الغربة تنفرد بلقاء رائع مع سفير لبنان في كوبا الاستاذ روبير نعوم

أجرى اللقاء شربل بعيني
لهذا الحديث حكاية شيقة، فبينما كنت أتواصل عبر الفايس بوك مع سعادة سفير لبنان في كوبا الاستاذ روبير نعّوم، سألته بطريق الصدفة عن الجالية اللبنانية هناك، فجاءني منه جواب أكاديمي مفصل، أذهلني لغرابة وصدق معلوماته، وبدون أي تردد سألته: هل تسمح لي بلقاء مفصل با سعادة السفير، أقدر من خلاله أن أسلط الضوء على جالية لبنانية غارقة في القدم، فكان جوابه: تفضل، أنا جاهز.
وبينما كنت أتلقى أجوبته، قلت في سري: يا الهي هل أحاور سفيراً أم أديباً كبيراً.. فهنيئاً للجالية اللبنانية الكوبية به. واليكم الحديث:
طاقم موظفي سفارة لبنان في هافانا وعائلاتهم ـ 22/11/2014
1 ـ استاذ روبير، كيف كان إنطباعك عندما عينت سفيراً للبنان لدى كوبا ؟
قبل أن ابدأ الإجابة، أود  ان أوجه تحية محبة الى جاليتنا في "نيو ساوث ويلز" والى مؤسساتها كافة، خصوصاً الاعلامية وبالاخص مؤسسة "الغربة"  الغراء وعلى رأسها الاستاذ شربل بعيني، لك مني كل تقدير وإحترام. 
ثم بالنسبة للجواب، عندما أبلغت بقرار جانب مجلس الوزراء القاضي بتعييني سفيراً للبنان لدى كوبا، وكما تعلم إستاذ شربل إنها أول دولة أخدم فيها بصفة سفير، وسفيراً للوطن الرسالة، إن أول ما قمت به كان الدعاء أن يلهمني الرب لإنجاز مهمتي الوطنية هذه على أكمل وجه وقدر المستطاع . ومن جهة ثانية، إن لكوبا وضع خاص على صعيد السياسة الدولية، إضافة الى ما تتمتع به من صفات مميزة لجهة الثورة بقيادة الزعيم فيديل كاسترو، الذي واجه سياسياً من خلال الثورة جارته الولايات المتحدة الاميركية ( المسافة البحرية بينهما 90 ميلاً فقط ) طيلة 57 سنة. هذا الأمر كوّن لدي إنطباعاً شيقاً وحماساً كبيراً، إستعداداً لما ينتظرني .
الاجتماع الاول مع بعض الرسامين المتحدرين في السفارة ، 10/7/2013 . 
2 ـ كيف كان شعورك عندما دخلت سفارة لبنان في هافانا ؟
شعوري دائما هو ذاته عندما أدخل أي بعثة لبنانية، سواء سفارة أو قنصلية ، شعور إعتزاز بتمثيل "بلاد أرز الرب " وشعور جهوزية تامة وفرح داخلي لخدمة وطني وإخوتي .
السبت 22/6/2013، أول لقاء في دار سكن السفارة في هافانا لأبناء الجالية
( يبدو البروفسور أوهينيو سلمان، الطبيب الخاص للقائد فيديل كاسترو
جالساً الى أقصى اليسار)
3 ـ كنت قنصل لبنان العام في سدني وكنت تدير شؤون جالية مؤلفة من نصف مليون شخص تقريباً. أخبرنا عن الجالية اللبنانية في كوبا .
للأسف الشديد، إن غالبية جاليتنا في كوبا التي يقدّر عددها بحوالي 30 ألف شخص، ليس لديها قيود لا في السجل الاساسي للسفارة ولا في سجلات دوائر النفوس في لبنان .علماً أن عددها تجاوز الـ 75 الفاً قبيل الثورة، وأن أول لبناني وصل الى كوبا سنة 1870 ويدعى : هوسيه ( يوسف) جبور. أما بالنسبة للمناطق التي جاء منها أبناء الجالية فهي : قرى وبلدات ساحل كسروان، بلاد جبيل، محافظة الشمال وخصوصاً قضاءي البترون والكورة. بعد إنتصار الثورة الشيوعية أول سنة 1959، غادر الكثيرون الى بعض الدول المجاورة : الولايات المتحدة، المكسيك، والى دول أميركا اللاتينية، كما أن قسماً منهم عاد الى لبنان. ونرى في بعض الكتب والمؤلفات صوراً لأبناء الجالية  ـ حتى بعد الثورة ـ خلال لقاءاتهم في الاندية الاغترابية، يدل مظهرهم فيها أنهم كانوا من الميسورين...
أبرز أسباب المغادرة، كانت التدابير المتعلقة بالملكية الفردية وفقاً لمبادىء الثورة الشيوعية، من جهة، ومن جهة أخرى القوانين المرعية الاجراء التي لا تسمح بإزدواجية الجنسية، ما حال دون تسجيل وقوعات الأحوال الشخصية لهؤلاء المتحدرين في سجلات النفوس اللبنانية. أما القسم الصغير نسبياً من الجالية الذي بقي في الجزيرة، إما لأنهم غير قادرين على الذهاب الى بلد آخر، سواء مادياً أو لعدم وجود أقرباء أو معارف لهم، وإما لأن أولادهم يتابعون دراستهم في مدارس أو جامعات كوبا .
صورة من زيارة الوزير باسيل في 20/2/2015، خلال حفل العشاء الذي أقمته
4 ـ أين يعيش اللبنانيون، في العاصمة هافانا أم في مدن أخرى ؟
تتواجد الجالية في غالبية ولايات الجزيرة ( وعددها 12 ولاية )، وبكثافة خصوصاً في هافانا وولايتي سانتياغو دو كوبا ( وهي العاصمة الأولى لكوبا) وأولغين ( تقعان في شرق الجزيرة)، كما في ضواحي كبرى مدن الولايات .
5 ـ هل توجد هجرة لبنانية حديثة الى كوبا أم أن الجالية غارقة في القدم ؟
كما سبق وأشرت، بدأت الهجرة سنة 1870 وإزدادت كما العادة، خصوصاً بعد كلتا الحربين العالميتين، وبلغت الذروة قبيل الثورة الكوبية؛ عندها بدأت الهجرة المعاكسة، وبالنتيجة لا توجد هجرة لبنانية حديثة، والاوضاع الاقتصادية للمتحدرين صعبة مع أن غالبيتهم لديهم حقوق إرثية في وطنهم الأول، ومسائلهم العائلية معقدة لجهة القوانين المدنية التي إعتقدوا أنهم إستفادوا منها والتي تبيّن أنها تتعارض مع القوانين الدينية المرعية الاجراء في مسائل الاحوال الشخصية اللبنانية . 
6 ـ هل ما زال اللبنانيون متمسكين بلغتهم الأم وتقاليدهم اللبنانية ؟
على هذا الصعيد، لاحظنا تراجعاً في مشاعر الجيل الثاني وما تلاه، كما حيال أصله وجذوره وهم يتكلمون الاسبانية فقط، مقارنة مع الجيل الأول الذي يبرهن قولاً وفعلا عن تمسكه بأصله اللبناني، على الرغم من إندماجه في المجتمع الكوبي .
في حفل إستقبال العيد الوطني الذي أقمته في 22/11/2014 ويظهر ممثل الحكومة :
عضو مجلس الدولة حاكم المصرف المركزي السيد إرنستو ميدينا بيللا بيران،
وعضو المجلس السيد فيديليتو فيديل كاسترو، ومدير الشؤون السياسية في الخارجية
السفير أرمنددو فيرغارا.
7 ـ كيف وجدتهم من الناحية الاجتماعية، هل هم من أصحاب المال والقرار أم أنهم لا يتعاطون السياسة ؟
من الناحية الاجتماعية، وبتوجيه من الحكومة الكوبية جرى أواخر السبعينات من القرن الماضي دمج الجمعيات اللبنانية والسورية والفلسطينية في ما سمّي " الاتحاد العربي في كوبا"  ويتبع وزارة العدل ، وبالتالي لم يعد للجالية اللبنانية مؤسسات ثقافية وإجتماعية تمثلها، على الرغم من أنها تشكل 90 % من الوجود العربي في هذا البلد. وبالتأكيد لا وجود في النظام الكوبي لـ " أصحاب أموال ونفوذ " ...
وبإعتزاز أشير الى أن المتحدرين اللبنانيين هنا تركوا بصمات لا تمحى في مختلف مجالات الحياة الوطنية والاجتماعية والثقافية والعلمية، سواء بمشاركة العديدين منهم في معارك التحرير ( 1895 ـ 1898 )  من الاستعمار الاسباني، مروراً بانجازاتهم في مختلف مجالات الصحة والطب والابحاث الطبية ـ يكفي أن نذكر مثلاً "معهد بيدرو خوري للأمراض الاستوائية" ( إبن حدشيت)، الذي يعتبر أهم مؤسس لمعهد علمي في أميركا اللاتينية، كما نذكر الطبيب الخاص للقائد فيديل كاسترو البروفسور أوهينيو سلمان ( من راسمسقا ـ الكورة ) ـ وكذلك في المهن الحرة والثقافة والموسيقى والفلسفة والفنون التشكيلية .
صورة مذبح مار مارون في كنيسة
"مار جوداس تاديو  ومار نيقولاس دوباري"
في وسط هافانا التي زرتها في 21/8/2013

8 ـ هل عندهم دور للعبادة أو مدارس أو ما شابه ؟
يستدل بوضوح مما تقدم عدم وجود دور للعبادة أو مدارس أو وسائل إعلام لأبناء الجالية. وعلى الرغم من ذلك، أشير الى وجود مذبح لمار مارون في إحدى أقدم كنائس هافانا، قرأت عنه  بعيد وصولي وقمت بزيارته فوراً، وقد أدرجته على برنامج الزيارة الرسمية التي قام بها معالي وزير الخارجية والمغتربين المهندس جبران باسيل الى كوبا يومي 20 و21/2/2015، في خطوة تركت أثراً طيباً في نفوس المتحدرين.
( * قبل الثورة، كان يقوم كاهن مقيم بالاحتفال بالذبيحة الآلهية أيام الآحاد والاعياد، بتكليف من بكركي ) .
9 ـ حكومة كوبا لا تسمح بتعدد الجنسيات أي أن اللبناني متى تخلى عن جنسيته لا يسمح له بإسترجاعها. كيف سيكون موقفك كسفير للبنان من هذا الأمر ؟
بعد يومين فقط من تقديمي "أوراق الاعتماد" يوم الخميس 20/6/2013  كسفير فوق العادة مطلق الصلاحية للجمهورية اللبنانية  لدى جمهورية كوبا، قمت بدعوة المتحدرين الى لقاء في دار السكن  يوم السبت 22/6/2013، شارك فيه أكثر من 50 شخصاً، حيث جرى التعارف، وعرضت خطوات العمل التي سبق وبدأت تحضيرها فور تعييني، وتتطلب التعاون بين الجالية والسفارة وتضافر الجهود لعقد لقاءات دورية وتنظيم نشاطات متنوعة وفقاً لمهاراتهم المتعددة، وتشجيعهم خصوصاً على القيام بالتسجيل في البعثة وقيد وقوعات أحوالهم الشخصية. وقد نظمنا لغاية الآن أكثر من 200 ملف عائلي إستناداً الى ما في
الخميس 20/6/2013، تقديم "أوراق إعتمادي" الى نائبة رئيس الجمهورية
السيدة غلاديس م. بيهيرانو بورتيلا بحضور وزير العلاقات الخارجية
السيد برونو رودريغيس بارييا. 
حوزتهم من صور مستندات قديمة ومعلومات، نعمل على إستبدالها وإستكمالها بالوثائق والمستندات الحديثة، سواء التي تطلبها السفارة مباشرة من المديرية العامة للاحوال الشخصية أو التي يمكن تأمينها عن طريق الأقارب في لبنان .وما نقوم به على هذا الصعيد، يستند الى وعد لنا من المسؤولين في وزارة العلاقات الخارجية الكوبية بالتساهل بالأمر، على أن يجري بهدوء وروية وبدون أي ضجيج وطبل وزمر، حتى لا يطبق علينا القول : "أسمع جعجعة ولا أرى طحناً"، وفهمكم كفاية ... .
حفل توقيع الاتفاق بين غرفتي التجارة في بيروت وكوبا، 4/6/2015 
بقي أن أشير الى أمر هام : في خطوة سيكون لها أثر إيجابي على تعزيز العلاقات الثنائية، جرى في آذار 2015  تأسيس " مجلس رجال الأعمال اللبناني الكوبي " برئاسة السيد علي كزما وقام وفد منه يضم حوالي 20 رجل أعمال بزيارة الى هافانا من 1 ولغاية 9/6/2015، جرى خلالها توقيع إتفاق بين غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان وغرفة التجارة الكوبية. وتجدر الاشارة الى تنظيم المنتدى الاقتصادي الأول اللبناني الكوبي في بيروت منتصف تشرين الاول (اكتوبر) القادم، وخلال زيارته في مكتبه، أكد وزير التجارة الخارجية السيد أورلندو مالمييركا مشاركته في المنتدى على رأس وفد يضم أركان الوزارة. كما سيشارك المجلس في معرض هافانا الدولي مطلع كانون الأول المقبل حيث سيقام جناح لبناني يضم حوالي 40 شركة .
مع وزير التجارة الخارجية ووفد مجلس رجال الاعمال اللبناني الكوبي، 8/6/2015
10 ـ هل إشتقت الينا في سدني كما نحن مشتاقون لك، أم ان السيكار الكوبي أنساك الكنغورو والكوالا ؟
بالتأكيد أنا بغاية الشوق للقاء أهلي في سدني : أخوات وإخوة، صديقات وأصدقاء. يقول المثل : "عاشر القوم 40 يوم، أو تصير منهم أو ترحل عنهم"، في حين أنني أمضيت 8 سنوات بينكم ومعكم ( 2004 ـ 2012 )، فكم 40 يوم تحتوي هذه السنوات ؟؟؟ أكثر من ذلك، سبق لرئيس جمعية بطل لبنان الزغرتاوية الأسبق، صديقي وأخي المرحوم سركيس المقسيسة، أن اعلنني ومن صالون كنيسة سيدة لبنان ـ هاريس بارك : "مواطناً زغرتاوياً "، وكلنا يعلم أن جمعية زغرتا الحبيبة جمعت وتجمع شمل العائلة الواحدة الموحدة بشكل نموذجي، والتي نحن أحوج ما نكون اليه في الظروف الدقيقة التي يعيشها وطننا المفدّى، كما في الخارج كذلك في لبنان .
وحتى يكون ختامها مسك :
بكل صدق وفخر، أعلن إعتزازي بالاكثرية الساحقة من أبناء الجالية اللبنانية في سدني ( نيو ساوث ويلز )، إنهم في القلب والبال دائماً وأبداً وحيثما أكون. حتماً ان السيكار الكوبي لن ينسيني الكنغورو والكوالا، خصوصاً أنني متوقف عن التدخين منذ 1987 ، والحمد لله .
الرجاء قراءة التعليقات تحت اللقاء

لقاء مع الفنَّانةِ المُتألقة ليم سليمان

أجرى للقاء : حاتم جوعيه    
  
مقدمة ٌ وتعريفٌ  ( البطاقة ُ الشخصيَّة )  :
       
         الفَنانة ُ الشابَّة ُ   " ليم رمزي سليمان "  من   سكان ِ   مدينةِ       " حيفا "    ،    عمرها  33  سنة  ،   عاشتْ  سنتين   منْ  طفولتِها   في  أمريكا  ...  فقد  سافرتْ  مع  والِدها   وأهلِها إلى  أمريكا  حيثُ عملَ   والدُهَا هناك ..  البريفيسور   " رمزي  سليمان "  محاضرًا في  موضوع  ِعلم ِ  النفس ِ  الإجتماعي  في    جامعة ِ  "  توسن  "  في  ولاية ِ  " أريزونا  "  ...    وأنهتْ   ليم ُ  هناك   صفيّ   الثالث   والرابع   الإبتذائي ...   وبعدَ  رجوعِها   للبلادِ  مع    أهلِها    أنهتْ دراَستهَا  للمرحلةِ  الإبتذائيةِ  والثانويةِ  في المدرسةِ  الأورتوذكسية  بحيفا  -    ثم   تابعَتْ  دراستهَا   الأكاديمية  وحَصَلتْ   على  اللقبِ  الأول ِ  ( البكالوريوس - " b . A  )   في  موضوع ِ الفلسفةِ  وعلمِ النفس –   من جامعة حيفا -    وعلى  اللقب ِ الثاني – الماجستير –  (  m .a  )  في   موضوع ِ  العلاج  عن   طريقِ  الأدبِ  والقراءة ِ  "  بيبلوثيربي  "   ( bibliotherapy )    من   نفس  ِ الجامعة  -  ( جامعة حيفا  )  .  
      وهي تعملُ  الآنَ -  بوظيفةٍ جزئيةٍ -   في   مؤسَّسَةِ   " رند " بإكسال  مع الأولادِ الذين  يعانونَ من العسر ِفي الفهم ِ والأستيعابِ وكيفية  العلاجِ عن طريق  ِالأدب ِ .      وتعملُ   أيضًا   في  مجال الترجمة ِ ولها  نشاطاتٌ  تربويَّة ٌ وثقافيَّة ٌ عديدة ٌ ...  وتمنحُ   القسمَ الكبيرَ من  وقتِهَا  المُتبَقي  للفنِّ  والغناء ِ.. .   وهي ُمتخَصِّصَة ٌ  في موسيقى  الجاز ِالكلاسيكيِّ  والبلوز ِ والروك ِ...  أْحْيَتْ  الكثيَر  منْ الحفلات ِ  والمناسبات ِ المحليَّة ِ ولها   العديدُ  منَ  الأغاني  الحديثةِ الخاصة ِ بهَا  ... وقدْ  كتبَتْ عنهَا وغطتْ أخبارَهَا ونشاطاتهَا  الفنيَّة معظمُ وسائل الإعلام ِالمحليَّة ِ ...   وكانَ لنا مَعهَا  هذا اللقاءُ الخاصُّ والمُطوَّلُ  والمُمْتِعُ   .  
  
سؤال 1  )    أنت ِ اخترت ِاللونَ الغربي  ( الجاز والروك  )  ولمْ تختاري  لونا ً آخرَ في الغناء كاللون ِ الطربيِّ الشرقيِّ  الكلاسيكي  ... أو غيره  ...  لماذا  ؟؟   
-جواب  1  -      الصحيحُ لستُ  أنا التي اخترتُ هذا اللون َ. .. بلْ هوَ الذي اختارَني ، فالحقيقة ُ إنني في بداية ِالأمر ِأحَْبَبْتُ  أنْ أغني اللونَ  الطربي الكلاسيكي  الشرقي  الأصيل   كأغاني  :  ام كلثوم وورده  وعبد الوهاب  ... إلخ  ... ولكن شاءت  الظروفُ أنْ أنضَمَّ إلى  إحدى  الفرق  ِ الفنيَّة ِ  الغربية   :   "  فريدي "   والتي   كان   أخي  " فؤاد سليمان  " عضوًا  فيها  ، وكانتْ هنالكَ  أغنية  ٌجديدة للفرقةِ  في أسلوبِ ولحن ِ " بلوز "    وطلبَ مني  أنْ أعملَ  مَعَهُمْ مشارِكة ً في الغناءِ  وأعطاني بعضَ التوجيهات ِوالإرشاداتِ الهامَّة في كيفيَّةِ  غناء  ِهذا  اللونِ  وأدائهِ  بالشكل ِ المناسب ِ .. وقدْ  قمتُ بمهمَّتي بشكلٍ مُتقن ٍ واكتشفتُ أنني أصْلُحُ لهذا اللون ِالغنائيِّ  َولَدَيَّ  ُقدْرَة ٌ وطاقة ٌ جيِّدة ٌ في هذا المجال ِ واللون ِ ..  .ومن  يومِهَا  بدأتُ أغني هذا اللونَ  وقرَّرْتُ أنْ  أستمرَّ فيه ِ في  مشواري الفنيِّ ... وما زلتُ  إلى الآن أغنِّيه ِ ،   والجديرُ  بالذكر ِ أنَّ  القليلين َ منَ  الفنانين والمطربين المحليِّين الذين  يغنُّونَ هذا  اللونَ .. . ووجدتُ  فيه ِ شيئا  جميلا ً وجديدًا  ومثيرًا  وملائمًا   لقدَرَاتي  وشخصَّيتي   َوُمؤهِّلاتِي الفنيَّة .   
   
سؤال 2  )     كيفَ  كانتْ  رُدُودُ  الفعل ِ  في  مجتمعِنا  لهذا  اللون الغنائيِّ  الذي  تغنينهُ   (  الجاز  والروك  )  ؟؟   
-جواب 2 -        هنالكَ  أناسٌ  في  مجتمعِنا   قدْ   أخذوُها   ( هذه القضيَّة  )   لموقفٍ  سياسيٍّ  وحسبُوا  ( حسب تفكيرهم  وتخيّلهم )  أنني غيرُ مُلتزمةٍ   وطنيًّا  وسياسيًّا  ... إلخ  ....   حسَب  إعتقادِهِمْ  ...ولكنَّ  الذي يعرفني شخصيًّا وعنْ كثب ٍ– يعرفُ بالضبط ِ آرائي ومبادئي ومواقفي السياسيّة والوطنيّة الملتزمة  والمشرِّفة  ...  وأنا َفعَّالة ٌ في  المضاهراتِ –  عن  طريق  الإعلام    والفيسبوك  ... وغيرها ... التي  ممكنُ أن  أعَبِّرَ  فيها  .   وأيضًا اللونُ الفني الذي أنا  أنتهجُه ُ بالإمكان ِأنْ  يُكرَّسَ  ( الجاز والروك )  لقضايا  وأمورٍ وطنيَّة ٍ وسياسيَّة ٍ ....  ولكنْ  أنْ  أجَندَ  وأكرِّسَ  الفنَّ  جميعَهُ  فقط لأمورٍ سياسيَّة ٍ بحتة  وليسَ  لقضايا ومواضيع أخرى  فبهذا أسيىءُ الإستعمالَ ...  وللوطن ِ أيضًا  أقللُ  منْ  قيمتِهِ... فالفنُّ  هوَ  رسالة سامية ٌ تعكسُ الإنسانَ  في  كلِّ  الأبعادِ  والمفاهيم  ويجبُ أنْ  يَصِلَ العملُ  الفني  الى  جميعِ ِ الناس ِ  وشرائح   المجتمع ِ على  اختلافِ طبقاتِهِم ْ وأوضاعِهِمْ  وانتماءاتِهِم ْ العرقيَّة ِ والسياسيَّةِ  والآيديلوجيةِ ...لأنَّ  الفنَّ  الحقيقيَّ  الهادِفَ  هوَ غذاء ُ الروح ِ والنفس ِ والوجدان  ويخاطبُ الجزءُ الهامَّ في كلِّ انسان ٍ  .    فالفنانُ عندما يخاطبُ  في فنهِ وإبداعِهِ جميع َ شعوبِ وأمم ِالأرض ِيَكوُنُ  قد نجَحَ  ووَصَلَ إلى مجالاتٍ  وآفاقٍ وأشياء ٍ أبعد  وأسمى  وأفضل  منْ  أنْ  يظلَّ  يدورُ حولَ  نفسهِ  أو في  بوتقةٍ  مغلقةٍ  ومحدودة ٍ  .   
     
سؤال 3  )    أنتِ غنيتِ لونَ الرُّوك الغربي باللغةِ العربيَّة ِ... وهذه تعتبرُ  بادرة ً وسابقة ً  جديدة ً...   وربَّمَا   تكونينَ  أنت ِ الأولى  أو  من  الأوائل  الذين  غنوا  الرُّوكَ  باللغةِ  العربيةِ ...   ما  ُهوَ  مَدى  نجاح ِ هذه  التجربة   ؟؟   
-جواب 3 -         إنَّ  هذه  التجربة َ بالفعل ِ كانتْ  جديدة ً.. . وأما بالنسبة ِ لي  فكانتْ  صعبة ً وأنا  أحببتُ  فنَّ  الروكِ  قبلَ  الجاز  ، فالروكُ   أهونُ  وأسهلُ ... والرُّوكُ   ُهوَ  راقصٌ  أكثر  من َ الجاز ِ ومنَ  السهلِ  ِالغناء  فيهِ  باللغةِ العربية ِ ...   وأما الجازُ ففيهِ  عُمْقٌ عاطفي أكثر ومن الصعب ترجمة  "الجاز "  إلى اللغةِ  العربيَّةِ  ...  وباختصار ٍ هذه التجربة كانتْ مقبولة ً للناس ِوطبيعيَّة ً بالنسبة ِ لي  وأنا  استمريتُ  في هذا اللون ِ وسأستمُّر أيضًا  في غناءِ  الجاز ِلأنَّ  صوتي  وشخصَّيتي   أيضًا  ملائمان   كثيرًا  لهذا   اللون   .  
  
سؤال 4  )       العراقيلُ   والصعوباتُ   التي  واجهتك ِ  في   بدايةِ مشواِركِ  الفنيِّ  ؟؟   
-جواب4  -      طبعًا العراقيلُ كانتْ وما زالتْ  فالناسُ في مجتمعِنا  (  القسم الكبير منهم  )   لا   يتقبَّلوُنَ  هذ   اللونَ   الغنائيَّ   ( الجاز والروك  ) ويجهلونهُ  ولا  يوجدُ عندهم الإثارة ُ والتذوُّقُ الفني  لهذا اللون ِ ،   وهذا ممَّا صَعَّبَ عليَّ إيجادِ جمهور ٍكاف  لأقدِّمَ عروضًا كبيرة ً وحفلاتٍ شاملة ٍ وعلى نطاق ٍ أوسع ... وصحيحٌ  كنتُ أعملُ حفلاتٍ  كثيرة  ولكنني  كنتُ  أطمح ُ دائمًا   بجمهور ٍ أكبرَ  وأوَسعَ  محليًّا .        وأما  في مدينة ِرام الله  فأقمتُ عدَّةِ حفلاتٍ وكانَ إقبالُ الجمهور ِ هناكَ  لا  بأسَ  به ِ -  حضور  واسع  ومختلط   " عرب  وأجانب  "  من مختلف الطبقات  ... وهنالك  يوجدُ اختلاط ٌ وَتنَوُّعٌ وَتعَدُّدٌ  ثقافي   .  
   
سؤال  5 )   أنتِ ُولِدتِ وَنشأتِ وَترَعْرَعْتِ في بيت ٍ فنيٍّ  َوُمثقفٍ يعشقُ ويتذوَّقُ الفنَّ والأدبَ  ...  هلْ كانَ للبيئةِ التي وُلِدْتِ ونشأتِ فيها  دورٌ كبيرٌ في دعِمكِ ونجاِحكِ  وتألقك ِ فنيًّا  ؟؟   
-جواب  -  5      طبعًا  أنا  ُولِدْتُ في بيتٍ فنيٍّ وعلم ٍ وثقافةٍ وفنون ووالدي  كان َ دائمًا  يستمع ُ  لموسيقى  متنوِّعة  ( غربية وشرقية )  ويعزفُ على  آلة ِ الجيتار   ويعشقُ  وَيتذوَّقُ  الموسيقى  والفنَّ ... وأخي  أيضا  موسيقي  وعازف ..   وأنا  تعلمتُ  العزفَ على  آلةِ الجيتار  منذُ  الصغر ِ بتأثير ٍ منَ  الأهل ِ.. .  وَعَمِّي  أيضًا  " إيليا سليمان  "   فهو  مُخرج ٌ  سينمائيٌّ  معروفٌ   وأنا  تعلمْتُ  وتثقفتُ سياسيًّا وأدبيًّا وموسيقيًّا وعلميًّا  ، فالبيئة ُالتي ُولِدْتُ فيها كانتْ ثريَّة ً بالفنِّ والعلم ِ والأدب ِ والموسيقى ...  وهذه  البيئة  أثرَتْ  عليَّ  منذ الصغر ِ ولعبتْ  دورًا كبيرًا  في  صقل ِ موهبتي  وتطوُّري  وتألقي موسيقيًّا  وفنيًّا  .
  
سؤال 6  )   رَصِيدُك ِ  من  الأعمال ِ  الفنيَّة  ؟؟  
-جواب  -  6      أعتبرُ نفسي في بداية ِ الطريق ِ وما زالَ  المشوارُ أمامي طويِلا  ً... ولقدْ أحييتُ الكثير من الحفلاتِ والمناسباتِ ويوجدُ لي  بعضُ  الاغاني الجديدةِ  -  الخاصَّة  بي  ... والبعضُ  منها  منْ كلماتي وألحاني  والبعضُ  الآخرُ  لملحَّنين  وكتاب ِ كلماتٍ  آخرين غيري  (محليِّين ) ...  وقريبًا  سأصدِرُ أعمالاً جديدة ً مُسَجَّلة   .
                                                                             سؤال  7  )    مع  منْ  تعاملتَ  منَ الموسيقيِّين  المُلّحِّنين  وكتاب الكلمات والشعراء المُلحِّنين  ؟؟  
-جواب 7  -    تعاملتُ مع الفنان ِ والموسيقي  "ميشيل  شجراوي "  وفرقتِهِ  الفنيَّة ِ  " يثرب "  وتعاملتُ  مع  بعض ِ الكتاب ِ الملحِّنين  مثل  :   " سليم أبو جبل "      ومع   أخي  " فؤاد  سليمان  " ... وبعضُ الاغاني  كانَ  من  كتاباتي  وألحاني  ... وأهمُّ  شيء ٍ ُهوَ  في الموسيقى ... أي اللحن    .                                                
   سؤال 8    )    لماذا  لا تتعاملينَ  مع ملحِّنين  وموسيقيين وكتابِ كلماتٍ (شعراء ) ومع شركاتٍ ومؤسساتٍ  فنية منْ خارج ِالبلاد ... وذلكَ  لتنتشرَ أغانيكِ  وأعمالكِ  الفنيَّةِ  على  نطاقٍ ٍ  أوسع ؟؟  
 -جواب 8  -      يا ريت فأنا  أطمحُ  كثيرًا  في المستقبل ِ في العمل مع  موسيقيِّين وملحِّنيين وكتابِ كلماتٍ  ومؤسَّسَاتٍ  فنيَّة ٍ منْ خارج لأنتشر وأشتهر أكثر ... وكي أنمُو وأتطوَّرَ وأتالقَ  فنيًّا ... وأنا أحبُّ أيضًا أن  أتعاملَ مع أشخاص ٍآخرين من  موسيقيِّين  وكتابِ  كلماتٍ  ُمبْدِعين على الصعيدِ  المحلي  . 
  
سؤال  9  )     أنت   دخلت ِ  مجال َ  التلحينِ ِ  والغناء ِ ونجحتِ ...لماذا لا  تدخلينَ مجالَ  التمثيل ِ ( الدراما ) –  "  تمثيل وغناء " ، وخاصة ً أنك ِ جميلة ٌ  جدًّا  وأنيقة ٌ وجذابة ٌ ؟؟     
-جواب 9   -     انا أحبُّ  التمثيلَ  كثيرًا ... والفنُّ  جميعُهُ  مرتبط ببعضِهِ  ويكملُ  بعضَه ُ  بعضًا –  سواء :    تمثيل  (دراما )    ، موسيقى  ،  غناء  ،   شعر   ،   رسم  . ..إلخ  ....   .   وإذَا  مُنِحَتْ وأعطيتْ  لي الفرصة ُ المناسبة ُ للمشاركة ِ  في  عملٍ  فنيٍّ  دراميٍِّ  (تمثيل )  على  مستوى  مقبول  فلنْ  أمانع َ أبدًا  .   
  
سؤال  10   )     رأيك ِ في  مستوى  الفنِّ  المحلي  ؟؟ 
-جواب  10  -           يوجدُ عندنا أعمالٌ فنيَّة ٌ راقية ٌ (محليًّا  ) في جميع ِالمجالات ِ  (غناء موسيقى تمثيل  )  ،  وهنالكَ  أعمالٌ أخرى تحتاج ُإلى اهتمام ٍ وصقل ٍ  أكثر ... والفنُّ محليًّا مازالَ  في  مرحلةِ  
تطور ٍ ونمُوٍّ ...ولكنَّ  المستوى  بشكل ٍعام  لا  بأسَ   به .    
  
سؤال 11  )   إنَّ الفنَّ على أنواعِهِ هو رسالة  ٌهادفة ٌ سامية ٌومثلي                     
ومُقدَسَة ٌ قدْ  تخدِمُ البشريَّة َجمعاء وليس شعبًا أو فئة ً مُعَينة ً فقط ... والفنُّ  الحقيقيُّ سواء  كان َ: ( غناءً أو تمثيلا أو رسمًا  أو شعرًا  أو أدبًا )  هو الذي  يخلدُ  للأبدِ  في ذاكرةِ  وضمائر  ووجدان  ِالأجيالِ والشعوبِ والأمم ِ... هل ينطبقُ  هذا على  فنانينا المحليِّين والمغنيين والممثلين والكتابِ والشعراءِ ...  إلخ   (محليًّا ) ...  ما   رأيُك ِ ؟؟    
-جواب  11  -      قد  ينطبقُ  على  قسم ٍ  وجزىءٍ  منهم  ،  ولكن ليسَ عليهم جميعًا.. وهذا  الأمرُ والوضعُ موجودٌ في كلِّ دولة ٍ وفي كلِّ مكان ٍ ... والجديرُ بالذكر ِأنَّ المجتمعات في الفترة ِالأخيرة ِبدأت تبتعدُ عن ِالأمور ِالروحيَّةِ والجوهريَّة ِ وأصبَحَت الأمورُ والمقاييسُ الماديَّة ُ  والبزنسُ  هي  المهيمنة َ والطاغية َ  على   فكر ِ  ووجدان وهواجس الناس ... والفنُّ  أيضًا  تأثرَ منْ  هذا ...   ونجدُ  وللأسفِ الكثيرَ منَ  الفنانين  الآن  ( في جميع  البلدان )  أصبَحَتْ  مقاييسُهُم وتوجهاتهم   مادِّيَّة ً  بحتة    ،    وخاصَّة ً  في  عصر ِ السرعة ِ... والموسيقى  أيضًا  أصبحَتْ  سريعة ً وأقلَّ عمقا ًوتأثيرًا  وروحانيَّة رغم  بعضِ جماليَّتِهَا ... ولهذا  فقدَت  الكثيرَ منْ  سِحرِهَا  وعُمْقِهَا وفلسَفتِهَا  الإنسانيَّة ِ والروحيَّة ِ الخالدة ِ .  
   
سؤال 12  )  هل الدراسة ُالاكاديمية ُوالمستوى العلمي والثقافي لهُم دورٌ في نجاح ِوإبداعِ الفنان ِ ،  وخاصَّة ً أنك ِ فتاة ٌ اكاديميَّة ٌ متعلمَة ومثقفة  ؟؟  
-جواب  12  -     عندما   الإنسان  يتعلم ُ  ويدرسُ   أكثرَ  وليسَ بالمعلومات ِ والنظرياتِ  فقط  وإنما بالتجارب ِ أيضًا  ، وخاصة ً منْ  مدرسةِ الحياة ِ  فروحُهُ  وآفاقه ُ تتوسَّعُ  أكثرَ منْ  خلال ِالعلم والمعرفة ِ والتجارب والخبرةِ  .  والفنُّ جزءٌ منَ العلم ِوالعلم ُجزءٌ منَ الفنِّ  والاثنان يحاولان ِ أنْ  يتصلا ويَصِلا إلى  حقيقة ٍ ُمعيَّنة ٍ.. حقيقة  الكون ِ والوجوديَّة ِ .    
  
سؤال 13 )   لماذا اخترتِ موضوعَ الفلسفة ِ وعلم ِالنفس ِ والعلاج النفسي عن طريقِ ِ الأدبِ  والقراءةِ  في  دراسَتِك ِ الأكاديميَّة ِ ولمْ تختاري  موضوعًا   آخر  ؟؟    
-جواب 13 -    طبعًا  بتأثير ٍ عائليٍّ  ومنْ  والدي ... وأنا شخصيًّا أحبُّ هذا  المجالَ  وأحبُّ  أنْ  اساعدَ  الناس َ   .  
  
سؤال 14  )   بما  أنك ِ مطربة ٌ وعازفة ُجيتنارٍ  لماذا  لم ْ تدرُسِي موضوع َ  الموسيقى  دراسة ً  اكاديميَّة ً  ( في الجامعة ) ...  وهذا يساعدكِ  في مجال ِعملك ِ  الفني -  الغناء  والعزف  ؟؟      
-جواب  15   -     ممكنٌ للإنسان ِالموسيقي أن يبدع َ  منْ  دون ِ أن يدرسَ موضوع َالموسيقى  ، لأنَّ  هذا الشيء  هو روحاني ينبُعُ  في ذات ِ  الأنسان ِ وروحهِ ...    ( الأنسان  صاحب  الموهبة   الفطرية الإبداعية )   .      فهنالكَ   أناسٌ  غيرُ  روحانيِّين  وغيرُ  موهوبين  حتى لو درسوا  موضوعَ الموسيقى  لا يبدعونَ  في هذا المجال ِ...  فالأساسُ  ُهوَ  بالروح ِ  والموهبة ِ    .  
   
سؤال 15   )  كلُّ  فنان ٍهو رومانسيٌّ .... هل أنت ِرومانسية ؟؟   
-جواب 15  -    يوجدُ  بي  جزءٌ  رومانسي ويوجد ُجزءُ  واقعي وهنالك   دائمًا  صراع  ٌ بينَ  الجزئين ،    وذلك  لطبيعة ِ الحياةِ والروتين  والعمل ِ المتواصل ِ ولمتاعب ِ الواقع   .      
سؤال  16  )   طُمُوحَاتُكِ  ومشاريعُك ِ للمستقبل ِ ؟؟                                                                                                                                          
-جواب  16 -   " إذا تريدُ أن تضحكَ ربَّنا  قلْ له ُ ما  برامجُكَ  " .     
يوجد ُ لي   الكثيرُ منَ  الطموحات ِ  والمشاريع    ومنها  :   قريبًا سيكونُ عرضٌ موسيقيٌ  متنوعٌ  فيه :  جاز  وبلوش وموسيقى روك عربي  وغيرها  في  مسرح ِ السرايا   بيافا  . 
  
سؤال 17  )   أسئلة ٌ  شخصيَّة  :   
-البرج   :    الجوزاء   .            )  الشراب المفضل  :  القهوه  .  
)  الأكلة   المفضلة   :   اللطعام   النبَاتي  - الخضار –  والقرع المحشي   .  
)  العطر  المفضل      -  جواب   :   العطر   الطبيعي -  الورود  . 
سؤال ) اليوم المفضل  ؟ -  جواب  :  يوم الجمعة  ( يوم العطلة ).  
واليوم الذي أكون فيه سعيدة ً  . 
سؤال )   يقالُ إن  وراء َ كلِّ رجل ٍعظيم ٍ أمرأة  عظيمة  والعكس بالعكس  ... ما رأيكِ  بهذه ِ المقولة ِ ؟؟   
-جواب  -     ممكنٌ  ولكن  ليسَ  هذا  دائمًا  في  كلِّ   الأحوال ِ .  
سؤال )   أنت ِ فتاة ٌ جميلة ٌ وأنيقة  ٌ وجذابة ٌ ... ولكونك ِ  فنانة  هل الجمالُ الشكلي الخارجي له ُ دورٌ  وتأثير  في مدى نجاح ِ المطربِ والفنان ِ  وانتشاره  ؟؟ 
-جواب -      لهُ    تأثيرٌ   بالتأكيد ِ   ( الجمال  والمظهر الخارجي ) ولكنني أعتمدُ على  مواهبي الفنيَّة ِ وقدراتي  وليس على  شكلي  .  
سؤال )  ما  هي السعادة ُ في  مفهومِك  ِ؟؟ 
-جواب -   السعادة ُ  هي  شيىء ٌ  نسبيٌّ  وعندما   يكونُ  الإنسانُ راضيًا عن  نفسهِ  والسعادة ُ  شيءٌ  داخليٌّ   ووضع ٌ  ونوع ٌ  منَ  الإكتفاء ِ  والرضى على  الموجود ِ وعلى  الذاتِ  ورؤية ِ  الشيءِ الجميل ِ بالرغم ِ منْ  كلِّ البشاعةِ  التي  ُتهَيْمِنُ  وتطغى على الحياةِ .... وهنالكَ   أغنية ٌ   للمطربة ِ    "  سوزان "     تقول     فيها  -  الترجمة  بالعربية -  : "  السعادة  ُهي  بينَ الزبالة ِ وورود ِ الجنانِ والحدائق  "    . 
سؤال )  الأمل -   جواب  -:     حسب  رأيي  الأملُ  هو مهمٌّ  لكلِّ سخص ٍ  للإستمرار ِ  في الحياةِ  ... ولكنْ  إذا  كانَ  كلَّ  الوقت ِ قدْ  ُيسَسِّببُ   الإحباط َ والتعبَ  النفسي  إذا  لم  يتحَققْ  . ُهوَ  مهم ٌّ ولا يستطيعُ الإنسانُ الوصولَِ للسعادةِ والحياة ِالطبيعيةِ المتوازنةِ  بدونِهِ فالحياة ُ بدون ِ أمل ٍ قاسية ٌ ،  وكما قال الشاعرُ  : 
"  أعللُ النفسَ بالآمال ِأرقبُهَا     ما أذيقَ العيشَ لولا فسحة ُالأمل" 
...ولكنَّ  التفكيرَ بالأمل ِ كثيرًا  يتعبُ  النفسَ  .    
سؤال )   الحياة   كيف   تفسِّرينهََا   ؟؟   
-جواب  -   الحياة ُ هي  الحياة ُ
سؤال )  أنتِ  ما  زلتِ عزباء  ... هل  تفكرين َ في الزواج  ؟؟   
-جواب -        إذا  ُوجِدَ  الإنسانُ  والشاب  المناسبُ  الذي  يتلاءَمُ  ويتطابقُ  مع  شخصيتي  وذوقي  وتفكيري  فلا  أمانع  .   

سؤال  18   ) كلمة ٌ أخيرة ٌ تحبين أن  تقوليها  في  نهاية ِ اللقاء  ؟؟ 
-جواب  -            أوَّلا ً  أشكركَ  على  أسئلِتك َ المُثِيَرة ِ  والهامَّةِ   يا  حاتم   وعلى  هذا  اللقاءِ  الرائع ِ والمُمََّز ...  وأتمنى  أنْ  أكون َ صريحة ً  في هذا  اللقاء    . 
-  وأخيرا : أتمنى لكَ  دوامَ التقدم ِ والنجاح .   
  

                               (   أجرى اللقاء :  حاتم جوعيه  -   )

لقاء مع فنان الحروفيَّة والفنِّ التشكيلي كميل ضو

أجرى اللقاء: حاتم  جوعيه

مقدِّمة  وتعريف ( البطاقة الشخصيَّة ): وُلِدَ  الفنانُ  التشكيلي والخطاط الأستاذ  " كميل  ضو " في  قريةِ  الرَّامة  الجليليَّة   سنة ( 956) ، انتقلت عائلته  للسكن  في مدينةِ حيفا عندما كان عمرهُ ستة  أشهر .. نشأ  وترعرعَ كميل في  مدينة  حيفا  وأنهى دراسته الأبتدائيّة  فيها  ثمَّ  الثانويَّة  في الكليَّة الأورثوذكسيَّة العربيَّة بحيفا وبعد ذلك  تابع  دراسته الجامعيَّة  وحصلَ على شهادة البكالوريوس  (   b.a) في الرياضيَّات  والفلسفة  من جامعة حيفا ...  ودرسَ  أيضًا  في  كليَّة  " جوردون "  وحصل  منها على اللقبِ الأوَّل  في  التربيةِ ..  ودرسَ بعدَ  ذلك  عدَّة َ  دوراتٍ في الفنون  التشكيليَّة  .    وبالنسبة  لوضعِهِ الإجتماعي  فهو متزوج  من "مريا "  ولهُ  ثلاثة  أولاد : ( فادي ، أندرو  وبيتر) . عملَ مُدَرِّسًا في  مدرسة مار يوحنَّا الإنجيليَّة  لمدَّةِ  36 عاما لمواضيع الرياضيَّات والفنون  التشكيليَّة والدين.. واشتغلَ  خطاطا  في  جريدة " الإتحاد " ومجلتي "الغد" و"الجديد"  في  سنوات  السبعينيات  من القرن الماضي ..  والآن  هو  متفرِّغ   للفن  التشكيلي  والخط   ويشتغلُ  مديرا عاما  لمركز   " كميديا "  للثقافةِ  والفنون  في  حيفا  -  وهو مركز  يعنى  بشؤُون وتعليم  الخط  العربي  للكبار والصِّغار ، وكذلك  هو  مركزٌ للفنون  التشكيليَّة  والمسرح  .  حصل  كميل  قبل سنوات ( سنة  2008 ) على جائزة الإبداع الفنِّي من قبل وزارةِ الثقافةِ  والعلوم  والرياضة ...  ولقد  أقامَ   الكثيرَ من المعارض الفرديَّة  والجماعيَّة محليًّا وخارج  البلاد وغطَّت أخبارَهُ  ونشاطاته  معظمُ الصُّحفِ  ووسائل  الإعلام  محليًّا  وخارج  البلاد  ويٌعتبرُ  بحقٍّ  وحقيقةٍ   من  أوائل الخطاطين  وفناني  الحروفيَّةِ  في  البلاد  وعلى  يديهِ  تتلمذ  الكثيرون  من  الخطاطين والفنانين التشكيليِّين الذين هم  اليوم  أساتذة  وفنانون  مشهورون ...  وكان  لنا  معهُ  هذا  اللقاء  الخاص  والمطول  لجريدة حيفا  .   

سؤَال 1 )  منذ  متى بدأتَ  تمارسُ هواية  الخط والرَّسم ومتى كانت  نقطة ُ الإنطلاق والشُّهرة ؟؟   
- جواب 1 - هواية ُ الخط بدأت منذ جيل مبكر( في جيل الطفولة  من 4 - 5 سنوات تقريبا ) وكنتُ أمارسُ عمليَّة  كتابة الأحرف والكلمات وبخطٍّ  جميل ، ولكن في جيل  متقدّم  أكثر ، في المرحلةِ الثانويَّة بدأتُ  في ممارسةِ هوايةِ  الرَّسم ( الفنّ التشكيلي ) .. وعندما بدأتُ أعملُ في جريدة "الإتحاد " كانت هنالك حادثة  أنَّ نقطة حبر سقطت على ورقةٍ  وبدأتُ اكتبُ  بعضَ الأحرف والكلمات  حول هذه النقطة وأوسِّع  بالفكرةِ حتى نتجت عندي لوحة  فنيَّة دون أن أدري واشعر..وبدأت  عندي فكرة ُ دمج  الرَّسم  مع الحرف .   وكانَ  فعلا الإنطلاقة  بمعرض كبير تبنتهُ  بلديَّة  حيفا  حيثُ عرضتُ ( 30 ) لوحة  من الحجم  الصَّغير  بالأسود  والأبيض  وفيها  أخذتُ  اقوالا  وأشعارًا   وبنيتُ  اللوحة َ التشكيليّة  من  خلال هذه الأشعار ... وفعلا  كانت البداية ُ قويّة ً حيث  حضرَ هذا المعرض الكثيرون،وخاصَّة ً الكتاب والشعراء المشهورون في تلك الفترة .. وقد  بيعَ  أكثر من نصف لوحات هذا المعرض ...وكانت الإنطلاقة  كبيرة ً .. ومن  ثمَّ  تابعتُ مشواري وأقيمت  لي  معارض  كثيرة  في  حيفا  ودالية الكرمل  وتل بيب والناصرة  والقدس  والعديد العديد  في مدن  وقرى البلاد  وخارج البلاد  أيضًا :  في فنلندا وهنغاريا  والبرتغال  والولايات المتحدة ، ألمانيا وغيرها  ... وصدرَ عدَّة ُ كتب ونشرات  عن  أعمالي  الحروفيَّة  والتشكيليَّة ، منها : كتاب  ( حروف مشرقة -  عن  دار النشر الفنلنديَّة  وباللغتين  الإنجليزيَّة  والفنلنديَّة  .    

سؤَال 2 )   هل  لك  هوايات  أخرى غير الرسم وكتابة الخط ؟؟  
- جواب 2 -     أنا  ركَّزتُ على الخط  والفن التشكيلي  مع  أنني  أتذوَّقُ الموسيقى  الجيِّدة والشعرَ والأدب ، وكما  أنني تعمَّقتُ كثيرًا في دراسة الكتاب المقدَّس  وأكرِّسُ  كلَّ يوم  قسما من  وقتي في الدراسةِ والوعظ  .  

سؤال 3 )   متى  بدأ   التغيير الجذري في حياتك  الروحيَّة  ؟؟ 
- جواب 3 -   في جيل  23  سنة  دُعيتُ إلى إجتماع لم أفهم  وأدرك معناه  وظننتُ لأول  وهلةٍ  أنهُ اجتماع  سياسي محض غير أن الذي  دعاني  شرحَ  لي انهُ  اجتماع   للقراءةِ   وللوعظ  من  الكتاب  المقدس  وبكوني   كنتُ  أدرسُ الفلسفة َ  في الجامعةِ إعتقدتُ أن هذا  مفيد  للفكر الفلسفي وأن أسمع أفكارا وآراءً جديدة ..وفي أول إجتماع  سمعتُ  الواعظ  يقولُ  قول المسيح : إنَّهُ  هو الطريق والحق والحياة .  وقد  صُدمتُ بداية ً لأنني  لم  أعرف أنَّ  يسوعَ  هو عمليًّا  كلّ  شيىء وكلّ ما يطلبهُ الإنسان : أين تسير( الطريق ) وما هو الصَّحيح (فهو الحق ). وما يريدهُ الإنسان (هوالحياة )..وهنا بدأ  يسوع  يتعاملُ  في حياتي .. وعندها  آمنتُ  بالمسيح  يسوع  وزادَ  حبِّي أضعافا  للناس لأنَّ الوصيَّة َ تقولُ : أحبّ قريبكَ  كنفسِكَ ..وأنا كنتُ أحد الأشخاص كالآخرين بعيدًا عن الطريق والحق والحياة  فأردتُ إيصال  هذا  الخبر السَّار إلى  الآخرين  .   

سؤال 4) هنالك عدَّة ُ مدارس في الرسم : كالتجريديَّة  والتكعيبيَّة والسرياليَّة  والكلاسيكيَّة  والتقليديَّة .. إلخ... لأيَّة  مدرسة  أنت  تنتمي ولماذا ؟؟ 
- جواب 4 -   بداياتي كانت تتجهُ أكثر إلى الأسلوب والمدرسة الإنطباعيَّة ... وفيما  بعد أخذتُ  اتجاها ومسارا آخرا مشتركا ما  بين التكعيبيَّة والتجريديَّة  والخط العربي ، وأنا أمزج  بين  هذه  المدارس والأساليب .  

سؤال 5 )  هل  هنالك  مواضيع  معيَّنة  تعالجُها  في  رسوماتِكَ ؟؟
- جواب 5 – هنالك  قضيَّتان  تهُمَّانني كثيرًا، وهما : قضيَّة الله  والوطن .. فكتابات من الكتابِ المقدَّس  وأشعار إنسانيَّة  وطنيَّة  هذا   بالخط ...  وأمَّا  في الفنِّ  التشكيلي  فآخذ مواضيعَ  معيَّنة  فأنا  أعملُ على  موضوع  حيفا  مثلا ، وهنالك  مجموعة  من  اللوحات التشكيليَّة لهذا الموضوع ، وأيضا أعملُ على أشعار لشعراء  كتبوا عن حيفا  ( لوحات تشكيليَّة  وحروفيَّة  عن مدينة حيفا  ).   

سؤال 6 )  رصيدُكَ من  الأعمال  واللوحات التي  أنجزتها  ؟؟  
- جواب 6 -   وصلتُ  إلى ما  فوق  ال ( 800 )  لوحة  ما   بين  لوحات  تشكيليَّة ولوحات  حروفيَّة   . 

سؤال 7 )   الجوائز ُ التي حصلتَ عليها  ؟؟ 
- جواب -     حصلتُ على جائزة مدينة حيفا  سنوات (  1984 – 1985  )   ضمن أسبوع  الكتاب  العربي .  وحصلتُ على جائزة  تكريميَّة  من مجلس محلي عسفيا  .. وعلى  جائزة  الثقافة والفنون  والرياضة  للإبداع   وغيرها  .   

سؤال 8 )    رأيُكَ  في مستوى الفنِّ  التشكيلي  والخط  محليًّا   ومقارنة  مع المستوى خارج البلاد  ؟؟ 
- جواب 8 -     في هذه  الأيام  نرى نهضة  ثقافيَّة  وفنيَّة  لا بأس  بها  في البلاد ، فهنالك  إدراكٌ  وتفهُّمٌ  أكثر  عند  الكثيرين  لأهميَّةِ  الأدبِ   والشعر   والفن  والخط والموسيقى منذ الصغر ..  وهذا  أمرٌ يشيرُ إلى وعي وإدراك  عند الكثيرين ، وطبعا  بسب سفري الكثير والمكثف خارج البلاد وعرضي لوحات هناك في صالات عرض  عالميَّة وعريقة يتقبَّلُ الأجنبي العملَ بكاملهِ من الناحيةِ الفنيَّةِ  والسِّعر  ويتذوَّقه بشكل جيد .  وفي مركز الخط العربي عندي  نلاحظ ُ اهتمام الأهل  في تحسين خط أولادهم ، وهذا المركز هدفهُ  تحسين خط الطالب  ودعم  الطالب ذي المهبة  حتى ينطلقَ إلى آفاق  ومجالات  أبعد   .   وأما خارج البلاد  فهنالك  إهتمام  كبير في الفنِّ  التشكيلي والفن الحروفي أيضًا عند الكبار والصغار  .  

سؤال 9 )  الخطاطون والفنانون التشكسليُّون الذين  تأثَّرتَ  بهم  وكان  لهم بصماتٌ  ودورٌ  في مسيرتِكَ  الفنيَّةِ : محليًّا وعربيًّا وعالميًّا  ؟؟ 
- جواب 9 -    أنا  وجدتُ  في مرحلةٍ  لم  يكن  هنالك  خطاطون  في  البلاد  سوى الخطاط " يوسف وهبي "  من أصل مصري ، وهو خطَّاط مبدع ، ولكن الذي عملتهُ  وتميَّزتُ بهِ  أنني انطلقتُ من  كتابةِ  الخط إلى الفن الحروفي  والزخرف .. وأنا  أولُ خطاطٍ  محلِّي  بدأ  يرسمُ  بالكلمات  والحروف...  وفي  سنوات  السبعين  من  القرن الماضي  حين بدأت بهذا النوع من  الفنِّ  بدون تواصل وتنسيق مع الفنانين من الدول العربيَّة ( كسوريا  ومصر والأردن  والسودان  ولبنان وغيرها  )  بدأ  بعض الفنانين آنذاك في استعمال الخط العربي  في  بناء الوحة التشكيليَّة .. فكأنهُ توارد خواطر فيما بيننا .. وفيما بعد عندما بدأنا نشاهدُ وننظرُ أعمالَ بعضنا البعض  وانفتحَ  العالمُ  على نفسهِ اتضحَ أننا نحنُ المجموعة الأولى التي بدأت هذه الفكرة الرائدة واستلهام الحرف في الفنِّ  التنشكيلي وكيفيَّة استخدام الألوان في اللوحةِ .  

سؤال 10 )   بصفتِكَ خطاط  وفنان تشكيلي مخضرم  ولكَ  تجربة ٌ طويلة وغنيَّة في هذا المجال  بماذا تنصح  المبتدئين وحديثي العهد  في هذا المجال  والذين ما زالوا في مرحلةِ الدراسة والتعليم ؟؟ 
- جواب 10 -  نصيحتي  للفنان الشَّاب المبتدىء  أن يبحث  دائما عن التجديد  دون  إهمال الجذور .  

سؤال 11 )  هل  هواية ومهنة الخط  والفنّ التشكيلي ( الرسم )  تعتمد على الموهبة قبل كلِّ شيىء  وبعدها تأتي الدراسة لصقل  ولتطوير  هذه الموهبة .. أم أن كلَّ إنسان وكل شخص  يستطيع وبإمكانه أن يكون  خطاطا ورسَّاما  إذا درسَ  موضوع الخط  والفن التشكيلي في معهد أو كليَّة ؟؟  
- جواب 11 -  هنالك  أمران  كنتُ  أركِّزُ عليهما  دائما   في تعليمي للخط .. الأول كنتُ أشدد  أن كلَّ شخص بإمكانهِ أن  يحسِّنَ خطَّهُ  وأن  يكتبَ بحسب قواعد الخط ..  ولكن  ليسَ  كلَ شخص  لهُ موهبة فنيَّة حروفيَّة ... وكنتُ من  خلال  تعليمي للطلاب أكتشف  للطلاب الذين عندهم مواهب فطريَّة  والذين  ليست  عندهم  مواهب .   وفي الفنُّ التشكيلي يستطيعُ كلّ شخص أن يلوِّنَ صورة ً ، ولكن لا يستطيعُ كلُّ شخص  أن يبدعَ  ويصبحَ فنانا  تشكيليًّا  .    

سؤال 12 )  وضعُ الخطاطين  الآن المادِّي والمعنوي  ومجال العمل بعد ان ظهرَ الكومبيوتر الذي  بإمكانهِ  القيام  بكل الأعمال   وتصميم  والخطوط  ؟؟ 
- جواب 12 -   كان  مجال العمل  للخطاط   ( قبل 22 سنة أو اكثر ) أوسع  بكثير ممَّا  هو عليهِ الآن) ونحنُ  الخطاطين  كان  لدينا  إبداع  كبير  بمجال  معيَّن  ما  قبل الطباعة على الكومبيوتر، ولكن اليوم نرى الحاسوب يعملُ عملَ الخطاط في كثير من  المجالات : من  طباعة  اللافتات  والإعلانات  للصحف  وغيرها  وتصميم  الكتب والدواوين الشعريَّة .  ولكن  هذا تحد  كبير للخطاط  أن يبدع  في مجالات أخرى  لا يستطيعُ  أن يقوم  بها الكومبيوتر  ( الحاسوب ) أو أن يكون الحاسوبُ عاملا مساعدًا  للفنان  والخطاط  في عملهِ  .    
 وفي مجالات معيَّنة تضرَّرَ الخطاط ، خاصَّة ًمن الناحية الماديَّة مقابل الخط وتصميم الإعلانات  التي كان  يقوم  بها  بريشتهِ .   

سؤال 13 )  الشعراء والكتاب الذين  تعاملتَ معهم وصممتَ لهم دواوينهم أو  لوحات  لأبيات  شعرية  لهم  ؟؟ 
- جواب 13 -       كما  ذكرتُ سابقا  في بداية عملي في جريدة الإتحاد تقابلتُ مع الكثيرين  من الادباء والشعراء : كإميل حبيبي  وسميح القاسم   وسميح صبَّاغ  وسالم جبران  ومحمد علي طه  وإميل توما  وحنا  أبو حنا   ورشدي الماضي  ... وغيرهم وصممتُ  للعديد  من الشعراء دواوينهم الشعرية أو  لوحات  لأبيالت شعرية  لهم  . 

سؤال 14 )  حظكَ من الصحافةِ  والإعلام  وتغطيتها  لأخبارك  ونشاطاتك ..  ومن  من الصحف  التي كتبت عنكَ واجرت معكَ اللقاءات  الصَّحفيَّة ؟؟  
-  جواب  14 - لقد كتب عني الكثيرون وأجروا معي الكثير من اللقاءات الصحفيَّة في الصحافة المحليَّة  والعالميَّة على مختلف أنواعها (الورقيَّة والألكترونيَّة  والإذاعة والتلفزيون  )  .  

سؤال 15)  أنواع وأنماط الخط التي تحبُّ أن تكتب بها ( الرقعة أم الديواني أم الثلث  أم النسخ .. إلخ .. ؟؟  
- جواب 15 -     هنالك الكثير من أنواع  وأنماط الخط العرب   والأنواع الرَّئيسيَّة والأساسيَّة تصل إلى 12 نوع ،ومنها يتشعَّبُ ويتفرَّعُ أنواع خطوط أخرى  بالعشرات  وتصل جميعها إلى حوالي المئات من أنواع الخطوط . وأنا أحبُّ كثيرا الخط الديواني  والنسخي ..الديواني  لأنهُ سلس التعامل  بهِ  كلوحةٍ  فنيَّةٍ .. والنسخ  لأنّهُ خط ٌّ مقروءٌ  وجميل  وكما أنني  أحبُّ  خط الرُّقعة الذي أعلِّمُهُ  للطلاب  لكي  يعرفوا كيف  يكتبوا  بالشكل الصَّحيح...  وخط الثلث أيضا الذي هو  قريب نوعا ما إلى خط النسخ     .  

سؤال 16 )  طموحاتكَ ومشاريعُك للمستقبل ؟؟  
- جواب 16 -     سيكون لي  أكثر من  معرض في الفترةِ القريبة : في فنلندا ودول أخرى ... وفي شهرأكتوبر( 10) من  هذه السنة سيكونُ هنالك  معرض كبير لي عن حيفا ( تشكيلي وحروفي ) .. وغيرها من النشاطات والفعاليَّات . 

سؤال 17 )  كلمة اخيرة تحبُّ أن  تقةلها في نهاية اللقاء ؟؟ 
- جواب 16 -     أحبُّ  أن أقولَ : إنَّ  كلَّ فنان أصيل يحبُّ أن يبدعَ  في مجال فنِّهِ وعملهِ لا أن يكونَ فقط مقلِّدًا ومُجترًّا  لما قبله ..إنَّما أن ينطلقَ نحو التجديد والإبداع .. وأيضا أرى مسؤوليَّتي كفنَّان أن أمجِّدَ الخالقَ من  خلال  فنِّي  ..
وفي النهاية أشكركم  الشكرَ الجزيل على هذا اللقاء .    

حوار مع الفنانة التشكيلية هالة الشاروني

من إعداد عبد القادر كعبان/الجزائر

هالة الشاروني فنانة تشكيلية متميزة من مصر، حاصلة على ماجستير في الرسم و التصوير من جامعة حلوان. موهبتها التي صقلتها مع الزمن جعلتها تحلق الى فضاء واسع سيعا لتحقيق جملة من الطموحات و الآمال التي تسيطر عليها. شاركت  لوحاتها في العديد من المعارض المحلية و الدولية و نالت العديد من الجوائز و من هذا المنطلق فتحنا معها الحوار الآتي:

بداية كيف تقدم هالة الشاروني نفسها للقارئ؟
فنانة تشكيلية مصرية شابة لازالت تبحث عن الموضوع والفكرة والأسلوب. 
كيف تحددين دوافع وبدايات ومسارات تجربتك الفنية؟
منذ الصغر وانت تعرف بأنك مختلف والبيت يساعدك على هذا الاختلاف فتعلم ان بداخلك طاقة يجب ان تخرج في صورة ما وقد وجدت الرسم هو التعبير الامثل ، فكنت طالبة عادية في التعليم المدرسي ولكني كنت متفوقة في التعليم الجامعي لانني احببت ما افعل و اردت تعلم المزيد ، فدخلت كلية التربية الفنية وتخرجت بتقدير جيد جدا فأكملت الدراسات العليا في قسم الرسم والتصوير ، ولكن سرعان ما تطرقت الى الحياة العملية والمعارض الفنية والورش والسفر ، فقد احسست انني سأكتسب خبرة اكبر وخبرة مختلفة وسأحتك بأقراني من الفنانين حول العالم واشاركهم التجربة الفنية ، ولكنني حصلت على الماجستير ورفضت اكمال رسالة الدكتوراة.
بمن تأثرت من الفنانين المحليين و العالميين؟
تأثرت وانا صغيرة بفن الكاريكاتير وفي الجامعة كنت من عشاق بيكاسو وسلفادور دالي وخوان ميرو واحببت اساطير الفن المصري القديم لما فيه من سحر، وبحكم موضوع الماجستير احببت الفن البدائي وفنون الكهوف كثيراً فاكتشفت عالم اخر كنت اظنه ساذج او سطحي ولكنه مليئ بالعبقرية ، وعندما سافرت اول رحلاتي الى النمسا عشقت ايجون شيلي عندما كان هناك معرض في احد المتاحف يعرض اعماله وخطاباته ورحلته في المصحة النفسية. 
متى ترسم هالة الشاروني؟ و هل كان لثورة يناير و الظروف التي مرت بها مصر في الفترة الماضية تأثير في تكوين لوحاتك؟
عادة كنت ارسم في حالات الحزن او الغضب فقد كان الرسم هو العلاج النفسي الوحيد الذي افرغ فيه الطاقة السلبية واحولها الى انتاج فني ، ولكن مع الاحتراف اصبح الفن جزء من حياتي وممارساتي اليوميه فأعمل على لوحة او ارسم اسكتش او حتى اتصفح الانترنت لرؤية اعمال فنية وابداعات حول العالم / بالنسبة لثورة يناير فقد اتجهت الى الجرافيتي الاجتماعي والسياسي وعملت على تصميم بوسترات ونشرها على الانترنت وفوجئت بنشرها على الحوائط في القاهرة ، وتوقفت عن رسم اللوحات لعدة اشهر بسبب الانشغال بالاحداث السياسية ، وعندما تقدمت الى معرض تابع لوزارة الثقافة ولاول مره ارسم بصدق عن مصر وحالها رفض عرض اللوحه في المعرض بل وتم بفعل الموظفين تخريب اجزاء منها عن عمد .. لم افهم حينها ان الوضع لم يتغيرعن قبل ثورة يناير ، وبعدها توقفت عن الرسم السياسي وخاصة الجرافيتي واتجهت لرسم قضايا انسانية واجتماعية اكثر ، لا انكر حالة الاحباط التي شعرت بها حينها.  
كيف تتعاملين مع الألوان عادة و كيف تساهم في جمالية لوحاتك؟
انا اعشق الالوان واحب ان ارى الكثير من الالوان في العمل والكثير من الملامس والتأثيرات واوحدها بالخط في النهاية ، وهذا ما يميزني ، فانا اعشق التكدس والزحام وتغطية كافة المساحات ، وقد تكون حياتي في مدينة مزدحمة كالقاهرة اعطتني هذا الحب للتراكب الاشكال ، واعتقد هذا مايميز اسلوبي حاليا.
شاركت في العديد من المعارض المتميزة محليا و دوليا، فما هي القيمة المضافة التي أتت بها لحضرتك؟
توسيع المدارك بشكل كبير فالانسان يتعلم من خبرات اقرانه ، فنحن نعاني من نفس المشاكل في العملية الابداعية ولكن الحلول مختلفة ، وهذا يوسع المدارك ويجعلك اكثر تقبلا للاخر وقد يعطيك حلول لمشاكل عديدة وخاصة في العملية الابداعية ، وايضا هي فرصة مهمة لرصد ردود افعال الجمهور المختلف ثقافيا ، جزء من حياة الفنان اكتشاف العالم والانفتاح عليه والعمل مع فنانين اخرين بخبرات مختلفة 
ما قيمة الجائزة في مشوارك الفني؟
الجائزة الحقيقية للفنان عندما احدهم يشعر بعمل فني لك ويحبه ويحب ان يقتنيه ، لو احصل سوا على جائزتين واحدة في التصوير الفوتوغرافي هنا في مصر وانا لا اعلم استخدام الكاميرا جيدا ولكني اعتمدت على جمال اللقطة نفسها،  والاخرى كانت عن مجمل الاعمال كتشجيع من مؤسسة فرنسية ، من الجميل ان احصل على جائزة مهمة ولكن ردود افعال الناس وحبهم لاقتناء الاعمال حتى لو لم يملكوا المال ، انا اعطي الكثير من اللوحات كهدايا ، فانا اقدر من يحب فني حتى ان كان لايقدر على الدفع ولكن المهم تقدير تلك القطعة الفنية التي هي تحمل جزء مني شخصيا.
أي الموقفين يبعث الحماسة في إحساس الفنانة التشكيلية هالة الشاروني، وقوف فنان تشكيلي أمام لوحاتها و يقوم بمناقشتها أم وقوف إنسان عادي أمامها و يسألها عن مضمونها؟
احب ان اراقب المتفرج من بعيد لارى رد فعله ، وعادة ما اصل الافتتاح متأخرة فلا اقابل العديد من الناس ، اتحمس إن وقف الانسان العادي واعجب بالعمل ، فهذا يعني انه وصل الى قلبه من دون ان يكون متخصص او دارس ويعلم كيف يحلل العمل الفني، وايضا ليس تعاليا مني ولكن انا لا اجاوب على من يسأل عن مضمون العمل لعدة اسباب ، اولا انا لا افرض على المتلقي فكرتي عن العمل بل اتركه يفكر ويضع اسقاطاته ويفهمه بطريقته او لا يفهمه فيحبه او يكرهه ، ثانيا ان كنت استطيع التعبير بالكلام لكنت عبرت بالكتابة او الخطابة او العمل السياسي ، ولكن وسيلة تعبيري عن ذاتي هي في لوحاتي ، لذلك انا حتى ان اردت ان اتحدث عن عمل فني فأنا لا استطيع.
ما هي الحركة الفنية التشكيلية العربية الأبرز في المرحلة الراهنة؟
لا اعلم ، مع الانترنت والانفتاح على فنانين عرب ارى العديد من الحركات الفنية المختلفة ، وفي العديد من المجالات ، فالوقت الحالي يتسع للكل لان يقدم ماعنده. 
هل وصلت الفنانة التشكيلية المصرية الى المكانة التي تليق بها في رأيك؟
ليس بعد ، لدي الكثير لاتعلمه واجربه ولاتهمني المكانة في الوسط الفني فهي ليست سوا رأي اشخاص فيك وانا لا يهمني رأي الناس في اي شيء ، الاهم ان ارضى عن نفسي وعن المستوى الذي اقدمه. 
حدثينا عن تجربتك في عالم التصوير؟
تجربة زاخرة عامرة حتى الان فيها صعود وهبوط وتخبط وقوة ، لازلت اكتشف فيها الكثير واحاول جاهدة ان اترك بصمة وسط جيل قوي من الفنانين الشباب.
المجتمع والناس والحياة والوجود والهموم والتساؤلات أقاليم متعددة، كيف تنظرين إليها بمفهوم الصورة؟
العمل الفني او التعبير الفني ليس الا طرح اسئلة عن كل هذه الجوانب وعكس تفاعل الفنان مع كل ماحوله سواء مجتمعه او الاشخاص من حوله او حتى ذاته وهمومه ومشاكله وتساؤلاته ، كل هذا مايكون شخصية اي فنان ، فهذه هي وظيفتة ، ان يتفاعل مع كل هذا ويقدمه بشكل ابداع بصري يطرحه للجمهور ، مجرد طرح لكل تلك الهموم ولكن ليس دور الفنان ايجاد حلول ، دور الفنان في رأيي تسليط الضوء فقط 
ما هو جديدك في عالم الرسم و التصوير؟
اعمل على مشروع حالي قدمته لمسابقه فنية وانتظر النتيجة ، وايضا مشروع جرافيتي اسمه بلا حواجز ، عن الحرية الجنسية للمرأة وحرية الحب. 
كلمة أخيرة؟
سعيدة جدا باهتمام صحف عربية بنشر تجارب وخبرات فنانين آخرين واتمنى يوما اقامة معارض في كافة الدول العربية ، شكرا لاتاحة الفرصة للشباب لعرض خبراتهم واعمالهم.

حوار مع القاصة الإماراتية هند بن جمعة


أجرى الحوار عبد القادر كعبان/الجزائر

هند محمد بن جمعة شابة من الإمارات، مقيمة في أبو ظبي و هي من مواليد سنة 1983 استطاعت في فترة زمنية قصيرة أن تصعد على خشبة القصة بإيمانها الشديد بهذا الجنس الأدبي الذي لا يزال محافظا على مكانته وسط موجة الأجناس الأدبية الأخرى، و قد سبق و صدرت لها مجموعة قصصية تحت عنوان "سنوات على غيابك" عن دار الفارابي (لبنان). 

أولا من هي هند بن جمعة؟
كاتبة اماراتية، تخرجت من جامعة زايد سنة 2006 ، بكالريوس علاقات دولية، و عاشقة لأدب القصة، و الرواية و المقالة حتى النخاع، و استكشاف و طرح كل ما هو جديد و واقعي، و غريب، و جريء، و في الكتابة أجد متعتي، و هي رفيقتي التي أءتمنها على نفسي، و أسراري، و أفكاري، و كتاباتي.  

حدثينا عن أول باكورة قصصية لك؟
عملي الأول هو عبارة عن مجموعة قصصية، تضم ثلاثة أعمال، و قد كثر النقاش و التساؤل حول هذه الأعمال، و انقسمت الآراء حول كونها قصص أو روايات الى ثلاثة أقسام أيضا، فمنهم من قال بأنها قصص طويلة جدا، أو أشبه بروايات، و ذلك نظرا للعدد الكبير من الكلمات التي احتوت على كل عمل، و منهم من قال بأنها ليست بمجموعة قصصية، فالمجموعة القصصية يجب أن لا يتعدى فيها كل عمل عدة صفحات، و منهم  من لم يعلق على الاطلاق مكتفيا بالقول بأن القصة هي قصة على كل الأحوال مهما كان حجمها ضخما،  و مهما كثر عدد كلماتها، لأنها في النهاية آداة يستخدمها الكاتب ليبث و ينشر رسائله، و أفكاره للمجتمع من خلالها.
و الكتاب يضم ثلاثة قصص اجتماعية، عن الحب، و الرومانسية تحديدا، و لذلك هي قصص تتحدث عن العشاق، و المحبين، و تنطق بلسانهم كوني اعتمدت على أسلوب الضمير المتكلم في كتابتها، و هذا ما أثار التساؤلات ان كانت تلك القصص حقيقية، أو أنها لأناس أو أشخاص معينين؟! أو هي تخص الكاتبة؟ و هنا سأجيب بأنني لا أتحدث فيها عن رجل معين أو امرأة معينة، أو عن هند الكاتبة، و انما قمت بالكتابة عن نساء، و رجال يمثلون احدى الصور الاجتماعية، الواقعية، و المنتشرة في مجتمعنا، فعندما أقول بأن هذه الروايات واقعية، فأنا هنا لا أتحدث عن واقعية الأشخاص، بل أتحدث عن المجتمع و عن البيئة التي تحيط به، لذا قد تجد المئات من النسوة أنفسهن في هذه القصص، و كذلك المئات أو حتى الآلاف من الرجال أنفسهم أبطالا فيها، و قد يشعر بعض القراء و هم يقرءون هذه الروايات، و يمسكون صفحاتها بأيديهم، كأنهم يمسكون مرآة يرون فيها أنفسهم، لذلك أفرح كثيرا عندما يتساءل القراء في مواقع التواصل الاجتماعي من هي تلك الشخصية؟! أو هل تقصدين فلان في هذه الشخصية؟! فذلك يعني أنني قد نجحت في تصوير المجتمع كما هو قائم بالفعل!
و يجمع هذه الروايات تحرك واحد، و هو الغياب، و الفقد الجارح، لذا كثيرا ما اسمع من القراء بأنهم قد أمضوا وقتا في البكاء بعد انتهاءهم من القراءة، و هنا أيضا أفرح لأن ذلك يعني نجاحي في جعلهم يتأثرون و يعيشون أحداث القصة، و تفاصيلها كلها، بحلوها، و بمرها!  
كيف، و متى تم اكتشاف موهبتك في الكتابة؟
عندما كنت طالبة في أدراج الجامعة، في السنة الثالثة تقريبا، أدرس مساق الكتابة باللغة العربية، طلب منا الدكتور المشرف على تعليمنا في نهاية المحاضرة د. محمود الجبالي أن نقوم بكتابة قصة قصيرة واقعية لا يقل عدد صفحاتها عن ستة صفحات، و بقيت أفكر بعد انتهاء المحاضرة، يا ترى ما هي الفكرة الواقعية الأفضل لهذه القصة، و قررت بعد مدة من التفكير أن أكتب عن احدى قريباتي التي أعاني بسبب حشريتها و تدخلاتها المستمرة في أمور بنات العائلة الأمرين، و بالفعل بدأت، و شرعت في كتابة القصة، و لكنني لم أكتفي بالمطلوب، بل أصبح عدد الصفحات التي كتبتها يتعدى الخمسة و ثلاثون صفحة! قمت بتسليم الورقة في موعدها المحدد للأستاذ، و بعد فترة قام أستاذنا بتوزيع الدرجات على الطالبات، ما عدا أنا فقد طلب مني المجيء الى مكتبه بعد المحاضرة، و كم أصابني الذعر، و الكثير من التساؤلات كانت تطرق عقلي، يا ترى ماذا يريد الأستاذ محمود مني؟! هل لديه شك بأنني قد أكون غشاشة؟! 
ذهبت الى مكتبه، و بدأ بالسؤال: هل أنتي من قام بكتابة هذه القصة؟! و طبعا كان جوابي "نعم!" ، قالها لي و بكل ثقة اذا أنت كاتبة! لم أصدق تلك الكلمات، و بالطبع فرحت كثيرا بها فهل هناك شعور أجمل من أنك تمتلك ميزة أو مؤهلا قد يساهم في جعلك شخصا مهما، أو عضوا فعالا في المجتمع؟! 
لكن الموهبة تم اكتشافها و أنت على مقاعد الدراسة، و العمل الأدبي بزغ في عام 2013م، أي بعد عدة سنوات من تخرجك! هل هناك عراقيل أو صعوبات حالت دون صدور العمل مبكرا؟
من خلال هذا السؤال سأكمل لك الشق الثاني من قصة اكتشاف هند الكاتبة، و للتوضيح فقط عندما قيل لي بأني كاتبة لم يكن يقصد بأنني مستعدة و في الحال، لأنها كانت البداية فقد طلب مني أن أقوم بقراءة جميع روايات الروائي العربي المعروف احسان عبد القدوس، و بالفعل ذهبت يومها الى مكتبة جرير في أبوظبي، و اشتريت ما يقارب العشرة روايات، و قمت بقراءتها، و أعجبت كثيرا بأسلوب الكاتب الذي رأيت فيه الواقعية، و السلاسة في الطرح، و مستوى الكتابة المباشر البسيط الذي يتيح لجميع القراء مهما كانت مستوياهم على القراءة، و فهم الرسائل التي يرغب كاتبنا في ايصالها، و لا أستطيع أن أنكر كم استفدت منها، و كم تحسن أسلوبي في الكتابة بعد فترة من قراءتها. 
و ليس هناك سببا معينا للتأخير، و لكني انشغلت بعدها في السنة الأخيرة من الجامعة في دراستي، ثم في مجال العمل، و أعباءه، لكنني شعرت بالحنين بعد ثلاثة سنوات تقريبا و خاصة مع تذكري للجامعة و الحياة الجامعية، و لأساتذتي، و طبعا الأستاذ محمود الجبالي و كلماته حول ما يختص بموهبة الكتابة، لذلك عدت الى نصائحه و أخذت وقتي في قراءة الروايات، و من ثم شرعت في الكتابة، و رغم أعباء الحياة لم أترك القراءة يوما.

كيف كان رد فعل الوسط الأدبي الخليجي بعد نشر مجموعتك القصصية الأولى؟
من خلال هذا العمل تعرفت على عدد لا يستهان به من الأدباء، و الشعراء، و المفكرين في الخليج العربي، و خارجه، و من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثل تويتر، و الانستغرام، و الفيس بوك، تمكنت من معرفة صدى هذا العمل في مختلف الدول، و الحمدلله كل شيء على ما يرام، فقد أصبح لدي حتى الآن عدد كبير من القراء تربطني معهم علاقة طيبة، يشجعونني و يسألون عن جديدي على الدوام.  
بمن تأثرت بمسيرتك الأدبية عموما؟
لم تتأثر  مسيرتي الأدبية بكاتب أو أديب معين، أو شخص معين و لكنني حريصة جدا على أن أجعل الكتابة، و القراءة جزءا من يومياتي، فالكتابة هي كالحرفة بحاجة الى صقل، فالنحات على سبيل المثال بحاجة الى العمل دائما لكي يتقن الصنعة، و كذلك في الاستعانة بذوي الخبرة في مجاله من وقت لآخر، و الحال مشابه للحرف الأخرى، و للكتابة أيضا التي سأبقى مدى حياتي بحاجة الى تعلمها، و الى صقلها عن طريق الكتابة و القراءة كي أستمر، و لكن يمكنك القول بأنني تأثرت بالكاتب الكبير احسان عبد القدوس، فهو مثلي الأعلى.  
لمن تدينين بنجاحك في الكتابة؟ 
قبل كل شيء أدين لوالدي الذي كان يطالبني و أخواتي منذ أيام طفولتنا على قراءة عشرة صفحات على الأقل للكتب التي تستهوينا بالطبع، و هي عادة أصبحنا نعمل بها تلقائيا حتى اليوم، ثم أدين لمعلمتي عبلة النصيرات، معلمة اللغة العربية في المرحلة الاعدادية و الثانوية، و التي و الى جانب أنها نجحت و بامتياز في تأسيسي أنا و بقية الطالبات في الفصل على أن نتعلم أهم الركائز و الأساسيات لكتابة القصة و الرواية، كانت تطلب منا أن نقوم بكتابة يومياتنا، و في نهاية الأسبوع تقوم بجمع دفاتر يومياتي أنا و بقية الطلبة لتصحيحها، و من ثم مناقشتها، و هذا ما ساعد على تطور مستوى الكتابة لدي مع مرور الوقت، و على أن تظهر جرأتي في الكتابة دون خوف، و أخيرا للدكتور محمود الجبالي الذي فاجأني ليخبرني بأنني أمتلك المقومات التي تؤهلني لأن اصبح كاتبة ناجحة، ثم للكاتب و الاعلامي الاماراتي المعروف الأستاذ جمال الشحي الذي و رغم المسؤوليات المثقلة على عاتقة لم يتوانى عن مساعدتي، و على ابداء رأيه حول العمل، و مقترحاته التي ساهمت على تطوره، و ظهوره بالمستوى الذي ترونه.

ما هي أهم الركائز الأساسية لنجاح الرواية و القصة في رأيك؟
قبل أن يفكر الكاتب أو يتساءل و يقول يا ترى ما هي الركائز الأساسية لكتابة الرواية، أو القصة، أو المقال؟! قبل ذلك عليه أن يستشعر ضميره، أو أن يتعامل مع القلم على أنه أمانة، و بناء عليه يجب أن أحسن استخدامه، و أن يفكر و يسأل نفسه قبل الشروع الى الكتابة يا ترى ما هي الرسالة التي أرغب أن أرسلها لقرائي، أو ما هو هدفي؟! ثم بعد ذلك تأتي بقية الأمور الشخصيات، و الحبكة و العقدة، و الزمان و المكان، و الأحداث الأخرى المتصاعدة، و تلك هي أيضا ركائز لا يجب اهمالها، و الوصف الدقيق لبعضها خاصة في الروايات نرى أن غالبية الروايئين يعملون على وصف الزمان و المكان ، و للشخصيات بشكل دقيق بحيث قد يشعر القارىء بأنه جزء من هذه الرواية، أو احدى شخصياتها، مع الابتعاد عن التكرار، و الحشو بهدف الوصول الى عدد معين من الكلمات أو الصفحات! 

هل كتابة القصص في نهاية الأمر انعكاس لما يعتمل في الذهن عن الواقع أم الواقع مجرد نقطة انطلاق للتجريب؟
السؤال هنا يعتمد على ما هو نوع القصة، أو الرواية؟ هل هي واقعية، أم هي خيالية؟! فان كانت واقعية من وجهة نظري هي ترجمة أو انعكاس لما في أذهاننا عن الواقع، فالكاتب هنا سيعتمد بشكل كبير على ما يراه، و يشعر به من مواقف، و ما يشغل غالبية الناس من أمور، و من ثم يقوم بترجمتها و كتابتها على شكل عمل أدبي.  
كيف تقيم القاصة هند بن جمعة الأدب الإماراتي في سطور؟
كما هو واضح الأدب الاماراتي قفز قفزة هائلة، من خلال ظهور عدد كبير من الكتاب، و الروائين، و المبدعين في عدة مجالات، و في فترة قصيرة لا تتعدى الخمسة الأعوام، اصبح لدينا ما يقارب مائة دار نشر امارتية، و كل دار تصدر ما يقارب من ثلاثين الى أربعين عنوان في مختلف المجالات، و غالبية الكتاب هم كتاب اماراتيين، حتى أن بعض العناوين أصبحت مرشحة لجوائز عالمية كجائزة البوكر للرواية، كالكاتب المبدع عبيد بو ملحة صاحب رواية "رجل و ثلاث نساء"، و الكاتبة الاماراتية تهاني الهاشمي صاحبة رواية "جرف هار"، و كذلك حكامنا و شيوخنا يهتمون على الدوام بنشر الثقافة و الوعي في مجتمع دولة الامارات، و لذا نرى أعراسا ثقافية عدة يتم تنظيمها على مدار العام في عدة امارات مثل أبوظبي، و الشارقة، و العين، و في الخارج أيضا كمعرض فرانكفورت في ألمانيا، و جائزة الامارات للرواية، لذا لا يسعني أن أقول سوا أن الأدب الاماراتي هو احدى أهم الفنون الثقافية في دولتي.    
بما أنك تطرقتي الى أن هناك عدد كبير من دور النشر الاماراتية، لماذا لم يتم نشر كتابك في احدى هذه الدور؟! 
أحببت سؤالك كثيرا! و سأكون صريحة معك، أنا كفتاة اماراتية، و أحب دولتي حتى النخاع، حرصت على أن ينشر عملي في احدى دور النشر الاماراتية، و ذهبت الى عدد منها و لكنني و للأسف قوبلت بالصد، و تمت معاملتي بشكل سيء، تلك الأمور كادت أن تصيبني بالاحباط، و بجعلي أرمي بكتابي عرض الحائط! 
هل بامكانك أن توضحي لنا ما هي أسبابهم في الرفض؟
أولا رغم أن أصحاب دور النشر كانت على قدر كبير من الحماس على أن ينشر هذا العمل، الا أن ما كان يصل الى مسامعي هو أن اللجنة في الدورلديها تحفظا على بعض الأفكار، و خاصة عن ما يحدث في مجتمعنا، و تحديدا البنت الاماراتية التي لا يقبل ذويها عادة على أن تسافر و تتعلم في الخارج، و على أن تحب! متناسين ما قد يحدث من وراء الأسوار! لذا طلبو مني بعض التغييرات، و التي كانت جذرية فأحد الأعضاء طلب مني أن أختصر ما قمت بعمله في ما يزيد عن العشرين ألف كلمة في ألف و خمسمئة كلمة! أي أن أحول هذه الروايات، و القصص الطويلة الى قصص قصيرة جدا! و دار أخرى أخرى سلمني صاحبها كتابا عبارة عن مجموعة قصصية لاحدى الكاتبات الاماراتيات، طالبا مني قراءته، و تقليد الأسلوب الذي انتهجته الكاتبة! 
و ماذا كانت ردة فعلك تجاه تلك التصرفات؟! 
بالطبع صدمت كثيرا، و هالني ما سمعت، و ما رأيت من انغلاقهم و قوقعتهم تحت تقيدهم بمعايير، و أساليب معينة في الكتابة، و كما أخبرتك اصبت بالاحباط و الحزن لبعض الوقت، و لكن و كما يقال الحياة لا تتوقف عند شخص معين بالنسبة للأصدقاء و المحبين، و العشاق!  و كذلك الحال بالنسبة الى الكاتب، انجازه لا يتوقف لدى دار نشر معينة، و لذا أخبرتهم بأن شروطهم غير مقبولة، لأنني مقتنعة شخصيا بأن عملي ليس فيه ما يمس المجتمع، و الفتاة الاماراتية، لأننا الآن في زمن العولمة، و أصبحت الفتاة الاماراتية أكثر انفتاحا، و جرأة، و بالنسبة الى الحب، و العشق تلك هي مشاعر، و أحاسيس قد تخترق قلب أي شخص، أو أي فتاة، و ليست محصورة على جنسية، أو مجتمع معين! 
و لماذا قمت باختيار دار الفارابي؟
أرسلت المخطوطة الى دار الفارابي قبل أن أرسلها الى دور النشر الاماراتية، و حصلت على الموافقة بعد عدة أيام من ارسالها، كما أن الدار قامت بارسال العقد في نفس اللحظة، و أعجبني تعاملهم كثيرا، و اهتمامهم بكتابهم، مهما كانت الجنسية التي ينتمي اليها الكاتب، و هذا ما شجعني و جعلني أضع عملي بين يديها، و كذلك هي دار عريقة، لها تاريخها، و مكانتها في الوطن العربي. 
 ما هو مدى اقترابك من الأدب الجزائري؟ 
مما لا شك فيه، أثبت الأدب الجزائري وجوده و جدارته على مر العصور، و السنين، سواء كان ذلك على المستوى العربي أو حتى الغربي، حيث أن الكثير من الأعمال قد تمت ترجمتها الى لغات غربية عدة، و هناك كتابا الى جانب انتهاجهم للغة العربية في أعمالهم، استخدموا أيضا اللغة الفرنسية كالروائي و الأديب أمين الزاوي، و الأدب الجزائري عموما تحدث عن كل شيء يخص حياة الجزائريين، فقد تحدث عنهم قبل الاستعمار، و أثناء الاستعمار، و بعد الاستعمار، و تناول مواضيع سياسية جريئة كالارهاب، و الاشتراكية، و غيرها من القضايا التي نجد ندرة طرحها في ذلك الوقت نظرا لحساسيتها، و أنا كأي قارئة عربية لدي اهتمام بالأدب الجزائري، و أحرص دائما على متابعة أعمال بعض الأدباء كالكاتبة أحلام مستغانمي، و واسيني الأعرج، و من وقت الى آخر أقرأ لشاعر الثورة مفدي زكريا رحمه الله.
ما رأيك في موجة مواقع التواصل الاجتماعي، و هل تساهم في متابعة القارئ للإنتاج الأدبي؟
مواقع التواصل الاجتماعي بما فيها التويتر، و الانستغرام هي كأي اختراع له حسناته و سلبياته، أو هي سلاح ذو حدين، و للشخص أن يقرر اما أن يحسن استخدامها أو أن .....! و لا يمكن أن ننكر بأن لها الفضل بالنسبة لنا ككتاب أو أدباء في تسهيل عملية التواصل مع القراء، و الجمهور، و معرفة اذا ما لاقت أعمالنا استحسانا منهم أم لا؟ و كذلك تعتبر أداة تسرع من عملية الدعاية و الاعلان عن كل ما يختص بنا من كتب، و مقالات، و أخبار، الخ. 
لكنها في بعض الأحيان قد تكون لها بعض المساوىء، خاصة مع ادمان الناس في استخدامها لأوقات طويلة جدا، و النتيجة يقل اهتمام أفراد المجتمع على القراءة و المطالعة، مستبدلين تلك الأمور بأمور أخرى تافهة كالتجسس على الغير من خلال تلك البرامج، و اصطياد الأخطاء، و التقاط الفضائح، و غيرها من الأمور المخزية التي يعتبرها البعض انجازا عظيما، أو كنزا لا يجب التفريط فيه!   
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
أعمل حاليا على وضع اللمسات الأخيرة لعملي الروائي الثاني، و هو عبارة عن قصة اجتماعية، رومانسية، مستوحاة أفكارها من قصة حقيقية، و قد تجد نفسك أحد ابطالها! و كذلك لدي عدد من المقالات الاجتماعية ذات اطار ساخر، سيتم عرضها شهريا في مجلة بنت الخليج الاماراتية، ايضا أفكارها قد استوحيتها من بواطن الواقع، رأيت معظمها و عايشتها بأم عيني، و استفزتني فبالتالي كتبت عنها، و منها سمعت عنها من اشخاص عايشوها أو وقعو في فخها! 
كلمة ختامية للقارئ؟
أحبكم كثيرا، و بفضل محبتكم و تشجيعكم نجحت رواية "سنوات على غيابك"، و بفضلكم أنا باقية، و انتظروني في عملي الروائي القادم، و انتظروا مقالاتي، و كلي أمل أن تنال أعمالي و كلماتي على اعجابكم.  

لقاءٌ مع الفنَّانَةِ التشكيليَّةِ خُزَيْمَة حامد

أجرى اللقاء : حاتم جوعيه  - المغار -  الجليل

مقدمة وتعريف  ( البطاقة الشخصية )  :       
             
 الفنانة ُالتشكيلية ُ الشابَّة ُ "خزيمه حامد  "  منْ  سكان مدينة  الناصرة ِ ،  عزباء  ،  أنهَت ْ دراستهَا الإبتذائية والثانوية  في الناصرة   ،     بعدها   تابعتْ  دراستهَا  الأكاديمية  حيث    درسَتْ موضوع َ   "  فنون  تشكيلية  "   في  كلِّيَّةِ  الفنون ِ   بالناصرة  ...   درستْ هذا الموضوع َ وتتلمذتْ على  يدِ خيرة ِالأساتذة  المختصين في هذا المجال ِ وكما أنها أخذتْ عدة َدوراتٍ تكميلية ٍفي هذا المجال في عدة  كليَّاتٍ  ،  مثل :  كلية  "صفد "   ،   كلية  " تال حاي "  .. وغيرها   .         حاصلة ٌعلى شهادةِ (   مدرب مؤهل -  מדריך מוסמך  בכיר    ) - مرشد  مؤهل  كبير للفنون   .   شاركت  في  عدَّة ِ  معارضِ   للرسم ِ  في   مختلفِ   أنحاءِ  البلاد   كمعارض  شخصيَّةٍ  وقريبةٍ  في الناصرةِ  وغيرها ..   أو  معارض  مشتركة  مع  مجموعة ٍ منَ  الفنانين  ،   ولاقتْ  معارضُهَا   رواجًا  وإقبالا ً  كبيرًا  منَ  الجماهير  والناس ِ وحظيتْ بتغطية ٍ إعلاميةٍ واسعةٍ في  مختلفِ وسائل  ِالإعلام  ...  وهي تعملُ الآن قي مجالِ ِالفنون ِمع كلِّ   الأجيال  في  عدّةِ   مؤسسات ٍإجتماعية  وتربوية ٍ  وفي  عدَّةِ  مدارس  .   إفتتحَتْ  قبلَ عدَّة ِ سنوات ٍ   "مركز  جاليري  للفنون "   لفترة ِ أربع ِ سنواتٍ  في السوق ِ القديم  بالناصرة   للتعليم ِ ولإقامة ِ المعارض  فيهِ     . 
            تعتبرُ  الفنانة ُالمبدعة ُ "خزيمه حامد "  ُرغمَ حداثة ِ سنِّها من أكثر ِالفنانين والفناناتِ التشكيليَّاتِ محليًّا  نشاطا ًوعطاء ً إبداعيًّا متواصلا في  مجالِ  الفنِّ التشكيلي من خلال ِإقامةِ المعارض للرسم  وغيرها  .    وكانَ لنا  معَها هذا  اللقاء ُ الخاص  .
        
سؤال 1  )   منذ متى  بدأتِ   تمارسينَ  هواية َ الرسم ِ ومن الذين شجعوك ِ  في  بداية ِ الطريق ؟؟      
-جواب 1 -        موهبة ُ الرسم ِكانتْ مدفونة  ًوابتدأتُ أمارسُ هذه الموهبة َفي مرحلة ِ الدراسة ِ الثانويّةِ وعن  طريق ِالصُّدْفة ِ وابتدأتُ أرسمُ واتضَحَ لي انني صاحبة ُموهبةٍ بارزة ٍفي هذا المجال ... ومن خلال ِالرسوماتِ  التي كنتُ أرْسُمُهَا أحْسَسْتُ أنني أجدُ  نفسي وذاتي فيها  ، ولهذا  بعدَ  إنهائي الصف الثاني عشر درستُ هذا الموضوع  " الفن التشكيلي "   دراسة ً  أكاديمية  في   أكثر ِمنْ   كلّيَّة ٍ  لتنميةِ وتطوير ِهذه  الموهبة ِ على  مستوى أعلى وأرقى  ،  وما زلتُ  إلى الآن أرسمُ  وأقيمُ  المعارضَ  وأعَلّمُ  هذا الموضوع  .   
   
سؤال 2 )    هلْ واجهتكِ  صعوباتٌ وعراقيلُ في البداية  ؟؟   
-جواب 2  -          الصعوباتُ كمجتمع ٍعربيٍّ  غير متفهم ٍ وغير معنيٍّ بالفنِّ والرسمِ  فينظرونَ إليه ِ (قسمٌ  لا  بأس به  من المجتمع )   كشيىءٍ  ثانويٍّ  وأنهُ  لا يطعمُ  خبزا ً ، وهذه   فكرة  خاطئة .   وأنا قرَّرتُ  متابعة َ دراستي  في هذا  المجال  ، والآن   - والحمد لله  -  أعملُ في هذا المجال  ( الرسم )  ومستمرة  في العطاءِ  والإبداع المتواصلِ رغم كلِّ الصعوباتِ  والعراقيل  .   
        وهنالك  مثلا ً :   الإفتقارُ  إلى الدعم ِ الماديِّ للإستمرارِ في العطاء ِ ،  فنحنُ  لدينا  في  معظم ِ القرى  العربية ِ والمدن ِ أيضًا ميزانياتٌ خاصَّة ٌ ومُخَصَّصَة ٌ للثقافةِ  والفنون ِوالآدابِ  جميعها  ،  ولكن أينَ  تذهبُ هذه  الميزانياتُ  !!؟؟    فلا  تمنح ُ لأيِّ  فنان ٍ أو  أديبٍ  إلا   في  حالاتٍ  نادرة  ٍ ( بعض الفتات  )  .     فكلُّ   هذه الميزانيات الضخمةِ  أين  تذهبُ  ؟؟ .....    فنحنُ  الفنانوُن َ  يصلُ البعضُ  منَّا  منَ  الجمل ِ ِأذنهُ  وبالواسطة ِ ..   وأنا حتى الآن   لمْ  أأخذ ْ شيئا ً إطلاقا ً منْ  هذا الجانب ِ .     ورُغمَ  عَدَم ِ وجودِ الدعم المادي   إطلاقا ً   والمعنوي   أيضًا ...    ووجود  كلِّ  الصعوباتِ        والحواجز  والعراقيل  فقد  أخذتُ   بناية ً في  السوق ِ  القديم ِ   في الناصرة ِ  ورمَّمْتها على حسابي ومن جيبي وافتتحتُهَا  مركزًا ثقافيًّا للفنون ِالتشكيلية ِ... وأقمتُ  من  خلالِ  هذا المكان ِ والمركز ِ الكثيرَ من  البرامج ِ  والفعاليات  الثقافيَّة   والفنيَّة   المختلفة ِ  والمعارض  العديدة  وأمسيات ٍ  مختلفة    وكنتُ   أعَلمُ   فيه ِ   موضوع َ   الفنِّ  التشكيلي   ،     وكانَ  هذا  المكانُ   مفتوحا ً أمام َ  جميعِ   السُّوَّاح ِ  والقادمين والضيوف  ، وخاصة ً انهُ  توجدُ  فيه ِ  الأشغالُ  اليدوية ُ وتصميمُ  الفنونِ   وهدايا  أيضًا  بأسعارٍ   شعبيَّةٍ  ( شغل يد )  التي لاقتْ  إقبالا ً ورواجًا   كبيرًا ... فيوميًا   يأتي  ويزورُ هذا  المركزَ  عددٌ  كبيرٌ  منَ  الناس ِ   .      وكما   أنني  عملتُ   وفتحتُ   عدَّة َ   دورات ٍ  للفنون ِ  في   المدارس   ومراكز ِ  الشؤون ِ  الإجتماعيّةِ   ومراكز  وجمعيات ٍ  نسائيَّة ٍ ...  وعملتُ  جداريَّاتٍ على الحيطان ِ مع  مجموعة ٍ  منَ الفنانين  .    
  
سؤال 3  )     هنالكَ  عدَّة ُ مدارس  في  الفنِّ  التشكيلي   ، مثل  :  المدرسة  الكلاسيكيَّة  ، السرياليَّة   ،  التكعيبيَّة  ،  التجريديَّة ... إلخ ...  لأيِّ  مدرسةٍ   أنتِ   تنتمين  ؟؟  
-جواب  3 -      أنا  أدمجُ   بين  عدَّةِ  مدارس  تشكيليَّة ... وإبداعي للفنِّ  يتمحورُ  بينَ  الأسلوبِ  التعبيري  والتجريدي  .  
   
سؤال  4  )    الفنانوُن   التشكيليُّون   الذينَ   تأثَّرْتِ   بهِمْ   وَترَكتْ إبداعاتهُم  أثرًا  وبصماتٍ على لوحاتكِ ورسوماتك ِ ؟؟ 
-جواب 4 -         أنا   تأثرتُ   بعدَّةِ   مدارس   وأساتذةٍ    للفنون ِ  التشكيليةِ  ،     مثل   :       " مايكل أنجلو "           و  " رونالد  دوفينشي "         و " سلفادور  دالي "     و " بيكاسو  "     على  المستوى  العالمي ...   وبالفنان  المحلي  القدير   "شريف  واكد "   من   الناصرة    .   
  
سال 5  )   أنتِ منْ أكثر ِالفناناتِ والفنانين التشكيليِّين  ( الرسامين ) شهرة ًوالذين يقيمونَ معارضَ مكثفة ً لرسوماتِهم في مختلف ِ القرى ومدن ِ البلاد .. .  ما  هو  سرُّ هذا النشاطِ  وكيفَ  إقبالُ  الناس ِ إلى معارِضِكِ الفنية  ؟؟    
-جواب  5 -   أنا نشيطة ٌجدًّا في إقامة ِالمعارض وأنا بطبيعتي دائمًا عمليَّة ٌ وفعَّالة ٌ  ونشيطة ٌ   ( ديناميكية )   وأحبُّ  العطاءَ   والتجديدَ والإبداع  ... وأما ردُودُ الفعل ِ بالنسبةِ  لأعمالي وما  قدَّمتهُ منْ  فنٍّ فكانتْ رائعة ً جدًّا  .   
   
سؤال 6  )    حظكِ  من  الصحافة   والإعلامِ   وتغطيتها  لأخباِركِ ونشاطاتكِ  الفنية  ؟؟  
-جواب 6 -          حظي  جيّدٌ  في  هذا  الجانب ِ ودائماً    يغطونَ أخباري ونشطاتي الفنيَّةِ من قبلِ  معظم وسائل الإعلام ِعلى مختلفِ أنواعِها  ( المسموعة والمرئيَّة والمقروءة - وماوقع الأنترنيت)  .   
   
سؤال  7  )     هل  لكِ مواهبُ  فنية  أخرى  غير  الرسم  ؟؟  
-جواب 7  -          نعم  يوجدُ  لي العديدُ منَ  المواهب  الأخرى  ، مثل  :   موهبة الرقص ..  وأنا أعملُ مع  الجيل ِالصغير ِ  وأَصَمِّمُ  لهم  رقصاتٍ  خاصة   للطفولة  .     ولي   هواية ُ  مطالعة ِ الكتبِ  وممارسة  الرياضة  حيثُ   درستُ  هذا  الموضوع َ  ( الرياضة )  وحاصلة  على  شهادة   مُدَرِّبَة   مُؤهَّلة   للرياضة  عامة ً  منْ  كليِّة   ( أوهلو )    .   
   
سؤال  8  )    أهمُّ المواضيعُ  والقضايا والأمورُ التي  تعالجينهَا منْ خلال ِ رسوماتك  ؟؟   
-جواب 8  -         أكثرُ  شيىءٍ  أنا  أهتم ُّ به  وأتحَدَّثُ  عنه ُ  منْ خلال ِ لوحاتي  هو  المرأة  وقضاياها  عامَّة ً ومِن خلال ِ  مواقف   سياسيَّةٍ  واجتماعيَّةٍ  وانسانية    .   
   
سؤال  9  )    آخرُ  المعارض  التي  أقمتِيها  أو  شاركت ِ  فيها  ؟؟  
-جواب 9  -           لقد أقمتُ الكثيرَ من  المعارض  وآخرها  كانَ معرضًا  أقمتهُ   في   أمسية   في   مركز ِ  " محمود درويش  " -  الناصرة  ( المركز الثقافي البلدي سابقا )  ومعرضًا  آخرَ أقمتهُ  في المركزِ الفرنسي  قبلَ  أربعة  أشهر ٍ تقريبًا  في الناصرة   .    
  
سؤال  10 )    طموحاتكِ ومشاريعك ِ للمستقبل  ؟؟   
-جواب  10 -      أطمحُ  أن  أكون  فنانة ً  تشكيلية ً عالمية   وأقيمَ معارضَ على مُستوى دولي  ولوحاتي  تنتقلُ  من  دولة  لدولة   في  كلِّ  المعارض الدوليَّة ...وأنْ   تُبَاعَ هذه اللوحاتُ  وتحظى  بالتقديرِ والأحترام ِ الذي  تستحقه ُ  .  
سؤال 11 )    كلمة ٌ أخيرة ٌ تُحِبِّينَ أن تقوليها  في نهاية  اللقاء  ؟؟   
-جواب  11 -     أشكركمُ  كثيرًا على هذا  اللقاء  .