خيرة مباركي: اللوحة بالنسبة لي بناء عقلاني وميلاد روحي

 بيروت\غفران حداد ـ 
خيرة مباركي فنانة تشكيلية وناقدة وشاعرة  تونسية -جزائرية "من أب جزائري وأم تونسية "أستاذة في اللغة والآداب العربية ، متحصلة على الإجازة في الأدب العربي القديم والحديث وتحضر للماجستير في النقد الادبي .
 وكالة الغربة حاورتها عن بعض من مشوارها الفني في سياق اللقاء التالي.

 كيف كانت طفولة الفنّان التشكيليّة خيرة مباركي ؟ *
الطفولة هي الفردوس الأول الذي يختزل كل أحلانا وطموحاتنا. هي طفولة عاديّة لفتاة عاشت في مدينة من مدن الوطن العربي. بما تحمله من طموحات وأحلام مثل الرّسم أول عشقها حين عانقت الفرشاة وخطّت خطوطها الأولى في سِفر الحياة. ولكنه عشق واجه المصاعب بين التزامات الدّراسة وخوف الأسرة ومحدوديّة النشاط الفني في المنطقة .. كنت متفوقة في الدراسة ولهذا وجدت ضغوطات  ضد مسيرتي الفنيّة بسبب خوف العائلة من إهمال دراستي ولكن رغم ذلك كان الحلم أقوى من الواقع وخضت غمار المسابقات ثم المعارض وأنا بالمرحلة الثانويّة . 

  كيف كانت بداياتكِ في الرّسم والنقد ؟*
كانت بداياتي في الرّسم أولا لما أحسست أن أصابعي تواقة لقلم الرّصاص .. وأن الطبيعة تراودني لأخط نغماتها على أوراقي .. عشقت الألوان حين داعبت أعماقي وبصري فأطلقت لها العنان لأصل الى المسابقات التي فزت فيها وكانت منطلقا لي لزرق الثقة في نفسي لأخوض غمار المعارض رغم صغر سنّي . وكانت الجامعة فضاء رحبا لأمارس هوايتي وأنمي طموحاتي .. عندها قررت أن أصنع نفسي بنفسي ولكن الضغوطات السياسية والاجتماعية جعلتني أبتعد لفترة طويلة وأنغمس في الحياة العملية كأستاذة في الأدب العربي قديمه وحديثه . وهذا ما عمّق اهتمامي بالنقد وأجربه في البداية على أعمال لأدباء ارتبطوا بالبرامج التعليميّة لكن وجدت أن لدينا من الأدباء والشعراء الذين نعايشهم ابداعا أحيانا يفوق ابداع السلف وهذا ما جعلني أنغمس في دراسة أعمالهم لتكون موضوعات لدراسات عميقة منها ما سيكون موضوعا لكتب نقديّة متكاملة ..

كيف كانت نشاطاتك الفنيّة بين الفن التشكيلي والنقد ؟ *
 أقمت معارض عديدة منها ما كان فرديّا ومنها ما كان  مشتركا وآخرها مشاركتي في  معرض عالمي بعنوان ألوان حالمة تحت إشراف الفنان التشكيلي العالمي الدكتور خالد نصار . ومنه إلى خوض تجربة وثيقة الصلة بين الفن التشكيلي والنقد لتكون مشاركتي في النقد التشكيلي ضمن إدراجي ضمن لجنة النقد في الموسوعة العالمية : موسوعة الماسة في الخط العربي والفن التّشكيلي التي ستترجم إلى الاسبانية والانجليزية والفرنسية تحت إشراف الباحث الناقد  الدكتور محمود فتحي وفنانون بلا حدود .. إضافة إلى مشاركتي في مهرجان الدولي للفلم العربي بمدينة قابس ضمن ندوة حول السينما العربية كناقدة سينمائية وهي تجربة ليست بعيدة عن التجارب النقديّة الأخرى . 

حضرتك فنّانة تشكيليّة وناقدة وشاعرة . فأين تجدين نفسك أكثر ؟ ولماذا ؟*
وكيف تقيّمين الشّعر العربي اليوم ؟ 
أنا رهينة اللحظة الشعوريّة التي أعيشها لمّا أحس أن اللغة قادرة أن تكتبني وتعبّر عنما أحسّ به أكتب الشّعر ولمّا تناغيني الرّيشة تداعب أصابعي أعطيها حقّها وحين يستهويني النص ويدهشني أغوص في أعماقه .. 
أمّا عن الشّعر العربي اليوم فأنا أراه بخير وما نعايشه منطقيّ جدّا ولن أكون متشائمة لأن غيري ربّما يحكم على الواقع الأدبي من منظور أحادي، فقط من جانبه السّلبي والحال أنه ككل عصر تجد فيه الغث والسمين . وشخصيّا وقفت عند تجارب شعريّة وأدبيّة في غاية الأهميّة.

 *إنّ لكل فنّان أسلوبا يمتاز به وأسلوب يمثّله. ماهو أسلوب الفنّانة التشكيليّة "خيرة مباركي" ؟ 
    أنا أسلوبي في أن لا أكون نسخة للآخر.. كما قلت هي اللّحظة الإبداعيّة التي تحدّد لك ما تخطين..قد يكون هذا الحضور لرمز المرأة في لوحاتي باعتبارها الحياة والطبيعة والوجود. وكل ما نفكر به أو نحس هو في الواقع صورة منها . 

*كتب الرسام والنحات والفنّان التّشكيلي الاسباني " بابلو بيكاسو " يقول " الرّسم طريقة أخرى لكتابة المذكّرات " هل تعارضين أم توافقين هذا المعتقد ؟ 
أوافقه الرأي لأن العمل الفنّي هو بالأساس ترجمة وتعبير عن المشاعر في تلك اللّحظة الإبداعيّة ، إنّها لحظة المخاض التي تولد معها نسخة الواقع الشعوري والحقيقة السيكولوجيّة للذات المبدعة . ولكن الفنّان يضيف عليها اللمسة الفنيّة التي تحوّل قبح الواقع وآلام الذات وانفعالاتها إلى تجربة إنشائية فنيّة ذات جماليّة وذوق يقتحم ذات المتقبّل . 

*تقول الشّاعرة والأديبة اللبنانيّة الفلسطينيّة "مي زيادة " " وراء كل أفق أفق ينفسح ، كذلك الحياة دوما في تكرّر والفكر في تنوّع والفنّ في تجدّد " إلى أي مدى ينسجم رأيك مع هذا الاعتقاد ؟ 
نعم أوافقها طبعا لأنّ الإنسان استحالة صعّادة  يرغب دوما في التّجدّد ويبحث عن التنوّع . وهذه ديناميكية الفكر في وجوده وإلاّ لن يكون إنسانا ولكن أحيانا هو رهين مخزونه وإن تقدّم وتطوّر فإنّه أحيانا يحن إلى موروثه ولو على سبيل اللاوعي وخاصّة في الفن لأنّه ليس هناك أطرف من جدّة القديم . بهذا مهما اتسعت آفاق التّفكير فهناك رغبة في إحياء ما فات . 

*اللوحة بالنسبة إليكِ هل هي بناء عقلاني أم هي ميلاد روحي ؟ 
اللوحة هي بناء عقلاني وميلاد روحي في الآن ذاته  ، لأنّ الفن معرفة والمعرفة لا يمكن أن نفصل فيها بين المادة والروح . ثم إنّ العمل الفني هو وليد لحظة روحيّة ولكن نخطه ببناء عقليّ حتى نتمكّن من الاقناع لأنّ هناك ذوق متلق ينظر السّجال . 

*عندما تصبح اللّوحة من حق مالكها ماذا يبقى منها في دواخل خالقها ؟ 
ما يبقى في دواخل خالقها هو الحب والذّكرى وخصوصيّة التّجربة . 

*هل ندمت على لوحة رسمتها في يوم ما ؟ 
 نعم ندمت على واحدة رسمتها . لم أفقه عواقبها إلاّ بعد العرض .
 
*بعيدا عن اللون والفرشاة ما هواياتك التي تحبين ممارستها في أوقات الفراغ ؟ 
 أجمل شيء أحبه الموسيقى الهادئة التي تحلق بي في عوالمي البعيدة .

*كلمة أخيرة للقارئ العراقي وفي العالم العربي من خلال وكالة "الغربة الاستراليّة"؟. 
 سعيدة بهذا اللقاء الذي جمعني وسيجمعني بأحبائي وأصدقائي في العراق وفي كل بقاع الوطن العربي .. بكل معاني الحب والجمال أحييكم وأنثر باقات ورود عشقي لكم أيّها الغاليين وأشكر الفيس الذي عرفني بكم وستبقون دوما  لحنا جميلا يداعب نبضي ...أحبّكم ... 

انطوان الدريبي: جمعنا لدعم الاطفال المرضى بالسرطان مليون ومئتيْ الف دولار

كعادته منذ أكثر من 15 سنة، شارك رجل الاعمال السيد انطوان الدريبي بالسباق الخيري لدعم الاطفال المصابين بمرض السرطان، والذي دام لمدة 10 أيام، ولكي نعرّف قراءنا أكثر عن هذا العمل الخيري الرائع كان لنا معه هذا اللقاء:

ـ استاذ انطوان، كيف كانت رحلتك؟
ـ رائعة، فلقد جمعت سيارتنا مبلغ 72 الف دولار، وكنا الاوائل من هذه الناحية.

ـ كم سيارة شاركت بالسباق؟
ـ اشتركت بالسباق الخيري هذه السنة 69 سيارة.

ـ هل هو سباق كباقي السباقات؟
ـ لا، هو رحلة طويلة بالسيارة يفوز فيها من يجمع تبرعات أكثر، وليس من يصل أولاً.

ـ وكم جمعتم كلكم؟
ـ مليون و200 ألف دولار. 

ـ ما شاء الله.. مبلغ كبير جداً؟
ـ كل سنة نجمع مثل هذا المبلغ وأكثر.

ـ من أين بدأتم بالرحلة واين انتهيتم؟
ـ بدأنا من Batemans Bay وانتهينا Griffith بالجبال الزرقاء، يعني اننا مررنا بولايات فيكتوريا، وكانبرا ونيو ساوث ويلز.

ـ وكم يوم بقيت الرحلة؟
ـ عشرة ايام، قطعنا خلالها مسافة 2300 كلم، معظمها طرقات ترابية غير معبدة.

ـ ولماذا؟
ـ كي نتعذب ونحن نقود السيارة، علنا نشعر بعذاب الاطفال المصابين بمرض السرطان.

ـ ألا تتعرضون لحوادث في طرقات وعرة كما ذكرت؟
ـ بلى، السنة ماتت معنا امرأة، ووقعت سيارة بالنهر ايضاً. المسألة ليست سهلة على الاطلاق، هناك خطر شديد، ولكن هناك فرح أشد عندما تعلن النتيجة باننا جمعنا مليون و200 الف دولار للاطفال المرضى.

ـ هل هذه المرة الاولى التي تشارك بها؟
ـ لا، لقد شاركت اكثر من 15 سنة، وكنت أول لبناني يشارك بهذا السباق.

ـ ومن يساعدك بقيادة السيارة؟
ـ صديقي العزيز جورج لولش، والهولندي المولود في لبنان هانز اولزمن.

ـ ما اسم المؤسسة التي تشرف على هذا السباق؟
ـ مؤسسة Camp Quality Escar Pade التي تأسست منذ 25 سنة

ـ هل تلاقون تشجيعاً من أهالي القرى والمدن التي تمرون بها؟
ـ بالطبع، وخاصة من أولاد المدارس. فنحن نزور المدارس النائية لنقدّم للاطفال الالعاب والحلوى والكومبيوتر وغيرها.

ـ هل من كلمة أخيرة؟
أولا أشكر مؤسسة الغربة، ومجلة لقاء، على هذا اللقاء، وأدعو القادرين من ابناء الجالية للمشاركة بهذه الرحلة الخيرية، فعمل الخير نعمة سماوية.