عالياً، وقاتلت الجودة بسلاح الرداءة.
ما هي القضية الرئيسة للمبدع ماجد سليمان؟ وإلى ماذا تطمح كتاباتك الأدبية مستقبلا؟
قضيتي الرئيسة هي (الإنسان) الإنسان في كل حالاته وتقلباته وتطلّعاته وتأمّلاته وتوجّساته، من حاضره وقادمه. تغريني الكتابة عن القضايا الكبرى للبشر، القضايا التي تهدد بقاء الإنسان، وتسحق يقينه، وتلوّث عيشه وتبعثر أمله، الكتابة عنها أشبه باستشفاء وضماد إلى حين.
أما المستقبل فهو غيب لا يد لي فيه، لست أضمنه ولا أتوقعه، كل ما علي فعله هو الإكثار من جرعات الأمل والعمل، والاستعداد بما تجود به الليالي التي أجلسها قارئاً وكاتباً، المهم أن استمر في زراعة الحياة بما هو جميل.

لمن يقرأ ماجد سليمان من جيل الشباب في وطننا العربي؟
أعمار المبدعين لم تكن شاغلتي يوماً لأنه ليس من العدل تقسيم الإبداع حسب الأعمار فقد يكون شاباً ويتجاوز بعمله من يكبرونه بأعوام، لذا يكون العمل هو الفيصل، حقيقة أقرأ لمبدعين كثر ولعلي أستحضر من  قرأت لهم مؤخراً، ولا أدري إن كانوا شباباً أم لا لكني أظنهم شباب القلوب، وهم: ربيع جابر، عماد الورداني، سلطان العميمي، فريد هدى، خليل خشلاف، علي بدر، وآخرين.

ما هو جديدك؟
انتهيت قبل أسابيع من عمل جديد لا هو بالرواية ولا بالقصة هي حكاية تتوسطهما، وتنتمي إلى أدب الحرب، بطلها شخصية متخبّطة بين حياة الحرب والحب، ويشرفني ويسعدني أن تكون النسخة الأولى بين أيديكم.
كلمة ختامية للقارئ الجزائري والعربي عموما؟
بكل محبة ومودة واحترام، للشعب الجزائري العريق، والقارئ الجزائري الفذ، وشعبنا العربي كافة، آمل أن أكون عند حسن ظنكم الجميل.

داني المولى لموقع الغربة: الغناء اللبناني دُمّر بسبب الطارئين على الفن


بيروت\غفران حداد ـ

داني المولى من الأصوات اللبنانية الشابة ،مواليد  قضاء بعلبك ،يحاول شق طريق نجاحه بالإعتماد على موهبته وصوته دون الاعتماد على فكرة الترويج للإغراء في الفيديو كليبات الرائجة هذه الايام بل الاعتماد على اللحن والكلام الجميل والصوت فقط ،المولى درس  هندسة ميكانيك صناعي قبل دخوله عالم الفن ليقرر بعدها دراسة الموسيقى والاحتراف بهذا المجال.

وكالة "الغربة" استضافت الفنان اللبناني الشاب دانى المولى وحاورته عن جديده الفني والحديث عن بعض احلامه ومعوقاته في سياق اللقاء التالي.

*ماجديدك الفني؟

سجلت أغنية بعنوان" شو هالحلا  " من كلمات محمد المولى ،وألحان أبو أمير توزيع فيصل، قريبا ستبصر النور و أتوقع لها النجاح بين الجمهور اللبناني.

*رايك بالاغنية اللبنانية الشبابية وانت أحد أصواتها؟

هناك زملاء فنانيين مجتهدين و اصوات جميلة ،من دون شك ولكن بالإجمال نراها في تراجع والبحث عن الشهرة السريعة فحين أسمع لأساتذتنا والمدارس الموسيقية التي تربينا عليها نجد الفرق الكبير فحتى الفنانيين الرواد كانوا في بداياتهم يقدمون أعمالاً تحمل الأصالة والطرب.

*من يعجبك من الفنانيين اللبنانيين؟ وتعتبرهم قدوة ومثلك الاعلى ؟

من جيل الرواد الاستاذ الفنان الموسيقار الكبير الراحل ملحم بركات ومن الاجيال التي ظهرت فيما بعد الفنان معين شريف وحسام جنيب وملحم زين.

*رأيك في ظاهرة العري في تصوير الفيديو كليبات للفنانات والفنانيين الشباب؟

أي مطرب يحاول أن يبدأ مشواره الفني يفترض أن يعتمد على صوتهِ وإختياره للنص الشعري واللحن الجميل أما حين يعتمد المطرب أو المطربة على العري في ازياءهم وفي زي من معهم في تصوير الاغنية فحينها يسمى عارض أزياء وليس مطرباً وللأسف الغناء اللبناني دُمّر بسبب ظاهرة العري من وراء هؤلاء الطارئين على الفن.

*ما معوقاتك في الوسط الفني؟

قضية الانتاج ،فحين نختار شركة احتكار تكون داعمة للفنان في بداياتهِ فقط ومن ثم يكون ضغط عليه لتقديم حفلات تجارية ولذلك انا الان انتج لنفسي وتوجد صعوبة أكيد في الامر لأن تكلفة تسجيل الاغنية وتصويرها مكلفة جداً.

*من يعجبك من المطربين العراقيين؟

الكثير من الاصوات العراقية تعجبني مثل الفنان حسام الرسام ،خاصة موال "عونك ياوطن ياوب الحضارات"،تحية للشعب العراقي.

*لو نتصفح أوراق قلب الفنان داني المولى ما الذي يسمح لنا بقراءته؟

"يبتسم بخجل" حاليا لا يوجد حب القلب خالٍ.

*ماهواياتك؟

السباحة،الركض.

*ماطموحك للمستقبل؟

سؤال كبير جداً،لدي طموح كبير أن أكون نجماً في الساحة الغنائية اللبنانية والعربية ولكني أخشى من تكسير أجنحتي من أعداء النجاح.

 *هل تخشى أن يخذلك الفن يوماً؟

سأبقى اعشق الفن بكل عيوبه وإيجابياتهِ.

 *كلمة أخيرة تود قولها من خلال وكالة" الغربة " في استراليا؟

تحية الى الجاليات اللبنانية والعربية في استراليا وفي كل العالم وتحية لجمهوري الذي يتابعني ويحضر حفلاتي وتحياتي لكِ ولوكالة "الغربة" وأتمنى أن أكون عند حسن الجميع.

حوار مع الكاتب المصري هشام شعبان

حاوره: عبد القادر كعبان/الجزائر ـ

هشام شعبان كاتب شاب من مصر الشقيقة من مواليد محافظة أسيوط، متخرج من كلية الإعلام جامعة القاهرة سنة 2013، بدأ مشروعه السردي بمجموعة قصصية بعنوان "رجل العباءة" (2014)، وتبعها برواية تحت عنوان "الإفطار الأخير" (2015)، وقد صدر له مؤخرا عمل روائي جديد "سجن العقرب" (2016)، عن دار شمس للنشر والإعلام التي قد سبق وطبعت أعماله الأولى. لا تقتصر إسهامات هشام شعبان فقط في الأدب بمختلف أجناسه بل تمتد إلى دوره الرائد والمميز في العمل الصحفي، ونذكر على سبيل المثال إسهاماته الرائعة في جريدة التحرير المصرية، جريدة الأهم، شبكة الإعلام العربية، جورنال مصر، مركز صحفيون متحدون وغيرها.  حول آخر إصداراته ومشواره الصحفي والأدبي بشكل عام كان لنا معه هذا اللقاء:

هشام شعبان
أولا حدثنا عن هشام شعبان الصعيدي، وبداياته في عالم الكتابة...
بداية أحب أوجه تحية لكل الشعب الجزائري الشقيق، هذا الشعب الجميل الذي نرتبط معه بموروث ثقافي واجتماعي بل وسياسي أيضا.. 
بالنسة إلي أنا عشت في محافظة أسيوط بصعيد مصر حتى سنة الـ17 وغادرت أسيوط إلى قاهرة المعز فور التحاقي بكلية الإعلام جامعة القاهرة وبانتقالي للقاهرة بدأت حياة جديدة تماما.. أكثر نضجا وأكثر معرفة.. ورغم ذلك عند إقدامي على الخوض فى عالم الكتابة الأدبية وجدتني مشدود لعالم القرية والريف المصري ومتأثر به في بيئة القصة والرواية.. البداية كانت من خلال كتابة قصص قصيرة متفرقة بموقع "حريتنا" ومن ثم وبتشجيع جاد من دار شمس للنشر والإعلام وجدتني أصدر أول مجموعة قصصية مطبوعة وهي المجموعة القصصية "رجل العباءة".

لك تجربة صحفية فريدة في كتابة المقالة، فما هي خصائصها وآلياتها من وجهة نظرك كأكاديمي؟ حدثنا عن مساهماتك الثرية في العديد من المنابر الإعلامية؟
على الرغم من تخرجي عام 2013، إلا انني بدأت العمل الصحفي من السنة الثانية لي كطالب في كلية الإعلام.. سأحكي لك قصة سريعة مهدت لعملي الصحفي.. في أولى سنواتى بالقاهرة عملت إلى جانب الدراسة في وظيفة "رجل أمن" في شركة خاصة وكان ذلك فى المكتبة المركزية لجامعة القاهرة يوميا لمدة 12 ساعة ليلًا، وقد أتاحت لي تلك الوظيفة أن أجد نفسي وسط كنز من الكتب المتنوعة في كل المجالات وتلك كانت بدايتي الحقيقية في إثراء ملكة القراءة.. قرأت في الأدب والسياسة والجغرافيا السياسية والتاريخ والأديان.. 
أعود للصحافة، بدأت في موقع حريتنا وتدرجت فيه من محرر تحت التدريب حتى أصبحت رئيسا للتحرير وكانت هوية الموقع شبابية تؤمن بأن المستقبل للشباب وبالشباب، بعدها انتقلت لعدد من الصحف والمواقع الإخبارية كجريدة التحرير والجريدة الكويتية وشبكة الإعلام العربية.. آمنت دوما بأن المصداقية والمهنية مقدسات كالمقدسات الدينية لا يمكن المساس بهما أثناء العمل الصحفي، وتركزت مقالاتي حول الشأن السياسي سواء المحلي أو الإقليمي، اعتمدت في ذلك على جمع المعلومة من أكثر من مصدر وتوثيقها بالأدلة وإحداث التوازن بين الآراء المعروضة ووجهات النظر المختلفة تجاه القضية محل النقاش بالمقال.. أعتقد أنني ساهمت بقدر معقول في تقديم صحافة حرة صادقة حتى لو كان ذلك في مناخ سياسي يناهض الحريات.

في مجال الأدب، أي شيء دفعك أولا لخوض تجربة كتابة قصص "رجل العباءة"؟ما هو مضمونها باختصار؟
بعد كتابة عدد من قصص المجموعة القصصية "رجل العباءة" ونشرها إلكترونيا وجدت أنه من الضروري جمع هذه القصص في عمل واحد متكامل يظل متاحا للجميع لسنوات وسنوات.. 
أما بخصوص مضمون المجموعة فإنها حكايات واقعية من قلب الشارع والمجتمع، وأخرى من خيالي،امتزجت جميعها عبر أسلوب سهل وبسيط كي يناسب مستويات ثقافية متمايزة.. 
أنا أعتبر "رجل العباءة" مجموعة قصصية متنوعة استمدت أفكارها من المناخ الاجتماعي المحيط والذي ظهر خلاله على السطح رجال الدين بقوة بعد سقوط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وقد حاولت في جل قصص المجموعة إبراز الجانب الآخر الخفي لرجال الدين والتعمق أكثر داخل مسببات أحكامهم وفتاويهم التي أعتبرها نوعا من"المتاجرة" و"المرض النفسي".

لماذا اخترت "الإفطار الأخير" عنوانا لروايتك الأولى الصادرة عن دار شمس للنشر والإعلام سنة 2015، وما هو مدلول هذه التسمية عندك؟
رواية الإفطار الأخير تدور أحداثها في شهر رمضان الذي ورغم مكانته الدينية والروحية في قلوب المسلمين لكن أبطال الرواية بدوا كأنهم شياطين غير مكبلة تمارس الفساد الأخلاقي والديني والسياسي بلا وازع أو خجل وعليه تكون النهاية الحتمية هي تسممهم في إفطارهم الجماعي الأخير داخل أحد المساجد.


كم كانت ذاتك حاضرة فيها أثناء عملية الكتابة؟ حدثنا عن شخوصها بإيجاز؟
أعتقد أنني كنت حاضر بكل وجداني لأن الرواية خليط ما بين الواقع الذي عايشته وبين الخيال لذي يخدم فكرة الرواية.. الكثير من شخوصها وأحداثها مستمدة من الواقع.. تجد رجل الأعمال محمود البياض الساعي لعضوية البرلمان مهما كلفه الأمر والشيخ عيسوي إمام المسجد الذي يمارس الزنا مع إحدى سيدات القرية، وحسن الشاب الذي يمارس الخيانة ثم يتعرض لها، والشيف عبده الطباخ المحتال الذي يقدم لزبائنه لحوم عفنة، والفتاة داليا التي تقتل بدم بارد من نجل رجل الأعمال أثناء محاولة إجهاض جنينها، وغيرهم من الشخصيات الثانوية الأخرى التي تكتمل معها صورة المدينة الفاسدة.
عنوان روايتك الأخيرة "سجن العقرب" يستفز القارئ ليعيده إلى أدب السجون، فكيف تم اختياره ولماذا؟
اختيارالعنوان كان سهلا.. مباشرا.. يعكس الفكرة الأساسية للرواية وهي ما يحدث داخل سجن العقرب شديد الحراسة فى مصر من أهوال وتعذيب وامتهان للسجناء السياسيين وحقوقهم..

 تدور أحداث "سجن العقرب" عموما حول قصة الشاب "محمد مظلوم" الذي تلقي به الظروف في أشد حصون التعذيب شهرة لمجرد سقوطه في كمين أمني وهو يرتدي "تي شريت" مطبوع عليه عبارة "وطن بلا تعذيب"، فكيف جاءت فكرة هذه الرواية وما هي رسالتك للمتلقي باختصار؟
الفكرة جاءتني من قضية "معتقل التيشيرت" وهو الطفل الذي تعرض للحبس عامين في السجون المصرية لأنه كان يرتدي تيشيرت مدون عليه عبارة "وطن بلا تعذيب".. 
رسالتي أن الحرية هي أغلى قيمة عند الإنسان وأن مناخ سلب وقمع الحريات لا يمكن له إلا وأن ينتج أشخاص لا يؤمنون بفكرة الأوطان أو الانتماء وأنهم مهما طال الظلم والظلام لن يتخلوا عن حريتهم حتى لو كانت تلك الحرية هي الموت الذي تتحرر فيه أرواحهم من أجسادهم..
أين يلتقي هشام شعبان الصحفي مع المبدع عموما؟

أعتقد أنهما لا يفترقان من الأساس فالصحافة والأدب وجهان لعملة واحدة.

ما هي أهم الركائز الأساسية لنجاح القصة و الرواية من منطلق تجربتك الخاصة؟
الفكرة الجديدة والعرض المختلف لهذه الفكرة، وإبراز عنصر التشويق والحبكة المحكمة وعدم الإطالة في السرد بما لا يخدم فكرة القصة أو الرواية إلى جانب التميز فى وصف الأفكار والصراعات داخل نفوس شخصيات العمل الأدبي.
ما رأيك في النشر الورقي حاليا في مصر مع موجة النشر الالكتروني؟ ولماذا وقع اختيارك على دار شمس للنشر والإعلام تحديدا؟
هناك تراجع كبير للنشر الورقي والبعض خصوصا الكتاب الشباب يلجأون للنشر الإلكتروني لأن طريقه أسهل في الوصول للجمهور بلا تكاليف باهظة.. 
دار شمس واحدة من أكثر دور النشر تميزا فى مصر من حيث الالتزام الأدبي والنشر والتوزيع، إلى جانب أنها دار عريقة تعاون معها الكثير من كبار الكتاب والأدباء المصريين والعرب وأعتقد أنه شرف لي التعاون معها وأتمنى استمرار هذا التعاون في المستقبل.
ما هو مدى اقترابك من الأدب الجزائري؟
أنا قريب إلى حد ما ومن المعجبين بشدة بالكتاب واسيني الأعرج وأحلام مستغماني وكذلك أبو الأدب عبد الحميد بن هدوقة، ورأيي أن الأدب الجزائري كان شاهدا على تاريخ المغرب العربي وانقسم لمرحلتين، مرحلة الاستعمار الفرنسي ومرحلة التحرير، كما أنه اهتم بالتنوع العرقي والأقليات والكتابات الأمازيغية حاضرة وشاهدة في هذا الإطار.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
أجهز حاليا لكتاب اسمه "100 مشهد سينما"، حيث أبتعد قليلا عن القصة والرواية لتوثيق أهم 100 مشهد سينما من حيث السيناريو والحوار في رأيي. فانا أعتقد أن تاريخ وتراث السينما المصرية يستحق أن يكون هناك عملا جامعا على تلك الشاكلة.. 

كلمة ختامية للقارئ؟
نصيحتي للجميع بالقراءة، ثم القراءة، ثم القراءة في جميع المجالات ودون كلل أو ملل.. ومن يرى في نفسه موهبة الكتابة فليبادر ويكتب، ومن لديه رسالة أو علم لا يحتفظ به لنفسه.. إذا كنا متأخرين في عالمنا العربي فانظروا للفارق بيننا وبين الغرب في معدل القراءة وستعرفون السبب.